قصصُ الأنبياء.. ودورُها في تثبيت الفؤاد

عبدالرحمن محمد حميد الدين  

لقد مثَّلَت سيرةُ الأنبياء وقِصَصُهم المنهجيةَ القُــرْآنية، والمدرسة الإلهية التي لا تستقيم حياة البشرية إلا بها، ما لم فإن مظاهر الاضطراب والمظالم والاستضعاف ستكون هي السائدة، وسيكون الغالب فيها “قانون الغاب” وحزب الشيطان، لذلك فإننا نلحظ الاهتمام الرباني بهذه القصص من خلال تسطيرها في القُــرْآن الكريم الذي يعتبر الأساس في معرفة الأنبياء وسِيَرهم، حيث يقول جل شأنه: )نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِين(، فهذه الآية الكريمة التي ابتدأ اللهُ بها قصة النبي يوسف (عليه السلام) كانت أبلغ توصيف لأعظم ملحمة في تأريخ الأنبياء؛ حيث وصفها جلّ شأنه بـ(أحسن القصص) ولم يكن هذا التوصيف الإلهي نتيجة “التراجيديا” التي تعرَّضَ لها يوسف (عليه السلام) خلال حياته، ولا لكونها مجرد ترف قصصي تتمثل في محطات تشد الانتباه وتشغل البال، بل في كون هذه القصة العظيمة منهاج حياة، ومعلم من معالم سنن الله، وأحد الشواهد العظيمة على أهميَّة الثقة بالله، وعلى صدق الوعد الإلهي، وهي أحد أعظم تجليات التدخل الإلهي والرحمة الربانية في شتى صورها.

وقبل أن نتطرق إلى الخوض في الأهداف الأساسية من عرض القُــرْآن الكريم لقصص الأنبياء، لا بد لنا من التعريج على كلام مهم جدًا يدور حول هذا الموضوع، وهو للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي في ملزمة (الهُوية الإيْمَـانية) حيث يقول (رضوان الله عليه):

“الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) أخبرنا القُــرْآن الكريم بأنه كان بحاجة إلى أن يقص عليه أنباء الرسل السابقين قبله، فقص عليه من أنباء الرسل، وقال بأن الغاية من ذلك هو: {مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}، لأن فؤادَ النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) فؤاد رجل، قلب رجل مهتم، يعمل، يتحرك، وأمام كل الأحداث، أمام كل المتمردين، أمام المعاندين، أمام كل الظروف والمواقف الصعبة، سيكون لأخبار الأنبياء السابقين أثره الكبير في تثبيت فؤاده {وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ}(هود: 120) {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ}(يوسف: 111). رسل الله وتلك الأمم التي بعثوا إليها عدد كبير، وأمم كثيرة، وأجيال متعاقبة، وأزمنة مختلفة، ونفسيات متعددة، وأحوال متباينة.

من حسن حظنا نحن المسلمين الذين نحن آخر الأمم أن كان بين أيدينا رصيد عظيم، رصيد مهم مليء بالعبر والدروس، مليء بالمواقف المتماثلة، والمواقف المتباينة، كلها دروس مهمة، تراث مهم.. فمن العجيب، ومن الغريب أن تظل أمة بين يديها هذا التراث العظيم، هذا الرصيد المهم الذي عرضه القُــرْآن الكريم بين يديها. تجد في أنبياء الله -على الرغم من كمالهم، هم في أنفسهم، باعتبار الظروف، وباعتبار نوعيات الأمم التي بعثوا إليها- تجد وحدة الأنبياء، روحية الأنبياء الواحدة على اختلاف الزمان والفارق الكبير بين كل نبي ونبي، تشعر وكأنك أمام مجموعة من التلاميذ عاشوا في زمن واحد، وتلقوا تعليمهم على يد أستاذ واحد، هذا نفسه هو شاهد حي على أن بإمكان منهج الله سبحانه وتعالى، وهديه أن يبني أمة متوحدة.

