الجهاد في حقيقته خير وليس شراً وقد يدخل اعتقاد أنه شر في باب التكذيب بآيات الله

–           مخافة القتل (نيل الشهادة) هو أكثر ما يُقعِدُ الإنسان ضعيف الإيمان عن القيام بواجبه الجهادي والله تعالى قال: {قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ}

 

مجالات الجهاد

الجهاد في سبيل الله مجالاته واسعة وعديدة وأشرفه القتال في ظل العدوان؛ لِأَنّ الجهاد شامل ولا يُغفل أيَّ جانب من الجوانب، وطالما المؤمن قد باع نفسه وماله من الله تعالى والله اشترى فعليه تسخير هذه النفس فيما يرضي الله دون مقابل، وأن يتعبها في سبيل الله في شتى الأعمال الجهادية كالقتال في الجبهات وكالعمل الجهادي الإعلامي أو التمويني أو اللوجستي أو الأمني أو التوعوي والتعبوي والتثقيفي أو الطبي أو السياسي أو الاجتماعي، وكل الجوانب شرط أن يكون ذلك حسب توجيهات القيادة؛ لأن الجهاد ليس حسب المزاج ولا إيثاراً للسلامة ولا هروباً من ساحة الحرب وميدان المعركة.

كما أن الجهاد بالمال واسع أيضاً وتربوي، حيث إن من يقدّم ماله سيقدّم نفسه إن اقتضى الأمر والحاجة والظرف والمعركة، وفيه وقاية من حب الدنيا والاسترزاق حيث يخرج من ماله في سبيل الله فكيف ينتظر مقابل أو كيف يشتريه الأعداء وهو من يبذل ماله ابتغاء مرضات الله، وقد جاء الحديث عن الجهاد بالمال قبل الجهاد بالنفس في أغلب الآيات التي تحدثت عن الجهاد قال تعالى: {وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ويقول سبحانه: {وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ}

وكم أمر الله تعالى بالإنفاق في سبيله كقوله تعالى:{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ويقول سبحانه: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} وعلى العموم فكل عمل في سبيل الله ولصد العدوان هو عمل جهادي حتى الخروج في مظاهرة ضد العدوان، وهو أمر متيسر وسهل وبسيط على الإنسان لكنه صعب ومؤثر على نفسيات الأعداء بشكل كبير جداً ويكفي قول الله تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

 

لا عذر للجميع عن التحرك لمواجهة العدوان

قال تعالى: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} يحصر الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات الكريمة المعذورين عن القتال في سبيل الله الذين ليس عليهم قتال وهم:

1- {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ} سواء من كبر السن أو ضعف شديد في البدن بحيث لا يقوى على القتال، ويدخل في الضعفاء من ذكرهم الله في قوله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ}.

2- {وَلَا عَلَى الْمَرْضَى} وهم الذي يمنعهم المرض من القتال وهو عذر إذا ذهب وجب القتال.

3- {وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ} وهم الفقراء الذين لا يستطيعون تجهيز أنفسهم وإذا وُجد من يجهزهم وجب عليهم القتال وسقط عذرهم.

وهذه الأصناف الثلاثة المعذورة عن القتال في سبيل الله يجب عليها النصح والعمل الجهادي – غير القتالي – حسب القدرة والاستطاعة والإمكان فقد شرط الله تعالى عليهم ذلك بقوله: {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

4-{وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} وهم الذين لا يمتلكون أو لا يجدون الوسيلة للذهاب إلى الجبهة (أرض المعركة) ولم يوفر أحد لهم ذلك، وتتملكهم الرغبة الجامحة والنية الصادقة والجادة والاستعداد الكامل للقتال فيعودون إلى بيوتهم وهم يبكون من الحزن؛ لأنهم لا يجدون ما ينفقون ولا ما يوصلهم إلى ساحة المعركة.

وغير هذه الأصناف الأربعة لا عذر لأحد عن الجهاد في سبيل الله بمفهومه العام ومجالاته الواسعة وعلى وجه الخصوص القتال والمواجهة في الجبهات والثغور؛ والذي هو غير واجب فقط على النساء التي تتخلف في البيوت وأصحاب العذر الشرعي الذي وضحه القرآن، أما غير ذلك فقد سمّى الله تعالى من يتخلف عن القتال بأنه مع الخوالف قال تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}وهنا اسأل نفسك هذه الأسئلة:

1- هل أنت من الضعفاء؟.

