السيد عبدالملك الحوثي عشية يوم القدس العالمي: يوم القُـدْس يعبّر عن أهميّة القضية الفلسطينية وعن موقعها وعن مرتبتها في سُلِّـمِ المسؤوليات، باعتبارها مسؤولية إيْمَـانية تتصل بمسؤولياتنا الدينية

أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

 

شعوبُنا الإسْـلَاميةُ في موعدِ يوم غدٍ الجُمُعة مع مناسبة يوم القُـدْس العالمي الذي دعا الإمام الخميني -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَـيْـهِ- الأُمَّـة الإسْـلَامية كافة والمسلمين في كافة أنحاء الأرض إلَى إحيائه كيوم للقدس؛ بهدف الحِفاظ على القضية حية في وجدان الشعوب، وبهدف أيضًا إِحْيَـاء الشعور بالمسؤولية تجاه هذه القضية، وبهدف السعي لتنمية الوعي وترسيخه تجاه طبيعة الصراع وما يُشَكِّـلُه العدوّ الإسرائيلي من خطورة على الأُمَّـة.

وقضيةُ الأَقْـصَـى والمقدسات وفلسطين شعبًا وأرضًا هي تعنينا كأُمَّـةٍ إسْـلَامية بشكل مباشر، وموقع القضية يعبّـر عنه يوم القُـدْس الذي اختاره الإمام الخميني -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَـيْـهِ- في شهر رمضان، في آخر جمعة من شهر رمضان؛ ليكون ذلك بنفسه معبّرًا عن أهميّة هذه القضية وعن موقعها وعن مرتبتها في سُلِّـمِ المسؤوليات، وعن طبيعة هذه المسؤولية باعتبارها مسؤولية إيْمَـانية دينية تتصل بمسؤولياتنا الدينية وبالتزامنا الديني، وجزء من مسؤولياتنا وواجباتنا التي فرضها الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى-، فهي فريضة دينية والتفريط بها خلل كبير في التزامنا الديني والإنْسَـاني والأَخْـلَاقي.

 

أهميّة إِحْيَـاء يوم القدس

وعندما نعود إلَى هذه المسألة ونتأمل جيدًا ندرك الأهميّة الكبرى لإِحْيَـاء هذا اليوم والثمرة المهمة لإِحْيَـاء هذا اليوم، وقد بات الصراع مع العدوّ الإسرائيلي ومع الأمريكي، بات موقع القضية هذه الأَقْـصَـى والمقدسات وفلسطين شعبًا وأرضًا، بات عنوانًا وعلامة فارقة ومعلمًا أساسيًا لطبيعة هذا الصراع مع ألد أَعْـدَاء الأُمَّـة مع قوى الطاغوت والاستكبار، وبات عنوانًا رئيسيًا في هذا الصراع له كُـلّ هذه الأهميّة، ونحن اليوم معنيون كأمة إسْـلَامية، وبالذات ونحن في مرحلة حسَّـاسة واستثنائية ومصيرية وفي ظل تصاعد في هذا الصراع وبلوغه إلَى مستويات كبيرة وحادة، معنيون بالسعي الدءوب لأن نستوعبَ بشكل كبير كُـلّ ما نحتاج إليه ونحن نخوضُ معركة الوعي أولًا في هذا الصراع.

الأُمَّـةُ الإسْـلَاميةُ تُعاني من حالة تشويش كبيرة وحالة تضليل غير مسبوق وحالة إلهاء رهيبة تهدف إلَى إبعاد الأُمَّـة عن هذه القضية وتهدف إلَى حرف بوصلتها وإلى التأثير عليها، وإنسائها، وإلى إبعادها عمليًا عن الاهتمام بهذا الموضوع نهائيًا، وهذا نفسُه جزءٌ من الصراع وجزء من المعركة القائمة، فأَعْـدَاءُ الأُمَّـة يتجهون بكل جهد إلَى أنْ لا تمتلكَ الأُمَّـة الوعيَ اللازمَ الوعيَ الصحيحَ الفهم الصحيح عن طبيعة هذه المعركة، وعن حقيقة هذه القضية وعما تعنيه وعما يترتب على التفريط بها والإخلال بها من نتائج خطيرة جدًا تمتد إلَى واقع الأُمَّـة بكله.

القضيةُ الفلسطينيةُ اليوم ليست قضية منفصلة خاصة بقطرٍ معين، وهي في أبعادها في خطورتها في أهميتها لا تتعدى هذا القطر، ونظرتنا كأمة إسْـلَامية، نظرتنا كمسلمين من العرب ومن غير العرب كمسلمين يجمعنا هذا العنوان وحتى كبشر في موقعها الإنْسَـاني كأَكْبَـر مظلومية قائمة لها أمد بعيد أمد طويل زمن طويل، نحن معنيون أن ننظر نظرة صحيحة إلَى هذه القضية إلَى أنها تعنينا من كُـلّ الجوانب والأبعاد.

 

مكانةُ القدس والأقصى وفلسطين لدى الأمة

موقعُ الأَقْـصَـى الشريف والمقدسات في فلسطين والأَقْـصَـى الشريف هو مسرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو معلم مقدس من مقدسات هذه الأُمَّـة، وهناك مقدسات أُخْـرَى إلا أنه في طليعتها والأهم فيها والله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- حينما قدّم الربطَ في كتابه الكريم بين المسجد الحرام والمسجد الأَقْـصَـى من خلال عملية الإسراء التي أسرى فيها بنبيه وفي الآية المباركة (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى)، هذا الربطُ بين المَعْلَمين المقدسين، المسجد الحرام والمسجد الأَقْـصَـى، له دلالةٌ مهمة.. دلالة مهمة يجبُ أن تكون حاضرةً في وجدان الأُمَّـة في وعي الأُمَّـة وفي اهتمام الأُمَّـة.. ونحن لو أتينا لنفرط بهذا المَعْلَم المقدس والعظيم، معناه أن الأُمَّـة مهيأة للتفريط بأي شيء آخر من مقدساتها بأي معلم آخر من مقدساتها، والمقدسات مسألة هامة في الاعتبار الديني إِذَا سقطت من واقع اهتمام الأُمَّـة معناه أن الأُمَّـة تعيشُ أزمة حقيقيةً في وعيها الديني، في التزامها الديني، في هُويتها الدينية، في انتمائها الديني، في التزاماتها الدينية، ومعناه أن الأُمَّـة تفرط بِأهمّ ما يمكن أن يجمعَها وأن يوحِّدَ صفها وأن يجمعَ كلمتها وبعامل رئيسي يمكن أن تعتمد عليه كدافع لها نحو القيام بمسؤوليتها ونحو مواجهة الأخطار والتحديات.

 

نتيجة التفريط بالقضايا والمقدسات

الأُمَّـة إِذَا فرطت بقضاياها المهمة وبمقدساتها وبمبادئها وبما يعبّـر عن هويتها وعن إيْمَـانها معناه أنها باتت أُمَّـة ضعيفة منتهية، وتفرغت من حالة الوعي والإيْمَـان والمبادئ والقيم وكل ما يعبّـر عن أشياءَ أساسية، الأُمَـم إِذَا تركتها إِذَا تخلّت عنها انتهت واندثرت وتلاشت وباتت بدون هُوية بدون أُسُس، بدون مقومات تحفظ لها وجودها، وتعبّر عن مشروعها وعن هُويتها، وعن ما يتصلُ بمبادئها وقيمها، اليهودُ أَنْـفُـسهم هم سعوا إلَى أن تكون مسألة المقدّسات والمقدّس والعقيدة الدينية والمبدأ الديني أن تُـمَثِّـلَ بالنسبة لهم قاعدة ومنطلق رئيسي، ومنطلقًا رئيسيًا يتحَـرّكون من خلاله لاحتلال فلسطين، والغرب ساندهم في ذلك بدءًا من البريطانيين الذين كان لهم دور رئيسي جدًا في ذلك ثم ورث هذا الدور الأمريكيون، وكان في كُـلّ مراحل التأريخ وفي كُـلّ المحطات منذ بداية الحركة الصهيونية وإلى اليوم هناك دور آخر أيضًا يتسع ليشمل عددًا من دول الغرب ومن الدول الأوروبية بشكل عام، فهذه القضية لها أهميّة استراتيجية.

