في رحاب المصطفى صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين .. بقلم/ راجح عامر

فُؤادِي في هَوى طَه أسِيرُ * ومَا لِسِوَاهُ تَشتَاقُ الصُّدُورُ

تَفَطَّرَ من لَهيبِ الشَّوقِ حُبَّاً * وسَالَ كأنَّه المَطَرُ الغَزيرُ

يَحِنُّ لَهُ حَنِيناً بالتياعٍ * ونَحوَ رِحَابِه أضحَى يَطيرُ

ومَهمَا هَامَ فيه فَلَيسَ يَغنى * فقلبي في مَحَبَّتِه فَقِيرُ

وفي ذِكرَى وِلادَتِه تَرَاني * سَعيدَاً قد تَمَلَّكَني الحُبُورُ

أُشِيدُ به وأُظهِرُ كُلَّ شَدوي * وتَغمُرُني البَشَاشَةُ والسُّرُورُ

أطَلَّ على البَرِّيةِ بِشرُ بُشرَى * وشَعشَعَ في سَمَاءِ الكونِ نُورُ

تَجَلَّى مَولِدُ المُختَارِ طَه * فَخَرَّت عندَّ طَلعَتِهِ القُصُورُ

أضَاءَ الكَونُ مُبتَسِمَا نَضِيرَاً * وفي أرجَائِهِ فَاحَ العَبِيرُ

وحَقَّاً أشرَقَت شَمسُ المَعَالِي * وَلَاحَ البَدرُ والقَمَرُ المُنِيرُ

هُوَ المُختَارُ خَيرُ الخَلقِ طُرَّاً * حَبِيبُ اللَّهِ صَفوَتُهُ النَّذِيرُ

نَِبيٌّ مُرسَلٌ لِلنَّاسِ هَادٍ * حَكيمٌ مُنذِرٌ دَاعٍ بَشِيرُ

رَؤُوفٌ رَحمَةٌ بَرٌّ شَفِيقٌ * حَلِيمٌ عَادِلٌ عَزمٌ صَبُورُ

أمَانٌ نِعمَةٌ حَربٌ وسِلمٌ * أمِينٌ صَادِقٌ وَجهٌ نَضِيرُ

عَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ كَانَ دَومَاً * تَلِينُ لَهُ إذَا نَطَقَ الصُّخُورُ

