خطابُ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ليلة الـ10 من رَمْضَـانَ

 نَصَّ الخطاب:

أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَلِكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أن سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجَبين وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه، وتقبَّلَ اللهُ منا ومنكم الصيامَ والقيام وصالح الأَعْمَال، حديثنا اليوم ليس على حسب التسلسل الذي كنا عليه فيما يتعلق بالمواضيع الرئيسية التي تحدثنا عنها خلال الأَيَّـام الماضية، نتحدث في هذه الكلمة بمناسبة اجْتمَاع العاشر من شهر رَمْضَـانَ المبارك المقرَّر ليوم الغد، إن شاء الله.

 

اجْتمَاعٌ لوحدة الصَّـفِّ وتماسك الجبهة الداخلية

وهذا الاجْتمَاع الذي كنا قد دعونا إليه لهدفٍ واضح وتحت عنوانٍ واضح هو (الحفاظ على وحدة الصَّـفِّ الداخلي وتماسك الجبهة الداخلية، والعمل على تعزيز الموقف الداخلي في مواجهة العدوان والتصَـدّي للعدوان)، وهذا الهدف نعتبره هدفاً مشروعاً وهدفاً مقدساً وهدفاً مهماً يعنينا كشعب يمني نتصدى لهذا العدوان الجائر، وبالتالي كنا نتوقّع التفاعل الإيْجَـابي الذي لمسناه ونشكره ونقدره من كُلّ القوى والمُكَوّنات في الجبهة الداخلية سواءً الحزبية والسياسية منها، وفي طليعتها المؤتمر الشعبي العام والأَحْزَاب والمُكَوّنات أَوْ المُكَوّنات الاجْتمَاعية من علماء ومن أكاديميين ومن مَشَايخ ووجاهات ومختلف الفئات الشعبية التي أبدت تفاعلاً واستجابةً مشكورةً ومقدرةً نثمنها بكل إجلال وإكبار واحترام.

 

استغلالٌ عدواني لتوظيفِ مشاكل البلد القائمة

نعرف كلنا في هذا البلد أنه منذ بداية العدوان الأمريكي السعوديّ الأَجْنَـبي على بلدنا علينا كشعبٍ يمني مسلم، سعت قوى العدوان وخُصُـوْصاً بعد أن واجهت الصعوبات وأدركت هي صعوبةَ هذه المعركة عليها وصعوبة تحقق أَهْـدَافها من هذا العدوان سعت إلى اختراق الوضع الداخلي في هذا البلد وسعَت إلى أن تَجُــرَّ إلى عدوانها وفي صفها البعضَ من المُكَوّنات والبعض من القوى وسعت إلى استغلال وتوظيف المشاكل التي كانت قائمةً في هذا البلد، وبالذات المشاكل السياسية الكبيرة وإلى أن تستغلَّ البعضَ من المُكَوّنات التي أرخصت نفسَها وباعت شعبَها وآثرت المصالحَ والاعتبارات الفئوية أَوْ الحزبية أَوْ المصالحح الضيقة على حساب المصالح الكُبْـرَى والاهتمامات الكُبْـرَى والمسؤوليات الكبرى، وهذا أمرٌ يفعله كُلّ محتلٍ وكل غازٍ وكل معتدٍٍ أَجْنَـبي على أي بلد سواءً في الحاضر أَوْ في الماضي.

 

حقائق التأريخ: الغازي يفكك البلد وَيجُرُّ إلى صفه ضعاف النفوس

والتأريخ يشهد بذلك في كُلّ مناطق الدنيا وفي كُلّ المراحل، وعلى مدى الزمن في التأريخ كله كان أي غازٍ أَجْنَـبي وأي محتلٍ يسعى لاحتلال بلد ما والسيطرة على شعب ما يعمَدُ ويسعى إلى تفكيك ذلك البلد وإلى أن يستأجر وأن يستجلب وأن يجر إلى صفه ضعاف النفوس من الخونة والمعقدين وأصحاب الاعتبارات والمصالح الضيقة الذين يكونون في العادة قدد فقدوا إلى حدٍّ كبير ارتباطهم بشعبهم وارتباطهم بأمتهم، وأَصْبَـحَوا مأزومين لدرجة كبيرة ومعقَّدين لدرجة كبيرة، وعندهم كذلكك إفلاس على المستوى الأَخْـلَاقي، فيسعى إلى أن يستفيدَ منهم في تفكيك الجبهة الداخلية وأن يخترقَ من خلالهم ذلك البلد.

حصل هذا في كُلّ البلدان وفي كُلّ المناطق في الحاضر شهدنا على ما حصل في فلسطين وما حصل في لبنان، حيث عمدت إسرائيلُ آنذاك أن تجنِّدَ حتى على المستوى العسكري وليس فقط على المستوى السياسي تجنِّد بالآلاف من يقاتل إلى صفها ويقف إلى جانبها، وشهدنا ذلك في بلدان أُخْـرَى، سواءً في المنطقة العربية أَوْ في خارج المنطقة العربية وخارج العالم الإسْلَامي كيف كانت القوى الأَجْنَـبية تحظى وتحصل على البعض من رِخاص النفوس، البعض كقوى ومُكَوّنات أَوْ حتى على المستوى الفردي، يتجه البعض لاعتبارات متنوعة فيقفُ في صف الأَجْنَـبي ضد بلده.