قضيةُ ارتباط الأُمَّـة بها يعني تماسكها والتفافها نحو عملية جامعة، نحو قضية جامعة، نحو مبدأ رئيسي، نحو مسألة تعبّـر عن هويتها عن دينها عن مبادئها عن قيمها، فلها هذه الأهميّة الكبيرة، التفريط بها يُشَكِّـلُ خطورةً كبيرة جِـدًّا، يؤدي إلَى أن نصبح أُمَّـة لا تجمعها قضية، ولا يحفزها أي شيء مهما كان عظيمًا مهما كان مقدسا، مهما كان مهما، بالتالي نصبح أُمَّـة جاهزة للتخلي عن كُـلّ قضاياها عن كُـلّ اهتماماتها، وأمة مطوعة وفريسة سهلة لسيطرة أعدائها عليها، ثم أَصْبَـحت قضية الأَقْـصَـى والمقدسات وفلسطين شعبًا وأرضًا وعنوانًا ومعلما أساسيًّا للصراع مع قوى الطاغوت والاستكبار متَمَـثِّـلة مع أمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهما.

والصراعُ اليوم صراع كبيرٌ وخطير ومهم وحسَّـاس، والمسألة فيها ليست مسألة قطعة أرض يتصارع عليها البشر، كُـلّ يريد أن يستحوذ عليها، واحد من المسائل هو هذه المسألة، واحدة من نتيجة أَوْ نتائج هذا الصراع أن يسيطروا على الأرض، ولكن المحور في هذا الصراع الذي يتركز حوله هذا الصراع هو أوسع وأشمل وأعمق وأبعد وأَكْثَـر حسَّـاسية وأهميّة، قوى الطاغوت والاستكبار هي تسعى إلَى السيطرة علينا كأُمّة، السيطرة على هذا الإنْسَـان بنفسه، والسيطرة على أرضِه ومقدراته، والسيطرة التامة، تصبحُ السيطرةُ الجغرافية جزءًا من العملية، وليست كلها، ونحن نشاهد اليوم في ساحتنا الإسْـلَامية أن المساحة الأوسع في الاحتلال والسيطرة هي السيطرة على الإنْسَـان، السيطرة الجغرافية لا تزال لحد الآن محدودة، ويمكن للأُمَّـة أن تسعى لاستعادتها، وإذا توفّرت العناصرُ الرئيسية التي نحتاجُ إليها لتحملَ هذه المسؤولية فمن السهل جِـدًّا أن نتدارك ما فرّطت فيه الأُمَّـة في السابق، وأن نستعيدَ كُـلَّ جزء من أرض أُمَّـتنَا، ولكن الجانب الأهم والأوسع والأَكْثَـر حسَّـاسية هو الساحة الإنْسَـانية، الساحة البشرية نفسها، العدوّ يسعى وحقّـق نتيجةً لا بأس بها إلَى حَـدِّ الآن في احتلال الإنْسَـان نفسه، احتلال فكره، احتلال ثقافته، احتلال نفسيته، التطويع لهذا الإنْسَـان والسيطرة عليه والاستغلال له والاستعباد له، وهذه في ثقافتنا القُـرْآنية الإسْـلَامية الدينية مسألة في غاية الأهميّة، الطاغوت هذه هي المشكلة معه أنه يسعى دَائمًا، الطاغوت والاستكبار يسعى إلَى هذه السيطرة على الإنْسَـان والاستعباد له والاستغلال له، استغلال له في نفسه وفي أرضه وفي مقدراته وفي ثروته وفي كُـلّ شيء، وهذه هي حالة الاستعباد، والقُـرْآن الكريم والدين الإسْـلَامي العظيم هو في أول ما يقدّمه لهذا الإنْسَـان أن يحرّره في نفسه وفي فكره، وفي واقع حياته، وبالتالي يتبع ذلك أرضه وثرواته وإمْـكَاناته، ومقدراته، ما أعطاه الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- وما خوله فيه، أن يحرّره من سيطرة الطاغوت واستغلاله واستعباده واستحواذه، وهذه تُـمَثِّـلُ رحمة عظيمة بهذا الإنْسَـان وقيمة عظيمة لهذا الدين، قيمة عظيمة للقُـرْآن الكريم، قيمة عظيمة للرسالة الإلهية، ونحن نرى اليوم في ساحتنا الإسْـلَامية من تمكّـنت قوى الطاغوت والاستكبار من السيطرة عليهم في أَنْـفُـسهم، في موقفهم في ثقافتهم، في اتجاههم، كيف أَصْبَـحوا في حالة عبودية بكل ما تعنيه الكلمة، وفي حالة من الاستغلال السيئ جِـدًّا والمهين والمخزي، كأَدَوَاتٍ خانعة يتحكم بها الطاغوت والاستكبار ويحَـرّكها كيفما شاء وأراد ويستغلها، ويستغلها، فأَصْبَـحوا في أَنْـفُـسهم خولًا وعبيدًا وأَصْبَـحت إمْـكَاناتهم وما بأيديهم وما تحت هيمنتهم من الإمْـكَانات أَصْبَـحت كلها في خدمة الطاغوت وفي خدمة الاستكبار الذي نجح في تحقيق ذلك وفي الحصول على ذلك.

 

طموحُ المستكبرين بِالسيطرة على بقية العالم البشري

نحن كأمة إسْـلَامية نرى بكل وضوح من يتأمل في الساحة اليوم أنما تسعى إليه أمريكا وما تسعى إليه إسرائيل هو هذا، السيطرة علينا في هذه المنطقة، والسيطرة على العالم، طموح الأمريكي هو السعي على السيطرة على بقية أبناء البشر، بقية العالم البشري، بقية المجتمع البشري، والسعي للسيطرة على كُـلّ ما تحت هذا المجتمع البشري من مقدرات وثروات وخيرات والاستغلال له والسيطرة عليه والاستحواذ عليه والاستعباد لهذا الإنْسَـان في أية بقعة من بقاع المعمورة هذه، إنما في صدارة الموقف نحن كأمة إسْـلَامية في المنطقة العربية في المقدّمة لاعتبارات هامة جِـدًّا تتعلق بحسَّـاسية وأهميّة هذه البقعة الجغرافية والحسَّـاسية تجاه مبادئ وعقائد هذه الأُمَّـة التي لو عادت إليها بوعي يمكن أن تكون، بل لا شك أنها ستكونُ مبادئَ تحرّرية تحرّر هذه الأُمَّـة وتفيدُ في تحرير بقية الشعوب وبقية أبناء البشرية.

