الشيخ أحمد أحمد الصماط وكيل محافظة صنعاء للقطاع الغربي في حوار صحيفة المسيرة:هناك العديد من الأسر في سنحان قدمت خمسة من أبنائها شهداء وما زالوا مندفعين نحو الجبهات

 

حوار/ عبدالرحمن مطهر

قال الشيخ أحمد أحمد الصماط -وكيل محافظة صنعاء للقطاع الغربي وأبرز مشايخ قبائل سنحان: إن اندفاع أبناء قبائل سنحان مع المسيرة القُـرْآنية ليس من اليوم أَوْ مع انطلاق العدوان، بل هو قديم، من خلال محبتهم لآل البيت عليهم السلام.

وأشار الوكيل الصماط خلال الحوار التالي مع صحيفة المسيرة إلى أن النظام السعوديّ عمل جاهداً منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م على تغيير ثقافة القبائل اليمنية إلى الثقافة الوهابية، وَتشويه آل البيت في أوساط المجتمع ولم يستطع؛ لأنهم أعلام الهدى، والسيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه جاء ليجددَ هذه الثقافة والمسيرة القُـرْآنية التي كانت موجودة..

 

–           بدايةً كما يعلم الجميع حاول العدوان الأمريكي السعوديّ منذ بداياته، استهداف القبيلة اليمنية.. ما سبب ذلك من وجهة نظركم؟

القبيلةُ هي العمود الفقري في اليمن، وهي أصل الحضارة، ومنها جاء أنصار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأوس والخزرج، وهي صمّام أمان الوطن، وهي مصدر عزته وقوته وكرامته، والحديث عنها يحتاج إلى مجلدات؛ لذلك استهدفها العدوان منذ بداية عدوانه على اليمن؛ لتمزيقها وتشتيتها؛ لأنه يعلم أنه من المستحيل أن يحقق نصراً في ظل تماسك القبيلة اليمنية، خَاصَّـةً بعد التفافها حولَ قائد المسيرة القُـرْآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه.

 

–           ما تقييمُكم لدور قبائل ومشايخ ووجهاء اليمن في مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ؟

أبناءُ القبائل ومشايخ ووجهاء اليمن كان وما زال لهم الدورُ الكبيرُ في مواجهة العدوان الأمريكي من خلال الدور المساند لدعم وإسناد الجبهات، وعندما رأى الجيشُ أبناءَ القبائل اليمنية ثابتةً، وواقفة بثبات لمواجهة العدوان اتحد مع القبيلة في خندق واحد لمواجهة العدوان من خلال الجيش واللجان الشعبية، والسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله راهن بشكل كبير على القبيلة، وذلك من خلال رؤيته الواسعة والثاقبة لمجريات الأحداث، وكان يعلم أَيْضاً أن القبيلة اليمنية مستهدفة من قبل العدوان الأمريكي السعوديّ؛ لذلك حافظ عليها بالثقافة القُـرْآنية، وبالتالي حافظت القبيلة على الجيش وعلى مختلف مؤسسات الدولة.

 

–           ما سببُ اندفاع أبناء قبيلة سنحان مع المسيرة القُـرْآنية؟

اندفاعُ أبناء سنحان مع المسيرة القُـرْآنية ليس من اليوم أَوْ مع انطلاق العدوان، بل هو قديمٌ وليس أبناء سنحان فحسب، وإنما قبائل طوق صنعاء بشكل عام، وذلك من خلال محبتهم لآل البيت عليهم السلام منذ مئات السنين، وأَيْضاً بعدَ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م عمل النظام السعوديّ بشكل كبير على تغيير ثقافة القبائلِ اليمنية إلى الثقافة الوهّابية، والعمل على تشويه آل البيت وتأريخهم وما إلى ذلك، ومع هذا لم يستطع النظام السعوديّ أن يغيِّرَ ثقافة القبائل اليمنية المحبة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، والذين محبتهم فرضٌ؛ لأنهم أعلام الهدى والسيد القائد حسين بدر الدين جاء ليجدّدَ هذه الثقافة والمسيرة القُـرْآنية التي كانت أساساً موجودة لدى مختلف القبائل اليمنية.

 

–           أَيْضاً باعتباركم وكيلاً لمحافظة صنعاء للقطاع الغربي.. ما تقييمُكم لاندفاع قبائل ومشايخ ووجهاء بني مطر والحيمة وحراز وما إلى ذلك في دعم ورفد الجبهات؟

كما ذكرتُ لك، مختلفُ القبائل اليمنية بشكل عام هبّت للجهاد المقدس دفاعاً عن الوطن، وعن الأرض والعِرض، وذلك إيماناً منها بعدالة قضيتها، لا يوجد إنْسَانٌ عاقل يرى ما يجري في اليمن بأنه ليس عدواناً ظالماً غاشماً لا يقره دينٌ ولا شرع ولا قانون سماوي أَوْ ارضي، عدوان ليس له أي مبرر، يستهدف اليمنَ بشراً شجراً وحجراً، وليس كما يُرَوَّجُ له أنه يستهدف الحوثيين، ثم مَن هم الحوثيون أساساً؟، أليسوا مواطنين يمنيين من مختلف المحافظات اليمنية وموجودين في بيت وفي كُلّ مدينة ومحافظة يمنية؟!.

وعندما تشاهد القبائل اليمنية هذه المجازرَ التي يرتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ كُلّ يوم ضد الابرياء من المدنيين اليمنيين والأطفال والنساء ألا تتحَرّك فيهم مشاعر الإنْسَانية والغيرة والشهامة العربية الإسْلَامية.