 

من استقراء التأريخ: قوى حرة تتصدى للمحتل وتعاني وتُطعَنُ في الظهر

أيضاً شهدنا في واقعنا الحاضر وفي زمننا هذا وفيما استقرأناه من التأريخ كيف كانت القوى الحرة والشريفة والعزيزة والمستقلة التي تتصدى للعدوان على شعبها وعلى بلدها وتتصدّى للمحتل الأَجْنَـبي، وكيف كانت تعاني الكثير والكثير مثلاً كان البعض يتآمرون عليها، كان البعض يتخذون منها مواقفَ سيئةً، كان البعض يطعنونها في الظهر، كان البعض لهم مواقفُ سلبية منها، وفي النهاية عندما تنتصر وعندما تصل إلى نتيجتها الحاسمة التي هي نتيجة مؤكدة وهي نتيجة النصر ونتيجة الطرد للمحتل الأَجْنَـبي ونتيجة الفشل الذريع للغازي الأَجْنَـبي، فيما بعد يأتي التأريخ ليسجل الموقف الشريف والعظيم والمسؤول للقوى الحرة، والآخرون يأتي التأريخُ ليتخذَ موقفَه منهم أَيْضاً الحاسم كخَوَنَة أَوْ متخاذلين أَوْ مثبطين إلى آخره..

 

فئةٌ أخرى تُؤثِرُ الصمت والتذبذب: المتربِّصون الجبناء المرتابون من إمْكَـانية النصر على المحتل

وشهدنا ونشهد أَيْضاً كيف أن هناك فئة هذه الفئة تكون موجودة في كُلّ بلد تشهد احتلالاً وغزواً أَجْنَـبياً هي فئة المتربّصين الجبناء الضعفاء الذين يؤثرون إلى حَدٍّ كبير الصمت والانتظار لمآلات ونتائج الأحداث، ودائماً يكونون هم مرتابين تجاه إمْكَـانية النصر وإمْكَـانية التصَـدّي للمحتل الأَجْنَـبي، خُصُـوْصاً إذا كان هذا الغازي المعتدي له قوة عسكرية ضخمة وله إمْكَـانيات كبيرة، فدائماً يكونون مرتابين في إمْكَـانية الصمود في مواجهة هذا المعتدي فيؤثرون أن يكون موقفهم متذبذباً ويكونن إلى حَـدٍّ ما متغاضياً ومتجاهلاً لطبيعة الأحداث ويرصدون الأحداث إن سجلوا مواقف وطنية بارزة قوية في مواجهة الأَجْنَـبيي حاولوا أن يسجّلوا بعضاً من المواقف التي تتسمُ شيئاً ما بالإيْجَـابية وأن يتودّدوا إلى القوى هذه التي تتصدى للمعتدي وإن لاحظوا في ظروفٍ معينة أَوْ في أحداث معينة تقدُّماً لصالح الأَجْنَـبي هذا حاولوا أَيْضاً أن يسجلوا بعض المواقف السلبية ضد الداخل، والمواقف المتوددة من الأَجْنَـبي المعتدي ويحاولون أن يعرضوا أنفسهم في المزادات العلنية ليقولوا وفق رسائل معينة وأصوات معينة ومواقف معينة: (ها نحن يا أيها الأَجْنَـبي حاضرون؛ لأن نبيعََ منك كما باع الآخرون من قبلنا).

 

اليمن ليس استثناءً: البعض ناصروا المحتل وقاتلوا جنوداً خاضعين لإمرة ضباط بريطانيين

هذه حالة وهذا التصنيفُ لثلاث فئات عادةً ما تكون فئات موجودة في كُلّ بلدٍ يشهد عدواناً أَجْنَـبياً، ويستهدفه غازٍ أَجْنَـبيٌّ ومحتل أَجْنَـبي، هذه الحالة موجودة وبالتالي لن نكون استثناءً في هذا البلد ولا في هذه المرحلة ولا في مواجهة هذا العدوان الأَجْنَـبي، حتى في تأريخنا نحن كشعبٍ يمني أيام الاحتلال البريطاني، اليوم كلنا نجمع في هذا البلد على إدانة الاحتلال البريطاني وعلى توصيفه بأنه كان احتلالاً أَجْنَـبياً وغزواً أَجْنَـبياً وأنه كان عدواناً بكل ما تعنيه الكلمة، وأن المسؤوليةَ والواجبَ الحتمي والواجب الأَخْـلَاقي والوطني والإنْسَاني هو التصَـدّي لذلك الاحتلال، ونُشيدُ كلنا في هذا البلد بالذين وقفوا ضد هذا الاحتلال. ولكن ما الذي كان قائماً آنذاك؟ ما الذي كان يحدث أمام الاحتلال البريطاني وعلى مدى أكثر من مائة وعشرين عاماً في الجنوب، البعض وقفوا مع هذا الاحتلال وناصروه والبعض من أَبْنَاء شعبنا قاتلوا معه قاتلوا في صفه وقاتلوا جنوداً مجندة جنودا خاضعين لإمرة ضباط بريطانيين، أميره قائده الذي يديره يأمره يوجهه حتى ليوجه بندقيته ضد منهم من أَبْنَاء بلده من هم يمنيين ومن هم جنوبيين ضابط بريطاني يأمره ويوجهه ويحركه إلى هذه الجبهة أَوْ تلك أَوْ ليستهدف أولئك من أَبْنَاء بلده في تلك المحافظة أَوْ تلك المنطقة أَوْ تلك القرية أَوْ في تلك المدينة.

 

وفي الشمال أيضاً: البعض ذهب إلى عدن تحت العباءة البريطانية وليحتضنَ المحتل ومشروعه

والبعضُ سياسيّاً ارتبطوا بالمحتل البريطاني ووقفوا في صفه وتآمروا معه وتحركوا تحت مظلته في الجنوب وفي الشمال أيضاً، البعض ذهب ليجلس هناك في عدن تحت العباءة البريطانية وليحتضنَه المحتل البريطاني ويحتضن مشروعَه في الشمال.

 

شبيهةٌ بالحالة اليوم

فكانت الحالة آنذاك أثناءَ الاحتلال البريطاني شبيهةً بالحالة اليوم أن تقفَ بعضٌ من التشكيلات والقوى مناصِرةً للمحتل ومقاتلة في صفه، توجه بندقيتها إلى الداخل، تقتل من يريد منها البريطاني أن تقتل وأن تقف بعضُ القوى إعلاميا، تبررر الاحتلال البريطاني، تمجد الاحتلال البريطاني تشيد بأيَّة خطوة يقوم بها المحتلُّ البريطاني وتطبِّل لأية مواقف من جانب البريطاني.

