تداعيات المملكة.. نار كلما خمدت عادت للاشتعال

عفاف محمد

مملكةُ الشر المملكة القِشِّيَّة تتلقى صفعاتٍ متتاليةً، والسببُ سوءُ الإدَارَة وعجزها عن اتخاذ القرارات الصائبة، فمنذ أن بدأت حربها الظالمة على اليمن بانت سوءتها التي كانت مغطاة بعباءة العروبة.. والتي اتضحت بأنها عباءة رثة مليئة بالأوساخ لا طُهر فيها ولا عفة.. فكونها منبع الإسْلَام وكوننا سمعنا الشعارات الرنانة عبر المروجين لها من خلال مذهبها التكفيري عن القيم والمبادئ وشرائع الدين، كُلّ ذلك يتنافى مع أفعالها.. فواقعها مختلف فمنذ اعتدائها على جارتها اليمن بعنجهية وصلف تبين أنها ليست بقدر المسئولية المحملة على عاتقها بأن تكون حاميةً للحرمين الشريفين بعد أن أَصْبَح بيت الله محصوراً على زوار معينين دوناً عن غيرهم، فهذه المملكة القشية اليوم لا تتفق مع معظم الدول وبالتالي تمنع أبناء تلك الدول عن بيت الله!!

ويتضح جلياً سوء إدارتها منذ تعرت علاقتها الفاضحة مع بني الصهيون، وَيبدو أن وداً قديماً يجمعهم بعرق ينبض بالعاطفة الواعدة بخصوبة آتية.. وغير ذلك تكشفت عمق العلاقات بينهم وبين الرئيس الأمريكي ترامب والذي هو مهووس بجمع المال، مما جعل دولة بني سعود غاية لا بُدَّ من إدراكها واستنفاد ما يمكن استنفاده من أموال طائلة تشبع نهمه..

ولم يقتصر تدني تلك الإدارات السيئة مع العلاقات الخارجية، بل إنه تدنٍّ بشكل مبتذل في الداخل مع بني جلدتهم، فما كانت حملة الاعتقالات إلا كبصمة تأكيد على أن تلك الإدَارَة التي ولدت الضغائن حتى في محيطها الأسري، فهي لا تراعي سوى مصالحها على حساب الآخرين حتى وإن كانوا أقرب الناس لها، فهي تنثرُ الخلافاتِ هنا وهناك حتى بات اليوم موقفها ضعيفا أمام العالم وصارت المحاكم تضج بقضايا ضدهم وضد سياستهم وصنفتهم كمجرمي حرب إزاء جرائمهم البشعة في اليمن الحبيب والتي خلفت كوارثَ إنْسَانية يصعب السكوت عنها..

ولا زلنا نتذكر عندما رُشق الناطق الرسمي بالبيض في إحدى الدول الأجنبية بشكل مهين، متحدثين عنه أنه مجرم حرب، واليوم تتحشد المشاعر الإنْسَانية ضدهم وترفض تواجد بني سعود في بعض الدول الأجنبية وتقام الوقفات الاحتجاجية ضدهم في دول عدة، لعل آخرها ما سيقام يوم الثلاثاء الموافق 30 كانون الثاني في بيروت؛ للتضامن مع مظلومية شعبنا اليمني الصامد بعد أن فاحت ريحةُ العدوان النتنة.

أضف إلى ذلك إقامة دعوى رسمية قضائية عند محكمة نيويورك قضية دولية على السلطات السعودية تطالب بالإفراج عن الوليد بن طلال ودفع 100 مليار دولار تعويض للوليد؛ بسبب الضرر النفسي والمالي له، وقد رحبت المحكمة بهذه الدعوى كونه مستثمر هناك ومما هو جدير بالذكر أن محكمة نيويورك تحكم بنقض حكم رئاسي وتصدر أحكاما تجارية وإنْسَانية معتمدة في أمريكا فقط ولها الحق بالملاحقة دولياً لأيٍّ متهم صدر بحقه حكم عن طريق الإنتربول الدولي..

تعاني اليوم دولة بني سعود تناقضات شتى حتى في قراراتها التي جاءت غريبة على تكوينهم السياسي والديني مثل تصريح قيادة السيارات للنساء وَكذلك الانفتاح بالنسبة للطرب والحفلات وغير ذلك من أمور كانت محصورة ومقيدة، وكذلك الأمر بالنسبة لمنح الجنسية السعودية للوافدين.. وغيرها من أمور طرأت على مملكة القش تثير التساؤلات وكذلك الحنق من البعض.. في كُلّ يوم تثبت مملكة بني سعود تخبطها وتثبت عدم اتزان قراراتها التي تعود عليها بردود لا تحمد عقبها..!!

فإلى أين يا مملكة الهلاك فكلما خمدت نارُك اشتعلت من جديد لتحترقي بها وتكتوي من لظاها؟!!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com