الأمينُ العام المساعد للتنظيم الناصري: اغتيالُ الرئيس الحمدي كان خطةً أمريكيةً سعوديّة وحصل “طمس” متعمّد لمنجزاته السياسية والاقتصادية

صدى المسيرة| خاص:

كشَفَ الأمينُ العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، محمد مسعد الرداعي، عن بعض كواليس وخفايا اغتيال الرئيس اليمني إبراهيم الحمدي، وما لحق ذلك الاغتيال من خطط منظّمة؛ لتغييبِ دوره الفعّال والمشهور في جميع المستويات، والالتفاف على مساره؛ من أجل الإبقاء على اليمن تحت الوصاية والهيمنة السعوديّة والأمريكية.

جاء ذلك في مقابلة أجراها موقع حزب “حشد” المناهض للعدوان مع الرداعي، وقال الأخير فيها إنه “بعد الحمدي كان هناك تدميرٌ منظم للدولة، فما كان لدينا من قوانين أُفرغت من داخلها، حتى قضية الوحدة أفرغت، تآمروا عليها”، في إطار تغييب كُلّ الآثار السياسية والاقتصادية التي حقّقها الراحل الحمدي، والتي كانت تعارض خطط الوصاية على اليمن.

وأضاف الرداعي أن من ضمن المنجزات السياسية المهمة التي تم تجاهل أثر الرئيس الحمدي فيها، تأسيس وعقد “المؤتمر الشعبي العام”، بالإضافة إلى أن الكثير من المنجزات غُيّبت وَ”تم مسح يافطاتها”.

وأكد الرداعي خلال المقابلة أن السعوديّة وقفت وراءَ اغتيال الرئيس الحمدي، كما وقفت ضد منجزاته الوطنية والتقدمية؛ بسبب مطالب خَاصَّة بمصالحها السياسية والاقتصادية في اليمن، حيث قال الرداعي إن “السعوديّة هي التي أشرفت وموّلت المؤامرة على الحمدي مع شركاء محليين من مراكز القوى وتجار الحروب والتنفُّذ التي كانت موجودة”، وأضاف: “طلب السعوديّون من الشهيد الحمدي 4 مطالبَ لتنفيذها، أولها ترسيم الحدود، ورد عليهم بعدم إمكان ذلك؛ كون البلد في مرحلة انتقالية”، كما أكد الرداعي ارتباط السعوديّة باغتيال الحمدي مباشرة بوجود الملحق العسكري السعوديّ صالح الهديان في العزومة التي تم اغتيال الحمدي فيها، وقال إن “المُخَطّط كان أمريكياً والأسلوب الذي صُفِّي به إبراهيم الحمدي لم يكن مشروعاً عاديًّا”.

ولفت الرداعي إلى أن “الرئيس الحمدي اهتم بقضية التعليم وتوحيد المناهج، واختلف مع الإخوان المسلمين على قضية المعاهد العلمية؛ كي لا يتحولَ الناسُ إلى التطرُّف والجانب التكفيري الذي برز بعد ذلك”، في إشارة إلى الحملة الوهابية التي اجتاحت اليمن بشكل منظم بعد اغتيال الحمدي.

كما نبّه الرداعي إلى أن هناك الكثيرَ من المؤامرات التي جرى تنفيذُها عقب اغتيال الحمدي، حيث تم اغتيالُ الكثير من الشخصيات السياسية والعسكرية والقبلية من الوطنيين والتقدميين وحتى طلبة الجامعات وإخفاؤهم قسرياً، بناءً على نظرية “إما أن تسيرَ معنا في نفس المشروع بالإغراءات أَوْ الفساد المالي أَوْ تتم تصفيتك”.

وكشف الرداعي خلال المقابلة أن رئيسَ حزب الإصلاح “محمد اليدومي” كان أحد المشرفين على حملة الاعتقالات والتعذيب التي تلت اغتيالَ الحمدي، مضيفاً: “ما زالت آثارُ التعذيب أثناء فترة الاعتقال بعد الحمدي على أجسادنا تستطيعُ أن تقول إنه لم يكن أحد يتصور التعامل الذي كان يتم”.

