اليهود وراء كُلّ جريمة: مرحلة النظريات الشيوعية والصهيونية والنازية

الحلقة الثالثة

في كتاب “اليهود وراء كُلّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يسلِّطُ المؤلفُ الضوءَ على الأمور التي لم تكن واضحةً من أساليب اليهود للسيطرة على العالم، مستخدمين كافة الوسائل القذرة والجرائم التي لم يكن يدرك الناسُ أن اليهود يقفون وراءَها للوصول إلى غايتهم بالسيطرة على العالم وثرواته، مؤكداً أنه ما سيكشفه في الكتاب سيصدم القراء؛ نظراً لعدم قدرة الكثير منهم على استيعاب خُبث اليهود من تلقاء أنفسهم.

في ترجمة الكاتب وفق موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كندي وأستاذ جامعي اختص بالعلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترة بفلسطين ودرس بالجامعة (العبرية) في القدس المحتلة وسبق له أن عرض القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها وأثبت (بطلان الحق التأريخي لدى اليهود) وبشكل علمي موثق وببراعة نرى من خلالها الصدق والتعلق بالحق والعدالة.

ونظراً لأهميّة محتوى الكتاب، تقومُ صحيفةُ المسيرة بنشره في سلسلة حلقات معتمدة على النسخة المترجمة والصادرة في عام 1982 عن دار الكتاب العربي في بيروت والذي تولى شرحه والتعليق عليه باللغة العربية الكاتب والمؤلف العراقي “خير الله الطلفاح”.

 

أولاً: الشيوعية – حقيقة كارل ماركس ورأس المال:

كان المحفلُ الماسوني الأعلى للكنيس اليهودي وعملاؤه من المرابين العالميين يعتمدون من أجل تخريب النظام الاجتماعي على مجموعة من الحركات الفوضوية.. التي استطاعوا أن يمدوا شباكَها إلى مختلف الأقطار الأوروبية، وخصوصاً روسيا وأوروبا الوسطى، وعرفت هذه الحركة باسم (النهاسية) وكانت تعتمد على عدد من النوادي والجمعيات الإلحادية في تنفيذ أهدافها.

وقد كشف النقالُ لأول مرة في عام 1829م عن نوعية التخطيط الجديد الذي أعدّه محفل النورانيين بعد تنظيمه الحديث من قبل وايز هاويت، إذ أوفد أحد أعضائه وهو رجلٌ انكليزي عُرف باسم المستر (رايت) إلى نيويورك في ذلك العام، حيث عقد مؤتمراً للمحافل الماسونية التي تم تهويدها والحاقها بالمؤامرة، أبلغ فيه رايت المجتمعين بالتنظيم الجديد الذي وضعه حكماءُ صهيون والذي يقضي بتوحيد جميع الحركات (النهاسية) والجمعيات الإلحادية في أوروبا ضمن نطاق منظمة عالمية أَوْ أُمَـمية واحدة، تمد فروعَها وشباكَها وخلاياها السرية ومنظماتها العلنية إلى أي بلد في العالم وتُدعى بالمنظمة الشيوعية، ويجب العمل من ناحية أُخْــرَى على وضع نظرية عقائدية ذات فلسفة خَاصَّـةٍ تقوم هذه المنظمة على أساسها.

وقد كلّف المؤتمرُ المذكورَ بتجميع رصيد من الأموال اللازمة للإنفاق على هذه المؤسسة أَوْ هذا المشروع، فعينت لجنة من ثلاثة أشخاص كان أحد أعضائها (كلفتن روزفلت) أحد أجداد رئيس الولايات المتحدة فيما بعد المدعو (فرانكلين روزفلت) في الحرب الكونية الثانية، والذي أعقبه على سدة الحكم بعد وفاته (ترومان).. وجعت هذه اللجنة المبالغ المطلوبة.

كما وقع اختيار النورانيين من ناحية أُخْــرَى على اليهودي الالماني (كارل ماركس) وعلى زميله (انجلز) لوضع النظرية اللازمة لبلشفة العالم، واستقدموهما إلى لندن لإنجاز المهمة حيث أقاما في منزل في حي يدعى (سوهو) في لندن وهو حي مشهور بالدعارة والموبقات ويقع في قلب العاصمة البريطانية، واشتغلا في وضع كتاب رأس المال الشيوعي الذي يعتبر عند الشيوعيين إنجيلهم! ووضع إلى جانب كتاب رأس المال الشيوعي المدعو (المانيفيستو).. وقد صرفت اليهودية العالمية على هذين الكتابين من مالها الخاص بسخاء فظيع ونشر في حركة الهيجان العالمي المرسومة والتي سُمّيت فيها بعد البيان الشيوعي أَوْ المانيفيستو الشهير.

