صدر باللغة العربية عن دار الكتاب العربي في عام 1982 من تأليف الكاتب الكندي وليام كار: كتاب “اليهود وراء كُلّ جريمة”

الحلقة الأولى

في كتاب “اليهود وراء كُلّ جريمة” للكاتب الكندي وليام كار، يسلِّطُ المؤلفُ الضوءَ على الأمور التي لم تكن واضحةً من أساليب اليهود للسيطرة على العالم، مستخدمين كافة الوسائل القذرة والجرائم التي لم يكن يدرك الناسُ أن اليهود يقفون وراءَها للوصول إلى غايتهم بالسيطرة على العالم وثرواته، مؤكداً أنه ما سيكشفه في الكتاب سيصدم القراء؛ نظراً لعدم قدرة الكثير منهم على استيعاب خُبث اليهود من تلقاء أنفسهم.

وعلى الرغم من أن الكاتبَ توفي في عام 1959م أي قبل نحو ستين عاماً ولم يشهد تطوّر وتغلغل الصهيونية في العالم خلال العقود التي أعقبت وفاته، إلا أن ما رصده خلال تلك الفترة ما يزال كفيل بأن يدرك الناس دور اليهود المستمر وضلوعهم في كُلّ الجرائم التي يشهدها العالم.

في ترجمة الكاتب وفق موسوعة ويكيبيديا هو باحثٌ كندي وأستاذ جامعي اختص بالعلوم وبالآثار القديمة. وقد قضى فترة بفلسطين ودرس بالجامعة (العبرية) في القدس المحتلة وسبق له أن عرض القضية الفلسطينية من مختلف جوانبها وأثبت (بطلان الحق التأريخي لدى اليهود) وبشكل علمي موثق وببراعة نرى من خلالها الصدق والتعلق بالحق والعدالة.

ونظراً لأهميّة محتوى الكتاب، تقومُ صحيفةُ المسيرة بنشره في سلسلة حلقات معتمدة على النسخة المترجمة والصادرة في عام 1982 عن دار الكتاب العربي في بيروت والذي تولى شرحه والتعليق عليه باللغة العربية الكاتب والمؤلف العراقي “خير الله الطلفاح”.

وفي مقدمة الناشر، تقولُ دار الكتاب إن اختيارَ المؤلف لعبارة “اليهود وراء كُلّ جريمة” تؤكد حقيقة يعرفها الكثيرون فيما البعض يرونها مبهمة وغامضة؛ كون العالم في هذه المسألة ينقسم إلى فريقين الأول فريق مضلَّل ومخدوع تمكنت الصهيونية بدهائها وخبثها من السيطرة على فكره وسلوكه، الفريق الثاني يعرفُ حقيقة اليهود ووقوفهم وراء كُلّ جريمة؛ لأنه عانى منهم الأمرين، معتبراً أن العربَ والمسلمين في ذلك الوقت من الفريق الثاني.

 

الصهيونية مؤامرة ضد الإنسانية

سأرفع الغطاءَ فيما سأكتبه عن أسرار التأريخ الخفي للعالم أَوْ بتعبير آخر سوف أرفعُ الستارَ عن الحقائق الرهيبة التي قد تصدم القارئ وتثير لديه شعوراً بالحيرة والذهول؛ ذلك لأنها ستزيحُ النقابَ الكثيفَ الذي تقبع وراءه أَوْ تتستر قوى الشر الخفية التي تحاول أن تتحكم في مصير العالم ومقدراته.

وسأوضح للرأي العام العالمي الطبيعةَ الصحيحةَ للصراع الحقيقي القائم في عالمنا هذا والذي وإن تباينت أَوْ اختلفت أسبابه وأساليبه فهي تعودُ في الواقع جَميعاً إلى مصدر واحد أَوْ أصل واحد ذلك هو الصراع القائم بين قوى الخير المتمثلة في  الديانات السماوية وبين قوى الشر المتمثلة في العقائد الإلحادية الهدامة.

وليعلم القارئ أن بعضَ المعنيين بحقيقة العالم قد شرعوا منذ مطلع القرن الحالي في العمل على اكتشاف الحقيقة أَوْ الحقائق التي كرّسوا حياتهم للوصول إليها وهي معرفة السر الكامن الذي يمنع بني الإنسان من العيش بسلام وأمان في ظل الشرائع السماوية السمحاء العادلة حيث يعيشون حياة وفيرة الخيرات.

وقد استمرت أبحاث بعضهم أكثر من أربعين حولاً حتى تمكنوا من الوصول إلى قلب الحقيقة في كتب الله المنزلة التي بينت لنا ولهم كيف ولد الشر منذ الأزل في جنة الفردوس حين عصى الشيطان ربَه وأزاغ آدم وحواء عن طريق الحق..

