توشكا اليمني بصافر يحقق أكبر هدف عسكري في تاريخ الصواريخ الباليستية

صدى المسيرة:إبراهيم السراجي 

الضربة، التي وجهها الجيش واللجان الشعبية لقوات الغزو بمنطقة صافر بمأرب الجمعة الماضي بإطلاق صاروخ “توشكا” على معسكر لهم ولمرتزقتهم، أعادت للصواريخ الباليستية السوفيتية أهميتها ولمكانها في قمة أنجح الأسلحة الصاروخية على الإطلاق.

منذ الجمعة الماضية وعند إطلاق صاروخ توشكا الباليستي العملية النوعية للجيش واللجان بمأرب أصبح “توشكا اليمني” أكثر صاروخ باليستي يحقق أكبر هدف عسكري منذ ظهور هذا النوع الصواريخ وحطم الرقم القياسي الذي كان يحمله صاروخ سكود العراقي الباليستي والذي أطلق في عام 1991 والذي استهدف أفراد المجموعة اللوجستية 425 من الجيش الأميركي كانوا قد وصلوا للتوّ الى مكان اقامتهم في الظهران، للمشاركة في الحرب ضدّ العراق ولقي 28 منهم مصرعهم وجرح 88.

ورغم أن الرواية الرسمية لقوات الغزو غير صحيحة باعترافهم بمقتل 92 من الجنسيات الإماراتية والسعودية والبحرينية ومليشيا الفار هادي ورغم عدم صحة الرقم إلا أنه يضل أكبر من قتلى الجيش الأمريكي بصاروخ سكود العراقي قبل 24 عاماً.

 

وكانت صدى المسيرة في عددها الأخير نقلت عن مصادر مطلعة أن  67 جندياً إماراتياً لقوا مصَارِعَهم، كما سقط 42 جندياً سعودياً و16 جندياً بحرينياً، إضافة إلى 12 جندياً أردنياً، أما في ما يتعلق بالخسائر البشرية في صفوف مرتزقة حزب الإصلاح وعناصر القاعدة فقد أكدت مصادرُنا أن ما يزيد عن 52 لقوا مصرعهم مصارعهم وعدد كبير جداً من الجرحى، وعلى صعيد العتاد العسكري فقد دمَّر الصاروخ 25 عربة حاملة صواريخ من نوع مانستير وثلاث قاطرات وقود و 4ناقلات إسعاف وعدداً من طائرات استطلاع وطائرتين أباتشي، وأحترق عدد كبير من الآليات العسكرية الأخرى ما بين دبابة ومدرعة، وقدرت المصادر أن مجموع ما تم إحراقه من هذه الآليات يفوق المائة آلية عسكرية.

من جانبه يؤكد مجتهد المغرد السعودي الشهير بصحة تسريباته أن عدد الجرحى والقتلى الفعلي في صفوف العدو هو 1070 إصابة، بينها 300 قتيل و770 جريح. وكانت دول الإمارات والسعودية والبحرين قد أقرت بمقتل 60 جندياً وضابطاً خليجياً، و32 من مرتزقة الإصلاح والقاعدة وهادي.

ويسير مجتهد إلى أبعد من ذلك مؤكداً أن الجيش واللجان الشعبية استطاعت اختراق قوات الغزو وميليشياته أدت إلى نجاح العملية وأن دقة توجيه الصاروخ لم تكن ضربة حظ.

كل المعطيات تشير إلى أن الصاروخ اليمني الباليستي “توشكا” قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه وحقق نجاحا عسكريا غير قواعد المواجهة وجعلت الغزاة يحسبون ألف حساب قبل أي خطوة يقدمون عليها غير أن رد الفعل من قبل دول الغزو بدا طفولياً ولا علاقة له بالحرب وكذا الإدانات التي صدرت عن دول ومنظمات طمعا بالمال الخليجي جعلت من عملية قتل جنود الغزاة هي أول عملية في التاريخ التي يجري فيها إدانة قتل جنود في حالة حرب.

 

عن ذلك يقول الكاتب العربي عامر محسن في مقال نشرته الأخبار اللبنانية ويقول فيه :” الغريب كان تعامل النظام الخليجي ــــ وأتباعه من العرب ــــ مع الهجوم كأنّه “خرقٌ لقواعد اللعبة”، أو كأن استهداف جيشٍ محتلّ أمرٌ مستغرب ومستفظع، أو كأنّ القنا، على جنود الخليج، محرّم (والمشكلة هي أنّ الحرب لم تبدأ بعد). هذا المنطق الطفولي جارى فيه الكثير من العرب أسيادهم، فأبرق نبيل العربي، الأمين العام للجامعة العربية، ليدين “الهجوم الارهابي” في مأرب، لتكون تلك، كما علّق أحد الأصدقاء، المرة الأولى في التاريخ التي يتمّ فيها “ادانة” قتل جنودٍ خلال حرب. ولم ينسَ الأزهر أن يقدّم واجب العزاء لكلّ من الدول المشاركة في الغزو على حدى، فيما وصف مستشار وزير الدفاع السعودي، أحمد العسيري، الهجوم اليمني بأنّه “جبان” وكأن الشجاعة، هي أن تسمح للغزاة باحتلال أرضك”

ويشير الكاتب إلى “مفارقة تاريخية تستحقّ التأمّل: صاروخ توشكا، بهيكله السوفياتي القديم، كان الكثيرون يعتقدون أنه صار خارج الخدمة منذ أيام اليمن الجنوبي، الّا أن الطواقم اليمنية قد حافظت عليه، واستمرت بصيانته، واستعملته بمهارة ضد الغزاة. صاروخٌ صنعه الرفاق السوفيات في زمنٍ آخر، خرج من مصانع مدينة “كولومنا” التاريخية قرب موسكو، ليصيب هدفه بدقة بعد أكثر من أربعين سنة. هناك ايضاً أمثولة لا بد من ذكرها: من بين التقارير المتضاربة عن أعداد الضحايا، اماراتيين وسعوديين وبحارنة، لم يهتمّ أحدٌ، لا الخليجيون ولا أعداؤهم، بإحصاء أو ذكر اليمنيين الذين قاتلوا الى جانب غزاة بلدهم، وقُتلوا في الهجوم. لم يلتفت إليهم أحد.”

صحيفة صدى المسيرة العدد58 الخميس 10سبتمبر2015

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com