بني حشيش.. جنة العنب وساحة الجهاد

المسيرة / عبدالرحمن مطهر

تُعتبَرُ مديريّةُ بني حُشَيش أهمَّ وأبرزَ متنفسات العاصمة صنعاء الخضراء، حيث تمتازُ بكثرة بساتينها وزراعتها لمختلف اشجار الفاكهة خَاصَّةً اشجار العنب بأنواعه، الذي لا يوجد مثيلٌ له على مستوى العالم.

وبني حشيش هي إحدى مديريات محافظة صنعاء، يبلُغُ عددُ سكانها تقريباً حوالي 73. 957 نسمة حسب تعداد العام 2004م تقعُ شرق العاصمة صنعاء بحوالي 25 كيلو متراً تقريباً.

أما عُزَلُها فهي عيال مالك، سعوان، صرف بني الحارث، ذي مرمر، عضران، رجام، الشرفه، الأبناء، الرونه، بريان، عيال محُمد، راتخ.

لقد مثّل المشروعُ القرآني النهضوي الثقافي الذي قدّمه الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي المخرجَ الوحيدَ للشعوب العربية والإسلامية من الواقع السيء الذي تعيشُه، وقد كانت قبيلة بني حشيش من القبائل الأولى التي تشرّبت هذا المشروع واقتنعت أن لا حل أمام الناس إلا بالرجوع إلى القرآن الكريم.

ومنذُ أن تعرّضت اليمن للعدوان الأمريكي السعودي في 26 من مارس اندفع العديدُ من أبناء قبيلة بني حشيش للدفاع عن الوطن والدين، وقدّمت العديد من الشهداء في سبيل الله، فأسرة بيت الأغربي فقط قدمت أكثر من مائة شهيد.

 

مائة شهيد من أسرة واحدة فقط

في هذا الإطار يقول الشيخ مانع الأغربي -وكيل محفظة صنعاء وأحد أبرز مشايخ قبائل مديرية بني حشيش الأبية-، بأن أبناء قبيلة بني حشيش متواجدون حالياً في مختلف الجبهات والمحاور القتالية؛ وذلك للقيام بالواجب الوطني المقدس في التصَدّي للعدوان الأمريكي السعوديّ، هذا العدو المتكبر والمتغطرس الذي قام بالاعتداء على اليمن دون مبرر، وإنما خدمةً للكيان الصهيوني، مضيفاً أنه لا يوجد حاليا أسرةٌ أَوْ بيت في بني حشيش ليس لديهم مقاتلٌ في الجبهات أَوْ شهيد أَوْ جريح أَوْ أسير؛ وذلك لإيْمَـان أبناء القبيلة بعدالة القضية التي يقاتلون من أجلها، حيث يصلُ عددُ الشهداء الذين قدّمتهم بني حشيش خلال تصدِّي الشعب اليمني للعدوان، إلى أكثر من الف شهيد وأضعاف ذلك العدد من الجرحى، وأنّ أسرة بيت الأغربي فقط قدموا أكثر من مائة شهيد منذ انطلاق المسيرة القُـرْآنية والصرخة المدوية ضد الطغاة والمستكبرين التي أطلقها السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه من جبال مران في العام 2004م.

وإلى جانب جهاد أبناء بني حشيش بأنفسهم فإن جهادهم بالمال كان عظيماً أيضاً وما يزال، وهنا يقول الشيخ الأغربي لصحيفة المسيرة: إن الجميعَ يعرفون بأن مديرية بني حشيش هي مديرية زراعيةٌ في المقام الأول وسكانُها يعتمدون في معيشتهم بشكل رئيسي على الزراعة، ومع ذلك هناك من باع أرضه وكل ما يملك وأَصْبَح اليوم فقيراً لا يجد شيئاً، عمل ذلك في سبيل الله من أجل المساهمة في إعداد القوافل ورفد الجبهات بالمال والعتاد وبكل ما يلزم، وهذا هو اساساً واجبُ كُلّ إنْسَان غيور على دينه وعلى وطنه أمام كُلّ هذه الجرائم والمجازر التي يرتكبها يومياً بحق الأطفال والمدنيين في اليمن، ويضيف الأغربي قائلاً: حتى النساء في بني حشيش كان لهن دور كبير وعظيم في هذا المجال، حيث قمن من ذات أنفسهن ببيع حُلِيِّهن والتضحية بكل ما هو غالٍ ونفيس لديهن من أجل إعداد القوافل ورفد جبهات العزة والكرامة، وهذا هو فعلاً البيعُ الرابحُ في الدنيا والآخرة.

 

أبرز معاقل المذهب الزيدي

وأضاف وكيلُ محافظة صنعاء الشيخ مانع الأغربي، بأن اندفاع قبيلة بني حشيش مع المسيرة القُـرْآنية ليس غريباً؛ لأن أبناءَ قبيلة بني حشيش لديهم من الوعي والإيْمَـان والثقافة القُـرْآنية الكثير، أَيْضاً تعتبر المديرية من أهم وأبرز معاقل المذهب الزيدي في اليمن، وفيها العديد من مساجد الأئمة كالإمام الهادي إلى الحق عليه السلام والإمام المهدي وغيرهما، بالإضَافَة إلى احتضانها للعديد من كبار علماء اليمن كالإمام الشوكاني وغيره، كما أنهم اندفعوا للتزوّد من الثقافة القُـرْآنية للسيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه منذ انطلاق المسيرة القُـرْآنية في العام 2004م وحتى اليوم، وعرفوا من خلالها الكثيرَ من أمور الدنيا والدين التي كانت مغيَّبةً خلال العقود الماضية، وأن هذه المسيرةَ وهذه الثقافة جاءت لعزة وكرامة الإنْسَان ولنُصرة المظلوم.