التخاذل في مثل هذه المواقف لا يجوز، العدوان يستهدف المواطن اليمني وهو نائم في منزله، أليس الأولى أن نموتَ شهداء في أرض الميدان، بدلاً عن الموت تحت أنقاض المنازل، أليس من العزة والكرامة والرجولة أن نستشهد ونحن ندافع عن الوطن والدين والنساء والأطفال، وهذا هو ما قامت به القبائل اليمنية.

العدوان استهدف حتى المقابر لم يستثنِ طيرانُ العدوان الأموات في مقابرهم، لم يسلموا من غارات الطيران، علينا أن نفهم ماذا عمل هؤلاء الأموات في مراقدهم بالنظام السعوديّ حتى يتم استهدافُهم، أَيْضاً المدارس والمستشفيات وكذلك المساجد بيوت الله تم استهدافها، هذا كله دفع بالقبائل اليمنية للقيام بدورها للدفاع عن الوطن ضد العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم الظالم على اليمن.

 

–           أبناء سنحان كان لهم دور كبير واندفعوا مع الشهيد حسن الملصي “أبو حرب” في التصدي لهذا العدوان الذي لم يستثن بشراً أَوْ حجراً أَوْ شجراً في اليمن كيف تنظرون لهذا الموقف والدور العظيم الذي قاموا به؟

أبناءُ سنحان اندفعوا للتصدي لهذا العدوان قبل الشهيد أبو حرب، ودورُهم كان ولا زال حتى اليوم دوراً كبيراً، وقد اندفع مع أبو حرب أبناء سنحان من أبناء الجيش الذين أهملهم النظام السابق، فجاء الشهيد أبو حرب لتحريكهم بثقافته القُـرْآنية، وهم بالمناسبة كانوا عند المستوى فتحَرّك معه الكثير.

 

–           لاحظنا أن هناك العديد من الأسر قدمت العديد من أبنائها شهداء في سبيل الدفاع عن الوطن، البعض قدم خمسة من أولاده شهداء ومع ذلك ما يزال ينطلق ويتحَرّك للتصدي لهذا العدوان ماذا تقول لهؤلاء؟

أوّلاً هذا ليس غريباً على أبناء سنحان وعلى أبناء القبائل في اليمن بشكل عام، وفعلاً هناك العديد من الأسر قدمت العديد من الشهداء من أبنائهم، البعض قدم خمسة من أبنائه شهداء ومع هذا لا يزال منطلقاً بنفسه في الجهاد في سبيل الله وهناك من قدم الأربعة وهناك الكثير، وفي الواقع نعجز أن نشكرَهم أَوْ الثناء عليهم هم في الحقيقة أَكْثَر ولا يبحثون عن الثناء أَوْ الشكر من أي إنْسَان؛ لأنّ تحَرّكهم جهاد منطلق من القُـرْآن الكريم.

 

  • ما سببُ أحداث الثاني من ديسمبر خَاصَّـة أنكم أحد مشايخ ووجهاء قبيلة سنحان؟

أعتقد أن السببَ لفتنة الثاني من ديسمبر مخططٌ مرسومٌ من قبل العدوان، كان علي صالح يتمتعُ بخبرة كبيرة، باعتبار حكمه اليمنَ لعقود طويلة من الزمن، والقبائل خَاصَّـةً قبيلة سنحان لا يدركون ما يخطَّط خلف الكواليس فكان في الواقع علي صالح للأسف أحد أطراف العدوان وكان بقاؤه في العاصمة صنعاء فقط لتأدية مهمة خدمة تحالف العدوان.

السيدُ عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله كان يدركُ من بداية الأمر ومن وقت مبكر أن علي صالح يتميّز بالمكر وأنه لا يؤتمن لهذا عمل مع ماكينة الإعْـلَام التابعة له شيطنة أنصار الله من خلال مطالبة أنصار الله بصرف مرتبات الموظفين وتحميلهم أي اشكاليات بهدف تشويه أنصار الله في أوساط المجتمع اليمني والحمد لله تم إخماد هذه الفتنة وهذه معجزة من الله سبحانه وتعالى؛ لأن المؤامرة كانت كبيرة جداً كانت ستكون الحرب والدمار والخراب في كُلّ قرية في كُلّ بيت يمني والفضل في إخمادها راجع إلى الله سبحانه وتعالى أوّلاً وثانياً إلى حكمة وحنكة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله وأَيْضاً إلى حكمة كوادر المؤتمر الشعبي العام الذين تفاجأوا بذلك الخطاب المشؤوم لعلي صالح ولم يكونوا يعلموا بالمؤامرة وبمخطط دول تحالف العدوان كذلك أبناء ومشايخ ووجهاء سنحان كان لهم الدور الكبير في إخماد هذه الفتنة.

 

  • كيف تنظرون إلى تسامح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله والعفو العام الذي أصدره الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى؟

هذا ليس غريباً على السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بل هذه من أبرز صفاته التي تميز بها وهي التسامح والعفو والنبي صلى الله عليه وعلى آله عفى عن كفار قريش وقد عملوا ما عملوا به وقال لهم اذهبوا فأنتم طلقاء والسيد القائد نهج جده صلى الله عليه وعلى آله وسلم والتسامح والعفو حافظ على اللحمة الوطنية بين مختلف فئات المجتمع اليمني من التمزق والتشظي والتشتت، والرئيس الصماد أثبت أنه رجل دولة واستطاع في وقت وجيز أن يغلق مِلَفَّ الفتنة بالتواصل مع القوى السياسية والمشايخ والوجهاء واهتمامه بتنفيذ العفو العام بإطلاق كُلّ الموقوفين وقبل ذلك كان له دورٌ كبيرٌ في وأد الفتنة وكان حريصاً كُلّ الحرص على عدم إراقة الدماء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com