 

البعضُ ارتباطهم بالغازي غير مباشر

والبعضُ وقفوا سياسيّاً بشكل مباشر وواضح وصريح ومؤيد ارتباط تام والبعض ارتباط بشكل غير مباشر، بمعنى ذهب إلى البريطاني ونسّق مع البريطاني، ولكن حاول أن يجعلَ له عناوينَ أُخْـرَى أجندة، أَعْمَالاً أُخْـرَى، ولكن كانت مسألة التنسيق واضحة ومعلنة أَيْضاً وصريحة يعني يذهب إلى عدن ويستقبله البريطاني ويحتضنه ويبارك مشروعه وأنشطته وجهوده ما قبل الاحتلال البريطاني أيضاً، الاحتلال التركي البعضُ وقفوا مع المحتل التركي أيّدوه، قاتلوا معه، نصروه، باركوا خطواته باركوا جرائمه وبرروا له كُلّ ما يفعل من قتل من نهب من كُلّ أشكال وأصناف الجرائم برروا ذلك كله شرعنوه، أضافوا إليه عناوين معينة وطبعوه بطابع ديني إلى آخره.

 

الجو أمامنا اليوم ليس غريباً: التأريخ يصنّف كل موقف

فهذا الجوُّ الذي نراه اليوم أمامنا ليس جواً غريباً لا على مستوى التأريخ في بلدنا ولا على مستوى الواقع من حولنا في بقية البلدان وفي بقية المناطق وعلى مدى الزمن ومدى التأريخ فيما بعد يأتي التأريخ ليتخذ موقفا مختلفا، يصنّف كُلّ الذين وقفوا إلى جانب المحتل الأَجْنَـبي المعتدي وناصروه عسكريّاً وسياسيّاً وإعلامياً وتحت أي عنوان وبأي تبرير يصنِّفهم بالخونة والعُمَـلَاء والمرتزقة والمجرمين ويمجد ويثمن عالياً موقف القوى الحرة التي تصدت للمعتدي الأَجْنَـبي المبطل الظالم ويأتي ليسجل مواقفها وبطولاتها وأيامها ووقائعها التأريخية ويشيد بها ويبرز موقفها هذا يحصل في كُلّ الدنيا.

 

في ظل العدوان: نعاني من فئتين

اليوم نحن وسنظلُّ نعاني في هذا البلد ما دام هذا العدوان الأَجْنَـبي قائماً، نعاني من فئتين في هذا البلد، الفئة الأولى: هي التي اتخذت موقفاً صريحاً وواضحاً بانضمامها إلى صف هذا الأَجْنَـبي، وتشكلت سياسيّاً وعسكريّاً وإعلامياً في صفه فذهبت تشكيلاتها العسكرية تحت إمرة ضباطه، كما يحصلُ اليوم هناك ضباط سعوديّون وضباط إمَارَاتيون في مأرب وفي الجنوب وفي المخاء وفي تعز، ضباط معروفون.. المرتزقة هؤلاء الذين يحاولون أن يتحدثوا تحت عناوينَ وطنية هم يعرفون من يأمرهم من ينهاهم من يقودهم من يؤدبهم ولمن يخضعون ولإمرة من يخضعون المسألة واضحة.

 

 تغطيةٌ العمالة بضجيج إعلامي وَكلام مزخرف والواقع مختلف

الاستهلاكُ الإعلاميُّ والضجيج والنفاق والكلام المزخرف، شيءٌ هناك، لكن الواقع واضح جدّاً ولا يستطيع أحد أن يغطّي عليه ثم الموقف من بدايته موقف واضح جدّاً، يعني بدأ هذا العدوان الأَجْنَـبي على نحو واضح لا خفاءَ فيه لا غموضَ فيه وليس بمستوى بسيط ومتواضع وخفي وعملية ليلية سرية تحت جنح الظلام ما أحد عرف من ورائها، لا، أتى هذا التحالف الأَجْنَـبي بقوى أَجْنَـبية واضحة وصريحة وبيّنة ليعلنَ من واشنطن عدواناً أَجْنَـبيّاً على اليمن على هذا البلد، ووجوه هذا العدوان وجوه واضحة من واشنطن أعلن وأعلنت أمريكا موقفها الصريح في رعاية هذا العدوان وفي إدَارَة هذا العدوان وفي الإشراف على هذا العدوان وفي تزويده بما يلزم من السلاح مقابل المال طبعاً؛ لأنها تريد أن تستفيد في كُلّ الاتجاهات وبالحمايةة السياسية في مجلس الأمن والأُمَــم المتحدة وبالحماية أَيْضاً والإدَارَة العسكرية اللازمة من خلال توفير الصواريخ القنابل الطائراتت العتاد الحربي بكل أصنافه ومن خلال الإدَارَة العملياتية في غرف العمليات في الرياض وفي الإمَارَات وفي اريتريا وفي غيرها من البلدان التي تقع فيها أَهَـمّ غرف العمليات التي تشرف وتدير العمليات الحربية على بلدنا، ثم أتى السعوديّ النظام السعوديّ ليكون هو معنياً بعملية التنفيذ بشكل واضح وصريح ومعلَن يعني هو لا يخفي ذلك هو يعلنه هو اليوم قضيته الكُبْـرَى التي يبذل فيها كُلّ جُهده ويضخ فيها بكل إمْكَـاناته وأمواله ويحرك فيها كُلّ قدراته الإعلامية وإمْكَـاناته الإعلامية العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية ويشتغل بكل ما أوتي وبكل ما يملك وبكل وضوح حتى أنها أَصْبَـحَت القضية البارزة عالمياً اليوم.