لم يكن التنظيمُ الجديد للحركات الفوضوية الإلحادية ضمن قالبها العالمي الأُمَـمي الذي عُرف فيما بعدُ باسم الشيوعية والذي امتدت أذرعُه الأخطبوطية إلى كُلّ ركن في العالم.. لم يكن هذا التنظيم الوحيد الذي نص عليه المُخَطّط الجديد، بل تتجلى العبقرية الجهنمية لقوى الشر في مجموع ترتيبات الشر الذي اعتمد ثلاثة تنظيمات ظاهرية التناقض يرتدي كُلٌّ منها قناعاً مختلفاً ومغايراً بصورة أساسية للقناعين الآخرين، بينما هي جميعاً تدور في فلك واحد هو فلك الإلحاد، وتنصب غايتها البعيدة العميقة على هدف نهائي واحد هو تحقيق مؤامرة الشر الأبدية والوصول إلى إخضاع العالم باسره إلى دكتاتورية محفل حكماء صهيون، أما التنظيمان الآخران اللذان نظّمهما محفلُ النورانيين العالمي فهما: النازية والصهيونية..

 

ثانياً: النازية:

في الوقت الذي كان كارل ماكس وانجلز ينجزان فيه كتاب البيان الشيوعي ورأس المال تحت إشْـرَاف عددٍ من النورانيين في لندن وبرأس مال يهودي، كانت عملية مماثلة تماماً وإن كانت مناقضة في طبيعتها للأولى تجري في فرانكفورت في ألمانيا.

فقد وقع اختيارُ محفل النورانيين على البروفيسور (كارل ريتر) الأستاذ في جامعة فرانكفورت وهو أحد أتباع المحفل للقيام بمهمة وضع نظرية عملية معاكسة للشيوعية التي كان كارل ماركس قد وضعها لحسابه!، فقام كارل ريتر بدوره تحت إشْـرَاف مجموعة أُخْــرَى من النورانيين بوضع نظرية فلسفية اقتصادية كاملة جاءت معاكسة للشيوعية، إلا أنها مستندة إلى نفس الروح الإلحادية التي استندت عليها الشيوعية من قبلُ ومبنيةٌ على الأفكار العُرقية والتعصُّب العنصري.

وقد لَفَّ الغموضُ الأسبابَ التي حَدَت بالنورانيين لوضع نظريتين هدامتين متعاكستين قائمتين في آن واحد على الإلحاد، بيد أن هذا الغموض ما لبث أن تبدد وانجلى حين عرفنا الهدف الأبعد من ذلك، وهو تمكين قوى الشر في المستقبل من تمزيق الشعوب والمجتمعات شيئاً فشيئاً بواسطة هذه الأسلحة الفتاكة وتحت إشْـرَاف رؤوس المؤامرة العالمية حتى ينقسم العالم بالنتيجة إلى معسكرين متناحرين، مما يمهد للخطوة التالية وهو تسليح كلا المعسكرين ودفعهما إلى هاوية الحرب التي سيكون من نتيجتها أن ينقض كُلٌّ منهما على الآخر فيدمره ويقضي على نُظُمِه السياسية وعقائده الدينية ومُثُلِه الأَخْـلَاقية وكيانه الاقتصادي.

وبذلك تجتاز المؤامرةُ العالمية مرحلتها فتصبح الرابح الوحيد في المعركة، وتربح إلى جانب هذا أنها تقدمت أشواطاً في طريق تدمير الروح والفكر والأَخْـلَاق الإنْسَانية وتقترب من تحقيق حُلمها الشيطاني وهو القضاءُ على العالم لقيام دولة النورانيين.

كانت نظرية كارل ريتر وأفكارُه أحدَ الأُسُس الرئيسية التي استند إليها فيما بعدُ الفيلسوف الالماني الشهير (فردربك نيتشه) حين وضع فلسفته ونظرياته التي لعبت دوراً مهماً في التأريخ الفكري وطرح فكرة الإنْسَان الأعلى وتفوّق العِلم الجيرماني أَوْ الآري، وكانت نظرياتُ وأفكار نيتشه بدورها المصدرَ الذي تولد عنه المبدأ الفاشيستي ثم المبدأ النازي، وقد أدّت هذه النظريات بمجموعها إلى تبلور المعسكر الالماني والغرب من ناحية أُخْــرَى مرتين متتاليتين خلال القرن الحالي، واشتعال نار حرب عالميتين: الأولى قامت في عام 1914م، والثانية قامت عام 1949م. وهكذا تتضح لنا صورةٌ مجهولة للمعالم الخفية لتأريخ العالم الحديث، ونلمس بأيدينا النتائجَ الواقعية للمُخَطّطات التي رسمها المحفل الأعلى لقوى الشر من مطلع القرن الماضي.

