عامٌ على حظر مطار صنعاء الدولي.. عامٌ من العقاب الجماعي

صدى المسيرة| خاص:

مَرَّ العام الأول وأتى اليومُ الخميسُ ليكونَ أولَ يوم في العام الثاني من الحظر الشامل الذي فرضه العدوان الأمريكي السعودي على الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي.

وإذ أتت جريمة الحظر الشامل من وإلى مطار صنعاء الدولي كختام لمرحلة التضييق على هذه الرحلات والقيود غير القانونية التي فُرضت عليها منذ بدء العدوان، فقد مثّلت جريمة إبادة جماعية بحق الشعب اليمني تضاف إلى سابقاتها من الجرائم التي دشنها تحالف العدوان منذ أكثر من عامين ونصف عام عبر قصف المدنيين بمختلف أنواع الأسلحة، والحصار الخانق لليمن برا وبحرا، فمطار صنعاء كان الشريان الأخير لما تبقى من فرص الحياة، ومنه يسافر المرضى الذين حرمهم العدوان من العلاج في بلدهم للعلاج في الخارج، وعبره يعود المغتربون للقاء أهلهم، وبواسطته يقضي 70 من اليمنيين حاجاتهم.

 

وزارة النقل وهيئة الطيران: إغلاق مطار صنعاء حوّل اليمن إلى سجن كبير

أكدت وزارة النقل اليمنية والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد أن استمرار دول تحالف العدوان في إيقاف حركة الطيران المدني يعد عقاباً جماعياً لكل أبناء الشعب اليمني بكافة مكوناته خصوصاً أن الرحلات ذات طابع إنساني بحت.

وقال بيان عن مؤتمر صحفي مشترك لوزارة النقل وهيئة الطيران عُقد يوم أمس الأربعاء بصنعاء إن الحظر الشامل على مطار صنعاء حوّل اليمن إلى سجن كبير وخلق مأساة إنسانية فاقت كُلّ وصف.

واعتبر البيان صمت المجتمع الدولي تجاه استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي وصمة عار في جبين الإنسانية ومسار العمل الإنساني على المستوى الدولي الذي لم يحرك ساكنا أمام النداءات والمناشدات الإنسانية المتكررة.

واستغرب البيان الادعاءات المتكررة والذرائع الوهمية التي يتناقلها مسؤولو وإعلام العدوان عن سبب إغلاق مطار صنعاء.

وأكدت وزارة النقل والهيئة العامة للطيران على الجاهزية المستمرة بجميع المعايير في المطار لاستقبال الرحلات الجوية، مشيرة إلى استقبال المطار بشكل يومي لطائرات الأمم المتحدة.

وطالبت وزارة النقل والهيئة العامة للطيران المجتمعَ الدولي والأمم المتحدة والهيئات التابعة لها والمنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات المجتمع المدني بفتح تحقيق دولي وإرسال فريق تقصّي حقائق لمعرفة ما يتعرض له الشعب اليمني.

 

منسق الأمم المتحدة: عام من المعاناة

رغم أن إغلاق مطار صنعاء يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق الدولية والإنسانية ومخالفاً لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك قرار 2216 الجائر، وانتهاك لسيادة الجمهورية اليمنية، ومنافياُ لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني والتي تؤكد على أن للدولة مجالها الجوي، ورغم أن هذا الحظر يعد إبادة جماعية بحق الشعب اليمني إلا أن الأمم المتحدة وقفت في موقف العاجز عن اتخاذ أي إجراء لإيقاف هذه الانتهاكات واكتفت بالتعبير عن الكارثة الإنسانية المريعة.

وبمناسبة مرور العام الأول على حظر الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون في اليمن جيمي ماكغلودريك على حسابه في تويتر أن مرورَ عام من إغلاق مطار صنعاء يعني عاماً من المعاناة.

وفي ذات السياق طالب مكتب الأمم المتحدة في اليمن “أوتشا” بإعادة فتح مطار، وأكد المكتب أن ذلك ضرورياً لتخفيف معاناة السكان المدنيين.