 

ليس خافياً على العالم: العدوان رأسه الأمريكي والعملاء مجرد أحذيته المحلية

هذا العدوان اليوم برأسه الأمريكي وبوجهه السعوديّ وبأنفه الإمَارَاتي وبأذرعه وتشكيلاته من القوى التي أطلقت على نفسها قوى التحالف هو اليوم أمر واضح على المستوى العالمي على المستوى الدولي على المستوى الإقْليْميي على المستوى المحلي وليس خافياً ولا سرياً ولا غامضاً ولا متخفياً تحت عناوينَ أُخْـرَى أبداً، واضح جدّاً جداً، يعني من أَكْبَـرر الواضحات، وسنأتي لنوضح لماذا نحتاج أن نقول هكذا ولماذا نضطر إلى أن نكرر الواضح الأوضح الذي هو واضح كالشمس صحيح واضح جداً.. بالرغم من ذلك تبرز بعض الأنشطة بعض العناوين التي تتعاطى مع هذا العدوان الأَجْنَـبي الواضح برأسه الأمريكي بوجهه السعوديّ والإمَارَاتي وأذرعه وتشكيلاته الأَجْنَـبية وأصابعه وأحذيته وليست أصابعه أحذيته المحلية له من هذا البلد الحذاء الحذاء يمني، أما الرجل واليد والرأس والوجه والشعر والأظافر والأسنان والمخالب كلها خارجية من هذا البلد الحذاء الحذاء يمني، فإذًا هذا العدوان الواضح جدّاً الذي يعبر عن نفسه كُلّ يوم إعلاميّاً وسياسيّاً وبخطوات عملية عسكرية وواضح عند إطلاق كُلّ عملية في ثنايا هذا العدوان ما سبق من عمليات استهدفت أية منطقة من مناطق الجنوب أَوْ أية منطقة من المناطق الشرقية أَوْ مثلاً عمليات المخاء أَوْ أية عملية، من الذي يعلن عنها؟ من الذي يتحدث عنها؟ من الذي يعبر عنها؟ من الذي يظهر بكل وضوح مديراً لها وآمراً فيها ومحركا لها؟ هو الأَجْنَـبي واضح يأتي ناطق باسم قوى العدوان تصدر بيانات، يعني مسألة من أوضح الواضحات.

 

تعاطي أشباه الحمير: إشكالات داخليةٌ لا طرفَ خارجياً فيها

ولكن يحاوِلُ البعضُ أن يتعاطى بطريقة مختلفة، يأتي أشباه الحمير؛ ولأن من الظلم الفادح للحمير أن نصنِّفَ البعض بأنهم حمير، لكن يأتي أشباه الحمير؛ ليتعاطى مع الأحداث وكأن سياقاً آخر وشكلاً آخر وواقعاً آخر، كأن الأحداث ليس فيها طرف خارجي يعني كأنك أمام مشكلة داخلية فيأتي البعض ويقدم نفسه من أبو أذان كالحمير يعني أشباه الحمير هؤلاء فيتعاطى وكأن هناك مجرد مشاغبات وإشكالات داخلية لينصح هؤلاء الذين في الداخل أن يتركوا مشاغباتهم وإزعاجهم للشعب اليمني.

 

وَهْم الحيادي لا ينسجم مع الفطرة وَالوطنية:

ينصح الطرفين ويتجاهل عدواناً صريحاً ومعلناً من الأجنبي!

ويأتي البعضُ ليقدم عنواناً حيادياً أنه نحن ما يجري اليوم هو مجرد مشاغبات بين البعض من أَبْنَاء هذا البلد المشاغبين والمشاكسين فينصح الطرفين هؤلاء من المشاغبين في هذا البلد ليكفوا عن إزعاجهم للشعب اليمني وآذيتهم للشعب اليمني ويحاول أن يتجاهل كُلّ هذا العدوان الكبير المعلن الصريح الواضح الذي تنطق به مئات الوسائل الإعلامية من قنوات وصحفف ومواقع وتعقد له قمم واجْتمَاعات دولية وإقْليْمية ويتحدث عنه زعماء العالم على المستوى الدولي والإقْليْمي وتتحرك له جيوشٌٌ بأكملها وله وقائعُ وأحداثٌ واضحة عبرت عنها جرائم كبيرة ضد الإنْسَانية وأحداث كبيرة واضحة كُلّ هذا الوضوح الكبير جدا، كُلّ هذه الأحداث التي ملأت الساحة العالمية والإقْليْمية والمحلية يأتي البعض ليحاول أن يغمض عينيه أمامها، أن يتجاهلها، أن يتنكر لها، أن يوصف ما يجري وما يحدث بتوصيفات أُخْـرَى وعناوين أُخْـرَى ليبرر لنفسَه أن يكون له موقفٌ آخر موقف لا ينسجم مع المسئولية الدينية ولا ينسجِمُ مع الفطرة الإنْسَانية ولا ينسجم مع الواجب الوطني ولا ينسجم مع أي اعتبار يمكن أن تستند إليهه كإنْسَان يعني سواءً أردته اعتباراً إنْسَانيّاً أَوْ دينياً أَوْ وطنياً أَوْ سياسيّاً أَوْ أياً كان يعني ليتخذ له موقفاً خيانياً موقف الخيانة الموقف الذي يتنصل فيه عن المسئولية الموقف اللامسئول الموقف الذي منشأه إما حالة انهزامية؛ لأن البعض جبان جبانن بما تعنية الكلمة مرعوب لا يمتلك من الشجاعة ما يهيئه ولا يخوله أن يتبنى الموقف المسئول ضد هذا العدوان فيكون له موقفف مشرّف من هذا العدوان لا.. هو جبانٌ ضعيفٌ مهزومُ النفس ومتشبع بالروحية الانهزامية ممتلئ بها متحكمة فيه لا يجرؤ على أن يكون له موقف صريح من هذا العدوان بكل ما قد حدث من هذا العدوان من جرائم فظيعة يندى لها جبين الإنْسَانية جرائم مشهودة أسواق ألقيت القنابل والصواريخ على المتسوقين فيها على المئات من اليمنيين فيها أسواق عادية ليست ساحات حرب ليست جبهات حرب أسواق فيها متسوقون يمنيون من مختلف أَبْنَاء هذا الشعب في مختلف محافظات هذا البلد إذا أنت مأزوم مناطقياً فحتى على مستوى المناطق ما من محافظة في هذا الوطن وفي هذا البلد إلا وشهدت مجازر المأزومين مناطقياً لم نسمع لهم صوتا حتى تجاه ما يحدث في مناطقهم مجازر فظيعة وجرائم فظيعة حدثت في تعز لم نسمع صوتا واحدا يتألم من المأزومين تحت العنوان المناطقي من المخبولين والموسوسين مناطقياً لم نسمع صوت لماذا يا قوى العدوان تقتلون أَبْنَاء تعز في الأسواق وفي المساكن وفي المساجد وفي المدارس لا.. مهما كانت فداحة العدوان مهما كانت فظاعة تلك الجرائم مهما كان مستوى ما أحدثت من نتائج من تدمير ومن قتل ومن جرح ومن إعاقات طالما والذي فعل ذلك هو العدوان الخارجي هو الأمريكي السعوديّ الإمَارَاتي طبيعي ليفعل ما يفعل تنتهي مسألة تعز تعز تعز تعز تعز التي يستخدمها البعض كأسلوب مناطقي وأسلوب يحاول دائماً أن يعزز حالة التفكيك لأوصال هذا البلد.

