من إنكار المذبحة إلى تبنّي داعش ثم رمي وِزْرِها على المرتزقة؟ تفاصيلُ ما بعد مذبحة الصالة الكبرى

 

المسيرة| تقرير|خاص:

على الرغم من الجرائم البشعة التي يرتكبُها تحالُفُ العدوان الأَمريكي السعوديّ منذ عامين ونصف عام إلا أن مذبحة الصالة الكبرى مثّلت الجريمة الأبشع والشاهد الأقوى على إجْرَامية العدوان الأَمريكي السعوديّ، وانتهاكاته المروعة لحقوق الإنْسَان في اليمن، كما أنها الدليلُ الأكثرُ وضوحاً على علاقة تحالف العدوان الأَمريكي السعوديّ بتنظيم داعش الإجْرَامي، حيث لم تختلفْ هذه الجريمة عن جرائم التنظيم سوى أنها ارتُكبت بواسطة الغارات الجوية وليس بواسطة الأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة.

وكما هو معلومٌ فإن بشاعةَ هذه المذبحة ومشابهتها لجرائم داعش من حيث استهداف جموع كبيرة للمدنيين أصابت تحالف العدوان الأَمريكي بالتخبط، وما إن أُعلن عنها حتى سارَعَ المتحدث باسم تحالف العدوان إلى الإنكار ليس فقط إنكار أن طائراتِهم هي من نفّذت هذه المذبحة، بل حتى إنكار أن طائراتهم قامت بالتحليق في سماء صنعاء تلك اليوم.

وكالعادة في توظيف تحالف العدوان الأَمريكي السعوديّ لتنظيم داعش الإجْرَامي، دفع في مقابل إنكار ارتكاب المذبحة بتنظيم داعش إلى تبنيها ونسب القيام بها إلى انتحاريين، على أمل أن يكونَ تبنيها من قبل هذه الجهة المجهولة المسؤولية براءةً له، كما أوعز إلى مرتزقته بإذاعة أخبار تتهم الأَطْرَاف الذين راح منهم مئات الضحايا بارتكاب الجريمة، وقد أذاع المرتزقة حينها أخباراً وقصصاً مفبركة تقول إن أنصار الله هم مَن أطلق صواريخ الكاتيوشا من جبل نقم، الذي كان العدوان قد دَكّه بالقصف المتواصل على مدى عام ونصف عام.

وكما اخترع المرتزقةُ هذه الفبركات؛ لتبرئة تحالف العدوان الأَمريكي السعوديّ، فقد انطلق قادتُهم منها لاستنكار الجريمة وإدانة “أنصار الله”؛ بمزاعم أنهم هم مَن ارتكبوها، وقد كان على رأس قادة المرتزقة الذين انطلقوا من هذه الافتراءات الفار علي محسن الأحمر.

كانت شهاداتُ المواطنين والفيديوهات التي وثّقت لحظات القصف، وتحليق الطيران، يشهدُ على وقوف تحالف العدوان وراء هذه المذبحة، لكن تواطؤ المجتمع الدولي معه منذ بدء العدوان جعله يظن أن بإمْكَانه أن ينفيَها عن نفسه، كما ينفي كُلّ مجزرة؛ ولذلك بعث في يوم التاسع من أكتوبر رسالةً إلى مجلس الأمن زعم فيها أن قواتِه تلتزم بالقوانين الدولية وتتخذ تدابيرَ صحيحةً؛ لضمان عدم سقوط مدنيين، وكما لو أنه لا علاقة له بالمجزرة بشكل حقيقي قال بأنه سيحقق فيها.

وقد أتت هذه الرسالة للقطع على الدعوات الدولية بتشكيل لجنة تحقيق محايدة، حيث تسببت هذه الجريمة التي تعد الأبشع في تأريخ الحرب للمجتمع الدولي بالحرج، وكادت تسقط شعارات الإنْسَانية التي يزعُمُها.

استمر تحالُفُ العدوان والمرتزقة في إنكار الجريمة حتى الحادي عشر من أكتوبر، لكن أصداءَها التي انتشرت بشكل سريع إلى العالم تسببت للمتحدة الأَمريكية التي تلعب دورَ القيادة في تحالف العدوان بالحرج، فأعلنت في هذا اليوم مسؤولية السعوديّة عن مذبحة الصالة الكبرى، وزعمت أمام الرأي العام أنها ستعيدُ النظرَ في برنامج مساعداتها العسكرية للرياض.

كان اعترافُ الولايات المتحدة الأَمريكية صادماً لكيان العدوان السعوديّ، ومؤشراً على أنه أصبح بدون أي غطاء دولي يحميه، فاضطر في الخامس عشر من أكتوبر إلى تحميل المرتزقة الذي استماتوا في تبرئته، وِزْرَ المذبحة، وقال بيان تحالف العدوان إن التحالف تلقى معلوماتٍ مغلوطةً منْ مَا يسمى هيئة الأركان التابعة للمرتزقة بوجود هدفٍ عسكري، فتم استهدافُه بالغارات الجوية قبل إذن القيادة.

وكما هو واضحٌ فقد وقع العدوان في تخبُّط، بعضُه فوقَ بعض، عقب ارتكابه المذبحة، وانتقل من الإنكار القاطع لتحليق طيرانه في سماء العاصمة، إلى تبني داعش، ثم إلى إذاعة افتراءات بأن قصفَ الصالة كَان بصواريخ الكاتيوشا، ثم الإقرار بأن طيرانَه هو من قام بالقصف.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com