العوامية.. جبهة جديدة تُكمِلُ مشهدَ الفشل السعوديّ (تقرير)

المقاومة المسلحة تواصل عملياتها: مقتل جندي وإصابة 6 آخرين من قوات النظام، والأَخيرُ يلجأ لاستقدام مرتزقة يمنيين

صدى المسيرة| ضرار الطيب:

تواصَلَ التصعيدُ المسلّحُ لأَبْنَاء منطقة العوامية بمحافظة القطيف شرق السعوديّة، في مواجهة العمليات العسكرية المتواصلة التي تقودُها قواتُ أمن النظام السعوديّ ضد أَبْنَاء المنطقة منذ أَكْثَر من شهرين ونصف شهر، سقط فيها عدد من جنود قوات النظام قتلى وجرحى بعمليات مختلفة نفذتها المقاومة المسلحة هناك.

مساء الأحد الفائت أعلنت وزارة الداخلية السعوديّة عن مقتل الرقيب مهدي بن سعيد بن ظافر اليامي، وإصابة 6 آخرين من قوات النظام، إثر تعرضهم لهجوم من قبل المقاومة المسلحة في حي “المسورة” التأريخي الذي تحاول قوات النظام هدم ما تبقى منه.

وقال ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إن عددَ مَن سقطوا من قوات النظام في تلك العملية أَكْثَر من الذي أعلنت عنه الداخلية السعوديّة، وهو أمر منطقي بالنظر إلى حجم التكتيم الإعلَامي الذي يفرضه النظام على ما يحدث في المنطقة، وقد سبق أن هاجمت المقاومة المسلحة قوات النظام وأسقطت العديد منهم قتلى وجرحى، في عدة مرات، اعترفت الداخلية السعوديّة بعدد منهم، فيما يقول ناشطون إن عدد من سقطوا من قوات النظام منذ أن بدأ الاعتداء على العوامية قد تجاوز الـ50 جندياً.

ونشر الناشطون يوم الثلاثاء الفائت صوراً من جنازة لأحد قتلى قوات النظام السعوديّ، يدعى “سفر الرفاعي” لقي مصرعه على أيدي قوات المقاومة المسلحة في وقت سابق.

ومع تزايد الهجمات المسلحة التي تتعرض لها قوات الأمن السعوديّة في العوامية، بشكل منتظم، يبدو أن النظام السعوديّ قد بدأ في اللجوء إلى جلب العديد من المرتزقة من بعض المحافظات اليمنية لتخفيف الضغط الذي تتعرض له قواته، حيث نشر أحد هؤلاء المرتزقة ويُدْعَى “أويس المحفوظي المرادي” على صفحته بموقع فيسبوك، بعض الصور التي ظهر فيها بجانب مدرعات سعوديّة قال إنها في “العوامية”.

وكتب المرادي معلقاً على تلك الصور “هذه أثناء دخولنا منطقة العوامية في القطيف مع الجيش السعوديّ ضد الإرْهَاب الشيعي، والاشتباكات لا زالت مستمرة لحد الآن بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة”.

ويتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أن النظام السعوديّ استقدم بعض المقاتلين من مرتزقة المحافظات الجنوبية اليمنية خَاصَّـة وبعض المحافظات الأُخْرَى؛ للمشاركة مع قوات الأمن السعوديّة أَوْ الحلول محلها في مواصلة العمليات العسكرية ضد العوامية.

في الواقع إن سياسة استخدام المرتزقة في المواجهات العسكرية هي سياسة معروفة جداً لدى النظام السعوديّ الذي ما زال يستخدم أعداداً كبيرة من المرتزقة اليمنيين والسودانيين ويزج بهم بالنيابة عن جنوده في مواقع الحدود السعوديّة اليمنية، وهو ما يعكس كمية الضغط الذي يتعرض له النظام؛ بسبب تساقط جنوده في مختلف المواجهات، كما يكشف بوضوح مدى ضعف المستوى القتالي لدى قوات أمن وجيش النظام، وبالطبع يكشف ذلك مستوى الارتهان الذي وصل إليه المرتزقة اليمنيون للنظام السعوديّ، حيث صار يستخدمهم خارج إطار أكذوبة “الشرعية” في اليمن.

وبالرغم من الحصار الخانق الذي يتعرض له أَبْنَاء العوامية، في ظل سيطرة القبضة الأمنية والاستخباراتية للنظام السعوديّ المتشدد، إلا أن العملياتِ العسكريةَ التي استهدفت قواتِ النظام السعوديّ في العوامية منذ أَكْثَر من شهرين ونصف الشهر، ثم بروز عملية استقدام مرتزقة يمنيين، كُلُّ ذلك قد جعل مما يحدث هناك “جبهة” أُخْرَى توازي جبهاتِ القتال في المناطق الحدودية السعوديّة مع الجيش اليمني واللجان الشعبية، من حيثُ ظهور الضعف العسكري السعوديّ وسياسة استعمال المرتزقة، كما يؤكد ذلك أن مستقبل المقاومة المسلحة في العوامية قد يكون أَكْثَرَ تهديداً وتأثيراً على النظام السعوديّ.

 

قصفٌ متواصلٌ وشروطٌ مهينة لخروج المدنيين

من جانب آخر، واصلت قواتُ النظام السعوديّ استهداف منازل ومحلات المدنيين في العوامية واختطافهم، حيث قصفت القوات خلال الأَيَّام الماضية العديدَ من أحياء المنطقة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ونشرت قناصاتٍ في بعض الشوارع، ما شكّل عائقاً كبيراً أَمَـام المواطنين في عملية تقديم المساعدات الصحية البسيطة للجرحى أَوْ الوصول إلى جثث الشهداء، وكان اثنان على الأقل من أَبْنَاء المنطقة قد استشهدَا نهاية يوليو الفائت، وأصيب آخرون بنيرات قوات أمن النظام.

كما واصلت الجرافاتُ التابعة للنظام هدم عدد من المنازل في مختلف أحياء المنطقة، وبالذات في حي “المسورة” التأريخي، بالإضافة إلى الاعتداء على أملاك المزارعين في المنطقة والذين تلقوا تهديدات من قوات أمن النظام بتجريف بساتينهم.

ونشرت وكالة رويترز، يوم الثلاثاء الفائت، تقريراً عن فرار مئات الأسر من بلدة العوامية؛ نتيجة الهجمات المسلحة لقوات النظام السعوديّ، ونقلت الوكالة عن ناشطين محليين أن قوات أمن النظام أجبرت مئات السكان على الخروج من بلدة العوامية بواسطة إطلاق النار بشكل عشوائي على منازلهم وممتلكاتهم، وكانت قوات أمن النظام قد وضعت شروطاً مهينة لإخراج المدنيين من بلدة العوامية، حيث اشترطت عليهم المرورَ من طرق معينة، ورفع رايات بيضاء أثناء الخروج.. وهو ما يؤكد مدى الحصار الخانق الذي تفرضه القوات السعوديّة على كافة أَبْنَاء المنطقة، كما تحمل تلك الشروط رسالة تخيير بلهجة استعلاء “سلَموا أنفسكم أَوْ سنواصل استهدافَكم وحصارَكم”!.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com