 

منطق مناطقي: الخيانة حقيقة أمرهم

حينما تحدث في الجنوب حصلت في لحج وحصلت في أبين وحصلت في عدن وحصلت في شبوة مامن محافظة في الجنوب إلا وقد ارتكبت فيها قوى العدوان جرائم قتل جماعي للناس في الأسواق والمساكن لم نسمع صوتاً ولا كلمة وكذلك اذهب إلى مأرب اذهب إلى الجوف أذهب إلى تهامة المأزومين مناطقياً والموسوسين والمرضى الذين حملوا العنوان المناطقي لتقطيع أوصال هذا البلد أي شيء يفعله المعتدي الأَجْنَـبي لا يتكلمون عنه مهما كان فظيعاً ولو كان كيفما كان ما عندهم مشكلة لماذا؟؟ لأنه في حقيقة الحال ما عندهم اعتبارات حقيقية أبداً عندهم عناوين يرفعونها للتبرير عناوين يجعلون منها لحافا يغطون به جوهرهم الحقيقي وهو الخيانة حقيقة موقفهم وهو الخيانة حقيقة أمرهم وهو أنهم يفعلون ما يفعلون من أجل الأَجْنَـبي وفي ظل الأَجْنَـبي ولمصلحة الأَجْنَـبي ثم بقية العناوين تضيع.. تضيع عناوين سياسية رأيناها ضاعت عناوين ومطالب كانوا يتحدثون بها ليلا ونهارا ضاعت البارز اليوم في موقف بعض القوى ليس سوى الشغل الخالص لمصلحة الأَجْنَـبي يشتغلون للأَجْنَـبي قضاياهم وعناوينهم ومشاكلهم هل احتلت إلى اليوم! لم تحتل هل فعل الأَجْنَـبي والخارجي هذا المعتدي لهم شيئا لها هي، هل حل مشكلاتهم تلك؟ لم يحلها لهم أبدا وهي خارجة عن نطاق أجندته واهتماماته الفعلية هذا المعتدي الأَجْنَـبي الأمريكي أولا والبريطاني ثانيا السعوديّ والإمَارَاتي والأدوات الإقْليْمية ثالثا كلهم لا يهمهم أبدا مشاكل أحذيتهم التي لبسوها في الداخل اليمني لا في الشمال ولا في الجنوب ولا في الشرق ولا في الغرب ولا تحت عنوان من العناوين لا العنوان السياسي ولا العنوان المذهبي ولا المناطقي ولا أي عنوان من العناوين ولا العناوين الاجْتمَاعية الأَجْنَـبي له أجندة واضحة له أَهْـدَاف حقيقية وفعلية معروفة لأي متأمل لأي متفهم لأي مستقرئ وعارف بطبيعة القوى المعتدية وما الذي أرادته وتريده في هذا البلد حتى عناوينها الإقْليْمية افتضحت افتضحت فيها عنوان القومية العربية والأمن القومي العربي افتضحوا وقال عنهم ترامب ونقل عن قيادة النظام أنها تعبر عن مشاعرها الإيْجَـابية تجاه إسرائيل تجاه إسرائيل وتحدث الإسرائيلي عن أنما ما يفعله النظام السعوديّ في اليمن وفي المنطقة إنما يمثل مصالح مشتركة، أي أمن قومي عربي مصالح مشتركة مع الإسرائيلي إذا أنت تفعل ما تفعله هو يمثل مصلحة حقيقية فعلية لإسرائيل فأين هو الأمن القومي العربي؟.

 

