وزير الدفاع: الشعب اليمني وجيشه ولجانه أعلنوا موقفهم التأريخي بأنه لا للوصاية والهيمنة

المسيرة: صنعاء

رعا الرئيسُ صالح الصمّاد -القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن-، أمس الاثنين، ورشةَ عمل لضباط القوات المسلحة ضمنَ العام القتالي والتدريبي 2018 التي تُقيمُها وزارةُ الدفاع؛ تتويجاً لعامين من العمل الشاقّ والدؤوب، من أجل لملمة شتات المُؤَسّسة العسكرية التي تعرضت لمؤامرات متعددة، آخرها الهيكلة التي رعتها الولاياتُ المتحدة وأدّت لتفكيكها.

الورشةُ التي حملة شعار “قدسية الانتماء للقوات المسلحة وشرف الدفاع عن الوطن” بحضور وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان وشارك فيها المئات من قادة وضباط المُؤَسّسة العسكرية، شهدت كلمة ألقاها الرئيس صالح الصماد أثنى في مطلعها على قيادة وزارة الدفاع وهيئة الأركان والتوجيه المعنوي والقيادات العسكرية الميدانية التي “عملت على إعادة تجميع منتسبي القوات المسلحة في إطار إعادة الاعتبار للمُؤَسّسة الدفاعية الوطنية العملاقة المناط بها الدفاع عن الشعب والوطن وسيادته وحريته واستقلاله”.

الجهودُ الكبيرةُ التي بُذلت لإعادة منتسبي القوات المسلحة تعكس إدراكَ القيادة الوطنية بأهميّة المُؤَسّسة العسكرية التي تمثل صمَّامَ أمان الأوطان، كما إن تقديمَ الرعاية لمنتسبيها أولويةٌ أَكَّـدَ عليها الرئيس الصماد، مشيراً إلى أن القيادة “تبذل قصارى جهدها لتلبيه متطلباتهم واستحقاقاتهم المالية والإدارية”.

وأضاف “نحن سنولي أهميّة لهذه المُؤَسّسة التي ينبغي أن تكون مُؤَسّسة وطنية لكل اليمن تقاتل عن كُلّ تراب اليمن، ليس دفاعاً عن حزب معيّن ولا دفاعاً عن فئة معينة، بل دفاعاً عن أرض اليمن وعزته وكرامته وحريته واستقلاله”.

وكان للمشهد المهيب الذي تمثل بمشاركة قيادات وضباط المُؤَسّسة العسكرية في الورشة صدىً كبيرٌ في كلمة الرئيس الصماد الذي قال إنه “شيءٌ يبعَثُ على الفخر والاعتزام أن نلتقيَ بهذه الكوكبة من ضباط وقادة القوات المسلحة في هذا الظرف الاستثنائي والحسّاس الذي يعيشُ فيه شعبُنا عدواناً وحصاراً شارَفَ عامه الثالث من الانتهاء”.

وتطرَّقَ الرئيسُ الصماد بناءً على اطلاعه على ما تم إنجازُه في إعادة المُؤَسّسة العسكرية لموقعها الطبيعي، إلى أن اليمن يطرق أبوب النصر في مواجهة أدوات المشروع الأمريكي، قائلاً إنه “من خلال ما نشاهده ونلمسه على كُلّ المستويات وفي المقدمة في المجال العسكري نحث خطانا نحو النصر”.

ولفت الرئيس الصماد إلى أن عدو اليمن والعرب جميعاً هي الولايات المتحدة وأدواتها، مشيراً إلى أن تلك الأدوات لا تملك مشروعاً، مضيفاً أن “ما نلمسه اليوم من أحداث في مدينة عدن، السعودي والإماراتي يحتم علينا أن نسعى بكل جد أن نُعيدَ لملمة الصفوف وتضميد الجراح وتجميع رجال اليمن الأشاوس من أبناء المُؤَسّسة العسكرية والأمن لتخليصِ شعبنا من هذا المأزق الذي فرضه الاحتلالُ والحصارُ والعدوان”.

وأضاف أنَّ “الأحداث الأخيرة التي تشهدُها بعضُ المحافظات المحتلة تحتمُّ علينا أن نعد العُدّة لتحرير إخوتنا في بقية المناطق”.

