السعودية تقيم حفلات من الدم بمناسبة فشلها العسكري!!

زين العابدين عثمان

مجازرُ بالجُملة ترتكبُها مقاتلاتُ الجو للتحالف السعودي الأمريكي بحق أطفال ونساء اليمن، فبينَ كُلّ مجزرة وأُخْرَى فترةٌ لا تتجاوز 5 ساعات فقط، حيث ارتكبت طائراتُ التحالف السعودي يوم الاثنين 26 ديسمبر 2017، ثلاثَ مجازر متتابعةً خلال 12 ساعة في كُلٍّ من صنعاء وذمار والحديدة، ومجزرة رابعة حصلت صبيحة ظهر الثلاثاء في محافظة تعز..

هذه المجازر الوحشية ازدادت وتيرتُها تزامناً مع دوي التداعيات السياسية والعسكرية والنعي الأُمَــمي لحال السعودية جراء الضربات الصاروخية اليمنية التي طالت مؤخراً مطار الملك خالد الدولي وكذلك قصر اليمامة بالعاصمة السعودية الرياض، وكأن الأمرَ يأتي كردة فعل من النظام السعودي تتمثل في الثأر والانتقام على خلفية إطلاق الصواريخ إلى الرياض، في صورة تعكسُ مدى التخبط والإجرام الذي بات يعيشُه هذا النظام وإمعانه في استخدام الابادة وَالقتل الجماعي للمدنيين كسلاح ردع وترهيب بعد فشله على الأرض..

هذه المجازر رغم أنها ليست بالغريبة عن الشعب اليمني أَوْ العالم؛ كون عادات النظام السعودي في كُلّ فشل عسكري يتجرعُه بالميدان يذهب لتفريغِ جام غضبه على المواطنين العزل كسيناريو ردع يطبقه منذ انطلاق عاصفة الحزم إلى اليوم، وبالتالي فالمجازرُ والقتل الجماعي للمواطنين أَصْبَح روتيناً عند هذا النظام خُصُوْصًا مع استمرار إخفاقاته العسكرية ضد الجيش اليمني واللجان الشعبية.

ما نود الاشارة إليه في هذا السياق أن “ما كان يميز المجازر التي كانت ترتكبها مقاتلاتُ التحالف السعودي بحق المدنيين خلال العامين الماضيين أنها كانت تأتي على خلفية إخفاق مرتزِقة السعودية في التقدم على الأراضي اليمنية، لكن مجازر الأخيرة لها مميزات وطابعها الخاص فهي تأتي على صعيد وصول الصواريخ الباليستية اليمنية إلى عُقر دار الملك سلمان في قصر اليمامة، وهذا هو ما تعكسُه كثافةُ الغارات الهستيرية على الأحياء الآهلة بالسكان التي زادت حدتُها بعد عملية استهداف “قصر اليمامة”.

وبهذا يمكن القول بأن النظامَ السعوديَّ أَصْبَح يعيشُ حالياً حالةً من الارتباك والتخبط، سيما بعد أن وصلت نيرانُ الحرب باليمن إلى العاصمة الرياض وبعد أن صار بنكُ أَهْــدَاف عاصفة الحزم أَمَامَ طريق مسدودٍ، وربما أن استراتيجيةَ “الرد بالمثل” التي وضعها قائدُ أنصار الله السيد عبدالملك الحوثي خلال خطابه الأخير وضعت النظامَ السعودي أَمَام خيارين كلاهما يحملُ هزيمة محتمة للنظام:

فإما إيقاف الحرب على اليمن ورفع الحصار والتوجه نحو الحل السياسي، وهذا سيدُلُّ على فشل عاصفة الحزم في تحقيق أَهْــدَافها التي تتضمَّنُ كسر شوكة الحوثيين.

وإما الاستمرارُ بالحرب والحصار وارتكاب المجازر وبالمقابل قصف القوة الصاروخية اليمنية مُؤَسّسات المملكة ومطاراتها الدولية والعسكرية بلا أي حدود أَوْ قيود. وبالتالي فهذان الأمران يجعلان النظام السعودي يعش أسوأ ظرف له طيلة حربه على اليمن، فلا هو مستسيغ اللجوء لمسار للحل السياسي ولا هو بقادرٍ على دفع وبال الصواريخ اليمنية على أراضي المملكة وعاصمتها الرياض خُصُوْصًا بعد اتضاح فشل نظام الباتريوت في اعتراض تلك الصواريخ.

لذا.. حفلات الدم التي تقيمُها طائراتُ السعودية اليوم بأجساد المواطنين اليمنيين تأتي لتضعَ العالَمَ في الصورة الكاملة لفشل النظام السعودي بالحرب على اليمن ووضعه العسكري والسياسي الذي أَصْبَح يلامسُ الهزيمةَ المحتمة.

الغارات!

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com