الأعداء يريدون أن يرسّخوا في أنفسنا الهزيمةَ النفسيةَ إلّا أن المؤمنَ لا يمكنُ أن يُهزَمَ نفسياً

المسيرة: خاص

في ملزمة الأسبوع “الصرخة في وجه المستكبرين” أوضح الشهيدُ القائدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- أن هتافَ الصرخة وترديد شعار الله أَكْبَــر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسْـلَام، هو نتيجة لما تعرضه وسائل الإعْلَام عن الجرائم الذي يرتكبها اليهود والنصارى.

وقال -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- (نحن كُـلّ ما صدر منا، وكل صرخة نرفعها، كُـلّ اجتماع نعمله كهذا أَوْ غيره نحن إنما تأثرنا بوسائل إعْلَامكم فماذا تريدون أنتم عندما تعرضون علينا أخبار ضربات اليهود والأمريكيين والإسرائيليين هنا وهناك في أفغانستان وفي فلسطين، وفي كُـلّ بقعة من بقاع هذا العالم، عندما تعرضونها علينا ماذا تريدون أنتم من خلال العرض؟).

 

الاهتمام بمضمون الخبر لا بمجرد إذاعته

 

وفي سياق تناقل الأحداث والأخبار من وسائل الإعْلَام المختلفة وأثناء سماعها، أكّد الشهيدُ القائدُ أنه يجب علينا أن نتلقى الأخبار بروحية المؤمنين، نتلقى الخبر ونعرف مدى خطورة الخبر وما الذي يجب علينا أن فعله أمام ما نسمعه من الأخبار التي تحدث عن جرائم اليهود والنصارى وتدميرهم للشعوب، وأن لا نكون كالمذيع المخبر الذي يهمه الخبر لمجرد الخبر، فقال (عندما تأتي أنت أيها المذيع وتعرض علينا تلك الأخبار، وعبر الأقمار الصناعية لنشاهدها، فنشاهد أبناء الإسْـلَام يُقًتَّلُون ويُذبحون، نشاهد مساكنهم تهدم، هل تظن أننا سننظر إلى تلك الأحداث بروحية الصحفي الإخباري الذي يهمه فقط الخبر لمجرد الخبر. وتهمه نبرات صوته وهو يتحدث واهتزازات رأسه. إن كنت لا تريد من نبرات صوتك أن توجد نبرات من الحرية، نبرات في القلوب، في الضمائر تصرخ بوجه أولئك الذين تقدم لنا أخبارهم، إن كنت لا تريد باهتزاز رأسك أن تَهز مشاعر المسلمين هنا وهناك، إن كنت إنما تحرص على نبرات صوتك وعلى اهتزازات رأسك لتظهر كَـفَنيِّ إعْلَامي، نحن لا ننظر إلى الأحداث بروحيتك الفنية الإعْلَامية الإخبارية، الصحفية، نحن مؤمنون ولسنا إعْلَاميين ولا صحفيين ولا إخباريين، نحن نسمع قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} (الصف:2-3) نحن ننظر إلى ما تعرضه على شاشة التلفزيون بنظرتنا البدائية، نحن لا نزال عرباً لم نَتَمَدّن بعد، وببساطة تفكيرنا كعرب مسلمين لا تزال في نفوسنا بقية من إبَاءٍ، بقية من إيمان، فنحن لسنا ممن ينظر إلى تلك الأحداث كنظرتك أنت).

 

 الغاية من الأخبار تغيير النفسيات وتحريضها

 

وبيّن الشهيدُ القائدُ أن الأخبار التي يقدمها المذيع عبر وسائل الإعْلَام المختلفة، إذَا لم تُحدِثْ في نفسيات الأُمَّة الإسْـلَامية أن تصرخ في وجه أولئك الذين يصنعون بأبناء الإسْـلَام ما يصنعونه، فإنهم إنما يخدمون إسرائيل وأمريكا ويخدمون اليهود والنصارى، فهم يعزّزون القوة لليهود والنصارى ويثبّطون ويرجفون أبناء الشعوب الإسْـلَامية.

وقال (هذه الحقيقة التي يجب أن نعرفها وأن نقولها لأولئك، وأن نرفض الحقيقة التي يريدون أن يرسخوها في أنفسنا هم من حيث يشعرون أَوْ لا يشعرون، حقيقة الهزيمة، حقيقة (الهزيمة النفسية)، لا نسمح لأنفسنا، لا نسمح لأنفسنا أن نشاهد دائماً تلك الأحداث وتلك المؤامرات الرهيبة جداً جداً، ثم لا نسمح لأنفسنا أن يكون لها موقف، سنكون من يشارك في دعم اليهود والنصارى عندما نرسخ الهزيمة في أنفسنا، عندما نَجْبُن عن أي كلمة أمامهم).