2- هل أنت من المرضى الذين أقعدهم المرض عن القتال؟.

3- هل أنت من الذين لا يجدون ما ينفقون من الفقراء الذين لا يستطيعون تجهيز أنفسهم ولم يُوجد من يجهزهم للقتال؟.

4- هل أنت من الذين لا يمتلكون أو لا يجدون الوسيلة للذهاب إلى الجبهة (أرض المعركة) ولم يوفر أحد لهم ذلك وتتملكك الرغبة الصادقة والنية الجادة والاستعداد الكامل للقتال فعدت إلى بيتك باكياً حزيناً لأنك لم تجد ما تنفق ولا ما يوصلك إلى الجبهة وساحة المعركة؟.

وإذا كنت أحد أولئك هل تجاهد في المجالات الأخرى غير القتالية وتنصح لله ورسوله وللمؤمنين المجاهدين وتقف في وجه المرجفين والمثبطين وتواجه الشائعات؟.

5- هل أنت مكلف بعمل جهادي من القيادة كالعمل الإعلامي أو التمويني أو اللوجستي أو الأمني أو التوعوي والتعبوي أو الطبي أو السياسي أو الاجتماعي أو التنظيمي أو أيّ عمل كُلفت به في أي جانب جهادي؟

وإذا لم تكن الإجابة عن أي من هذه الأسئلة الخمسة بـ (نعم) فاعلم أنك ممن قال الله فيهم: {رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} فرضيت لنفسك أن تكون مع النساء الخوالف فتخلفت مثلهنّ عن القتال على الرغم أن كثيراً من النساء من يجاهدن بأموالهن ويقمن بأعمال جهادية كبيرة ومتعددة.

 

تفنيد الأعذار

عندما دعا الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين للنفير العام والجهاد بالنفس والمال في كثير من آيات القرآن الكريم كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} فإنه من منطلق رحمته وحكمته وألطافه بعباده المؤمنين ومن باب قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} حيث إن الأمر الإلهي بالنفير العام والجهاد بالنفس والمال يحافظ على عزة الناس وكرامتهم وعلى سيادة الأوطان واستقلالها، ويخطئ الكثير الفهم والتصرف حين يعتقدون أن العكس هو الصحيح، وأن القعود في البيوت يحافظ عليها والمكوث بين الأهل والأولاد كفيل بالمحافظة عليهم والاجتماع معهم وعدم فراقهم، وهذا غير صحيح على الإطلاق فالله تعالى أمر بالنفير والجهاد لكي تسلم البيوت والأولاد والعزة والكرامة والوطن والدين والحرية، وفي نفس الوقت من يستشهد فهو حي ومن يبقى فهو منتصر وحر وفي هذه الوضعية الله تعالى هو من يتكفل بالنصر والتأييد ويرضى عن الناس النافرين والمجاهدين في الدنيا وفي الآخرة وينعم الناس والمجتمع بالأمن والأمان والحياة الكريمة، أما الفهم الخاطئ والقاصر وغير الواقعي بأن القعود هو الحل فإن المشهد سينقلب رأساً على عقب وسيحدث ما كان يحذره الناس وقعدوا بسببه فسيدخل العدو لأنه لن يجد من يقف أمامه وإذا كان هناك مجاهدين قلة فسيقاتلون حتى يستشهدوا عندها سيدخل العدو وسيخرج الناس – من سلم منهم من القتل والأسر-، والنساء – من سلمت مَن الاغتصاب وهتك العرض – سيخرجون من بيوتهم لاجئين ونازحين وستتفرق الأسرة والعائلة الواحدة فإذا بالزوجة نازحة أو لاجئة في بلاد والبنت في بلاد والأخ في بلاد والأب في بلاد وهكذا، وفي نفس الوقت الله تعالى ساخط عليهم وخاذل لهم بسبب معصية القعود عن الجهاد والإعراض عن التوجيه الإلهي بالنفير العام، والمفترض أن ينفر الناس للجهاد لا أن ينفروا منه ويتعذرون ويأتون بمبررات القعود الخطير عليهم؛ لأنه ليس هناك عذر أصلاً باستثناء ما بيّنه القرآن كما ذكرنا سابقاً.

