ديماغوجية تحالف دول العدوان في حربها على اليمن

اللواء/ مجاهد القهالي*

حدّدت دولُ العدوان لهذه الحرب هدفين: استعادة شرعية هادي المنتهية ولايته بتقديمه استقالته وترك الحبل على الغارب والحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره.

وفي الأيام الأولى لهذه الحرب دمّر طيرانها كُلّ المطارات والرادارات والجسور والمعسكرات ومنصات الصواريخ، حسب زعمها، وحددت أسبوعين فقط لانتهاء الحرب وعودة الشرعية المزعومة.

وبعد مرور شهور على هذه الحرب أحرقت المزارع ودمرت المصانع والمستشفيات والموانئ والبُنى التحتية وقتلت الأطفال والنساء وأحرقت الأسواق وحتى الأعراس المكتظة بالنساء لم تسلم من ذلك القصف وبعد كُلّ ذلك اكتشفت انها بحاجة لأهداف جديدة لهذه الحرب فاختارت العناوين الطائفية لكنها فشلت أيضاً؛ ولأن كُلّ أهدافها وشعاراتها تحطّمت على صخرة صمود الشعب اليمني قامت بإنشاء تشكيلات جديدة تمثلت في:

ألوية الحزم والأحزمة الأمنية وألوية زايد وسلمان والحماية الرئاسية والنخبة الشبوانية وَالنخبة الحضرمية وألوية السلفيين والقواعد والدواعش والجنجويد والبلاك ووتر، واستجلبت السودانيين وكل ما هو قبيح في هذه الأرض، واستعانت بأمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وزرعت كُلّ أشكال التقسيم والفُرقة والحقد وثقافة العنف والكراهية، وحرضت الشمالي على الجنوبي ونهبت أموال الشماليين في عدن وطردتهم من أرضهم ومساكنهم، كُلّ ذَلك للحرب على من تصفهم الإيرانيين في اليمن، الإيرانيون على بُعد مئات الأمتار منهم، ويحتلون جزرهم و40% من سكان الإمارات ومن اقتصادها إيراني، وَاضطرت إلى الإعلان عن أهداف اخرى؛ لإخضاع الشعب اليمني لإرادتها وَمشيئتها، ففرضت الحصار المطبق وَالحظر الجوي وَنقلت البنك إلى عدن، وَكل ذلك ما غير في الأمر شيء، فاليمن هو اليمن بشموخه وَكبريائه وَصموده.

وَها هي تكتشف أخيراً بانها بحاجة إلى حامل جديد لتحرير عدن من الشرعية وإلى تحرير الشرعية من نفسها وحامل آخر إلى تحرير الشرعية من الإصلاح، وحامل ثالث بتحرير مأرب من الإصلاح، وحولت اليمن إلى حقل تجارب لأشكال التقسيم والتجزئة والتشظي والفوضى، معتقدة بذلك أن اليمنيين راضون عن كُلّ ما تصنعه قوى العدوان من فتن وحروب؛ بهدف ديمومة احتلالها وغزوها لمناطق الثروات وللممرات والمضايق في اليمن.

وما أحداثُ عدن الأخيرة المبكية المضحكة معاً إلا دليل على ذلك؛ ولأنها اكتشفت بأن دفعَها للقتال في عدن هو انتحارٌ جماعي لجأت إلى عوامل التهدئة والتسوية بينها وبين المتناحرين كمخرج وحيد ولكن بعد خراب مالطا، فلله درك “يا جامع دبى والدنّانة”، وكأن دماء اليمنيين وأرواحهم مجرد دُمَى بيد قوى الاحتلال للهو واللعب، فالله المستعان على ما تصنعونه في اليمن من جرائمَ لا تُغتفر ولا تسقط بالتقادم، لكن سوف ترتد عليكم عما قريب، فمَن زرع حصد.

وليس أمامنا من خيار إلا أن ندعوَ كُلّ الشرفاء والأحرار اليمنيين إلى حوار يمني يمني لا يستثني أحداً، يدعو إلى وقف القتال في ما بيننا على جميع الجبهات بقرار يمني مستقل؛ حقناً للدماء اليمنية الطاهرة وتحريراً لليمن كُلّ اليمن من احتلالكم وبطشكم وطغيانكم وغبائكم.

والله من وراء القصد.

*رئيس تنظيم التصحيح

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com