 

ثالثاً الصهيونية:

توفي آدم هاويت عام 1830م بعد حياة طويلة سخّر خلالها عبقريته الشريرة لخدمة محفل الشيطان والمؤامرة العالمية الشريرة، وبعد أن تفتَّقَ دماغُه الجهنمي عن مجموعة من المُخَطّطات التي أصبحت فيما بعدُ منهجاً للعمل لجماعة النورانيين في سعيهم المستمر لتحقيق أحلامهم الرهيبة في تدمير العالم، وقد ادّعى التوبة في أيامه الأخيرة معلناً – للتمويه – أنه نبذ الإلحاد! وراح يدعو إلى المسيحية!.

استمرت المؤامرةُ في سيرها الحقيقي بعد وفاته، وفي عام 1834م، اختار محفل النورانيين زعيماً لهم بدلاً عن زعيمه المتوفى؛ ووقع الاختيار على الزعيم الإيطالي (مازيني) ليكون مشرفاً على تنفيذ مخططاتهم الشيطانية لإثارة الفوضى والهيجان في العالم كله، واستمر هذا يؤدي مهمته كعميل رئيس للمؤامرة حتى توفي عام 1872م على أن كتب التأريخ التي تدرس للأطفال في المدارس تصف مازيني بالوطني المخلص لبلاده والزعيم التحرري لبلاده، الثوري ورائد القومية الإيطالية، وفي هذا دليل ما بعده دليل على تنبه المؤامرة العالمية إلى كُلّ الدقائق من الأعمال، فعملت قائمةً بتسلسل عملائها وواجباتهم في الأوساط العالمية في الصعيد التأريخي.

استطاع النورانيون عام 1840م ضم شخصية جديدة ذات عبقرية من نوع خاص هي العبقرية العسكرية إلى صفوف عملائهم هو الجنرال الأمريكي (البرت بايك)، فقد كان هذا شديدَ النقمة؛ لأن الرئيس الأمريكي (دافيز) سرّح قواتِ الهنود الحُمْر الملحقة بالجيش الأمريكي، والتي كانت تحت قيادة الجنرال بايك لارتكابها فظائعَ وحشيةً تحت ستار الأعمال الحربية، فأدرك النورانيون الذين لا يغفلون عن أية معلومات أهميّة هذه الفرصة المتاحة.

واستطاعوا اجتلاب بايك إلى إيطاليا وإحاطته بمازيني وأتباعه.. فلم يطُل به الأمر أن امتصَّ أفكارَهم وخضع للمغريات وللتعاليم التي لقنوه إياها وتأثر بصورة شديدة بشخصية مازيني وبالدور الذي يلعبه. وهكذا أصبح بدوره أحد أعضاء المؤامرة على أنه لم يقتصر على هذا الحد، بل لم يلبث أن تحول شيئاً فشيئاً إلى أحد أقطابها الرئيسيين، وتملكته فكرة الأُمَـمية والسيطرة على العالم بأسره في حلم دكتاتوري واحد أبدي يمارسه محفل حكماء صهيون.

وانتهى الأمر بالجنرال ألبرت بايك أن خلف مازيني ووايز هاويت معاً وأصبحَ المشرف الأول على تنفيذ المؤامرة وأجد رؤوسها المدبّرة.

لقد لعب الجنرال بايك دوراً جذرياً في المؤامرة منذ أن تسلم قيادتها وابتدأت بدوره مرحلة تطور جديدة من المستطاع وصفها بأنها مرحلة التنسيق والتخطيط العسكري والتلاؤم مع العلم الحديث، وكان نشاطه الذي نقل المؤامرة إلى هذه المرحلة ذا شقين: تخطيطي وعلمي.

عهد النورانيين إلى الجنرال بايك أولاً بالناحية التخطيطية، واختاروا مقراً للعمل بلدة صغيرة هادئة في الولايات المتحدة الأمريكية هي (ليتل روك) عاصمة ولاية اركنساس) حيث استقر بايك في قصر هادئ في ضواحيها اعتكف فيه منذ عام 1859 حتى عام 1871م.. وقام خلل هذه المدة الطويلة بدراسة مُخَطّطات وايز هاويت ومشاريع قوى الشر، ثم وضع مُخَطّطاته الجديدة في ضوئها.

