دور عفاش خلال العدوان السعودي على اليمن

زيد أحمد الغرسي

لم يكن وقوفُ علي صالح ضد العدوان نابعاً من موقف وطني أَوْ صحوة ضمير، بل كان يؤدي دوراً مرسوماً له من قبل دول العدوان، إذ لم يكن الاعتداء على اليمن أَوْ التدخل الخارجي في شئونه يشكل مشكلةً لديه، فهو مَن استدعى السعودية في الحرب ضد شعبه في المحافظات الشمالية خلال الحرب السادسة التي شنها عليهم، وهو من رهن القرار اليمني للوصاية السعودية وباع لهم الأراضي اليمنية ووقّع معهم اتفاقيات التنازل عن جزء من أراضي اليمن.

  • الدور المرسوم له كان بهدف استخدامه كعدوان داخلي وورقة ضد الداخل والقوى المناهضة للعدوان ومساعدة العدوان في تحقيق اهدافه والتهيئة لاحتلال كُلّ المحافظات اليمنية وهذا ما كشفه رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء عبدالله الحاكم على قناة المسيرة.

لذلك سعى علي صالح منذ بداية العدوان لتنفيذ دوره بخطط مرسومة وممنهجة وواضحة أوجزها في أربعة مراحل:-

المرحلة الأولى:- اتخاذ دور الحياد ويأتي هذا الدور على اعتبار أن دول العدوان ستحتل صنعاء خلال أسبوعين أَوْ شهرين على أَكْبَر تقدير، كما أعلنوا ذلك بداية عدوانهم على اليمن.

هذا الدور رسم له أثناء زيارة أحمد علي صالح للرياض قبل العدوان بيومين، وقد اعترف علي صالح بهذه الزيارة في إحدى مقابلاته مع قناة الميادين شهر أكتوبر 2015م.

المرحلة الثانية:- السعي بكل الإمكانيات لتلميعه أمام الشعب وإعادته للواجهة السياسية من خلال نسبة كُلّ الإنجازات الميدانية له وكل الانتصَارات العسكرية للحرس الجمهوري، وأنه لولاه لما حدثت كُلّ تلك الإنجازات في مواجهة العدوان، وكان يظهرُ بين حين وآخر إعلامياً بخطابات أَوْ لقاءات يحرِصُ فيها على مخاطبة عواطف الشعب اليمني لاستعادة شعبيته ونسيان ماضيه تحت عنوان وقوفه ضد العدوان السعودي الأمريكي، مع أنه لم يقدم شيئاً على المستوى الميداني، وحينها كان يواجه اختبارَ إثبات صدقه في مواجهة العدوان ميدانيًّا برفد الجبهات بالرجال والقوافل الغذائية، لكنه كان يراوغ في تصريحاته الإعلامية فتارة يقول أنه يشارك عسكرياً، وتارة يقول أنه يواجه العدوان سياسيا فقط، ومرة يقول بأنه مستعد لرفد الجبهات، ومرة أُخْرَى يقول بأن لديه عشرات الآلاف من المقاتلين على استعداد لرفد الجبهات لكن في حال صرف لهم المرتبات!!! على العكس عندما تحَـرّك ميدانيًّا ضد الوطن دعا كُلّ أبناء الشعب من كُلّ محافظة ومديرية وعزلة وحارة وحرك الآلاف من ميلشياته لتفجير الأوضاع في صنعاء وقطع خطوط الإمداد عن جبهات العزة والكرامة.

المرحلة الثالثة:- الانتقال إلى مرحلة تشويه أَنْصَـار الله بالشائعات الكاذبة والافتراءات والتضليل المتعمد من قبل الطابور الخامس التابع له والذي رفض اتخاذ أي إجراءات ضدهم بالرغم من توقيع عدة اتفاقيات للتهدئة الاعلامية وصولا إلى استهداف وتشويه الجيش واللجان الشعبية في الجبهات فبعد أن كانوا يقولون ما أَنْصَـار الله إلّا الذي في الجبهات أَصْبَحوا يطعنون المجاهدين في الجبهات بالتحريض والتشويه، بالتوازي مع تحَـرّكاته في تثبيط الجيش وأبناء القبائل عن الالتحاق بالجبهات بل واستدعاء بعض القيادات العسكرية الوطنية من الجبهات ومحاولة ثنيهم عن العودة اليها كما حاول مع الشهيد الملصي وغيره.