من الذي يقرأ أخبار أولئك الأنبياء ثم لا يلمس أنه أمام روحية واحدة، ونَفس واحدة؟ تقرأ عن نوح، عن إدريس، عن إبراهيم، وهكذا، وهكذا إلى أن تصل إلى نبينا محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) إذا بك ترى نفسك أمام مجموعة واحدة، كلها على قلب رجل واحد، نظرتها إلى الحياة واحدة، اهتمامها بعباد الله واحد، تفانيها في ميدان العمل من أجل الله واحد، علاقتها بالله سبحانه وتعالى، منطلقها واحد؛ لنقول لأنفسنا نحن في هذه الأُمَّـة التي تفرقت وتمزقت بعد أن حذرها الله في كتابه الكريم، ونهاها عن التفرق والاختلاف، وأن لا تقع فيما وقعت فيه الأُمَّـة السابقة، أو جملة من الأمم السابقة قبلها {وَلا تَكُوْنُوا كَالّذِيْنَ تَفَرَّقُوْا وَاخْتَلَفُوْا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيْمْ}(آل عمران105).

نقول لأنفسنا: ما الذي فرقنا؟ هل هو دين الله؟ هل هو هدي الله؟ إن هدي الله استطاع أن يوحد ويخلق روحية واحدة لمجاميع من أنبيائه ورسله وأوليائه على اختلاف عصورهم، على اختلاف فئاتهم، على اختلاف مجتمعاتهم”.

 

أهداف القصص القُــرْآني:

إنَّ الحكمة الإلهية لهذه القصص القُــرْآنية تنطوي على الكثير من مظاهر السنن التي تُقدم كدروسٍ عملية لأنبياء الله وأوليائه؛ وتكون لهم منهجَ حياة متكامل، حيث يقول الله تعالى: {وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}، ومن خلال هذه الآية الكريمة التي يخاطب اللهُ تعالى نبيه الأعظم محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله) بأنّ ما نقصه عليك من أنباء الرسل إنما لتثبيت فؤادك، وأنّ الذي جاءك فيها هو الحق والموعظة وذكرى للمؤمنين، نجد الأهميَّة البالغة لتثبيت الفؤاد وخاصة لمن ينطلقون في ميادين العمل، فإذا كان الرسول محمد بحاجة إلى تثبيت فؤاده وهو من هو، ذلك النبي العظيم الذي بلغ مبلغاً من الإيْمَـان واليقين لم ولن يبلغه أحدٌ من قبله ولا من بعده، لا من الأنبياء ولا من الملائكة ولا من سائر الخلق، فما بالك بالناس العاديين؟ كيف ستكون حاجتهم إلى تثبيت أفئدتهم؟ فمن باب أولى، أن الإنسان مهما بلغ من إيْمَـان وعلم وكمال، فلن يكون في غنى عن الهداية الربانية والرحمة المهداة، وعن الناموس الإلهي الذي خطَّه أنبياء الله في حياتهم بجهادهم وتضحياتهم في سبيل الله.

ويعتبر بعضُ العلماء أنّ “أجمع آية في القُــرْآن الكريم حول الهدف من قصص الأنبياء هي هذه الآية: {وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}؛ حيث تحدد أربعة أهداف أساسية:

الأول: تثبيت الفؤاد.

الثاني: إعطاء الحقائق.

الثالث: الموعظة.

الرابع: الذكرى.

حيث انطوت هذه الآية الكريمة على الحكمة الإلهية من العرض القُــرْآني لأخبار وقصص الرسل والأنبياء تمثلت في أربعة أهداف أساسية: (وكلاً نقصُ عليكَ من أنباء الرسل ما) أولاً: (نثبت به فؤادكً) وثانياً: (وجاءك في هذه الحق) وثالثاً: (وموعظة) ورابعًا: (وذكرى للمؤمنين).

وموضوعنا يتركز بالدرجة الأولى على الهدف الأول وهو: (تثبيت الفؤاد)، والقُــرْآن الكريم يعلمنا دعاءً رائعاً في ساحة المواجهة وميدان الصراع، إذ يقول ـ على لسان طالوت وجنوده: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).

حيث إن تثبيت الأقدام يكون نتيجة حتمية لتثبيت القلوب، والنصر نتيجة حتمية للصبر والثبات، فالأساس هو القلب. فحينما يثبت القلب لا يعيش القلق ولا الخوف ولا الوجل. أما حينما يكون القلب فارغاً وقلقاً تصبح الأقدام قلقة أيضاً ومتزلزلة، فلا ينزل النصر، فالخطاب في قول الله تعالى: {ما نثبت به فؤادك} وإن كان لرسول الله، إلا أنه لا يختص به (صلوات الله عليه وعلى آله)، وإن اختلفت طبيعة التثبيت ودرجته.

