إنَّ مَنْ يكتمُ الحقَّ لن يكتفيَ بهذا.. بل سَيُقَدِّمُ مقابلَهُ باطلاً وضلالاً لِيُبَرِّرَ قُعُودَه

إنَّ مَن يستمعُ لمحاضرة ـ ملزمة ـ الدرس الثامن من دروس رمضان، للشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، وخُصُوْصاً المقطع الذي يتحدثُ فيه عمن يكتمون الحق، والآثار المترتبة على كتمانهم للحق، سيجد أن حديثَه هذا يلامس واقعنا بشكل كبير جداً؛ لأننا نعيش نفس الحالة التي حكاها في محاضرته، ونجد حولنا كثيراً من العلماء الذين يكتمون الحق، ويقدمون بدلاً عنه ضلالاً، يحاولون بذلك تبرير مواقفهم المتخاذلة، فيزيدون الطين بلة، فلا بد لنا إذن، أن نأخذ بالحلول التي قدمها لنا الشَّهِيْـدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- للخروج من هكذا أزمة، وهكذا ضرر، لنفوز بالسعادة في الدنيا، والنجاة من النار في الآخرة..

 

الآثار المترتبة على كتمان العلماء للحق:ــ

أكَّدَ الشَّهِيْـدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- أن العقابَ الشديدَ الذي سيناله من يكتمون الحق، حيث سيلعنهم الله، ويلعنهم اللاعنون، هو نتيجة للآثار السيئة التي تحدث نتيجة للكتمان هذا، كالآتي:ــ

 

الأثر الأول:ـ

يقدمون للناس ثقافة مغلوطة يبررون بها قعودهم:ـ حيث قال: [أي لا تتوقع في مسألة كتم الحق أنه فقط جانب يكتم وفقط إنه سيقدم شيئاً آخر سيقدم باطلاً ويقدم ضلالاً مقابل الحق الذي كتمه لا يكونون ساكتين فقط، أنت عندما تقعد وأنت عالم ولا تريد أن تتحَـرّك في سبيل الله هل تظن بأنك ستسكت وتجلس؟. لا..]، وأضاف أَيْضاً قائلا: [فتقعد وفي المقابل تقدم أشياء تكون في الصورة مبرراً لقعودك وسكوتك عما يجب أن تقوله، ألست هنا أنت ستقدم أشياء تصبغها بصبغة شرعية ودينية؟ تقول: [أَسَاساً ما قد وجب، ما هو يلزمنا وإلا لما قصرنا، مستعدين أَوْ ما الناس راضين يتحَـرّكوا ولا الناس راضين يسمعوا والناس كذا..] يرد اللوم على الناس: [والناس.. والناس هم كذا…!] تعود من عنده وقد عندك نظرة سيئة للناس وقد عندك مفاهيم مغلوطة بالنسبة للبشر وبالنسبة للحياة هذه [وانظروا كيف علي بن أبي طالب قام وقتل والإمام الحسن قام وقتلوه والحسين قام وقتلوه وزيد قام وقتل والدنيا هكذا لا يصلح فيها شيء والناس سيتعبون فقط بدون فائدة والحق ضعيف وأهل الحق لا ينتصرون وهم هكذا ضعاف..] وتذهب من عنده وقد أنت محطم، أَوْ بخطبة معينة تكون على هذا النحو. ويكون هو يكتم وفي نفس الوقت ينـزل أشياء باطلة؛ لهذا يجعل الناس ضحية يجعلهم ضحية فعلاً].

 

الأثر الثاني:ــ

يوصلون الناس أنفسهم إلى الذل وَالمهانة في الدنيا، وجهنم في الآخرة:ـ بسبب كتمانهم للحق، تخاذل الناس، وابتعدوا عن كتاب الله، فأَصْبَحوا تحت أقدام اليهود والنصارى، حيث قال: [ولأن من يمكن أن يبين الحق للناس هم من يحملون العلم، أَصْبَحت قضية كتم الحق كبيرة من الكبائر الخطيرة جداً على صاحبها {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ}هذه القضية خطيرة {وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ} كُلّ من يلعن عدوا لله كُلّ من يلعن إنْسَانا شريرا كُلّ من يلعن الخبثاء يكون هو محطا لهذه اللعنة، ثم قد تصل المسألة فعلا إلى لعن حقيقي عندما يجد الناس بأن أولئك أضاعوهم عند ما يجد الناس بأن أولئك لم يعلموهم لم يكلموهم لم يبينوا لهم لم يحركوهم لم يقودوهم لم يوجهوهم حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من حالة شديدة].

