تحالف العدوان لن يقبل السلام .. بلقم/ حمود أحمد مثنّى

السلامُ مع السعوديّة والإمارات لا يمكِنُ أن يتمَّ مطلقاً، إلّا إذَا تمَّت هزيمةُ تحالُفِ العدوان، حينئذ سوف يتحقَّقُ السلامُ في الجزيرة العربية والعالَم الإسْلَامية.

ومعطياتُ ذلك أنه بعد تدمير الجيوش العربية في العراق وسوريا واليمن وليبيا وانشغال جيش مصر بالداخل لم يعد ما يمنعُ السعوديّةَ من قيادة الأُمَّـة العربية حتّى ولو شكلياً تحت الوصاية الأمريكية.

فهزيمةُ اليمن ورفعُ العَلَمِ السعوديّ فوق القَصْر الجمهوري ونقل مراسيم رفعه عبر البث المباشر للإعلام العالمي معناه إعلانُ بدء مرحلة تأريخية جديدة بقيادة المملكة السعوديّة وتمكين الجيل الثاني لأبناء عبدالعزيز من الحُكم واستنساخ الخلافة الأُمَوية بديلاً عن المشروع التركي الإخواني.

ولأن ذلك المُخَطّطَ والجُهدَ الكبير فشل بصمود اليمنيين الأسطوري فلا يمكن أن يقبَلَ أَصْحَـابُ المشروع السابق بالسلام؛ لأَنَّ الطبيعة الاستكبارية لامتلاكهم ثروةً ريعية هائلة والاستهانة باليمنيين المفقرين واستضعافهم؛ بسببِ عمالة النُّخَب اليمنية الحاكمة السياسيّة والعسكريّة والاجتماعية والدينية ونفس (الطبيعة الفرعونية) قد تغلبت على تكوينهم العقلي والنفسي ومزاجهم البدوي وإرثهم الاجتماعي والثقافي وتصهيُنهم بالاتباع كوّن شخصيةً مزيجةً من حالات ثلاث:

– الفرعونية.. وتتمثل بالطغيان الاستكبار والاستخفاف (وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ، قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُون).

– الأعراب والبداوة.. وتتمثل بجلافة وشدّة الطباع وتقلُّب المزاج بالغدر والخيانة.. (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).

– الصهيونية.. وتتمثل بالعُنصرية العِرْقية والتفضيل الإلهي حتى ولو انحرفوا عن طاعة الله واستباحوا دماء جميع البشر بدون استثناء وتم تزييف الحقائق والأديان ومعاوَنة الرب في تصحيح أخطاء الأنبياء والرسل.. (وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا).

كُلُّ ذلك أوجد نموذجاً فريداً من جماعة ونظام تداخلت في تكوينه ثلاثة نماذج منحرفة عن النفس الإنْسَانية السوية الخيّرة يجمعُها الحقدُ على البشر وكراهيةُ الحقِّ والكذبُ على الله.

كما أذكر بتكرار الدعوات إلى السلام كيف يتم إفشالها ووضع العراقيل أمامها والغدر بها من قِبَلِ السعوديّة والإمارات رغم وضوح فشلهم وخسائرهم وتخبّطهم في الميدان العسكريّ والسياسيّ والإعْــلَامي.

إذاً لا بد من استمرار المواجَهة وفيها كُـلُّ شيء ممكن: إسقاط مدن، واقتحام أُخْــرَى، واستسلام معسكرات، وصراع داخلي، وطلب تحالفات مع أنصار الله..

فاليمنيون يتحمّلون عبئاً كَبيراً في مواجهة هذا التحالف المسخ وهم أهلٌ لذلك.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com