 

قيمة معركة الهُـوِيـَّـة والحرية والاستقلال وقيمة الموقف فيها

نحن عندما ننظر إلَى المسألة من هذا المنظور ندركُ أَيْـضًا قيمة هذه المعركة وقيمة الموقف فيها، وأن المسألة مسألة هُـوِيـَّـة وحرية واستقلال، ونحن نخوض هذه المعركة من هذه المنطلقات الرئيسية ونرى فيها معركة مصيرية إِذَا فرطنا فيها فرطنا بحريتنا واستقلالنا وهويتنا، وخضعنا لحالة من الاستعباد، والمسخ لهذه الهُـوِيـَّـة، والتطويع والتغيير الذي يساعد على تدجيننا وتحويلنا إلَى أُمَّـة خانعة لأعدائها وإلى مجرد قطيع من البشر ليس له في هذه الحياة من دور ولا من رسالة ولا من قيمة إلا أن يؤدي خدمة لعدوه، وأن يشتغل ويتحَـرّك في كُـلّ ما يُمَثِّـلُ خدمة لذلك العدوّ، هذا ما يسعى إليه الصهاينة، هذا ما يسعى إلَى الأمريكيون، هذا ما تسعى إليه قوى الطاغوت والاستكبار، المسألة هي هذه بكل ما تعنيه الكلمة، ولها كُـلّ هذه الأهميّة، ولهذا هي تتجه إلَى المنطقة بكلها، وما أرادوا من فلسطين إلا أن تكون قاعدة ومرتكزا لهذه الانطلاقة التي تتجه إلَى المنطقة بكلها، وكل أبناء الأُمَّـة هم مستهدفون في هذه المعركة، ويتجه إليهم، تتجه إليهم قوى الطاغوت بكل مؤامراتها وبكل مشاريعها وأنشطتها العملية الشاملة، وتتحَـرّك لتحقيق هذا الهدف تحت كُـلّ العناوين.

من أهمّ ما في القُـرْآن الكريم أنه يقدّم لنا وهو كتاب الله الذي جعله نورًا وفُـرْقَـانًا وبصائرَ، وإذا كان هذا النور وهذا الفُـرْقَـان وهذه البصائر لا تقدّم لنا ما يساعدنا في ظل معركة كهذه، في ظل تحديات كهذه، في ظل أخطار كهذه، في ظل واقع كهذا، بكل ما فيه بكل ما يُشَكِّـلُه من خطورة بالغة علينا كأُمّة إسْـلَامية وعلى البشر من حولنا بشكل عام، إِذَا كان لا يفيدُنا في ذلك فمعناه أنه لا يستحق أن يوصف بهذا التوصيف وأن يكون له كُـلّ هذه الأسماء وكل هذه العناوين، ولكن فعلا هو نور الله الذي يجلي كُـلّ الظلمات والذي يكشف كُـلّ الظلمات، وهو البصائر التي تفند كُـلّ الباطل وكل الضلال ويقدّم لنا الحقيقة تجاه كُـلّ عملية التلبيس والتضليل التي تمارسها قوى الطاغوت والاستكبار متَمَـثِّـلة بأمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهما، عندما نعودُ إلَى هذا الكتاب المقدس، إلَى هذا النور، إلَى هذه البصائر كم فيه من آيات تحدثت عن هذا الفريق من أهل الكتاب الذي يُشَكِّـلُ خطورة بالغة على البشرية بكلها، بل حتى على بقية النصارى، على الناس بكلهم، هو اتجاه يُمَثِّـلُ شرًّا كَبيرًا على البشرية بكلها، اتجاه يُمَثِّـلُ الطغيان، هو الامتداد للتحَـرّك الشيطاني بكل أساليبه بكل اتجاهاته، في عملية التضليل، في عملية الإفساد، في عملية الفتن، في عملية الطغيان، في عملية الظلم والقهر والاستعباد والإذلال، كُـلّ العناوين الشيطانية التي يتحَـرّك الشيطان فيها بعدائيته للبشر هم امتداد له في التحَـرّك فيها، وهذه هي الحالة الصحيحة وهذا هو التوصيف الصحيح لهذا الصراع في جذوره وأبعاده وعناوينه الحقيقية ومساراته الفعلية، ولو أن العدوّ يسعى بكل جهد وكما قلنا كجزء من المعركة إلَى أن يطبع هذا الصراع بطابعٍ آخر وأن يقدّم له عناوين أُخْـرَى، وأن يقدّم له تفسيرات أُخْـرَى، وأن يقدّم له تبريرات أُخْـرَى، وأن يقدّم له أَيْـضًا ويصنع له أَيْـضًا امتدادات يسعى من خلالها إلَى فصل ذهنية الأُمَّـة عن حقيقة هذا الصراع ومآلاته وما يُشَكِّـلُه من خطورة علينا كأمة إسْـلَامية وعلى البشر من حولنا.

القُـرْآن الكريم كم تحدث عن هذا الفريق من أهل الكتاب، أنهم يسعون في الأرض فسادًا، أنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، أنهم يتجهون لتضليل الأُمَّـة وتضليل البشرية بكلها، وعندما يقول عنهم أنهم يسعون في الأرض فسادا، هذا يعبّـر عن هذه الخطورة التي يُشَكِّـلُونها على الواقع البشري بكله وعلى مختلف أُمَـم الأرض بمختلف دياناتها وتوجهاتها، هم مصدر ضلال، مصدر شر، ومصدر باطل ومصدر خطر، ومصدر فساد يستهدف البشرية بكلها، ثم هم يحاولون أن يطبعوا الآخرين بهذا الطابع، فيأتون لإطلاق هذه المسميات والعناوين على الآخرين، يصفون الآخرين بأنهم مثلث الشر، أَوْ مصدر الشر أَوْ غير ذلك من المسميات أَوْ الإرهاب كما صنعوا مؤخّرًا في التركيز على هذا العنوان ورفعه ليطلقوه على ما يحلو لهم، على من يشاءون ويريدون، وهم يحالون أن يقدّموا أَنْـفُـسهم كجهةِ خير لهذه الدنيا، للتلبيس وللتضليل وللخداع، وللجهة يقدّمون في الذهنية العامة، ويرسخون في الذهنية العامة، إلَى أنها أَوْ على أنها الأجدر بقيادة البشرية وأن هيمنتها وسيطرتها وتغلبها على الواقع البشري جزء من إصْـلَاح هذا الواقع البشري ولتعميم حالة الخير فيه، ولإصْـلَاح واقع هذا المجتمع البشري، والناس يرون بأم أعينهم أنه كلما اتجهت قوى الطاغوت والاستكبار متَمَـثِّـلة في أمريكا وإسرائيل إلَى تعزيز سيطرتها واستحكام هيمنتها على العالم وعلى أية بقعة في هذا العالم إنما تأتي معها بالفتن، إنما تأتي لتمارس الظلم والقهر والاستعباد، إنما تأتي بالخراب والدمار والظلم والطغيان والمفاسد، إنما تسحقُ شعوب هذه المنطقة، ومعركتها واضحة، وأفعالها وتصرفاتها واضحة وبينة، والمشاهد الدموية والمأساوية والكارثية التي نشاهدها في التلفاز في كُـلّ بقعة من بقاع عالمنا الإسْـلَامي إنما هي نتاجهم إنما هي آثارهم إنما هي مُخَطّـطاتهم إنما هي مؤامراتهم، إنما هي نتائج ما يسعون لفعله وتحقيقه في منطقتنا وفي العالم من حولنا، هذه هي حقيقة هذا الصراع ولهذا باتت قضية الأَقْـصَـى وفلسطين باتت عنوانا لهذا الصراع الشامل، لهذا الصراع الواسع، لهذا الصراع الذي يستهدفنا كُـلّ هذا الاستهداف، بكل هذه الأَهْدَاف، ويسعى إلَى الاستحواذ على كُـلّ شيء، الاستحواذ عليك كإنْسَـان، يحتل فكرك، يحتل توجهك، يطوعك، يجعلك عبدًا مستغلًا خادمًا له في هذه الحياة، وجودك في هذه الحياة ليس له أَكْثَـر من هذا المعنى، ولا يمتلك أَكْثَـر من هذا الدور، وهذا ما لا يمكن أن نقبل به نحن كمسلمين، كأمة مسلمة، ثقافتنا بل الكثير من البشر لا يتقبل بذلك بفطرتهم الإنْسَـانية الإنْسَـان تواق بفطرته التي فطره الله عليها للحرية للكرامة للعزة للسعي للحفاظ على مصالحه الحقيقية ويتجه للدفاع عن نفسه ومواجهة أعدائه من يسعون إلَى إلحاق الأذى به من يُشَكِّـلُون خطورة عليه هذه مسالة فطرية ولهذا هناك أُمَـم أُخْـرَى في الأرض تسعى لأن تبني نفسها لأن تكون ممتنعة ومتحصنة من هذه الحالة من الاستعباد والهيمنة والاستحواذ والقهر.

