المسؤوليـة.. مغنمٌ أم مغرَم

اللهُ سبحانه وتعالى تمنَّنَ على عباده المؤمنين بأن هداهم إلى طريق الحق وأرشدهم للسبيل الأمثـل الذي من خلالـه يمكن أن يتحققَ للإنْسَان كمالُ الإيمـان تدريجيـاً، وخطوةً خطـوهً ليرقى بإيمانه ووعيـه، ألا وهو “الجهـاد في سبيل الله”، واصطفاهم لتحمُّلِ المسؤوليـة الإيمانيـة الجهاديـة..

فمنهـم من يرى فيهـا (مغنمـاً):

حينما يستغلُّ صلاحياتـِه ويسخِّرُها لتحقيـقِ رغباتٍ لهُ – ما كان منها معنوياً وما كان ماديـاً – فيصبحُ في موضعٍ يكونُ فيه مستحقاً لغضبِ الله وسخطـه..

ومنهم من يجـدها (مغرمـاً):

على أنها من خلال نظرته تغـرّمه وقتاً وجُهداً وتأخُذُ اهتمامـَه، وهذا ما ليس مستعداً للصبـر معـه..!

فإما أن يتنصَّلَ تماماً عن مسؤوليتـه ويرميَ بها خلفَ ظهـرهِ غير آبهٍ ولا واعٍ للعواقب الإلهيـة، ويكون بذلك قد تسبب لنفسـه بالهـلاك والوبـال كحالة طبيعية للانصرافِ عن الهدى..

أَوْ أن يستمرَّ في مسؤوليته وحالة التقوى غائبةٌ عن واقعهِ فتسـودُ العشوائيةُ واللامبالاةُ فـ تتوسع آثارُ التقصير والتفريط التدميرية لتضربَه ضربةً قاصمةً فيجعل منه اللهُ إنْسَاناً مخذولاً مسلوباً المعية الإلهيـة ويستبدل به غيـرَه وخيـراً منه..!

إذن، المسؤوليـةُ في الإسْلَام تكليـفٌ لا مناصَ منه إلا إلى نار جهنـم، وإلا بقـاء معهـا واستمرار فيها بعزةٍ وكرامـة وفلاح وتمكين في الأرض..

أسألُ من اللهِ الهدايةَ والتوفيقَ والثباتَ والعونَ والسدادَ والرشاد..

والعاقبــةُ للمتقيــن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com