 

نعيش في زمن الغربلة والناس صنفان مؤمن صريح ومنافق صريح

 

وفي خضم الأحداث الجارية أكّد الشهيد القائد أننا نعيشُ في واقع لا يخلو من حالتين، كُلٌّ منهما تفرض علينا أن يكون لنا موقف، مستعرضاً الوضعية التي وصلت اليها الأُمَّة الإسْـلَامية من ذل، وخزي، وعار، واستضعاف، وأنها تعيش تحت رحمة اليهود والنصارى، وأن العرب أصبحوا فعلاً تحت أقدام اليهود والنصارى وهو ما يحتم علينا أن يكونَ لنا موقف إنْ كنا مسلمين.

والحالة الثانية ما يفرضه علينا ديننا الإسْـلَامي وقرآننا الكريم من أنه لا بد أن يكون لنا موقف من منطلق استشعارنا للمسؤولية وأن سكوتنا وخضوعنا ورضاءَنا بالباطل سيكون حُجة علينا أمام الله يوم القيامة..

واستدل الشهيدُ القائدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْــهِ- بمجموعة من الآيات الدالة ضرورة من أن يكون للإنسان موقفٌ من الأحداث الجارية من الآيات التي ذكرت قوله تعالى {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} (المؤمنون: من الآية105)؟ {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} (غافر: من الآية50)؟. ألم تسمعوا مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا}(آل عمران: من الآية103) ومثل قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) مؤكّداً أن هذه الآيات تخاطبنا نحن وتحملنا المسؤولية.

 

أمة محمد أمة واحدة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر

 

وفي ملزمة الصرخة في وجه المستكبرين نبذ الشهيدُ القائدُ التفرقة والاختلافُ والتشتت ودعا إلى التوحد والاعتصام بحبل الله وأنه يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواجهة طواغيت الكفر أمريكا وإسرائيل، مستغرباً من أقوال العاجزين وتصرفاتهم وقولهم بأنهم عاجزون عن عمل أي شيء لمواجهة الباطل، مؤكّداً أن عجزنا عن مواجهة اليهود والنصارى يدل على جهلنا بمدى خطورتهم وبشاعة أعمالهم ولو تابعنا الأحداث لعرفنا أننا نستطيع أن نعمل الكثير الكثير في مواجهتهم.

وحذّر الشهيدُ القائدُ من التساهل واللامبالاة أمام أي حدث كائن، مستشهداً بما حصل في أفغانستان والذي تجاهلت الشعوب ما يجري في أفغانستان ومع مرور الأيام فإذا باليهود والنصارى قد هاجموا لبنان وكادوا يستحلونها لولا تحَـرّك حزب الله الذي استشعر المسؤولية وانطلق في الميدان حتى استطاع بمعية الله هزيمة إسرائيل وطردها من كُـلّ الأراضي اللبنانية.

وبنظرة القارئ الجيّد للأحداث والمتفحّص لمصاديق القرآن الكريم، جزم الشهيدُ القائدُ بإمكانية السيطرة على مكة المكرمة والحرم المكي من قبل اليهود والنصارى بحجة الإرهاب ومكافحة الإرهاب، حيث أنه تم إنشاء تحالف عالمي بقيادة أمريكية لمكافحة الإرهاب ومن ضمن التحالف العالمي دول عربية.

والإرهاب من وجهة نظر أمريكا هو ذلك الجهاد الذي تكررت آياته على صفحات القرآن الكريم، هذا هو الإرهاب رقم واحد، من وجهة نظرهم، وهذا هو ما وقّع عليه زعماء العرب، ما وقّع زعماء المسلمين على طمسه!

 

التساهلُ واللامبالاةُ يسهم في تمكين اليهود والنصارى من السيطرة على مقدسات الأُمَّة

 

ومصطلح الإرهاب خدعة أمريكية للتمدّد وتوسيع النفوذ وتنفيذ مخطّطات السيطرة على مقدسات الأُمَّة الإسْـلَامية.

وذكر الشهيد القائد الطرقَ المتعددة في مواجهة اليهود والنصارى، مُشيراً إلى أنه من خلال أعمال اليهود والنصارى المتكررة والكثيرة يمكن للإنسان القيام بأي عمل يؤثر عليهم ويهز كيانهم، مبيناً حرصَ اليهود على مكانتهم في الشعوب الإسْـلَامية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com