ثم شرع الشر ينفث سمومَه منذ ذلك الحين بين أبناء المجتمع الإنساني وما زال حتّى يومنا هذا وهكذا أدرك الباحثون أن الحروب والثورات التي أودت بأرواح المئات بل الآلاف من أبناء الإنسانية والفوضى التي سيطرت وما زالت تسيطر على العالم محاولة تقويض أركان المجتمعات الإنسانية ليست سوى نتائج طبيعية لمؤامرة الشر الأزلية في نطاق محاولاتها الدائمة لتضليل عقول الناس وإزاغة أفئدتهم عن كلمة الحق وحرفها أَوْ جرفها إلى عالم الإلحاد الموبوء بالشرور والأحقاد.

كانت الحقائق والبديهيات التي عثر عليها أولئك المتتبعون في أرجاء العالم العربي والتي سيأتي شرحها متقطعةً الحلقات غير قابلة للتنسيق فيما بينها غير أن تلك الحلقاتِ قد انتظمت شيئاً فشيئاً حتى عرف أولئك المتتبعون للحوادث أن معركة الإنسانية ليست مع مخلوقات عادية خُلقت من لحم ودم بل مع قوى شيطانية تعملُ في الظلام وتلفُّ شباكَها حول الأشخاص الذين يشغلون مناصبَ عليا في العالم فيعمونهم عن شرع الله ويقودنهم إلى شريعة الشيطان شريعة الكفر والإلحاد.

ولعل الكثيرين منهم ينسون أَوْ يتناسون أن الكتبَ المقدسة تذكر لنا أن الشياطين كانوا مخلوقات خلقت آية في الذكاء والدهاء والمقدرة وأنها خرجت متعمدة لأمر في نفسها على دساتير الشرائع السماوية التي تمنح الناس جَميعاً حتى الضعفاء منهم حق الحياة الكريمة والمعرفة الحقيقية وتقيم لهم نظاماً على التعاطف والمحبة والترابط بين جميع طبقات المجتمع الإنساني في الوقت الذي نرى أن عقيدةَ الشيطان تقومُ على فلسفة الحق للقوة والبقاء للأليق وهذا ما ندعوه في الاصطلاحات السياسية المعاصرة بحكم الطغيان والاستبداد والدكتاتورية وتقيم هذه العقيدة -أي عقيدة الشيطان- نظاماً اجتماعياً مبنياً على البُغض والحقد والحنق وكبت الحريات وتفكيك أواصر المجتمع وإشاعة الكراهية والبغضاء بين الأسرة الواحدة.

وليس التلمود (وهي توراة اليهود لا توراة موسى) سوى قصة العهد الذي أَصْبَح فيه الشيطان سيد العالم وجعل الناس الأولين الذين عاصروهم في الزمان والمكان يحيدون عن جادة الحق والصواب حتى امتلأ العالم شراً وظلماً وبغياً وطغياناً، وهكذا تأسس كنيسَ الشيطان على الأرض وشرع منذ أول يوم في التآمر لمحاربة الدستور الإلهي..

وقد جاء سيدُنا المسيح عليه السلام في وقت بلغت مؤامرةُ الشيطان مرحلة سيطرت فيها على عالم ذلك الزمان وأخص منهم رؤساء تلك المجتمعات الذين كانوا يشغلون المراكز الرئيسية والحساسة في العالم، ففضح سيدنا المسيح عليه السلام كنيس الشيطان وهاجم أتباعه مسمياً إياهم (أبناء الشيطان)، وحدّد بصراحة معلناً على رؤوس الأشهاد أنهم الذين يسمون أنفسهم يهوداً في حين أنهم حادوا عن الشريعة الصحيحة لموسى عليه السلام.

وقال عنهم أيضاً إنهم كاذبون ولا يدينون بأي دين سماوي، وقد هاجم سيدنا المسيح عليه السلام المرابين وكلهم من اليهود وبهذا يكون السيد المسيح عليه السلام قد فضح الشيطان ونواياه وخططه وأنه بحق وحقيقة رسول السلام؛ لأنه جاء ينقذ الناس من شر هذا الشيطان وليقطع حبالَهم الشيطانية التي أخذت تضيق على رقاب الناس يوماً بعد يوم وساعة بعد أُخْـرَى وقد نبه الأمم والشعوب جَميعاً إلى حقيقة المؤامرة اليهودية، مبشراً الناسَ بأن معرفة الحقيقة سوف تنقذهم من ربقة المؤامرة الشيطانية.. سلام على السيد المسيح ونرجو أن نهتديَ بنصائحه لمحاربة خطط الشيطان.

