أنا اليمني إن تسأل .. بقلم الشاعرة/ زهراء حلاوي

* شاعرةٌ لبنانية

 

أَنَا اليمنيُّ إنْ تسأل، لستُ لمثلِكم أركع.

أَنَا اليمنيُّ إنْ تسأل

صارَ التُّرْبُ لي مأكل

صارَ الموتُ لي مأمن

صارَ اليُتْمُ قافيتي

وأغنيتي

وصار ضريبةً تُدفَع

إن ما شئتُ أن أسلَم

***

أنا يا عُربُ من دمكم

ومنكم لحميَ يُنهَش

تشَاركنا عروبتنا

وكلَّ شؤون أمّتنا

حتى أحرف الكلمات واحدةٌ

إذا نطقت سرائرنا

فكيف تسيل من دمكم مآسينا

ولا تشكون من نزفٍ

ولا جرح بكم يُصدَع

***

أأخبركم بأن أخي غفا بالأمس للأبدِ

ولكن قبل أن يغفو

نادى “جائعٌ أمّي

فهل ترويني لو دمعاً

وتطعمني يداكِ الحزنَ كي أشبع”

***

أنا اليمنيُّ تَسمعني

جِراحُ الأرض حين أبوحُ عن حُزني

ولونُ سمائنا المصبوغ باليتمِ

ولكن لي “أشقاءٌ”

صمّوا الأُذُنَ عن صوتي

وخلّوني لأوجاعي

***

أنا اليمنيُّ آهاتي ستؤذيكم

وتُحرقكم

وتقتل كُلَّ من أَحكَم

علينا سوطَ جلّادٍ، لئيمٍ كافرٍ أعزل

سوى من بعض أحقادٍ

وجهلٍ فيه قد أُحكِم..

***

أنا اليمنيُّ قوّامٌ

وإنّا من عروبتنا

يفيضُ البأسُ والشدّة

فلسنا غِرارُكم “عُربٌ”

نُساق كمثل ما تفعل

بكم أسيادكم حتى

غدوتم عندها نعجاً

وصرتم دونها خدَماً

***

أنا اليمنيُّ لا ريبٌ

بأنّ اللهَ ناصرُنا

وأنّ اللهَ قائدُنا

وأنّا منه نستأتي عزيمتنا

وإن طالت مآسينا

وبات الجُرحُ يُعيينا

فلا واللهِ لا نخضع

ولسنا لمثلكم نركع

***

أَنَا اليمنيُّ إن تسأل

لستُ لمثلكم أركع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com