بالمقابل أَكَّـدَ الرئيس الصماد أن “الجيش واللجان الشعبية يملكون مشروعاً وطنياً ثقافياً في المنطقة، وهو ما لم تستطع قوى العدوان وعملاؤها امتلاكه”.

وفيما يتعلَّقُ بالمواجَهة القائمة مع العدوان ومرتزقته، أَكَّـدَ الرئيسُ الصمادُ أن العدوانَ يعتمدُ بشكل رئيسي على الحرب الإعلامية والتهويل الإعلامي الذي يتنافى تماماً مع الواقع، مشدداً على ضرورة عدم الإصغاء لذلك التهويل؛ لأن حرب العدو هي حرب إعلامية لا أكثر.

وفي هذا السياق، أوضح الصماد أن العدو لديه “مكينة إعلامية ضخمة، والله سبحانه وتعالى يقول في القران الكريم إن حرب الأفواه هي الأكثر خطورة في الحروب، يقول (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ) ولم يقل بسيوفهم أَوْ رماحهم، ولكن اللهَ يعطينا ضمانة أنه في الوقت الذي نرى المنفخين ونرى الحرب الإعلامية الضروس والحرب العسكرية الميداني على أشُدِّها في كُلّ الجبهات”.

وفي ختام الكلمة، خاطب الرئيسُ الصماد منتسبي القوات المسلحة قائلاً “أيها الأبطالُ الذين تملكون مشروعاً وطنياً ثقافياً يستطيع أن يقدم نموذجاً في المنطقة، وهذا ما تخشاه أنظمةَ الخليج أنْ لا نقدم نموذجاً راقياً في البناء والديمقراطية؛ لأنهم يريدون ألّا تتحرر شعوبهم، فهم يحاربون اليوم ليبقى رهينةَ قرارهم”.

وخلال تدشين الورشة، ألقى وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي كلمةً أَكَّـدَ خلالها أن “الأطماع التوسعية والاحتلالية الاستعمارية لقوى العدوان في معركة ومواجهة الساحل الغربي لليمن عمل مكشوف ومُخَطّط تآمري يهدفُ إلى السيطرة وفرض الهيمنة الاستعمارية على مدخل الباب الجنوبي للبحر الأحمر المتمثل في خليج عدن وباب المندب وباتجاه البحر العربي نحو حضرموت وأرخبيل سقطرى؛ لفرض واقع استعماري على الأراضي اليمنية”.

وفي الوقت ذاته، أَكَّـدَ اللواء العاطفي أن “الإرَادَة اليمنية لن تستكينَ ولن ترضخَ لمثل هكذا مُخَطّط تآمُري، وقد عبّر الشعب اليمني بكل فئاته وجيشه ولجانه الشعبية عن موقف تأريخي معلَن: لا قبول للوصاية ولا للهيمنة وأن المواجهة والتصدّي وقيادة معركة النفَس الطويل ومواجهة الاستنزاف هي خيار الشعب”.

بدورها، أشارت كلمةُ القادة العسكريين والضباط المشاركين في الورشة، إلى أن التطورات المتسارعة في الوطن والانتصارات في الجبهات الداخلية وفي العُمق السعودي بجبهات ما وراء الحدود تؤكّد مؤشراتها مدى الانهيارات المتوالية في صفوف مرتزقة العدوان ووحداتهم المستجلبة من خارج المنطقة.

وأكدت أن الشعبَ اليمني يعبّرون عن التقدير العالي في التحوّلات النوعية في مجال تصنيع وتطوير وإدَارَة المنظومة الصاروخية اليمنية التي هزّت عروشَ الطغاة وجعلت مُدُنَ الأعداء تحتَ رحمة الضربات الصاروخية الموفقة والدقيقة المحكمة الموجهة للأهداف العسكرية والحيوية لدول العدوان الغاشم على الشعب اليمني الصابر في هذه المواجهة التأريخية التي يكتب فيها الأبطال البواسل تأريخاً مشرّفاً ستظلُّ راسخةً في ذاكرة الأجيال المتعاقبة من أبناء الشعب اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com