– فلا عذر للناس – وكل واحد منّا هو أحد الناس وهو مقصود ويتحمل مسؤولية – لا عذر لهم عن القعود عن الدفاع عن أنفسهم ومواجهة العدوان السعودي الأمريكي عليهم، وإذا كان الفرار يوم الزحف كبيرة من الكبائر في حق من نفر إلى الجهاد في أرض المعركة فكيف بمن لم ينفر أصلاً ولم يجاهد ولم يتحرك في صد العدوان.

– لا عذر عن الجهاد والتحرك لمواجهة العدوان؛ لأن شذاذ الآفاق وبلاك ووتر والمرتزقة من القارات الخمس قد أتوا إلى بلادنا وتركوا بيوتهم وأهلهم وأولادهم وبلدانهم، ونحن البلاد بلادنا والعدوان علينا وقد جاءوا ليقاتلونا والله تعالى يقول: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}.

– لا عذر عن الجهاد في سبيل الله بحجة ومبرر بعض الأخطاء من المجاهدين أو المشرفين أو من غيرهم، هذه الأخطاء الصغيرة مقابل الخطأ الكبير والفادح خطأ القعود عن الجهاد وخطأ عصيان أمر الله تعالى بالجهاد الذي هو فرض عين وكما قال تعالى: {وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) ويقول تعالى: {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} فإذا أذنب شخص ما أو أساء التصرف فهل من العقل والدين أن نكون مثله مذنبين وسيئي التصرف كما هو سيء؟ الجواب : لا ؛ لأن الله يقول {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}.

– لا عذر بطول مدة العدوان والقول لقد طالت مدة العدوان، والحقيقة أنه طال لأننا قعدنا والكلام الصحيح هو أن نقول: لقد طالت مدة قعودنا طيلة العدوان ولم نعمل شيئاً ولم نسجل موقفاً ولم نحرك ساكناً ولم نواجه عدواً ولم ننفق ريالاً، والمفروض أن نتدارك الأمر ونقوم بواجبنا ونتحمل مسؤوليتنا ونستجيب لربنا سبحانه.

لو فكر المجاهدون في الجبهات وفي كل المجالات مثل تفكير القاعدين لكان العدو قد احتل البلاد بالطول والعرض، وإذا حصل اختراق للعدو في هذ الجبهة أو تلك أو من هذه المنطقة أو تلك أو التف من هنا أو من هناك أو تسلل من هذا الموقع أو ذاك فإنه لم يستطع أن يفعل ذلك إلا من خلال المواقع الفارغة من المجاهدين والمفترض أنها مواقع القاعدين؛ لِأَنّ المجاهدين في مواقعهم ويقومون بواجبهم ويقاتلون حتى استشهادهم ويتركون مواقعهم فارغة أيضاً فأين موقعك أيها القاعد؟.

هل دورك أن تتابع الأخبار ومجريات الأحداث ومسار المعركة وتسأل ماذا حصل؟ ماذا يحدث؟ وكأن ليس لك علاقة بالبلاد وليس عليك واجب وكأنك تتابع أخبار أحداث بعيدة عنك ولا علاقة لك بها وصدق الله القائل: {يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا}.

ومن يقول: إنه سيقاتل حين يصل العدو إلى قريته أو إلى بيته فهو كاذب؛ لأن من لا يتحرك وهو في سعة من أمره لن يتحرك وقد ضاق الخناق عليه، بل سيرحب بالغازي والمحتل وسيقبل يده وقدمه وسيستجديه الرحمة والعفو، وسيحلف له بالأيمان المغلظة أنه لم يقاتل ولن يقاتل وأنه معه وفي صفه، ومن صدق أنه سيقاتل فلن يدري ماذا يفعل؟ أيحمي الزوجة والبنات أم البيت والأموال أم نفسه؟ وفي الأخير سيكون بين خيارين إما الاستسلام أو الهرب إن استطاع إلى ذلك سبيلا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com