الأسباب التي أدت إلى فاجعة كربلاء.. هي أسبابٌ يعيشُها المسلمون في وقتنا الحاضر

مدخل:ــ

مَن يقرأ أَوْ يسمع بتأمل وإنصاف محاضرة ــ ملزمة ــ [من وحي عاشوراء] سيجد أن الشهيد القائد رضوان الله عليه قد وضع اليد على الجرح، وشخّص الحالةَ التي أدّت إلى سقوط سيد الشهداء (الحسين بن علي عليهما السلام) صريعاً في كربلاء، والأسباب التي أدّت إلى ذلك، وأسقط كُلّ ذلك على واقع الأُمَّـة اليوم، ووضع للأُمَّـة الحلول للخروج من مثل هذه المآسي، لو أنها تبعت كلامه، واستمعت إليه بإصغاء، بطرحٍ قلَ أن نسمعَ نظيرَه في عصرنا الحاضر، إلا من حسين العصر، فجزاه الله عنا خير الجزاء..

 

أليس من العجيب أن يحصل ما حصل للحسين عليه السلام في كربلاء؟

ابتدأ رضوان الله عليه محاضرته بالاستغراب الكبير، والدهشة الشديدة مما حصل في كربلاء، كيف له أن يحصل؟ حيث قال: [تلك الفاجعة كان المفترض أن لا يقع مثلها إلا في تلك العصور المظلمة، في عصر الجاهلية، في عصر الشرك، في عصر الظلمات، كان الشيء المفترض والطبيعي لحادثةٍ مثل هذه أن لا تكون في عصر الإسلام، وفي ساحة الإسلام، وعلى يدي من يسمون, أَوْ يحسبون على الإسلام، فما الذي حصل؟. لم نسمع في تأريخ الجاهلية بحادثة كهذه!. ما الذي جعل الساحة الإسلامية مسرحاً لمثل هذه المآسي؟ لمثل هذه الأحداث المفجعة؟ ما الذي جعل من يسمون أنفسهم مسلمين، ويحسبون على الإسلام هم من ينفِّذون مثل هذه الكارثة!؟ مثل تلك العملية المرعبة المفجعة!].

مستفهماً استفهاماً إنكارياً بحرقة شديدة وألم فظيع، عن صفات الشخص الذي ذُبح في كربلاء، فقال: [وضد من؟ ضد من؟! هل ضد شخص ظل طيلة عمره كافراً يعبد الأصنام, ويصد عن الدين؟ هل ضد رجل عاش حياته نفاقاً ومكراً وخداعاً وظلماً وجبروتاً؟ كان هذا هو المفترض لأُمَّـة كهذه، أن يكون لها موقف كهذا أمام أشخاص على هذا النحو: كفر وشرك وطغيان وجبروت وظلم ونفاق. لكنَّا نرى أن تلك الحادثة التي وقعت في الساحة الإسلامية، وعلى يد أبناء الإسلام، بل وتحت غطاء الإسلام وعناوين إسلامية، وخلافة تسمي نفسها خلافة إسلامية، نرى أن ذلك الذي كان الضحية هو من؟ واحد من سادة شباب أهل الجنة ((الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)). هو ابن سيد النبيين، هو ابن القرآن، هو ابن سيد الوصيين، وسيد العرب, على بن أبي طالب، هو ابن سيدة النساء فاطمة الزهراء، هو ابن سيد الشهداء حمزة. ما الذي جعل الأمور تصل إلى أن يصبح الضحية في الساحة الإسلامية وتحت عنوان خلافة إسلامية وعلى يد أبناء هذه الأُمَّـة الإسلامية، أن يكون الضحية هو هذا الرجل العظيم؟].

 

فاجعة كربلاء.. هي نتاجُ انحراف حدث بعد رسول الله:ــ

وأكّد رضوان الله عليه تأكيداً شديداً بأن ما حصل في كربلاء من فجيعة وجريمة مروعة لم يشهد لها التأريخُ مثيلاً، لم تكن البداية، وإنما كانت نتيجة للمخالفة التي حصلت بعد موت رسول الله من أصحابه، حيث قال: [حادثة كربلاء فاجعة كربلاء هل كانت وليدة يومها؟ هل كانت مجرد صدفة؟ هل كانت فلتة؟ أم أنها كانت  نتاجاً طبيعياً لانحراف حدث في مسيرة هذه الأُمَّـة، انحراف في ثقافة هذه الأُمَّـة، انحراف في تقديم الدين الإسلامي لهذه الأُمَّـة من اليوم الأول الذي فارق فيه الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) هذه الأُمَّـة للقاء ربه].

مشيراً إلى التفريط الخطير بعد موت رسول الله حيث قال: [لولا تفريط أهل العراق يوم كانوا يسمعون علياً يتحدث، ومن أبلغ من علي بعد القرآن وبعد الرسول! ومن أبلغ من منطقه, وأعظم أثراً – إن كان هناك ما يمكن أن يترك أثراً – بعد القرآن وبعد كلام الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) من مثل كلام علي؟!. ذلك التفريط هو الذي جعل أهل العراق قبل أهل الشام يصلون إلى كربلاء فيحاصرون الحسين (عليه السلام) وأهل بيته، وجعلهم قبل أهل الشام يوجهون النبال إلى صدره، وهم من عاش بينهم علي (عليه السلام) سنين يحدثهم ويعظهم ويرشدهم؛ لماذا؟ ما الذي أوصلهم إلى هذا الحد؟].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com