وقد جاءت آية التثبيت بعد عرض رائع في سورة هود لعدد من الأنبياء والمرسلين وهم يتحدون الظالمين والطغاة والمستكبرين ويبذلون كل ما في وسعهم للإصلاح. {إنْ أريدُ إلا الإصلاح ما استطعت} بعد ذلك يقول: {وما توفيقي إلا بالله}”[1].

 

معنى تثبت الفؤاد:

يعرّف بعض العلماء تثبيت الفؤاد بأنه: إزالة القلق والحيرة والشك من النفس، فهو يجعل الإنسان يمتلك رباطة الجأش والاطمئنان وهو يخوض أقسى ألوان الصراع مع الأعداء ويواجه أعتى الطغاة. والقصص القُــرْآني يؤدي هذه المهمة الرائعة، ولهذا يحثنا دائماً على النظر في التأريخ واستقراء حركة الأنبياء والمرسلين: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا}.

{فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ * أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}.

والبعض يعرّف تثبيت الفؤاد المتعلق بالنبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله) بأنه: زيادةُ يقينِه ومعلوماتِه بما وعده الله؛ لأنَّ كل ما يعاد ذِكره من قصص الأنبياء وأحوال أممهم معهم يزيده تذكُّرًا وعِلمًا بأن حاله جارٍ على سنن الأنبياء، ويزداد تذكُّرًا بأن عاقبته النَّصر على أعدائه، وذلك يزيده صبرًا على ما يلقاه من قومه من التكذيب، والصَّبر هو من تثبيت الفؤاد، وأنَّ تماثل أحوال الأمم تلقاءَ دعوة أنبيائها مع اختلاف العصور يَزيده علمًا بأنَّ مراتب العقول البشرية متفاوتة، وأنَّ قَبول الهدى هو منتهى ارتقاء العقل.

“فالقُــرْآن في دراسة التأريخ يركز على القلب والصدر والفؤاد: (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، وإننا عندما نستقرئ حركة التأريخ نتعرف على قواعد كلية، والذي يؤدي هذا الدور هو القلب والعقل لا الحواس، فالحواس لا تستقرئ (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).

ونحن حينما ندرس حركة التأريخ نستقرئ من خلال القصص الكثير من السنن والقوانين، فالقُــرْآن الكريم يربط الظواهر المعاصرة لزمان النزول بالتأريخ ليعطي لها عمقاً تأريخياً، ومن ذلك يتولد تثبيت القلب. فكل حركة أو ظاهرة مرّ بها الرسول الأكرم، ومرت بها الدعوة الإسلامية يعطي لها القُــرْآن عمقاً تأريخياً، ليجعلها قاعدة كلية ومفردة من مفردات الحركة التأريخية، وليست استثناء في حركة التأريخ. هذا الوعي الكبير يجعلك تعيش مع هذه المفردة عيشاً سننياً واعياً ثابتاً راسخاً، فحينما ترى أن هذه المفردة التي مرت عليك أو على المجتمع الإسلامي ليست بدعاً من حركة التأريخ، وإنما هي في صميم مسيرته، بل هي سنة من سننه، تجعلك تعيش القضايا والأحداث عيشاً واعياً مستوعباً وبالتالي تطمئن القلوب، وتثبت”[2].

 

أهميَّة أن نتعرف على شخصية النبي محمد بما يملئ نفوسنا حبًا وتعظيمًا:

أما لو تحدثنا عن سيرة النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، فإنّ الكثير من الدروس والعبر والمحطات في حياته شكلت أعظم مدرسة في تأريخ الأنبياء بل والبشرية جمعاء، وفي شتى الجوانب: النفسية، والإيْمَـانية، والتربوية، والاجتماعية، والفكرية، والسياسية، والاقتصادية، والإعلامية، وغيرها…، بل إن ثمة جوانبَ ومواقفَ في حياته (صلوات الله عليه وعلى آله) لم تلتفت إليها الأُمَّـة حتى يومنا هذا!! ولو عرف الناسُ النبي محمداً (صلوات الله عليه وعلى آله) حق المعرفة لما وصل بهم الحالُ لهذه الوضعية، ولكن مشكلة هذه الأُمَّـة أنها استقت سيرة النبي محمد من خلال الكتب الوضعية ومن خلال ما سطره كُتابُ التأريخ التي كان عرضها للسيرة النبوية يتميز بالسطحية، دون الاهتمام بحركة النبي ولا بجوهر المواقف، كما أن تلك الكتب لم تلتفت ولا تهتم بالآيات القُــرْآنية التي اختزلت شخصية النبي الكريم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) في أبلغ توصيف، وأوجز تعبير، وأدلّ المعاني، وأهم المواقف، ولو أنّ كُتابَ السيرة النبوية استقوا منهجيتهم في كتابة سيرة النبي محمد من خلال منهجية القُــرْآن الكريم، لكانت الوضعية التي تعيشها الأُمَّـة العربية والإسلامية أفضل بكثير مما هي عليه اليوم.