عندما نأتي لنتأمل هذه المرحلة وما يجري في بقية المنقطة ما يجري عندنا في اليمن هذا العدوان الذي نحن نعاني منه في العام الرابع، ما يجري في مناطق أُخْـرَى في المنطقة سواءً في بلدان أُخْـرَى سواءً ما يجري في البحرين أَوْ ما يجري كُـلّ المظالم القائمة في المنطقة وكل الواقع التي تعيشه المنطقة في أزماته السياسية ومشاكله الاقتصادية إنما هي في جوهرها في حقيقتها امتداد لهذا الصراع وجزءً منه ولا تنفصل عنه ولا تنفصل عنه ولهذا لا يُمَثِّـلُ تجاهل الكثير من أبناء الأُمَّـة للقضية الفلسطينية مسألة فلسطين بمسألة القُـدْس والأَقْـصَـى وفلسطين شعبًا وأرضًا، التجاهل لذلك لا يُمَثِّـلُ حلًا للأُمَّـة لا يجعل الأُمَّـة بمعزل عن المشاكل لا، ولو أن ذلك حتى لو كان سيُمَثِّـلُ حلًا لهذه الأُمَّـة أن يسكت عنها أعدائها لا يمكن أن يكون هذا مقبولًا في التزامات هذه الأُمَّـة ومسؤوليتها الإنْسَـانية والدينية والأَخْـلَاقية ولكن حتى مع ذلك المشكلة مشكلة تُشَكِّـلُ خطورة بالغة على الأُمَّـة بكلها وتمتد إلَى الأُمَّـة بكلها.

 

حركةُ النفاق وخيانتُها للأُمَّـة

ما يجري في بقية المنطقة هو جزءٌ أساسيٌ من هذا الصراع، المشكلة فيه أن حركة النفاق ونحن سنوصف بالتوصيف القُـرْآني الحق والذي له أهميّة كبيرة جِـدًّا ويجب أن تعود إليه الأُمَّـة كما نكرر في كثير من كلماتنا ومواقفنا لأنها أُمَّـة القُـرْآن ماذا يعني أن تنتمي إلَى هذا الكتاب إلَى هذا الدين إلَى هذه الرسالة ثم تتنكر لتلك التوصيفات والتسميات والمواقف التي عبر عنها القُـرْآن الكريم هذا يسهل لتلك القوى أن تتحَـرّك وهي بمعزل عن ذلك العار الذي قد تقلدته بخيانتها للأُمَّـة حركة النفاق في هذه الأُمَّـة هي التي يستفيد منها اليوم الطاغوت والاستكبار ليجعل منها أداةً تعمل لصالحه لتنفيذ الكثير من أجندته ومؤامراته في داخل هذه الأُمَّـة وما تفعله وما تعمله وما تتحَـرّك فيه ولو اختلفت العناوين وتعددت إنما هو في نهاية المطاف يُمَثِّـلُ أجندة حقيقية ومؤامرات مؤكّـدة لخدمة قوى الطاغوت والاستكبار فالعدوانُ على اليمن والقمع للشعب البحريني والمشاكل في بقية المنطقة ما حدث في سوريا وما حدث في العراق وما تستهدف به دول المنطقة بكلها بكل المستويات والأشكال وتحت كُـلّ العناوين من قوى معينة محسوبة على هذه الأُمَّـة من أنظمة تقدّم نفسها على أنها جزءٌ من هذه الأُمَّـة بل تحاول أن تقود هذه الأُمَّـة وأن تستحوذَ على القرار في داخل هذه الأُمَّـة إنما هو يُمَثِّـلُ امتدادًا لأجندة ومشاريع قوى الطاغوت والاستكبار إنما يخدم أمريكا وإسرائيل ويصب في مصلحة أمريكا وإسرائيل وارتباط النظام السعودي والنظام الإماراتي بأمريكا اليوم وعلاقتهما بإسرائيل بات يتجه ويصب في هذا الاتجاه بات جزءًا من العملية الاستهدافية لهذه الأُمَّـة، بات جزءًا من المعركة التي تستهدف هذه الأُمَّـة بات جزءًا رئيسيًّا من هذا النشاط الذي يهدف إلَى تطويع هذه الأُمَّـة وإخضاعها بالكامل لصالح أمريكا وإسرائيل لصالح الطاغوت والاستكبار الذي يعمل على طمس هويتنا وإلى استعبادنا وإلى استغلالنا وإلى السيطرة التامة علينا والاستحواذ الكامل علينا لنكون خولًا وعبدًا عبيدًا وخولًا ولتكون أموالًا وثرواتنا ومقدراتنا وأوطاننا ثروةً وغنيمة لذلك العدوّ.

هذا هو التوصيف الحقيقي والصادق والحق لكل ما يجري من أحداث، أما كُـلّ العناوين الأُخْـرَى ليست إلا عناوين للخداع وكجزء أيضًا من المعركة تساعد على تفتيت هذه الأُمَّـة على بعثرة هذه الأُمَّـة على إضعاف هذه الأُمَّـة على استنزاف هذه الأُمَّـة لما يحقّـق تلك الأَهْدَاف.

 

القرآنُ حرّم الولاءَ لأَعْـدَاء الأُمَّـة

القُـرْآنُ الكريمُ حرّم ومنع منعًا باتًا في موقفه الديني وإلزامه الديني من الولاء لأَعْـدَاء الأُمَّـة من الولاء لذلك الفريق فريق الشر فريق الخطر من داخل أهل الكتاب الذي يُشَكِّـلُ خطورة كبيرة على بقية أهل الكتاب وعلى البشرية بكلها ولكنه يُشَكِّـلُ خطورة رئيسية على هذه الأُمَّـة الإسْـلَامية التي يرى في عقائدها العظيمة والمهمة عقائد تحرّرية تحرّر الأُمَّـة تحرّر البشرية من الطاغوت تحرّر هذا الإنْسَـان وتحمي هذا الإنْسَـان وتحصن هذا الإنْسَـان في نفسه وفكره وسلوكه وأَخْـلَاقه ومسار حياته، وهذه تُـمَثِّـلُ مشكلة جوهرية ورئيسية مع قوى الطاغوت التي تجعل ضمن أساليبها الرئيسية في الاستحواذ على هذا الإنْسَـان السيطرة على فكرة التأثير عليه في سلوكه التأثير عليه في مسار حياته التوجيه له في نشاطه ومساره في الحياة وفق ما يخدمها ويحقّـق أَهْدَافها.

القُـرْآنُ الكريمُ حين قال في آيةٍ مهمة (وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) بعد أن نهى نهيًا صريحًا واضحًا عن الولاء لهم عن الارتباط معهم في هذه الأجندة والمؤامرات ضد هذه الأُمَّـة عن هذه العلاقة التي نراها اليوم في طبيعة الارتباط للنظام السعودي والارتباط للنظام الإماراتي بأمريكا وإسرائيل هذا هو الولاء الذي حرّمه القُـرْآن هذا هو الولاء الذي يُمَثِّـلُ خيانة للأُمَّـة هذا هو الارتباط الذي يُشَكِّـلُ خطورة كبيرة جدًا على الأُمَّـة في كُـلّ شيء، لأنه يتيح المجال لنشاط عدائي من داخل الأُمَّـة من وسط الأُمَّـة من واقعها الداخلي تحت عناوينها تحت أسمائها، يُشَكِّـلُ خطورة كبيرة على هذه الأُمَّـة في التفرقة بينها في إضعاف موقفها في استنزافها في أشياء كثيرةً جدًا، وحالة من التلبيس.

