الإرْهَاب الحقيقي هو تضليل الأُمَّـة وتفريقها ومن يقوم بذلك يتلطخ بالخزي والعار في الدنيا والآخرة

خاص:

زمننا امتلأ ظلماً وجوراً.. زمنٌ يُديرُه من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة وباء بغضب من الله فأصبحوا يحركون العالم كما يشاؤون فيهلكون الحرث والنسل ويرتبكون أبشع الجرائم التي تندى لها جبين الإنْسَانية؛ ونظراً لخطورة المرحلة التي تمر بها الأُمَّـة الإسْلَامية التي سببها التفرقة والنزاعات والاختلاف، يواصل الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه- حديثه وتحذيره من التفرقة والاختلاف، مخاطباً أُمَّـة محمد صلوت الله عليه وعلى آله لعلها تفيق من سباتها فيتساءل قائلاً (ألسنا متفرقين؟ أليست الأُمَّـة متفرقة ومختلفة؟ حتى الزيدية أنفسهم في داخلهم متفرقين ومختلفين، فأين نحن نسير، وكيف نحن؟) مبيناً أننا أصبحنا كبني إسرائيل في اختلاف وتنازع وشتات، ما أَدَّى إلى تهاوننا وضعفنا وتسلُّط اليهود علينا.

وأكّد الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه- ضرورةَ التوحد والعمل في إطار أُمَّـة واحدة فقال: (يجب علينا أن ننطلق لنكون أُمَّـة واحدة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، ونتوحد لا نتفرق، ولا نختلف، لا نسمح للتفرق أن يتغلغل إلى صفوفنا، حتى ولا على شؤون الحياة، فإذا ما حصلت مشكلة نبادر إلى حلها نحن من جهة أنفسنا نحن المتشاجرين، نبادر إلى حل مشاكلنا)، محذراً من أن تتلقى أفكارنا وخطننا وأعمالنا وثقافتنا من قنوات عديدة.

وبيّن الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه- أنه في حالة ما إذا تلقينا أفكارنا وخططنا وثقافتنا من قنوات متعددة فإننا سنعيشُ في غفلة شديدة وضياع وتخبُّط في الدنيا والخُسران في الآخرة، منوّهاً أن واقعنا هو واقع من يسيرون إلى النار.

وتساءل الشهيد القائد عن الذي يمكنه أن يضمن نجاة الأُمَّـة الإسْلَامية من التهديد الرباني العظيم فقال: (ما الذي يضمن لنا أن نكون أُمَّـة تنجو من هذا التهديد الشديد بالعذاب العظيم؟). ناصحاً الأُمَّـة الإسْلَامية أن تعتصم بحبل الله ولا تتفرق وأن تنطلق في الميدان العملي كأمة واحدة تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وحذّر الشهيد القائد عقوبة التفريط والانحراف عن طريق الهداية التي رسمها الله لعباده، مؤكّداً أن عقوبة المخالف والعياذ بالله هو دخول جهنم.

 

قضية أصحاب الأخدود تؤكّد التوحد والعمل تحت أُمَّـة واحدة

وضرب الشهيد القائد مثلاً في هيئة تساءل يدل على توحد الكلمة والموقف فقال “(لو يأتي [الدَّجَّال] ويعمل [بركة] كبيرة ويملأها بالفحم ويملأها بالحطب ويوقدها نارًا، ويجي يجمع كُـلّ واحد منا، وقِّع على هذه، وكونوا كلكم أُمَّـة واحدة على هذا، والاّ إلى داخل [البركة] هذه، تمام جميعا أليس الناس أكثرهم يقولون هكذا؟) مشيرا إلى قصة أصحاب الاخدود وقضيتهم العادلة التي ذكرها الله في القرآن وبين جزاء من قاموا بتعذيبهم مستدلاً بالآية {قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ} (البروج:7) مؤمنين، مؤمنين {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (البروج: 8).

