مؤامرة الخيانة

محمد عيسى

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، الملكِ الحقِّ العدلِ المبينِ خيرِ الناصرين، الحمدُ لله الذي وفّق شعبَنا اليمنيَّ لإطفاء فتنة عظيمة ومؤامَرة خطيرة هدفت لتمكين قوى العدوان من شعبنا بعد أن عجزوا طيلة الـ3 سنوات من العدوان.

هذه المؤامرة هي آخرُ ورقة لقوى العدوان (هذه هي الحقيقَة) بشواهدها وأحداثها، حيث ترافق مع إعلان هذه الفتنة هجومٌ واسعٌ في الجبهات مع قطع طرق الامداد من قبل مليشيات الخيانة، وترافق مع ذلك حملةٌ إعلامية كبيرة بأن صنعاء عادت للحُضن العربي، وترحيبٌ من قبل الناطق باسم التحالف وعملائهم المرتزقة وسمّوها “انتفاضة صنعاء “وما عاد بش “المخلوع”!!

كلنا سمعنا الطيران يحلق ليساند الخونة ويقصف النقاط الأمنية؛ تسهيلًا لهروبهم إليه، ثم في الليلة التالية يقصفُ مقراتهم وقصورهم؛ ليُخفيَ آثارَ الجريمة النكراء.

نحنُ أمام مؤامرة كبيرة وخطيرة من قبل العدوان الأمريكي السعودي نفّذها الخونة من الداخل فسقطوا في وعوده وخداعه ورفضوا دعوات التعقّل والمناشدات لتحكيم العقلاء التي دعاهم إليها وناشدهم بها السيدُ القائدُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله؛ بسبب الغرور والكِبر والاعتماد على القوة وعلى أوليائهم قوى العدوان أولياء الشيطان (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).

هذه الفتنةُ الكبيرة التي وقى الله اليمنَ شرَّها كانت بالتنسيق الكامل مع تحالف العدوان، فهي غدرٌ وخيانةٌ للشعب اليمني وللوطن ودماء الشهداء وخيانة للجرحى وللأسرى ولا مبرر لها ولا سبب لها إطلاقًا.

كانت مُخَطّطةً من قبل العدوان، وبالأخص الإماراتي، الذي أراد أن يستعجلَ في إسقاط العاصمة صنعاءَ قبل أن تصلَ صواريخ الشعب اليمني المظلوم وتدُكَّ مملكةَ الشيطانية الهشّة كما وصلت الرياض.

للأسف الشديد نادى داعي الفتنة (زعيمُ مليشيات الخيانة) بالاقتتال في كُلِّ قرية وكل حارة!!

ولبّى داعي الشر والفتنة للاقتتال مَن لم يلبوا داعيَ الله وداعيَ العزة والكرامة والدفاع عن الوطن: (مليشيات أعدها وجهّزها من مال الشعب ومال الخيانة ممن مُلئت قلوبهم خبثًا وبُغضًا على الشعب، مليشيات إجرامية لا يرْقُبُون في مؤمن إلًّا ولا ذمةً.. (سفكوا الدماء المحرمة، ممن ذهبوا للاحتفال بالمولد النبوي).

هتكوا الأعراضَ والحُرُماتِ، قطعوا الطرقات حتى الامدادات إلى الجبهات ثم سقطوا في 3 أيام بفضل الله.

هذا خذلانٌ وَذنوبٌ، ساقتهم عمى البصيرة؛ لأن المؤمن يتحرى في مَن يوالي، في موقفه، في أعماله حتى في حال الاختلاف والعداوة مع الآخرين.

اللهُ يقول: (وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ).

هؤلاء الخونة خسروا الدنيا والأخرى الا مَن تاب وسلّم نفسه وتحلل من ذنوبه وأصلح ما أفسده.

وهُنا درسٌ وعِبرةٌ لكل الناس، أن لا نغتر بالدنيا وننسى الله واليوم الآخر، أن نستثمر حياتنا في هذه الدنيا بالأعمال الصالحة المشرفّة التي تنفعنا، أن نقف المواقف التي تبيض الوجوه في الدنيا والأخرى ((يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)).

هذا الشهيد الملصي هل يختلف عليه اثنان!!

لو ذهبوا إلى الجبهات أشرف لهم.

الدنيا وراءها آخرة، وراءها حسابُ الله وجنته وناره، فلننظر في مواقفنا وأعمالنا، فمَن لم يقف مع الحق يقف مع الباطل.

لا ننخدع بالباطل والضلال، ولا نتبع أهواءَ أنفسنا وشهواتنا؛ لذلك يقول الله ربنا: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ)).

لأن يوم القيامة لا ينفع الندم ولا الاعتذار ولا الفرار ولا التخفّي ولا الجاه والسلطان الذي يغتر الناس بها.

((يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))

((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)) ((يا ليتني كنتُ تُرابًا))

الإيْمَانُ والتقوى تلزمُنا أن نقولَ الحقَّ ونتبعَه ونتبرأ من الباطل وأهله كائنًا مَن كان بدون أهواء وعصبيات ومجــــــــــــــــاملات وبيع للدين والذمم، كما فعل بنو إسرائيل (اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا)، هو هذا أن تخون فتقع عميلًا مقابل شيء من الدنيا مال أو منصب.

ثانيًا لا عذر للجميع، حجج الله واضحة، وهداه بين وتوجيهاته لمصلحتنا، حيث يقول سبحانه وتعالى (اتقوا الله وكونوا من الصادقين)).

((والعاقبة للمتقين))

كم تحدث القرآن عن الملوك والأمم والجبابرة الذين اغتروا بالدنيا وبقوتهم ومالهم ((وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا)، (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)).

مكروا وتآمروا وطعنوا في الظهر ونسوا الله الذي يقول: ((ولا يحيق المكر السيء الا بأهله)) فذهبوا كما قال الله ((كم تركوا من جنات وعيون)).

هذه سُنة الله العادلة لا تبديلَ لها، الدنيا دار ابتلاء وامتحان، هؤلاء الخونة سقطوا (ولكن الناس لا يفقهون)، وسقط قبلهم تحالف العدوان ومن أيّد العدوان من المنافقين والعملاء.

إحباط هذه المؤامرة الكبرة لطفٌ من الله ونعمةٌ عظيمةٌ، وفي هذه السرعة خلال الثلاث أيام رغم الإمكانات، بل آية واضحة وجلية لمَن يعتبر!!

تزيدُنا ثقةً بالله وتوكلًا عليه وتجعلنا نسيرُ على هداه ودينه، هذا نصرٌ إلهي لشعبنا ضد تحالف العدوان، والله قد نصرنا.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com