على ذات الصعيد دعا كُلٌّ من لجنة الإغاثة الدولية ومجلس اللاجئين النرويجي، إلى سرعة فتح مطار صنعاء

وأكد بيانٌ وقّعت عليه 15 منظمة دولية أن إغلاق مطار صنعاء حصار فعلي للملايين من أبناء الشعب اليمني، وأشار المجلس النرويجي إلى أن ضحايا إغلاق مطار صنعاء فاق ضحايا الغارات الجوية، لافتاً إلى أن الكثيرين ماتوا بسبب عدم تمكنهم من السفر إلى الخارج للعلاج الضروري!

 

نموذجٌ من المعاناة..

بلغ عددُ ضحايا الحظر الشامل على الرحلات من وإلى مطار صنعاء خلال 365 يوماً، بحسب إحصائية وزارة الصحة، 13194 حالة وفاة بمعدل 3 مواطنين كُلّ يوم، أما عدد الحالات التي تحتاج إلى السفر إلى الخارج فبلغت 95 ألف حالة، وكل واحد من هؤلاء مهدد بالموت ما لم يتم فتح المطار.

كذلك يوجد أكثر من 50 ألف مواطن يمني حرَمَهم العدوان من العودة إلى بلدهم وحال بينهم وبين أهلهم.

 

لا بديلَ عن مطار صنعاء

يطرح العدوان ومرتزقته مطارَي حضرموت وعدن كبديلٍ عن مطار صنعاء، غير أن المواطنين اليمنيين لا يستطيعون السفر عبرهما، وذلك لما يكتنفُ الوصولَ إليها من مخاطرَ قد تودي بالحياة، فالطريق إلى حضرموت، بالإضافة إلى كونه يتجاوز 800 كيلو متر، مليء بأخطار الحوادث والتقطعات، ومثل ذلك مطار عدن والذي أغلق أكثر من مرة؛ بسبب الصراع بين فصائل المرتزقة، فوق أن الوصول إلى عدن مع صنعه العدوان من عوائق أصبح من أصعب الأمور، وهَذا هو ما يعترف به المرتزقة أنفسهم.

وتقول القيادية في حزب الإصلاح ألفت الدبعي في منشور على صفحتها بشهر مايو الماضي: تم إيقافي في مطار عدن الدولي لمدة ثلاث ساعات؛ لأني كنت مسافرة إلى لبنان لحضور ورشة عمل حول مسودة الدستور اليمني ويقول أمن المطار بأنه لديهم تعليمات بمنع أي مواطن من الذهاب إلى لبنان. هذا وأنا عضو لجنة صياغة الدستور وعضو مؤتمر حوار وطني ومقاومة وشرعية وذاهبة من أجل الدفاع على مسودة الدستور، فكيف بالمواطن الذي له مصالح في لبنان تخصه!؟

هل نحن في مناطق محررة تحترم النظام والقانون!؟ وأين حرية التنقل وفقاً للقانون ومخرجات الحوار الوطن؟.

وأضافت: كان هناك مواطنون يتذمرون من عدم فتح مطار صنعاء ولديهم الحق في مطالبهم وهم يقطعون سفرا طويلا لا يجدون معه ابسط الخدمات.

 

المجلسُ النرويجي: عددُ ضحايا إغلاق مطار صنعاء يفوق ضحايا الغارات

أكّد المجلس النرويجي للاجئين أن عدد ضحايا إغلاق العدوان لمطار صنعاء فاق بكثير ضحايا الغارات الجوية.

وقال المجلس في تقرير له بمناسبة مرور العام الأول من الحظر الشامل على الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء: حصلنا على إحصائية من وزارةِ الصحية اليمنية تقولُ إن عددَ ضحايا إغلاق مطار صنعاء 10 آلاف ونحن متأكدون أن العدد الحقيقي للضحايا أكبر بكثير حيث لا تسجل كُلّ حالات الوفاة في مكاتب الوزارة؛ نتيجةً لتدهور الوضع العام في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com