 

كيف يكون ردّ العالِم المتخاذل عندما تسأله عن وجوب الجهاد؟:ـ

وأشار الشَّهِيْـدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- أن العلماء الذين يكتمون الحق عندما يسألهم الإنْسَان عن وجوب الجهاد في ظل هذا الاستعمار الصليبي على البلاد الإسْلَامية، وفي ظل التدخلات الأمريكية في بلادنا، يكون جواب هذا العالِم كمن يكتم الحق، حيث قال: [لاحظوا المسؤولية في القضية هذه: أن الواجب بالنسبة لمن لديه معرفة بالبينات العلماء الذين لديهم معرفة بالبينات والهدى هو: أن يبينوها هي للناس، لا تأتي تسأله ويأتي يقدم لك مجبر طويل عريض من نفسه هو فيكون في الواقع يطلَّع لك مشاعر ضعفه ورؤاه الخاطئة والمغلوطة عن الواقع تأتي إلى عنده فيقول: [نحن ضعاف ولا بأيدينا شيء والدنيا غير جيدة والناس قد هم غير جيدين وهؤلاء بعد الكبار ولا معنا شيء والإنْسَان يحاول في الفتنة يكون ينام فالمؤمن نئومة أَوْ (كابن اللبون)] وهو لا يدري إِذَا صحت هذه العبارة عن الإمام علي كيف كان موردها وأمام من يقولها، إذاًَ هذا في الحالة هذه لا يبين لك البينات يبين لك حالته].

 

كيفية السؤال الصحيح:ــ

ووضّح الشَّهِيْـدُ القَائِدُ -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- أن المرءَ عندما يسأل أي عالم عما هو واجبٌ علينا تجاه هذه الحروب التي تتعرض لها الأُمَّـة بشكل عام، واليمن بشكل خاص، يسأله كالآتي: [يجب أن نفهم نحن، أن يفهم عامة الناس، عندما تسأل أي عالم تقول: أنا أريد تبين لي البينات، اترك نفسك هناك، اترك نفسيتك مشاعرك ورؤيتك داخل في بطنك، بين لي هدى وبينات الله وكتاب الله، ما هو الموقف المطلوب؟ وما هو الموقف الذي تتناوله بينات الله أمام قضية كهذه؟ سيقول: لك صحيح أما بالنسبة لبينات الله، الله قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ}{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر}وأن ينفق الناسُ في سبيل الله وأن يجاهدوا في سبيل إعلاء كلمته وأن يضحوا بأنفسهم وأموالهم وأن… وأن… وأن… يجب أن يقدم للناس البينات ولو يقرأها فقط؛ لأن الله يجعل البينات بالشكل الذي يمكن من خلال قراءتها من خلال تلاوتها على الناس أن يفهموا المسؤولية من ورائها والموقف المطلوب منها من خلال أن يسمعوها، لكن الإشكالية هي هنا: أن بعضهم يقدم لك حالته هو ونفسيته هو وخرج واحد وعنده قد كان عند عالم قد سمع العالم!. أنت سمعت أنت إنْسَاناً ضعيفا والإنْسَان أي إنْسَان هو ضعيف ولو أن الله -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى- ترك القضية أن يبينوا هم مشاعرهم ورؤاهم ستكون ضعيفة لكن مسؤوليتك أنت أن تبين للناس كتاب الله وهدى الله لو أنت ضعيف كيفما أنت، هذه مسؤوليتك كما تؤكد الآية هذه وفي آية أُخْرَى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ} أي الكتاب وليس نفوسكم ورؤاكم أنتم الخَاصَّة التي هي رؤى ضعف، حالته ضعيفة، ونفسيته ضعيفة فيكون ما يقدمه لديك عبارة عن ماذا؟ رؤى ضعيفة ومواقف ضعيفة وتوجيهات ضعيفة كلها تنتهي بك إلى أن تقعد! لا، التركيز على أن يبينوه هو، هو].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com