 

 آثارُ تدجين وتضليل وتلبيس أنظمة السوء والعمالة

الكثير من الناس لم يحظوا بالوعي القُـرْآني اللازم لم يتحصنوا بالثقافة القُـرْآنية ولم يحملوا حالة الوعي تجاه الواقع، الواقع القائم الواقع العالمي والواقع الإقليمي والواقع المحلي من حولهم، زمن طول من التدجين والتضليل والتلبيس قامت به لعبت فيه أنظمة السوء وأنظمة الجور أسوء لعبة ولعبت بهذا الإنْسَـان ودجّنته وهيأته، وعندما أتت هذه المرحلة الحسَّـاسة والمحورية والمصيرية في الأُمَّـة كان الكثير من الناس في حالة غفلة وتيه وينقصهم الكثير من الوعي فأثرت فيهم العناوين التي رُفعت للخداع، عناوين الفتنة المذهبية والطائفية عناوين قومية حُركت في غير مسارها الصحيح للتلبيس فقط وللخداع، عناوين مناطقية عناوين وعناوين كثيرة، تحَـرّكت في الساحة مدعومة ولكنها تحقّـق مصالح فعلية قال الإسرائيلي أنها تُـمَثِّـلُ مصالح له، ألم يقل الإسرائيلي أن العدوان على اليمن يُمَثِّـلُ مصلحةً له؟! وما يقوم به النظام السعودي في عدوانه على اليمن يُمَثِّـلُ مصلحةً مشتركةً بينه وبين النظام السعودي؟! بلى قال ذلك وبات واضحًا ذلك.

اليوم نحن معنيون بأن نحملَ الوعي تجاه المسار التخريبي والسلبي لحركة النفاق في الأُمَّـة ولحركة كُـلّ الذين في قلوبهم مرض من أبناء الأُمَّـة الذين يتحَـرّكون في نشاطهم في مساعيهم في مؤامراتهم في أجندتهم وفق ما يحقّـق خدمة حقيقية وواضحة لإسرائيل وأمريكا وباتوا اليوم مكشوفين أَكْثَـر واضحين أَكْثَـر وبينين أَكْثَـر.

 

معنى النفاق في القُـرْآن

النفاقُ في القُـرْآن هو هذا الولاء هو هذا الارتباط لأَعْـدَاء الأُمَّـة وتقديم هذه الخدمات لهم، والعداء للأُمَّـة في مقابل اتخاذ أولئك أصدقاء، أليست اليوم أمريكا صديقة لهم بشكل صريح وواضح؟! وأَكْثَـر من صديقة هي سيدتهم هي قائدتهم، أليست إسرائيل صديقة وحليفة لهم وبشكل واضح، أليسوا يتجهون بكل عدائية إلَى أبناء الأُمَّـة وإلى اتجاهات واضحة من أبناء الأُمَّـة وبشكل صريح وواضح، أمريكا وإسرائيل أصدقاء لهم واتجاهات أُخْـرَى من أبناء الأُمَّـة عدوة لهم يعادونها ويستهدفونها بكل ما يستطيعونه وكجبهة مرتبطة بأمريكا وإسرائيل، الموقف موحد والاتجاه واحد والمسار واحد، فالسعودي هو في نفس المسار الأمريكي وضمن الموقف الأمريكي، المصطلحات واحدة العناوين واحدة والموقف والاتجاه الواحد، النظام الإماراتي تجد نفس الاتجاه من تعتبره أمريكا عدوًا من تسعى أمريكا إلَى محاربته من تطلق تجاهه عناوين وتبريرات يتخذون نفس الموقف ويطلون نفس العناوين ونفس التبريرات يتحَـرّكون في نفس الاتجاه بكل ما في ذلك العناوين الأسماء الأساليب وهكذا حركة واحدة اتجاه واحد موقف واحد.

هذا ما يجب أن نعيَه جيدًا حتى لا ينخدعَ البعضُ من الناس بالعناوين الثانوية والهامشية والتبريرية فإذا أتى العنوانُ المذهبي وإذا أتى النظام السعودي ليحَـرّك البعض في استهداف حركات المقاومة أَوْ في استهداف شعوب هذه الأُمَّـة هذا الشعب أَوْ هذا الشعب من أبناء الأُمَّـة تحت عنوان طائفي ومذهبي ليقول رافضة وكفار ومجوس، لنفهم أن المسالة ليست كذلك، المسألة أن الهدف الرئيسي إخضاع هذا الشعب لأمريكا وعملاء أمريكا، وتفتيت هذا البلد لصالح استحواذ إسرائيل وسيطرة إسرائيل، لنفهم الأمور بحقائقها، إِذَا أتى ليرفع عنوان القومية العربية والعروبة ومحاربة الفرس ومحاربة مدري ما هو ذاك والكلام حول هذه العناوين لنعرف أن المسألة ليست كذلك أَبَـدًا، المسألة معاداة من تعاديه أمريكا فإيران كبلد إسْـلَامي والشعب الإيراني كشعب مسلم يُعَادَى لماذا؟ ويُستهدَف لماذا؟ لأنه لم يخضع لأمريكا ولم يخضع لإسرائيل ولأنه يتبنى قضايا الأُمَّـة الكبرى ويقفُ إلَى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة اللبنانية هذه هي المشكلة الحقيقية، وليس في إسْـلَامنا أن نعادي قومًا معينين لعرقهم أَوْ لاختلاف لغتهم هذا ليس من الإسْـلَام في شيء هذا هو من العناوين الجاهلية غير المقبولة، وأما أن يأتي أحد ليكفر شعبًا يكفر شعبًا مسلمًا بكله فهذه إساءة وهذه جناية لخدمة أمريكا، أصل القضية وحقيقتها هو أن الشعب الإيراني يُعَادَى لهذين السببين كشعب حر لم يخضع للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ويساند الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة في فلسطين وحركات المقاومة في لبنان وحزب الله اللبناني هذه هي المسالة بحقيقتها.

الشعب اليمني يُستَهدف لماذا؟ لتوجهه الحر المناهض للهيمنة الأمريكية المعادي لإسرائيل هذا التوجه التحرّري هو أصل مشكلتنا مع الآخرين الذين أرادوا أن يستحوذوا علينا مع بقية شعوب المنطقة وكما قلنا ضمن مساعي قوى الطاغوت والاستكبار التي تريد السيطرة علينا في كُـلّ ما يُمَثِّـلُه ذلك من تهديد لهويتنا لحريتنا لكرامتنا لاستقلالنا لمبادئنا، لأن ذلك يُمَثِّـلُ حالة من الاستعباد لصالح الطاغوت وهذا أمر يتناقض كليًا مع انتمائنا الديني والإسْـلَامي (فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا).

 

 قضيةُ فلسطين عنوانُ الصراع اليوم

ولذلك تُـمَثِّـلُ اليوم قضية فلسطين والمسجد الأَقْـصَـى والمقدسات تُـمَثِّـلُ عنوانًا لهذا الصراع تُـمَثِّـلُ عنوانًا لهذه القضية التي هي قضية الأُمَّـة بكلها، المسألة أن هناك سعيًا حقيقيًّا لاستعباد الجميع والسيطرة على الكل والاستحواذ على كُـلّ شيء وطمس هذه الهُوية هويتك الحقيقية كمسلم يبقى إسْـلَامُك شكلًا لا مضمون له إسْـلَامًا لا يحرّرك إسْـلَامًا لم يعبّدك لله إسْـلَامًا عبّدك للطاغوت على نحو ما عليه النظام السعودي إسْـلَامًا يخضعك لترامب لأمريكا لإسرائيل إسْـلَامًا يحولك إلَى أداة في يد أمريكا وفي يد إسرائيل لدرجة أن تضحّيَ بروحك في خدمتهم وتسمي ذلك جهادًا وتعتبر ذلك استشهادًا، في اللحظة التي أنت تضحي بحياتك حالة من التضليل من التلبيس من الخداع تتحَـرّك فيها قوى الطاغوت ومعها من داخل الأُمَّـة حركة النفاق في داخل الأُمَّـة إنهم منافقون وفي قلوبهم مرض، هذا ما يقوله القُـرْآن الذي نحن نؤمن به ونصدقه هذا توصيفه وهذه تسميته.