 

المؤامرة في مرحلتها التأريخية

شاءت إرادةُ الله أن تُضرَبَ مؤامرةُ الشر في عام 1784م ضربةً كفيلة بأن تفضح أمرها للناس، وكان من نتائج تلك الضربة الإلهية وقوعُ وثائق المؤامرة والأدلة القاطعة على وجودها وخفاياها في حوزة الحكومة البارافية.

وتفصيل القضية أن كان آدم وايز هاويت أحد رجال الدين المسيحيين وأستاذ علم اللاهوت في جامعة انغولد ستات الألمانية فارتد عن المسيحية واعتنق الإلحاد وتقمّصه في روحه طبيعة الشر بشكل خبيث وفي عام 1770م اتصل به كبار المرابين اليهود في المانيا فوجدوا فيه ضالتهم وكلفوه بمراجعة بروتوكولات حكماء صهيون القديمة وإعادة تنظيمها على أسس حديثة، الغاية منها وضع خطة للكنيس الشيطاني ليسيطر على العالم عن طريق فرض عقيدة الإلحاد والشر على البشر جَميعاً، أَوْ على الأصح على من تبقى منهم حياً في حالة نجاح المؤامرة القاضية بتدمير المجتمعات والشعوب والأمم وإثارة المجازر والمذابح وتفجير الثورات وإقامة الأنظمة الإرهابية الدموية وتخريب الحكومات القائمة على مبادئ الخير والعقائد الإنسانية الصحيحة.

وقد أنهى وايز هاويت مهمتَه هذه خلال عام 1776م بإعداد المخطّط الدموي الوحشي الذي ضمنه النقاط التالية:

1-         تدمير جميع الحكومات الشرعية وتقويض الأديان السماوية كافة.

2-         تقسيم الغوييم إلى معسكرات متنابذة تتصارَعُ فيما بينها بشكل دائم حول عدد من المشاكل التي تتولى المؤامرة توليدها وإثارتها باستمرار ملبسةً إياها ثوباً اقتصادياً تارةً وأُخْـرَى اجتماعياً وثالثة سياسياً ورابعة عنصرياً إلى آخره..

3-         تسليح هذه المعسكرات بعد خلقها ثم تدبير حادث في كُلّ مرة يكون من نتيجته أن ينقض كُلّ معسكر على الآخر حتى يفني بعضُهما بعضاً.

4-         بث سموم الشقاق والنزاع داخل البلد الواحد وتمزيقه إلى فئات متناحرة وإشاعة الحقد والبغضاء بين أبناء البلد الواحد حتى تتقوض جميع مقومات المجتمع الدينية والأخلاقية والمادية.

5-         الوصول بصورة تدريجية إلى النتيجة المرجوة بعد ذلك كله وهي تحطيم الحكومات الشرعية والأنظمة الاجتماعية السليمة وتهديم الدين والأخلاق والفكر والكيانات القائمة عليها المجتمعات تمهيدا لنشر الفوضى والكفر والفسق والإرهاب والإلحاد.

6-         ولم يقتصر دور وايز هاويت على رسم مخطّط المؤامرة العالمية هذا، بل أنجز مهمة أساسية أُخْـرَى هي تنظيم المحفل الماسوني الذي كُلّف بقيادة وتنفيذ خططه والإشراف عليه باسم جماعة حكماء صهيون الذين يطلق عليهم حاخامات الكنيس اليهودي اسم النورانيين نسبة إلى النار لا إلى النور؛ لأنهم هم أبناءُ الشيطان والشيطان خلق من نار، كما هو واضح في القُـرْآن، وقد لجأ وايز هاويت إلى الكذب كغطاء ظاهري ليسترَ حقيقة تحركاته وطبيعة المنظمة التي يقوم بقيادتها فادعى أن هدفه منها هو العمل تكوين حكومات عالمية واحدة مؤلفة من  الأشخاص ذوي الطاقات الفكرية الكبرى ومن يتم الاتّفاق على عبقريتهم وتفوقهم! واستطاع وايز وايز هاويت بهذا الأسلوب أن يضمَّ إلى النورانيين ما يزيد على الألفين من الأتباع بينهم عددٌ من المتفوقين في ميادين الاقتصاد والسياسة والصناعة وأساتذة الجامعات وهكذا تمكن من تنفيذ الخطوة التالية وهي تأسيسُ المحفل الماسوني الرئيسي الذي عُرف باسم محفل الشرق الأكبر وجعله مركزاً يستقطب إليه الجمعيات الماسونية في العالم ويسيرها حسب مشيئته.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com