أحزابٌ في كنف (الإمامة)! بقلم/ عـبدالله عـلي صبري

اللقاءُ الموسَّعُ الذي جمع الأحزابَ والمكوناتِ السياسية يوم أمس، اكتسب أكثرَ من دلالة، فإلى جانب أنه قد منح الشراكةَ الوطنية مظلةً أوسعَ، حين التأمت الأحزابُ في نقاش علَني لمخرجات مشاورات السويد بحضور أعضاء الوفد الوطني، فإنه قد أعلن عن الآلية المناسبة التي يتعيَّنُ إعمالُها قبل اتّخاذ خطوات استراتيجية لها تأثيرُها المباشرُ على المستقبل السياسي لليمن بشكل عام.

ولا شك أن مخرجاتِ لقاء الأمس قد منحت الوفدَ الوطني تفويضاً مدروساً لمواصلة العمل على الجبهة السياسية في مواجهة الحرب العدوانية على بلادنا، وخوض غمار التفاوض بخطوات واثقة، ومستندة إلى الملاحظات والتوصيات التي استمع إليها أعضاء الوفد في اجتماع الأمس.

لم يقل أنصارُ الله أننا ماضون لوحدنا في الحرب والسلم، وتدل مشاركتهم في الاجتماع الموسع على تمسكهم بيمن الديمقراطية والتعددية الحزبية والسياسية على عكس ما يدّعيه خصومُهم المسكونون بهواجس الولاية والإمامة، وحتى لمن يستهجنُ العملَ الحزبي داخل أنصار الله أنفسهم، نقول: إن أنصار الله مكون دَعَوِيٌّ وسياسي واجتماعي، وهكذا هي الأحزاب السياسية القوية التي تقوم على الفكر والتنظيم والحاضنة الاجتماعية..!

ومن دلالات الاجتماع أنها وضعت الأحزابَ السياسية أمام مسئولياتها ودورِها الحقيقي. ومع علمنا أن ظروفَ الفترة الانتقالية، ثم الحالة الاستثنائية التي تعيشُها البلادُ في ظل الحرب والحصار، قد ألقت بظلالها على الحالة الداخلية والجماهيرية للأحزاب السياسية، فإن ذلك لا يعفيها من مسئولية مراجعة الذات، ومغادَرة أسلوب العمل “الدكاكيني”، الذي أفضى إلى تكاثُر اليافطات الحزبية حتى إذا جئنا للواقع لم نجد الغالبيةَ منها سوى سرابٍ يحسبُه الظمآنُ ماءً.

التحدي الثاني متعلقٌ بآلية العمل السياسي، فالتعدُّدية الحزبية تقتضي التوازُنَ بين السلطة والمعارضة، صحيحٌ أن العدوانَ يستوجب التوحُّــدَ في مواجهته، غيرَ أن تهافتَ الأحزاب على السلطة والمحاصصة في المناصب، دون القيام بواجباتها الأصيلة، قد يجعلُها في الأخير مجردَ ديكور لنظام شمولي لا يجوزُ أن يتكررَ في يمن المستقبل.

Abdullah.sabry@gmail.com

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com