ولذلك هم يستحقون بجدارة وعيدَ الله للمنافقين في القُـرْآن (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا) هم يستحقون مستوى الدور التخريبي في الأُمَّـة هو ما نراه اليوم هي هذه المأساة التي نعيشها كشعب يمني هذه المأساة الكبيرة جدًا الآلاف بل عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعاقين، هي هذه النكبة التي تعشيها الأُمَّـة في مختلف أقطارها هي نتاج ذلك الدور التخريبي لقوى النفاق وحركة النفاق في داخل الأُمَّـة التي اشتغلت تحت كُـلّ العناوين، العناوين الدينية والعناوين القومية والعناوين السياسية ولكن يفضحها القُـدْس يفضحها الأَقْـصَـى الذي ظهرت اليوم واضحةً في تآمرها عليه، أوَلم يظهرِ النظامُ السعودي والنظام الإماراتي ومن معهما ومن في صفهما من الأُمَّـة ألم يظهروا في موقفٍ مخزٍ ومتواطئٍ مع المؤامرات المستمرة؟! على فلسطين على الأَقْـصَـى على القُـدْس، وكيف ظهر موقفهم مخزيًا ومكشوفًا فيما يسمى بصفقة القرن وفيما يتعلق بانتقال السفارة الأمريكية إلَى الأَقْـصَـى إلَى القُـدْس إلَى مدينة القُـدْس، كيف ظهروا في موقفٍ مخزٍ، ألم يظهروا واضحين في عدائهم لحركات المقاومة في فلسطين؟! وتوصيفهم لها بالإرهاب، وزير الخارجية السعودي الإعلام الخليجي في بعض منه يوصف حركات المقاومة في فلسطين يوصفها بالإرهاب، يشن عليها حملة تشويهية وعدائية يتعامل معها بعدائية وباستهداف يمارس عليها الضغوط بكل الأشكال بكل الأشكال يمارسون الضغوط عليها وعلى الشعب الفلسطيني من حولها وعلى سكان قطاع غزة يمارس عليهم الضغط لماذا في ظل الموقف لصالح الدعم الإسرائيلي والدعم الأمريكي والاستهداف لهذه الأُمَّـة والاستهداف الشعب الفلسطيني والاستهداف لشعوب المنطقة بكلها وإخضاعها وترويضها لأجندة أمريكا وإسرائيل وما تسعى له أمريكا وإسرائيل.

ذلك العداءُ الشديدُ جِـدًّا الذي يتجه به النظام السعودي ومن معه ضد حزب الله في لبنان لماذا ولأي سبب ومن وقت مبكر حتى من قبل أحداث سوريا من وقت مبكر إنما هو في ظل هذه الارتباطات والأجندة التي يتحَـرّك فيها النظام السعودي كموالي لأمريكا وموالي لإسرائيل تربطه بهما أجنده مشاريع توجهات مواقف الذي ذلك الولاء المحرم الذي حرمه القُـرْآن وشدد في تحريمه له إلَى درجة أن يقول {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم} [المائدة: 51] يحسب عند الله من الصهاينة موقفه موقفهم يحسب معهم عند الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- ولو كان يحمل ويتشبث بعناوين إسْـلَامية وطقوس دينية يحاول الاحتفاظ بها كشكليات يخادع بها الآخرين {وَمِنَ النّاسِ مَن يَقولُ آمَنّا بِاللَّهِ وَبِاليَومِ الآخِرِ وَما هُم بِمُؤمِنينَ} [البقرة: 8] المسألة كما قال عنها {يُخادِعونَ اللَّهَ وَالَّذينَ آمَنوا وَما يَخدَعونَ إِلّا أَنفُسَهُم} [البقرة: 9] تصبح مسألة شكلية اعتيادية لا تُـمَثِّـلُ حسَّـاسية بل يستفاد منها كغطاء وتستغل أَيْـضًا للتلبيس على كثير من الناس السذج الذين ينخدعون بتلك الشكليات وبتلك العناوين، عدائهم الشديد وتآمرهم من فترات مبكرة على حزب الله ومحاولتهم بكل جهد وبنشاط إعلامي وسياسي وأَكْثَـر من ذلك حتى تثقيفي في العداء لحزب الله هو التشويه لحزب الله والعزل لحزب الله كُـلّ مشكلتهم مع حزب الله ما يقوم به حزب الله من دورٍ عظيم وإسهام كبير في مواجهة إسرائيل وفي التصدي للهيمنة الأمريكية في المنطقة، في التصدي لمشروع الطاغوت والاستكبار في السيطرة والاستحواذ علينا كبشر وعلى أرضنا وثرواتنا ومقدراتنا، هذا هو جوهر المشكلة هذا ما يجب أن تعيه أُمَّـتُنَا في يوم القُـدْس، العداء للشعب البحريني والظلم للشعب البحريني في المقابل يقف نظام آل خليفة وسلطة آل خليفة في البحرين في المربع ذلك مربع الخيانة والعمالة والنفاق والولاء المكشوف والعلني والصريح لأمريكا وإسرائيل المسألة واضحة وتجلت في هذه الفترة على نحو غير مسبوق وهي في الاستمرار في تجليها ووضوحها حتى تكون المسألة في نهاية المطاف بين معسكرين واتجاهين لا ثالث لهما النفاق الصريح والاتجاه الآخر والذي ينسجم ويتمسك بهُـوِيـَّـة هذه الأُمَّـة وينطلق من خلال هذه الهُـوِيـَّـة التحرّرية بكُلِّ ما تعنيه الكلمة هُـوِيـَّـة تجعلنا أَحْـرَارً في مواجهة قوى الطاغوت والاستكبار. اليوم المسألة واضحة جِـدًّا فحركة النفاق في عدائها لحركات المقاومة في فلسطين في توصيفها لها بالإرهاب في حربها الإعلامية والسياسية وحصارها المادي لها في مضايقتها للشعب الفلسطيني في خذلانها الكبير للشعب الفلسطيني في كُـلّ شيء حتى على مستوى المساندة المادية يدفع النظام السعودي والإماراتي مليارات الدولارات لإثارة الفتن في أوساط الأُمَّـة وللتخريب ولإثارة البغضاء والكراهية ويقدّمون مئات المليارات إلَى أمريكا إلَى الخزانة الأمريكية إلَى جيوب الأمريكيين ويقدّمون الخدمات الكبيرة لصالح الإسرائيلي ويخذلون الشعب الفلسطيني الذي يعاني في كُـلّ أوضاعه يعاني اقتصاديا ويعاني في كُـلّ الاتجاهات، أما خذلانهم الكبير لمقاومته فهو أَكْثَـرُ من خذلان، عداوة وتآمر ومكر وضغط وكيد وسعي لإجبار هذه المقاومة إلَى التخلي عن نهجها والتخلي عن سلاحها والدخول في صفقات ومساومات هذا ما يسعون له هم في كُـلّ ذلك هم بأجندتهم التخريبية في المنطقة بشكل عام باتوا مكشوفين وواضحين بشكل كبير.