انقشعت كُلّ الألحفة: عدوان أَجْنَـبيّ تجاه بلد مستقل

ضاعت العناوين كلها افتضحت وانقشعت كُلّ الألحفة كُلّ الأغطية كلها باتت المسألة واضحة جدّاً ولاحظوا منذ بداية العدوان إلى اليوم، العدوان من أصله وفصله كان عدواناً خارجياً أَجْنَـبيّاً تجاه بلد مستقل هو اليمن الجمهورية اليمنية، ثم مارس منذ يومه الأول ومنذ غاراته الأولى وإلى اليوم مارس أبشع وأفظع الجرائم بحق هذا الشعب اليمني القتل الجماعي للشعب اليمني، الآلاف من الأطفال والنساء قتلوا آلاف مؤلفة مجازر مشهودة وثقتها وسائل الإعلام وعرضت أمام مرأى ومسمع العالم مجازر مشهودة آلاف مؤلفة من الأطفال والنساء قتلوا، في مختلف ربوع هذا البلد قتلوا حتى في الأسواق وفي المساجد وفي المدارس وفي المساكن الآمنة التي دمرت بالصواريخ والقنابل في داخل هذا البلد ليست في مناطق الاشتباك داخل مدينة صنعاء وفي صنعاء إلى عمران إلى صعدة إلى خارج مناطق الاشتباك في عمق القرى والمدن في هذا البلد، وقتلوا بغير وجه حق، وجرائم مشهودة وكثيرة وفظيعة اعترفت بها الأُمَــم المتحدة بالرغم من انحيازها التام إلى قوى العدوان واعترفت بها أَيْضاً منظمات معروفه منها منظمات أمريكية ومنظمات أوربية، أسلحة محرمة دوليا تحدثت عنها وسائل الإعلام في أمريكا وفي بريطانيا وفي مختلف مناطق أوروبا واستخدمت في هذا البلد وصورت ونقلت، كل شيء واضح كُلّ شيء ثابت كُلّ شيء بين، لا غموض في شيء ولا خفاء في شيء، مع ذلك في هذا البلد من لم نسمع لهم صوتا، تجاه ما حدث لاتجاه كُلّ هذه المجازر الوحشية التي قتلت فيها آلاف مؤلفة من أَبْنَاء هذا الشعب أطفال ونساء كبار وصغار، وجرائم واضحة في الأسواق في الصالات في مناسبات الأعراس كذلك اجْتمَاعات العزاء في مختلف المناسبات لهذا الشعب، ولا صوتاً سمعناه للبعض، البعض قد يطلق صوتاً ضعيفاً جدّاً ويترافق مع صوته هذا ألف ألف موقف سلبي ضد القوى التي تتصدى لهذا العدوان، ليقول للعدوان: أنا أحرجت فأدنت هذه الجريمةة التي كانت فضيعة جدّاً جداً ومن ثم أنا في المقابل قد اتخذت موقفاً أقسى وأعلى وأوضح وأشد من القوى التي تتصدى لعدواننا،، البعض كان يأتي ليحاول أن يحمل القوى الداخلية القوى التي تتصدى لهذا العدوان، القوى الحرة في هذا البلد، يحملها المسئولية في جرائم معينة، ثم يهتدي يعني يورّط نفسه يورط حاله، فلا يلبث المعتدي أن يعترف بها حدث في الصالة الكبرى، كيف أن البعض حاولوا أن يغطوا وأن يبرروا وأن ينسبوا هذه الجريمة إلى القوى الحرة التي تتصدي لهذا العدوان، بعد ذلك افتضحوا؛ لأن العدو نفسه اعترف، اعترف أنه من ارتكب هذه الجريمة.

 

المواقف الحرة يستند إلى حقائق واضحة

ومع كُلّ هذا الوضوح لكن المسألة هي على هذا النحو دائماً قوى الخيانة، في كُلّ بلد التي تقف إلى جانب الأَجْنَـبي وتناصر المحتل والغازي، دائماً هي مفضوحة على هذا النحو وموقفها ضعيف، دائماً هي تتبنى مواقف لا مسئولة ومواقف مشوهة ومواقف لا تستند إلى الواقع، تحتاج في تبرير مواقفها إلى أن تتنكر للحقائق الكُبْـرَى وللقضايا الواضحة جدّاً ودائماً تستند المواقف الحرة إلى الواضحات والقضايا البينات والشواهد الدامغة الحقيقية التي تملأ سمع الدنيا وبصرها، الأمور هي على هذا النحو، الإنْسَان الحر الذي يقف الموقف الشريف والمسئول يستند إلى حقائق واضحة بكل وضوح، لا غموض فيها والآخرون إما المتربصون والمأزومون، والمهزومون والضعفاء والمتهربون والمتنصلون عن المسئولية، أَوْ الخونة الصريحون والواضحون يحاولون أن يبرروا مواقفهم وأن يغطوا على حقيقة فعلهم وعلى سوء وشناعة موقفهم بالتنكر للحقائق الواضحة هذا هو المشهد دائماً وفي كُلّ بلد وفي واقعنا، في كُلّ بلد يواجه عدوانا أَجْنَـبيّاً ظالماً.

 

ليسوا سواء: تحركات متفاوتة للواقفين ضد العدوان

فإذن نحن بعد كُلّ الذي قد مضى منذ بداية العدوان وإلى اليوم، لاحظنا كيف أن بلدنا في الداخل كيف كان موقفه على هذا النحو معظم هذا الشعب معظم أَبْنَاء هذا الشعب كُلّ الشرفاء والأحرار في هذا البلد أوضحوا موقفهم وكان موقفهم موقفاً مسئولاً وطبيعياً ضد هذا العدوان الأَجْنَـبي على هذا البلد، وهم يتحركون وبمستويات متفاوتة بالتأكيد بمستويات متفاوتة يعني ليس كُلّ الذين وقفوا في هذا البلد ضد هذا العدوان على مستوى واحد في تحملهم للمسئولية في اهتمامهم وفي تحركهم وفي جديتهم لا البعض يعني تحركوا بكل ما يستطيعون في التصَـدّي لهذا العدوان وتحركوا، ومن مختلف الفئات يعني الموقف متفاوت لدى الجميع ولدى مختلف الفئات والمُكَوّنات.

