الأهرام المصرية تهاجم النظام السعودي بقوة في خطوة تضاعف الأزمة بين مصر وال سعود

تقرير : إبراهيم السراجي

 

شنت جريدة الأهرام المصرية التي تعد لسان حال النظام المصري في افتتاحيتها اليوم هجوما لاذعا على السعودية على خلفية دعمها للجماعات الإرهابية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين.

 

وتحت عنوان :” الاتفاق الإيراني: محاذير استدعاء جماعات الإرهاب في المواجهة الجديدة” جاءت الافتتاحية المطولة التي كتبها محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الجريدة الذي شن هجوما كبيرا على السعودية فيما يبدو أنه رد فعل مصري متواصل على استقبال النظام السعودي لوفد حركة حماس برئاسة خالد مشعل وكذلك ما تعتبره مصر دعما سعوديا لجماعة الإخوان المسلمين وتقويتها في مصر في عهد ملك السعودية الجديد سلمان بن عبدالعزيز”

 

ورأت الأهرام في افتتاحيتها أن “العالم العربي بدا وكأنه استيقظ فجأة علي الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران بشأن برنامجها النووي الذي ترجمته وسائل الإعلام العربية والعالمية على أنه بمثابة بداية حقبة جديدة في الشرق الأوسط وكسر لعزلة طهران في المجتمع الدولي وبداية علاقات جديدة بين الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، وإيران”

 

وأشارت الأهرام أن الاتفاق النووي مع إيران يعطيها الحق بانتصار دبلوماسيتها وأن ذلك الاتفاق جاء بمثابة جرس إنذار للعرب بأن الشرق الأوسط يتغير ولكن ليس على هواهم وأنهم –أي العرب_ لم يفعلوا المطلوب منهم لمواجهة سيناريوهات غير متوقعة.

 

ووجهت الأهرام اللوم في ذك إلى السعودية دون أن تسمها بسبب رغبتها في “السيطرة والظهور بمظهر الكبار في خداع بصري كشفه الاتفاق مع إيران حيث ارتعدت العواصم نفسها التي ظنت يوما أنها تملك رسم خريطة المنطقة بأموالها والميلشيات التي تدعمها في عملية تفتيت دول ومجتمعات سيكون للتاريخ حكم قاس بشأنها عندما يٌكتب بإنصاف عما جرى من نفر منا.”

 

وترى الأهرام المصرية أن ردود الفعل العربية على الاتفاق النووي ” تنبئ بضعف واضح في إدارة العلاقات العربية ــ الإيرانية حيث كانت عواصم عربية تعتمد على الدعم الأمريكي (الغربي) في مواجهة سياسات طهران دون أن تبذل جهدا لعلاج الخلل الخطير بالاعتماد شبه الكامل على الصديق الأمريكي، ولم تفلح جهود إثناء الغرب عن توقيع اتفاق يضمن عدم حيازة إيران للسلاح النووي”

 

وأضافت أنه لا يجب أن يواجه ذلك الاتفاق بالمواجهة الشيعية-السنية وأن المواجهة يجب أن تكون سياسية وقائمة على فنون إدارة الأزمات وليس التي تخدم منظورا ضيقا، وهو تلميح للتعامل السعودي ورد فعله تجاه الموضوع غير أن الجريدة لم تصرح باسم السعودية.

 

ورأت الأهرام أن مصر والدول العربية ليست “في منعطف تكرار تجارب توظيف جماعات الإسلام السياسي في مواجهات إقليمية جديدة رغم تزايد النفوذ الإيراني والمكاسب التي ستجنيها من وراء الاتفاق مع القوى الكبرى في الشهور القادمة، فإعادة تجربة أفغانستان وزيادة رقعة التحالف مع جماعات الإسلام السياسي لن تأتى في مصلحة المنطقة ولن تفيد القوى العربية الطامحة إلى بناء تحالف جديد ضد طهران بل سنجني مزيدا من التعاسة السياسية وهدر الموارد دون طائل.”

 

السعودية تسعى لتقوية الإخوان وتحمي الجماعات الإرهابية

وفي تصعيد من الأهرام المصرية ضد النظام السعودي تحدثت الجريدة عن بروز “دعوات لتقوية شوكة جماعات مثل الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي الإرهابي في مصر واليمن وسوريا وليبيا والترويج لسياسة التحالف معها لوقف المطامع الخارجية وكأن تلك الجماعات ليست شريكة في الفوضى وحصاد الدم المروع في المنطقة وهو توجه مستغرب يستبعد المشاركة الحتمية في ضرورة بناء مجتمعات مدنية حديثة ويعلى من شأن الطائفية البغيضة التي ترفضها مصر وتحارب من أجل احتواء آثارها المدمرة.”

 

وأضافت أن “هناك أمثلة حية على دول توفر الحماية لجماعة داعش وجبهة النصرة لكن طموح تلك الجماعات لا يتوقف وسيجرف في طريقه الدول التي وفرت لها الدعم المالي والعسكري”

ورأت الجريدة أن ما أسمته “عملية إعادة حركة حماس، التي باعت مصر من أجل سوريا وإيران ثم باعت إيران وسوريا من أجل حماية مشروعها والدعم الأمريكي الصهيوني لمشروع الفوضى الإقليمية، واستقبال قادتها في عواصم عربية لن يخدم الدول التي فتحت لهم أبوابها لأن الحركة اعتادت الانقلاب وخدمة أهدافها وليس أهداف القضية الفلسطينية التي تمثل حماس خنجرا في ظهرها اليوم ولا يمكن الوثوق في توجهاتها.”

 

رسالة للسعودية: مصر لن تكون رأس حربة في صراع مذهبي ضد إيران

وفيما يبدو وكأنه رسالة مصرية للنظام السعودي بشأن التعامل مع إيران دعت الجريدة إلى التفكير في كيفية مواجهة إيران على أرضية لا تقوم على أساس استدعاء الجماعات الفاشية إلى حلبة السياسة العربية مضيفة أن مصر ” لن تكون يوما رأس حربة في صراع مذهبي ضد إيران يتغذى على سياسات تروج لجماعات طائفية وفاشية تريد القفز على السلطة في الدول العربية وتقنع أطرافا في السلطة في بعض الدول أن لديها قدرة على المواجهة المذهبية.

وتأتي الافتتاحية النارية لجريدة الأهرام المصرية بقلم رئيس تحريرها استمرارا لتأزم العلاقة المصرية السعودية على خلفية دعم السعودية للإخوان وتغير سياستها تجاههم منذ وفاة الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز واستمرار للتراشق الإعلامي بين مصر والسعودية مؤخرا حيث شنت وسائل إعلامية سعودية هجوما كبيرا على الكاتب المصري المخضرم محمد حسنين مستشار الرئيس المصري بعد تصريحاته للسفير اللبنانية عن المأزق السعودي في اليمن.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com