 

مسؤوليتُنا كأَحْـرَار تجاه قضية فلسطين الجامعة

في المقابل ماذا علينا هناك في المنطقة جبهة كبيرة وقوية ومتقدّمة هي جبهة التحرّر والاستقلال هي الاتجاه الذي ينسجم كُـلّ الانسجام مع هُـوِيـَّـة هذه الأُمَّـة، مسؤوليتنا كشعوب مسؤوليتنا كأَحْـرَار تجاه هذه القضية تجاه هذا المعلم المهم والعنوان الرئيسي للقضية الجامعة والشاملة والكبيرة التي تشمل الأُمَّـة وتعني الأُمَّـة بكلها جملة من النقاط نتحدث عنها باختصار.

أولًا: نحن معنيون بأن نسعى ونصر بشكل مستمر على إِحْيَـاء هذه القضية وإِحْيَـاء هذا العنوان كعنوان رئيسي أن المشكلة وأن القضية الحقيقية التي ترتبط بها الأُمَّـة هي العداء لأمريكا وإسرائيل وأننا مرتبطون بهذه المسؤولية تجاه الأَقْـصَـى والمقدسات وفلسطين شعبًا وأرضًا كمسؤولية رئيسية وقضية أساسية للأُمَّـة تحتل الأولوية الرئيسية بالنسبة للأُمَّـة لأن القوم وحركة النفاق في الأُمَّـة في ظل نشاطها المرتبط بقوى الطاغوت والاستكبار هي تسعى إلَى إنسائنا وإلهائنا عن ذلك تماما ففشلها في ذلك يعتبر انتصار للأُمَّـة وقوة وتقدّم في الموقف، أَيْـضًا الاستمرار في مساندة حركات المقاومة بكل الأشكال سواءً في فلسطين أَوْ حزب الله في لبنان الذي يستهدف بشكل كبير بما في ذلك التشويه له إعلاميًا.

نحن معنيون اليوم في بقية شعوب المنطقة بالمساندة بكل أشكال المساندة سياسيًا إعلاميًا وحتى ثقافيًا بكل أشكال المساندة بكل ما يمكنُ وتستطيعُه شعوبُ المنطقة من مساندة لحركات المقاومة، الجبهة اليوم جبهة قوية جبهة التحرّر والاستقلال محور المقاومة محور قوي في هذه المرحلة ولو أن الصراع ساخن الصراع ساخن لكن الأمور متجلية وواضحة وتتطلب الاستمرار في خوض هذه المعركة بكل أبعادها وبكل وسائلها وأَدَوَاتها المشروعة.

معنيون أيضًا بإعطاء أهميّة كبيرة لمعركة الوعي وترسيخ الفهم لحقيقة وأبعاد هذا الصراع وهذه نقطة رئيسية لأن الأَعْـدَاء يشتغلون عليها هناك جهود كبيرة جِـدًّا تبذلها حركة النفاق تشغل فيها منظومتها وإمْـكَاناتها الإعلامية الهائلة وكذلك نشاطها وفق الطريقة التثقيفية والتعليمية من خلال كُـلّ الأساليب والوسائل إلَى فصل ذهنية الأُمَّـة عن حقيقة الموضوع عن حقيقة القضية وفرض عناوين مخادعة ترتبط بها الأُمَّـة وتحَـرّك من خلالها وتصبح هي وسيلة للسيطرة على الناس والتحريك لهم بشكل عبثي وفوضوي ومستهتر بما يخدم أَهْدَاف أمريكا وإسرائيل في المنطقة، فمعركة الوعي هامة جِـدًّا وترسيخ الفهم لحقيقة وأبعاد الصراع مسألة في غاية الأهميّة الاهتمام بالخطوات العملية بترسيخ وتفعيل حالة السخط والعداء ضد إسرائيل وأمريكا الارتباط بخطوات عملية المسألة مهمة نحن دَائمًا نحث على تفعيل مسألة المقاطعة للبضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية هذا عمل مفيد ومؤثر وذو إيجابية ويجعل الإنْسَـان يحس أنه يخوض هذه المعركة عمليًا في أي بلدٍ هو في أي شعب هو، أنت في اليمن أَوْ أنت في تونس أَوْ أنت في مصر أَوْ في أي بلد إِذَا أنت تلتزم بمقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية والإسرائيلية أنت تعيش فعليًا وتباشر موقفًا عمليًا فتعيش فعليًا في الموقف هذه خطوة نؤكّـد عليها ومهمة أن تحظى بتوعية ونشاط توعوي كبير وإذا اتسعت دائرتها فلها تأثيرها الكبير، بالتأكيد تفعيل حالة السخط والعداء وترجمتها ضمن أنشطة متعددة ضمن الهتافات المعبرة عن هذه العداء والسخط هذا أمر يظهر أنه مزعجٌ فعلًا لقوى النفاق وقوى الطاغوت بنفسها أبدوا انزعاجًا شديدا من هتاف الموت لأمريكا والموت لإسرائيل الهتافات المعبرة عن حالة السخط والعداء ينزعجون منها يريدون للجميع أن يصمتوا وأن يسكتوا ثم ترتفع أصوات بالعداء لجهات وأطراف أُخْـرَى داخل هذه الأُمَّـة فلا ينطلق صوت بالسخط والعداء لأمريكا وإسرائيل في المقابل تتجه أصوات كثيرة وترفع عقيرتها حتى تملًا أوساط هذه الأُمَّـة بالضجيج بالعداء والسخط تجاه هذا الطرف أَوْ هذا الطرف من أبناء هذه الأُمَّـة ممن تعاديه أمريكا وتسخط عليه إسرائيل وتسعى لاستهدافه وإزاحته باعتباره يُمَثِّـلُ إعاقة ومشكلة لها في تنفيذ أجندتها ومؤامراتها، التركيز على العودة إلَى القُـرْآن الكريم نحن في شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القُـرْآن، القُـرْآن الكريم الذي العودة الواعية لهذا الكتاب العودة العملية إلَى هذا الكتاب هي عودة إلَى الله -سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَـى- والأُمَّـة في مرحلة تحتاج إلَى القُـرْآن لصناعة الوعي للاستبصار والقُـرْآن يرسم المعالم الواضحة أمام هذه الأُمَّـة، من هم أعداؤها؟ من هم أصدقاؤها؟ ما هي مسؤولياتها ما هي اتجاهاتها التي ينبغي أن تركز عليها؟ ما هي مسؤولياتها؟ ويقدّم أَيْـضًا في عطائه التربوي والمعنوي ما تحتاج إليه الأُمَّـة في تحمل المسؤولية وكذلك للتحمل في مواجهة هذا الصراع بكل ما يحتاج إليه الجميع في مواجهة هذه التحديات والأخطار.