ولذلك يقول الشهيد القائد في ملزمة الهوية الإيْمَـانية: “رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي نؤمن بأنه سيد الرسل، كيف نظرتنا إليه؟ ومن أين يمكن أن نتعرف على شخصيته بالشكل الذي تملأ نفوسنا حبا له، وشعورا بعظمته، وكمال نفسيته، وكمال شخصيته، وقدرته الهائلة، وذكائه الكبير؟

متى ما جئنا إلى السّير التي تحمل عنوان سيرة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) ثم نأتي فيتحدثون عن مولده ونبذة بسيطة من الإرهاصات التي حصلت عند مولده، ثم يبدأ المؤلف، غزوة بدر، بعدها، غزوة أحد، بعدها، غزوات، غزوات. يتحدث عن الغزوة كم عدد المسلمين، كم كان عدد الكافرين، ما الذي حدث أخيرا، متى كانت ومتى انتهت، ثم ينتقل إلى غزوة أخرى، فنخرج من كتب السيرة ولدينا معرفة بتواريخ أحداث، غزوة بدر، غزوة أحد، غزوة حنين، غزوة كذا إلى آخره، ولكن أين هي شخصية محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) التي تعرفنا عليها من بين ذلك الركام من كتب السيرة؟! بل نقرأ في كتب الكلام الأساليب التي توجهنا إلى كيف نعمل ونحن نستدل، ونحن نحتج، ونحن نناقش، ونحن نبحث، ونحن نجادل الآخرين، وحتى ونحن ندعو الآخرين، وإذا بنا نرى أنفسنا بعيدين عن شخصيات الأنبياء، وعن أساليبهم بما فيهم سيدنا محمد (صلوات الله عليه وعلى آله).

بل سترى أخيرا أن منطق الأنبياء ليس منطقيا وهم يتحدثون مع أممهم، وكأنهم لم يجيدوا ترتيب ونظم المقدمات المنطقية لإقناع أممهم! هكذا علمنا [المعتزلة]، وهكذا علمنا [الأشعرية]، هكذا علمتنا الثقافة الخاطئة، كيف لا نعتمد على كتاب الله، ولا نستلهم – ونحن في ميدان العمل – شيئاً من حياة أنبياء الله ورسله.. هذه هي الخسارة ونحن كلما حاولنا أن نبحث في جانب وجدنا أنفسنا أمام إشكالات، أمام ضياع، أضعنا هنا الشيء الكثير، وأضعنا هنا الشيء الكثير، وضلينا هنا، وضلينا هنا؛ بسبب هذا وبسبب هذا”.

إذًا هناك الكثير من الدروس والعبر في سيرة الرسول الأعظم محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) والتي نحن بحاجة لإبرازها، والتعويل عليها – بعد الله – في الجانب الجهادي، والتربوي، والاقتصادي، والعسكري وغير ذلك.. وهذا يتطلب من النخبة الثقافية أن تشمر السواعد وتشحذ الهمم لكتابة الدراسات والأبحاث المعمقة التي تقدم سيرة الرسول الأعظم من حيث يجب أن تُقدم، وتجعل من أسلوب القُــرْآن القصصي في عرض سِيَر الأنبياء وقصصهم منهجية عرض محورية؛ تحقق تثبيت الأفئدة لأولياء الله وللمجاهدين، وتشكل المناهج الثابتة، والمواعِظ البالغة، والذكرى المتصلة؛ حتى لا يكون للناس على الله حجة.

 

المصادر:

  • القُــرْآن الكريم.
  • ملزمة الهوية الإيْمَـانية – الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي.
  • وعي القصص القُــرْآني – عبد السلام زين العابدين.

[1] وعي القصص القُــرْآني – عبد السلام زين العابدين.

[2] وعي القصص القُــرْآني – عبد السلام زين العابدين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com