فَرِيدٌ جَامِعٌ لِلخَيرِ حَاشَا * بأن يُلقَى لَهُ أبَدَاً نَظِيرُ

بِهِ سَادَ السٌَلامُ بِكُلِّ قُطرٍ * وزَالَ الخَوفُ والجَورُ المَرِيرُ

وأضحَت أُمَّةُ الإسلامِ أقوى * كَيانٍ في ثَرَى الدُّنيا يَدُورُ

ولَمَّا فَرَّطَت ضَعُفَت وأمسَت * بِبَيتِ العَنكَبُوتِ لَهَا صَرِير

ُ

تَرَاهَا كُلَّمَا ابتَعَدَت مَسَارَاً * عَنِ المُختَارِ تَاهَ بِهَا المَسِيرُ

ومَا أردَى بِهَا إلا انحِرَافٌ * قَدِيمٌ سَاسَهُ نَفَرٌ خَطِيرُ

لَقَد رَفَضُوا رَسُولَ اللَّهِ حَقَّاً * وظَنُّوا أنَّه جُرمٌ صَغِيرُ

يُخَاطِبُهُم رَسُولُ اللهِ هَذَا * عَلِيٌّ إنَّه بَعدِي الأَمِيرُ

عَلِيٌّ ذَلِكَ الرَّجُلُ المُزَكِّي * بِخَاتَمِهِ هُوَ الشَّخصُ الجَدِيرُ

بِأن يُعلِي لِواءَ الحَقِّ حَتَّى * يَسُودَ الأَرضَ يا نِعَمَ الظُّهُورُ

ولَيسَ تَعَصُّبَاً بَل أمرُ رَبِّي * وَرَحمَتُهُ بِكُم فَهُوَ الخَبِيرُ

حَبِيبِي يَا رَسُولَ اللهِ عُذرَاً * نَأى التَّسلِيمُ إذ حَلَّ الغُرُورُ

ولَيسَ جُحُودُهُم إلَّا انعِكَاسٌ  * لِشَيئٍ في النُّفُوسِ هِيَ الجُذُورُ

فَوَاأسَفَاهُ كَيفَ الرَّفضُ أفضَى * بِأُمَّتِنَا وكَيفَ نَمَى الكُسُورُ

عَرَفَنَا الدَّاءَ لكِن لَم نَزَل في * عَنَاءٍ والدَّواءُ هُنَا وَفِيرُ

إذَا انحَطَّت نُفُوسُ النَّاسِ عَاشُوا * أذِلَّاءً كَأنَّهُمُ حَمِيرُ

إلى دُوِلِ الخَلِيجِ اليَومَ فَانظُر * وَحُكَّامِ العُرُوبَةِ يَا بَصِيرُ

تَجِد كَيفَ ارتَمَوا خَوفَاً وحُبَّاً * إلى حِضنِ اليَهُودِ وهُم كَثِيرُ

لَقد صَارُوا على الأبوابِ جُندَاً * تُنَفِّذُ مَا يَقُولُ لَهَا  السَّفِيرُ

ومَن يَتَوَلَّهُم قَد صَارَ مِنهُم * وإن لَبَسَ العِمَامَةَ لا يُثِيرُ

وهَاهُم يَا رَسُولَ اللهِ شَنُّوا * عَلينا الحَرَبَ إذ طَفَحَ الفُجُورُ

وغَاصُوا في الجَرِيمَةِ بِاحتِرَافٍ * وأمرِيكَا المُنَظِّرُ والخَبِيرُ

ومَالَ العَالَمُ الأَعمَى بِمَالٍ * إليهِم بَعدَ أن مَاتَ الضَمِيرُ

نَعِيشُ اليَومَ يَا طه مَآسٍ * يَشِيبُ لِهَولِهَا الطِّفلُ الصَّغِيرُ

نُحَاصَرُ مِثلَمَا حُوصِرَتَ طَه * وضِيقَ البَرُّ عَنَّا والبُحُورُ

تَسِيرُ قَوَافِلُ الشُّهَدَاءِ مِنَّا * كَسَيرِ غَمَامَةٍ حَمرَا تَفُورُ

ولكِنَّا على ثِقَةٍ بِأنَّا * مَعَ الرَّحمَنِ وهُوَ لَنَا النَّصِيرُ

يَمَانِيُّونَ مِن طَه رَشَفنَا * مَعِينَ إبَائِنَا شَعبٌ غَيُورُ

رَسَمنَا بالدَّمِ الزَّاكي مَسَارَاً * بِهِ الأحرَارُ في الدُّنيا تَسِيرُ

وحَطَّمَنَا جَدَارَ الصَّمتِ حَتَّى * غَدَا صَوتُ الإبَا حِمَمَاً تَثُورُ

وعَانَقنَا سَمَاءَ النَّصرِ لَمَّا * صَدَقنَا اللهَ وانقَشَعَ الفُتُورُ

لَنَا لَانَ الحَدِيدُ وصَارَ طَوعَ ال * إِرَادَةِ والسِّلاحُ بِنَا فَخُورُ

وفي الجَبَهَاتِ آيَاتٌ تَجَلَّت * لَهَا تُصغِي الجَوَارِحُ والشُّعُورُ

وسِرُّ صُمُودِنَا صِدقُ التَّوَلِّي * بِهِ مَكرُ اليَهُودِ غَدَا يَبُورُ

وقَائِدُنَا أبُو جِبرِيلَ بَدرٌ * إذا الظُّلُمَاتُ أعمَتنَا يُنِيرُ

عَلِيهِ اللهُ صَلَّى بَعدَ طَه * كَذاكَ الآلِ مَا مَضَتِ الدُهُورُ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com