 

موقف مئة بالمائة: ضحى وقدم شهداء

ليسوا سواء ليس كُلّ الناس سواء في موقفهم ليس كُلّ الذين وقفوا الموقف المسئول على مستوى واحد ودرجة واحدة في مدى تحملهم للمسئولية وتفاعلهم، لا، البعض بعض الأسر لو تأتي تتأمل في واقعها قدمت معظم أبنائها شهداء هل هؤلاء على مستوى واحد هم وبعض الأسر التي لم يلحق بها شوكة واحدة في تصديها لهذا العدوان، البعض يضحون ويعانون وبكل إباء وبكل شموخ وبكل عزة وبكل مسئولية، موقفهم مئة بالمائة ضد هذا العدوان وما عنده فيها لا إلا ولا كذا ولا أي تردد ولا أي تذبذب ولا أي شيء موقف صريح وواضح، وضحوا البعض ضحوا تضحيات كبيرة وتضحيات جسيمة وتضحيات عظيمة وقدموا الرجال قبائل قدمت أعداد كبيرة من الشهداء أسر قدمت أعداد كبيرة من الشهداء مناطق سيبقى التأريخ مسجلاً لها موقفها أنها كانت في طليعة الموقف في هذا الشعب وفي هذا البلد، والبعض أَيْضاً مستوى معاناتهم وتضحياتهم على المستوى الاقتصادي كبير مستوى تحملهم المسؤولية وهم يتحركون.

 

ضد العدوان ومنشغلٌ باهتمامات أخرى

البعض سجّل موقفاً، صحيحٌ البعضُ قال: أنا ضد هذا العدوان.. ولكن انشغالاته ثانية اهتماماته ثانية وكثر الله خيره أنه قد سجل موقف ضد هذا العدوان وإن كان منشغلاً باهتمامات لكنه قد سجل موقفاً ومن ناحية أُخْـرَى هو لا يثبط لا يخذّل لا يسيء إلى الآخرين الذين هم يبذلون كُلّ جهدهم كُلّ طاقتهم ويتحركون بكل قواهم وإمْكَـاناتهم للتصَـدّي لهذا العدوان لا يسئ إليهم لا يطعنهم في الظهر لا يتآمر عليهم لا يساوم على رؤوسهم لا، في الحد الأدنى سجل موقفاً مسؤولاً وشريفاً وحراً ويسهمم أحياناً قد يحضر في مظاهرة أَوْ مسيرة شعبية أَوْ اجْتمَاع، البعض إسهاماته أكثر يسهم مادياً في قوافل الكرم يسهم بكلماتت مشكورة وحرة ومسؤولة، يشجع يبارك جهود هؤلاء الناس وتضحيات هؤلاء الناس.

 

مواقفُ مشبوهة: يقف مع العدوان بطريقة مختلفة

إسهامات الناس متفاوتة هذه مسألة معروفة نعرفها في الداخل، كُلّ منا يعرف بعضنا البعض ونعرف كلاً بمستوى موقفه ومستوى مجهوده ومستوى دوره ومستوى عطاءه وتضحياته، البعض لا، لهم مواقف مشبوهة، متربص ما له أي موقف أبداً ضدد هذا العدوان، وعلى العكس، بدلاً عن أن يكون له موقفٌ صريح وواضح ومسؤول يشرفه أمام الله والتأريخ، يفيده يوم القيامة يومم يقوم الناس لرب العالمين، حين يسأله الله، ماذا كان موقفك تجاه أولئك الذين قتلوا بصواريخهم وقنابلهم آلاف الأطفال والنساء من أَبْنَاء بلدك ومن أمتك؟ ماذا كان موقفك حين أتى الآخرون وأهلكوا الحرث والنسل وتآمروا على شعبك وحاربوه اقتصاديا وانتشرت بمحاربتهم الاقتصادية المجاعات والمعاناة، عانى الملايين من أَبْنَاء شعبك، ماذا كان موقفك من أولئك الذين أهلكوا الحرث والنسل؟.

 

جبهة موازية: كُلّ جهدها ضرب القوى الواقفة ضِدَّ العدوان

البعضُ ما كان له أي موقف، وفي نفس الوقت محرج من أن يكون له موقفٌ صريح واضح لتأييد العدوان، ولكن يؤيد العدوان ويقف مع العدوان بطريقة مختلفة، أولاً: لا يتبنى أي موقف من العدوان، ثانياً: يعمل بكل ما أوتي من قوة في – نستطيع أن نقول إنها جبهة موازية – الجبهة الموازية لجبهة العدوان، هذه الجبهة الموازية لجبهة العدوان هي جبهة تبذل كُلّ جهدها لضرب القوى التي تقف ضد العدوان، ولكن لا تحمل عنوانَ العدوان، ولا تصرح بوضوح بانضمامها إلى صف العدوان؛ لأن هذا يحرجها ثم يهيئ الفرصة لضربها بكل وضوح يعني ما تحتاج القوى الحرة إلى تردد لضربها، هذه الجبهة هي جبهة الذين في قلوبهم مرض، هذه الجبهة هي جبهة المتربصين، يعني ما عنده أي موقف فعلي حقيقي واضح ومسؤول تجاه العدوان، وفي نفس الوقت له منك كمُتَصَدٍّ لهذا العدوان وكمتفرغ للتصَـدّي لهذا العدوان وكمتحمل للمسؤولية، تعمل بكل ما تستطيع جدية وبكل مسؤولية لمواجهة هذا العدوان، له منك مائة ألف ألف موقف، مشغول يطعن في ظهرك دائماً وأبداً، يثير لك الكثير من المشاكل، وبطريقة غير مسؤولة أبداً، بطريقة غير مسؤولة نهائيا، لاحظوا نحن نقول من موقعنا في المسؤولية وكقوى موقفها واضح وصريح في التصَـدّي لهذا العدوان، ما يستطيع يشكك ولا يستطيع أحد يزايد علينا، موقفنا مواضح، إن لم يكن موقفنا واضحا في التصَـدّي لهذا العدوان فمن الذي يتصدى لهذا العدوان.