العناية أَيْـضًا بإِحْيَـاء يقوم القُـدْس العالمي، نأمل في يوم الغد إن شاء الله إِحْيَـاء متميزًا وحضورًا شعبيًّا واسعًا لإِحْيَـاء مناسبة يوم القُـدْس العالمي، وأنا أتوجه إلَى شعبنا العزيز، نأمل من كُـلّ أبناء الأُمَّـة، ونأمل من كُـلّ المناطق، من كُـلّ شعوب هذه المنطقة، ولكن بعض الشعوب وضعيتها معروفة، مكبلة ومدجنة وخانعة والبعض ظروف صعبة جِـدًّا، القليل فيها من الأَحْـرَار ممن لا يتمكّـنون أن يكون لهم هذا الدور أَوْ هذا الموقف ويعبّـرون عنه بأشكال أُخْـرَى، لكنا في شعبنا اليمني العزيز نأمل إن شاء الله أن يكون الحضور يوم الغد في صنعاء وكذلك في الحديدة في المحافظات التي ستقام فيها فعاليات حضورا متميزا، معبرا عن وعي هذا الشعب، عن أصالة هذا الشعب، عن مبدئية هذا الشعب، عن فهمه لحقيقة المعركة، عن معرفته بمن هم الأَعْـدَاء ومن هم الأصدقاء، عن أَخْـلَاقه وقيمه، عن عزته وإبائه، عن حريته التي يتمسك بها ويتشبث بها، عن وفائه لقضايا أمته الكبرى، عن إيْمَـانه بقدسية المقدسات، وعن علاقته الروحية والإيْمَـانية والوجدانية بها، عن علاقته الأخوية الصادقة بكل أبناء أمته ومن هم شعب فلسطين، عن تمسكه بحقوق أمته، وحقوق شعب أمته ومنها أرض فلسطين، وعن عدائه لإسرائيل ووعيه بما يُشَكِّـلُه العدوّ الإسرائيلي من خطورة على الأُمَّـة بكلها، وعن وعيه بالدور الأمريكي الذي يسعى الكثير من المنافقين إلَى الفصل بينه وبين الدور الإسرائيلي ثم الارتباط به باعتباره دورا إيجابيا في الساحة العالمية، وهم الشيطان الأَكْبَـر ورأس الشر وإسرائيل ربيبتهم، الشعب اليمني مأمول منهم وهو الشعب الصامد الذي هو اليوم في العام الرابع في معركة الحرية والإباء والعزة والكرامة وأن يكون حضورهم يوم الغد حضورا مميزا.

إن شاء الله في صنعاء أنا آملُ من الجميع أن يحضروا بشكل كبير في الفعالية في صنعاء للمسيرة بصنعاء في الحديدة كذلك، في الفعاليات التي ستقام في محافظات ومناطق متعددة.

نحن في هذا البلد كشعب يمني يمن الإيْمَـان يمن العزة يمن الحرية والكرامة والإباء مهما كانت أوجاعنا مهما كانت آلامنا ومهما كانت الضغوط ومهما كان حجم المشكلة نحن على ثبات في موقفنا هذا، هذا بالنسبة لنا موقف مبدئي وموقف إنْسَـاني وموقف ضمن التزاماتنا الدينية، ثم نحن نعي حقيقة المعركة مهما قال الآخرون والله إن أَكْبَـر مشكلة للآخرين معنا في هذا التوجه التحرّري والاستقلالي الذي نصر فيه على الحرية والعزة والكرامة وألا نخنع لأمريكا وإسرائيل وإلا كان بالإمْـكَان أن تقبل بنا أمريكا وتقبل بنا إسرائيل كأداة وخدم مثل الآخرين ثم إِذَا كان لنا فيما بعد صراع يكون ضمن صراع الأَدَوَات أنهم أَيْـضًا يحتفظون بصراع الأَدَوَات في حالتها التنافسية لمن يقدّم خدمات أَكْثَـر هنا أَوْ هناك لأمريكا وإسرائيل.

شاء البعضُ يا شعبَنا العزيزَ لأَنْـفُـسهم في هذه المرحلة الحسَّـاسة والتأريخية والمصيرية لأُمَّـتنَا أن تكون جهودهم وأن تكون اهتماماتهم، أن تكون خسائرهم البشرية والمادية أن تكون اهتماماتهم بكلها أن تكون تضحياتهم لصالح أمريكا وإسرائيل بالوهم بالغلط بالخطأ أولئك الذين فهموا أن العزة هنالك من يريد مكاسبَ سياسية من يريد مكاسب مادية من يسعى بحقد من في قلوبهم مرض من يجمعهم كلهم عنوان واحد “النفاق وفي قلوبهم مرض” اتجهوا في ذلك الاتجاه هم في ذلك الاتجاه يخسرون يعانون يتعبون يألمون وخسروا خسارات رهيبة جِـدًّا ودفعوا ثمنا باهظا جِـدًّا النظام السعودي كذلك النظام الإماراتي كذلك أَدَوَاتهم المحلية والإقليمية كذلك، كُـلّ الذين هم اليوم في الصف الأمريكي كم تلقوا من خسائر وكم انهزموا من هزائم هزيمتهم الكبيرة والمدوية جِـدًّا في سوريا وفي العراق هزائمهم وخسائرهم الكبيرة لحد الآن عندنا في اليمن، شاءُوا لأَنْـفُـسهم أن يستمروا في ذلك الدور السلبي التخريبي الذي تقلدوا به العار في الدنيا والآخرة، شئنا لأَنْـفُـسنا كشعب عزيز وحر وَواعٍ وأبيٍّ ومؤمنٍ بإيْمَـاننا بعقائدنا بمبادئنا بأَخْـلَاقنا بكرامتنا بفطرتنا الإنْسَـانية أن نخوض معركة التحرّر والاستقلال، الدفاع عن حريتنا عن كرامتنا عن هويتنا عن إيْمَـاننا عن عزتنا عن وجودنا الحر وجودنا المعبر عنه إسْـلَامنا وقيمنا وأَخْـلَاقنا نحن نصر على هذا التوجه التحرّري لا نقبلُ أَبَـدًا بكل الطواغيت وكل المستكبرين في هذا العالم ولا لأذنابهم أن يستعبدونا ولا نمكنهم أَبَـدًا من السيطرة علينا، نضحي مهما كان حجم التضحيات وشرف لنا أننا نضحي في سبيل ان لا نكون عبيدا إلا لله وفي سبيل أن نكون أَحْـرَار وأن لا تتمكّـن قوى الطاغوت والاستكبار من السيطرة علينا لا علينا في أَنْـفُـسنا في ثقافتنا في توجهنا في أعمالنا حتى لا نكون مسيرين لهم في هذا الحياة، ولا علينا بالإذعان ولاستسلام والخنوع وتسليم النفس والأرض لهم.

اليوم نحن معنيون بمواصلة هذه المعركة من هذا الواقع من هذا المفهوم من هذه السعة التي نرى لها كُـلّ هذه الأبعاد وكل هذه العناوين الحقيقية، يوم القُـدْس هو يوم الوعي، الأَقْـصَـى من جديد والقُـدْس من جديد وفلسطين من جديد تُشَكِّـلُ علامة فارقة ومهمة مع علامات أُخْـرَى وتُـمَثِّـلُ فُـرْقَـانا مهما في هذه المرحلة وفي هذا العصر تكشف حقيقة الجميع الذي هو في الاتجاه لا بـُـدَّ أن يكون مع الأَقْـصَـى صادقا يعادي عدوها لن يكون مع الأَقْـصَـى إلا من يعادي عدو الأَقْـصَـى لن يكون مع فلسطين إلا من يعادي إسرائيل ويعادي أمريكا أما من يقول أنا مع فلسطين وصديقتي إسرائيل أنا مع الأَقْـصَـى وصديقي الحميم نتنياهو أَوْ ليبرمان أَوْ أي يهودي من هناك من الصهاينة فهو كاذب وساذج ومخادع ومفضوح ومنافق وعميل, وأنا أطلب من الجميع ممن يستجيبون لنا طَبْعًا إِحْيَـاء هذه العناوين والتسميات والتوصيفات القُـرْآنية، لكل عملاء أمريكا وإسرائيل إنها حركة النفاق فب هذه الأُمَّـة وإنها تلعب الدور التخريبي والسلبي في داخل هذه الأُمَّـة لصالح أمريكا وإسرائيل إنهم فقط وفقط الذين في قلوبهم مرض (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ) يوالونهم ويعادون أَحْـرَار الأُمَّـة.

نَسْأَلُ اللهَ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى أَنْ يَنْصُرَنا بِنَصْــرِه كأُمّة إسلامية في كُلّ الأقطار وفي كُلّ المناطق وفي فلسطين أيضاً ولتحرير القدس والمقدسات.

نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا وَأَنْ يُفَرِّجَ عن أَسْــرَانا.. إِنَّهُ سَمِيْـعُ الدُّعَـاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com