حملةُ التشويه الكبيرة والمنظمة والممنهجة ضد أَنْصَـار الله ونسبة كُلّ القبائح إليهم كانت تهدف لإفقاد ثقة الناس فيهم، بما يؤدي لتفريغ الجبهات من المقاتلين وَأَيْضاً تقديم نفسه كمخلص للشعب اليمني من كُلّ ما يعيشه من ازمات بسبب العدوان والحصار كما كان يهدف لعزل أَنْصَـار الله عن الشعب حتى لا يأتي التحَـرّك العسكري ضدهم إلا وهم معزولون ويستطيع هزيمتهم سريعاً.

المرحلة الرابعة:- تمثلت تحَـرّكاته خلال هذه المرحلة في ثلاثة مسارات:

– المسار السياسي من خلال تعطيل مؤسسات الدولة بالإضرابات المفتعلة وتعطيل دور المجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ ونهب الايرادات من النفط والمواصلات وغيرها ثم محاولة تأجيج الشارع ضد أَنْصَـار الله، وبالمقابل ظهرت إلى العلن علاقته بدول العدوان من خلال تواصلاته المستمرة معهم وإرساله مندوبين عنه كما اوفد الصحفي الخاص به إلى الرياض أَوْ إلى ارساله وفد المؤتمر التفاوضي إلى أبوظبي أَوْ زيارة حسين حازب لمأرب والتنسيق مع قيادات العدوان هناك عدا عن تواصلاته مع دول العدوان عن طريق بعض المشايخ، وفي هذه المرحلة أَيْضاً أعادت الإمَارَات نشاط حزب المؤتمر في الجنوب بالرغم من أنه ضد العدوان وحظرت نشاط حزب الإصْـلَاح الذي يقاتل مع العدوان في مفارقة واضحة.

– المسار القبلي حيث سعى لضرب القبيلة واستهدافها كونها العمود الفقري في صمود الشعب اليمني ورفد الجبهات بالمقاتلين والعمل على إشغالها بصراعات كما حاول بين قبيلة سنحان وعنس أَوْ السعي لتواجه أَنْصَـار الله كما عملوا في تحريض القبيلة ضد أَنْصَـار الله في قضية همدان بصنعاء وال عواض بالبيضاء وعنس بذمار بالتزامن مع لقاءاته المتكررة مع قبائل الطوق وتحريضهم لمواجهة أَنْصَـار الله.

– المسار المليشياوي، حيث عمل على تجنيد مليشيات تابعة له في أربعة معسكرات تمثلت في معسكر الشهيد الملصي بصنعاء ومعسكرين في عدن وشبوة تحت رعاية الإمَارَات ومعسكر رابع في إب تحت رعاية بعض قيادات مرتزقته وذلك لإعدادهم في حال الانقلاب والقضاء على أَنْصَـار الله ومحاصرة الجبهات وتقديم صنعاء للعدوان وهذا ما سعى لتنفيذه بعد خطاب الخيانة.

  • سعى علي صالح لتنفيذ خيانته في الرابع والعشرين من أغسطس باسم الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام لكن أَنْصَـار الله اكتشفوا المؤامرة وأفشلوها بالاحتشاد حول صنعاء ولكنه زاد من تحريضه الاعلامي ضد أَنْصَـار الله وسعى بشكل أَكْبَر لتعطيل مؤسسات الدولة لإشغال الشعب عن اولوية مواجهة العدوان وعن تحضيراته العسكرية في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الحرة فجاءت ذكرى مولد الرسول الأكرم صلوات الله عليه وآله كفرصة لتنفيذ خيانته، مستغلاً انشغالَ أَنْصَـار الله بالتحضير للفعالية، وسقطت مؤامرة الخيانة التي حضر لها خلال ثلاث سنوات في ثلاثة أيام بفضل الله وقوته.
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com