 

 التفرق يبني مجتمعاً في خدمة اليهود والنصارى

وبين الشهيد القائد أن بعض الطوائف الإسْلَامية خدمت اليهود والنصارى في تصرفها وتحريضها وتفريقها وتضليلها للإمة الإسْلَامية عن طريق المساجد والمدارس ومناهج التعليم كالوهّابيين الذين اتُهموهم من انطلقوا لخدمتهم بأنهم إرْهَابيون لمجرد تدمير برج نيويورك، الذي أوضح الشهيد القائد رضوان اله عليه تفاصيل الحادثة وأنها مجرد خدعة للشعوب العربية كي يتم احتلالها ونهب ثرواتها، مشيرا إلى أن الفكر الوهّابي منذ نشأته وهو يضلل الأُمَّـة ويفككها ويجعلها متناحرة فيما بينها.

وبعد أن أوضح الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه- أعمال الوهّابية سائلاً من وصفهم بالإرْهَاب قائلاً: (لماذا لم تتحَـرّكوا لمنعهم؟ لماذا كنتم تشجعونهم؟، لماذا كنتم تفتحون لهم أبواب مؤسسات الدولة؟، لماذا كنتم تفتحون لهم مراكز التربية والتعليم؟ لماذا كنتم تفتحون لهم المساجد؟ يوم كانوا يتحَـرّكون في تفريق كلمة الأُمَّـة، في التضليل على الأُمَّـة، في جعل اليمني هذا يلعن هذا، يطلع هذا وله ولاءات واعتقادات تخالف ما عليه هذا، يفرقون الطائفة الواحدة، يفرقون أبناء الزيدية – الطائفة التي هي المحقة، ونأمل أن يكون لها الدور الكبير في نصر الحق – يوم كانوا يتحَـرّكون لم تسموهم إرْهَابيين)).

وقال -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه-: (هم إرْهَابيون فعلًا يوم كانوا يسعون في المجتمع ليفرقوا كلمة المجتمع، يفرقوا كلمة الناس ويضللونهم، هذا هو الإرْهَاب الحقيقي، هذا هو الإرْهَاب الذي هو إرْهَاب للمؤمنين، إرْهَاب للمسلمين ). موضحاً أَن تهدم وتدمير أسرة واحدة من أبناء الأُمَّـة الإسْلَامية أحب إلى قلوب اليهود والنصارى من بناية أبراج عديدة كبرج نيويورك.

 

أمة الإسْلَام كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضاً

وتحدث الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه- حول الحديث الشريف المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا)) قائلاً: إن رسول الله مثل المؤمنين بأنهم كالجسد الواحد ويجب أن يكونوا صرحاً واحداً، مؤكّداً أن من يهدم هذا الصرح بكلمة أَوْ عملٍ معينٍ هو أخطر من ذلك الذي يهدم برجٍ بطائرة أَوْ صاروخ.

وقال الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه- (إن هدم صرح الأُمَّـة هو الهدم الحقيقي، هو الذي ينفع أمريكا وإسرائيل، هو الذي ينفع اليهود والنصارى، الذي يضرهم هو بناء هذه الأُمَّـة وليس هدم ذلك المبنى في [نيويورك]، الذي يُعد ضربة لأمريكا هو بناء هذه الأُمَّـة لتصبح أُمَّـة واحدة، أُمَّـة واعية، أُمَّـة قادرة على أن تقف على قدميها، هذا هو الذي يُعد ضربة لأمريكا وليس ضرب الطوابق، عدت ملايين تبني مثل ذلك البرج وانتهت الإشكالية).

وأكّد الشهيد القائد -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْه- أن ما يحصل في هذه الدنيا من مواقفَ هي بسبب جهل الناس بواقعهم ووضعيتهم، منوّهاً أن من يعمل على تفريق طائفة مُحِقَّة يمكن أن تجتمع على كلمة واحدة هذا هو يُلطِّخ وجهه بالعار وبالخزي، مؤكداً أن من سعى لتفريق الأُمَّـة وَيتولَّ اليهود والنصارى، ويقف في خدمتهم سيقدم على الله ووجهه أسود، وكذلك من لا يثقون بالله سيكون مصيرهم كمصير مَن ذُكِر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com