وأكد الرداعي أنه “بعد اغتيال الحمدي تم تدويلُ الجيش بولاءات أسرية، وبدأت التعيينات الفخرية ومُؤَسّسات الدولة أفرغت كلها، ويكفي أن الثروةَ النفطية لا نعرف أين تذهب”، وأضاف موضحاً لحالة الانهيار التي وصلت إليها الدولة بعد ذلك: “وصلنا بعدَ الحمدي إلى حروب داخلية وصراعات، 6 حروب في صعدة وفي الحرب السادسة تدخَّلَ الطيرانُ السعوديّ في القصف، ووصلنا إلى عدم إنصاف الإخوة في الجنوب وظهر الحراكُ الجنوبي والتهامي، كان يتم إشعالُ الصراع بين القبائل بينها البين، القبيلة هذه تقتل الأُخْرَى والأسلحةُ كلها تُوجَّهُ للطرفين، إما من القوات الجوية أَوْ من الأمن المركزي”.

وفي السياق نفسه ذكر الرداعي العديدَ من المقارنات بين الأوضاع في عهد الرئيس الحمدي وفيما بعده، مستعرضاً حجمَ الهجمة التي تعرضت لها اليمنُ من تحويلها إلى دولة مشبَّعة بالفساد والمحسوبيات وحتى الأفكار المتطرفة أيضاً، حيث أشار الرداعي إلى أنه “في عهد الحمدي كان الدولارُ بثلاثة ريالات، بعده مباشرة تدهورت وما وصل عام 84 إلا والدولار صار بأربعين ريالاً، وظلت في تدهور متواصل”، وأضاف “بعد الحمدي أصبحت في اليمن بطالة بنسبة 45% و70% من الناس تحتَ خط الفقر والأكثر خطورةً ضرب القيمة الأخلاقية بالمجتمع، مجتمع يصل إلى أن السارقَ والمرتشي أحمر عين والشريف أهبل”.

وذكر الرداعي في ذات الإطار أنه “بعد أن كان اليمن في عام 73 وَ74م يبحث عن المساعدات أصبح في عام 77م دولة مانحة تقرض البنك الدولي رغم أنه لم يكن هناك بترول”، مؤكداً على توزع إيرادات النفط والغاز بعد اغتيال الحمدي على حساباتٍ أسرية وعسكرية وقبلية، خَاصَّة علي محسن الأحمر وحميد الأحمر.

واستعرض الرداعي خلال المقابلة عدداً من المنجزات المهمة التي تم تغييبُها عمداً من الذاكرة السياسية والاقتصادية والثقافية لليمن، وذكر منها أن الرئيسَ الحمدي “هو من أوجَدَ بنك التسليف الزراعي لدعم المزارعين، والبنك الصناعي لدعم الصناعات، وبنك الإسكان لبناء المدن لذوي الدخل المحدود وهو مَن أوجد الجهازَ المركزي للرقابة والمحاسبة، والنيابات، والمحكمة الإدارية، وأنشأ لجانَ التصحيح في المُؤَسّسات، واختار لها عناصرَ من أفضل العناصر الوطنية، كما أسّس مصانع الاسمنت، والاعتماد على الخام المحلي كمصانع القطن بالحديدة”، وأضاف: “اليوم نصف مزارع إخوان ثابت من الألبان وغيرها الحمدي هو من شجَّع على إنشائها في تهامة”.

وأكد الرداعي بصورة عامة أن “ما تم فتحُه من طرقات خلال فترة حكم الحمدي أكبرُ بكثير من كُلّ ما تم إنجازه من بعده حتى اليوم”.

واعتبر الرداعي أن مرتزقةَ الرياض اليوم من الناصريين “واقفون مع القوى الرجعية وخارجون على الثوابت الناصرية ومفرطون بقضية شهداء 13 يونيو وشهداء انتفاضة 15 أكتوبر”، وأضاف “هناك معادلة دولية نحن الناصريين نعرفُها، في مشروع سايكس بيكو والشرق الأوسط الجديد، تفتيت المفتّت وهو بدأ في 2003 من داخل العراق، ثم جاءت ثورات الربيع العربي، سوريا لم يكن مناخُها مناخَ ثورة شعبية؛ لأن الوضع الاقتصادي والمعيشي فيها أفضل من أيّة دولة أُخْرَى، ولكنهم صدّروا الثورةَ إليها، اليوم فشل المشروع داخل سوريا”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com