 

جرائمُ وحشيةٌ بحق الإنْسَانية

وتابع قائلاً: لذلك كان أبناءُ قبيلة بني حشيش من أبرز القُبُل اليمنية التي انطلقت للدفاع عن الوطن والعرض والأرض من العدوان الأمريكي السعوديّ الهمجي، الذي فاق بجرائمه ومجازره الكيانَ الصهيوني، وقتل الأطفالَ والنساءَ بكل جبروت ووحشية، وعمل ولا يزال يعمل على هدم المساجد والمدارس والمنازل والمصانع، وتدمير مختلف مقومات الحياة في اليمن تحت مبرراتٍ وذرائعَ واهيةٍ لا يقرها شرع ولا دين؛ لذلك لا يمكن لأي إنْسَان عاقل لديه ذرة من الإيْمَـان ومن الدين ومن الغِيرة على أهله ووطنه أن يظلَّ متفرجاً صامتاً حيالَ كُلّ ما يجري من جرائم ضد الإنْسَانية، وهو ما يقوم به حاليا أبناء قبيلة بني حشيش.

 

توحيد الصفوف

وأكّد الشيخُ مانع الأغربي على أهميّة توحيد الصفوف والحفاظ عل النسيج الاجتماعي ونبذ الخلافات، والتفرّغ لمواجهة العدوان، خَاصَّةً أن تحالُفَ دول العدوان الأمريكي السعوديّ يحاول جاهداً النيلَ من القبيلة اليمنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني بشكل عام لتحقيق أهدافه التي فشل في تحقيقها خلال الثلاث السنوات الماضية من عدوانه على اليمن.

 

معالجة كافة قضايا المواطنين

وفي هذا الإطار قال الشيخ فضل مانع -أحد أبرز مشايخ قبيلة بني حشيش وشيخ ضمان القبيلة- بأنهم كمشايخ ووجهاء في القبيلة يعملون على معالجة قضايا المواطنين، حيث استطاعوا حَلَّ ومعالجة الكثير من القضايا الخلافية التي كانت موجودة بين العديد من المواطنين من أبناء القبيلة منذ سنوات، والتي يرجع بعضُها إلى أكثر من 35 عاماً، كما تم الاتّفاق على تأجيل القضايا المستعصية والمعقّدة إلى ما بعد دحر العدوان، كذلك تمت معالجة عدد من القضايا التي كانت موجودةً بين أبناء قبيلة بني حشيش مع عدد من المواطنين من أبناء القبائل الأخرى كقبائل خولان وغيرها، والتي كانت عبارةً عن أوراق بيد النظام السابق يحرّكها متى أراد ذلك.

 

 ضرورة اندفاع الشباب للجبهات

وشدّد الشيخُ فضل مانع، على ضرورة أن يندفع مختلفُ الشباب، وكل من هو قادر على حمل السلاح للإسراع للالتحاق بإخوانهم من رجال الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والشرف والكرامة، خَاصَّةً أن العدو لا يستثني أحداً، حتى من يحدِّثُ نفسَه بأنه صامت أَوْ محايد وأنه ليس له دخلٌ بأحد كما يقول البعض أَوْ يحدِّثُ نفسَه بذلك، فالعدو لا يستثني أحداً ولم يستثنِ حتى الساكنين في منازلهم قصفهم العدوان وهم نيام في المنازل بل لم يستثن حتى المساجد بيوت الله سبحانه وتعالى. مشيداً بما يحقّقه أبطالُ الجيش واللجان الشعبية من انتصارات يومية وعظيمة على قوى البغي والاستكبار والاحتلال الأمريكي السعوديّ في مختلف الجبهات؛ لأن الشعب اليمني أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة يدافع عن نفسه وعن أطفاله ونسائه ومقدراته وأرضه ودينه.

 

العودة إلى جادة الصواب

وفي ظل انكشاف الكثير من الحقائق عن أهداف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن، دعا الشيخ مانع من لا يزال يقاتل في صفوف العدوان الرجوع إلى جادة الصواب، فهم يقاتلون شعبَهم إلى جانب الأمريكي والصهيوني والسعوديّ والإماراتي، يقاتلون بدون قضية وإنما كمرتزقة، فقط من أجل المال السعوديّ المدنس بدماء الأطفال الأبرياء، وأن عليهم أن يعتبروا من ما يحدث في مدينة عدن وغيرها من المدن والمحافظات المحتلة من جرائم واغتيالات واختطافات من قبل العدو السعوديّ والإماراتي خدمة للكيان الصهيوني.

 

اليمن يتسع للجميع

وقال الشيخ فضل مانع في ختام حديثه لصحيفة المسيرة: إن على جميع من التحقوا بصف العدوان أن يستفيدوا من تسامح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومن العفو العام الذي أصدره الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى، خَاصَّةً أن اليمن يتسعُ لجميع أبنائه واليمنيون يستطيعون حَلَّ مشاكلهم بأنفسهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com