وحين عهد إليه المحفل الأعلى بالإشْـرَاف الأعلى تخطيطاً وتنفيذاً انتقل إلى حيز العمل.. فعمد قبل كُلّ شيء إلى إعادة تنظيم المحافل الماسونية وشبكاتها وارتباطها وتطوير الماسونية ذاتها حسب أسس مذهبية جديدة أَكْثَـر تعقيداً وذات مدى أبعد في فعالياتها..؛ ذلك  لأن النورانيين قد أدركوا بأن الماسونية أصبحت موضعاً للشبهات والشكوك في كُلّ أرجاء أوروبا على إثر النشاط الثوري الواسع الذي قام به مازيني وامتد إلى معظم الأقطار الأوروبية، حيث امتدت الفوضى والاضطرابات والمجازر.. حتى أن أصابع الاتهام كانت تشير إلى محفل الشر الأَكْبَـر الماسوني رأساً خفياً وراء تلك الأحداث.

وهكذا وضع بايك التنظيمَ الجديدَ للماسونية موضعَ التنفيذ فأسّس ثلاثة مجالس مركزية عليا، مقر الأول منها في بلدة شارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة، ومقر الثاني في روما في إيطاليا.. ومقر الثالث في برلين.، وجعل مهمتها الإشْـرَاف على المحافل الماسونية ونقل التعليمات إليها والتنسيق في مجال مهامها ونشاطاتها وارتباطاتها وعهد إلى مازيني بتأسيس عشرين مجلساً فرعياً يختص كُلٌّ منها – تحت إشْـرَاف المجالس العليا الخاضعة بدورها للمحفل الأعلى.. للكنيس اليهودي العالمي، يختص بمنطقة معينة من العالم، وتغطي كُلّ المناطق الهامة في الكرة الأرضية.

وقد أصبحت هذه المجالس بمجموعها منذ ذلك الوقت وما تزال حتى يومنا هذا مراكزَ التوجيه والتسيير والتطبيق الدائم لمؤامرة قوى الشر العالمية..

وهكذا أصبح تطبيق المؤامرة العالمية كما نرى عملاً منهجياً يستند إلى أحدث الأساليب ويعتمد على الاحصاءات والمعلومات الدقيقة وعلى الدراسات المتواصلة وتقوم عليه هذه الشبكة الهائلة المتغلغلة في كُلّ مكان والتي وضع محفل النوارنيين تحت تصرفها كُلّ ما يملكه من إمكانات هائلة تغذيها امبراطوريات المال العالمية التي يهيمن عليها كبارُ المرابين اليهود وخلايا العملاء التابعة للكنيس اليهودي.

ولعلَّ خيرَ دليل على مدى المؤامرة وطابعه الجديد هو الواقعة التالية المدونة في سجلات المخابرات البريطانية والأمريكية.

فقد خامرت الدهشة دوائر هذه المخابرات التي ترقب بعين دقيقة كُلّ ما يجري في أمكنة متفرقة متباعدة من العالم بصورة منظمة وكأن هناك يداً خفيةً تشد الخيوط من وراء الستار!! فخصت هذا الوضع الشاذ بعنايتها جاعلةً منه محور اهتمامها حتى انتهى بها الأمر إلى اكتشاف حقيقة خطيرة عميقة المغزى والدلالة..

فقد عملت الدوائر المذكورة أن العلماء المأجورين من قبل النورانيين أحاطوا اكتشافَ اللاسلكي وأمواج الراديو بستار كثيف من الصمت وكرّسوا هذا النصر العلمي الثمين فترة طويلة لخدمة قوى الشر وحدها وتنظيم الاتصال باللاسلكي بين الجنرال بايك ومنظماته في أرجاء العالم كافة. واستمر الأمر على هذا المنوال حتى أعلن العالم الإيطالي الشهير (ماركوني) رسمياً عن اكتشاف اللاسلكي والراديو وتلقفت الدوائر العلمية والجامعات الأبحاثَ المستفيضة عنهما.

أما المُخَطّطُ الجديدُ الذي خرج به الجنرال بايك.. بعد سنوات الاكتشاف في ليتل روك ودراساته الشاملة لمُخَطّطات وايز هاويت وبروتوكولات صهيون ولسير الحركات الثورية والفوضوية بقيادة مازيني فقد جاء منسجماً مع روح العصر وشديد الفعالية في الوقت نفسه كما ستبرهن على ذلك الأحداث التي وقعت منذ ذلك الحين، وتضمن هذا المُخَطّط للمرة الأولى ذكر كلمة الصهيونية قبل أن يجريَ تأسيس هذه الحركة رسمياً وإعلانها في أواخر القرن الماضي وقد استعمل بايك عبارة الصهيونية السياسية للدلالة على هذه الحركة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com