 

معتادون للصراع.. لسنا مدللين من فئة متخمة عاشت متربعة على الكراسي

نحن في طليعة هذا الشعب ومن أَبْنَاء هذا الشعب ونحن نتحرك في التصَـدّي لهذا العدوان، لا نمانع نهائياً من النقاش في أية قضايا أَوْ أية مواضيع أَوْ فتح أية ملفات لمعالجة الوضع الداخلي أَوْ المشاكل الداخلية، حاضرون، ونحن وبكل وضوح نقول، لسنا قوماً مدللين، نحن معتادون للصراع، نحن أَبْنَاء الصراع، نحن نجاهد ونقاتل ونحارب ومتعودون على مواجهة المشاكلل والتحديات مهما كان حجمها، نحن لسنا أَبْنَاء القصور ولا أَبْنَاء الفلّات ولسنا أَبْنَاء الأرصدة في البنوك، ولسنا أَبْنَاء المُؤَسّسات والشركات العملاقة، نحن من أَبْنَاء هذا الشعب، من حفاته ومن فقرائه ومن رجاله، من الكادحين فيه ومن المتعودين أن نعيش فيه كُلّ المشاكل، ولدنا في هذا البلد بين الأزمات ونشأنا بين المشاكل، وعشنا في جميع الظروف، لسنا من أَبْنَاء الرياض، ولسنا من أبو ظبي، ولسنا أَيْضاً من الفئة المترفة في هذا البلد، والمتنعمة التي عاشت منذ مراحل، أَوْ منذ عشرات السنين متربعة على الكراسي ومتخمة ومتنعمة في الفلل وذاهبة وآيبة في سفرياً إلى أوروبا وإلى أمريكا ومن هنا إلى هنا إلى هنا، لا، عشنا الحروب، عشنا المشاكل عشنا عشرات السنين والأبواق الإعلامية من جهات متعددة وبأشكال متعددة وبأصوات متعددة طائفيا، لنا عشرات السنوات وهناك من يقول عنا رافضة مشركون كافرون، أخطر من اليهود والنصارى، يجب القضاء عليهم، قتالهم أَهَـمّ وأولى من الصلاة، هذا صوتٌ ليس جديداً على مسامعنا، نسمعه منذ كنا أطفالاً وسمعه آباؤنا قبلنا، أَيْضاً النبز والهمز واللمز سياسيا، هذا من طفولتي أنا ومن هم في جيلي ونحن نسمع الهمز واللمز تحت مسميات وعناوين سياسية، كُلّ المرحلة السياسية الماضية ليلا ونهارا، وما كادت يعني على مدى عشرات السنوات ما كادت تمر بنا ليلة ولا كاد يمر بنا يوم إلا ونسمع الهمز واللمز بمسميات وعناوين سياسية، ثم بقية الأساليب، كُلّ الشتائم وجهت إلينا، كُلّ الاتهامات وجهت وأطلقت علينا، كُلّ أشكال وأنواع التحريض وجه ضدنا، لسنا مدللين، متعودين، الحمد لله متعودون، متعودون جدّاً، وهذا التعود أفادنا ربما لهذه المرحلة، يعني لو كنا مثلا خلال المرحلة الماضية لا نسمع أي صوت يجرح مشاعرنا ولا نسمع أي كلام يسيء إلينا ولا نسمع بأية تهمة توجه لنا، لكنا مع ما أتى اليوم من قوى العدوان على المستوى العالمي والإقْليْمي والمحلي، لكنا مرهقين جدّاً بكل ما نسمع ولكانت هذه مشكلة علينا، ولو كنا متنعمين ومدللين ومترفين ونعيش حالة البعض التي عاشوها في الخليج أَوْ في بلدنا، كذلك لكانت مشكلة علينا، لكن لا، هذه الأحداث لم تأت لنا بجديد، وعلى العكس نحن اليوم نعيش وضعا أفضل، أفضل من كُلّ المراحل التي مرت، والله نعيش وضعا أفضل في كُلّ الجوانب، يعني لا كان وطء هذه الأحداث وحجمها وأذاها ووجعها بالشكل الذي يصدمنا وأتى ونحن متروضين ولا متعودين، لا، متعودين لكل شيء، متعودين جدّاً جداً جداً، نعتاد الجبال، نعتاد الوديان، نعتاد أن نعيشَ في أي ظروف، ما من جديد، ونعتاد على التضحية، نحن أهل التضحية وحاضرون للتضحية، ونحن قوم في عقيدتنا وفي روحيتنا وفي أَخْـلَاقنا نحمل أرواحنا على أكفنا، ونؤمن بالمسؤولية وتربينا على المسؤولية، فلسنا مدللين، ولا يعني عندما نقول يا جماعة في الوضع الداخلي، الأفضل لنا في هذا البلد والموقف الحكيم والصحيح والمسؤول والوطني والأَخْـلَاقي والموقف الذي تفرضه علينا المسؤولية من جانب، وتفرضه علينا المصلحة إن كان أحد يفهم ما هي المصلحة، ألا نتعامل مع مشاكلنا الداخلية ولا همومنا الداخلية ولا قضايانا الداخلية، لا نتعاطى معها بأسلوب عدائي، لا نتعاطى معها بأسلوب مناكفات ومزايدات ومساومات، تعالوا لنتعامل معها بروح المسؤولية، نناقشها نعرف أسبابها، نعرف خلفياتها، ندرس الحلول لها بروح مسؤولة، بروح مسؤولة، ننتقد الأخطاء بكل شجاعة وبكل مسؤولية، لكن يبقى نشاطنا العدائي يبقى جهدنا الأَكْبَـر في التصَـدّي لهذا العدوان الذي يشكل علينا خطورة كبيرة جدّاً علينا كشعب يمني وكيمنيين من كُلّ القوى والمُكَوّنات وليس على طرف واحد، هذا العدوان الرامي والهادف إلى الاستيلاء على بلدنا بكله واحتلاله بكله، وإلى الدوس على كرامة هذا الشعب بأجمعه من دون أي تمييز سواء أنت من أنصار الله أَوْ من المؤتمر الشعبي العام، من أي حزب من أي قبيلة، من أي محافظة من أي منطقة، يريد أن يدوس على كرامتك، اليوم كُلّ أولئك الذين انضموا إلى صف العدوان أليسوا في موقع الهوان؟ أليسوا يعيشون وضعية أمرهم فيها لا أمر لهم، لا كرامة لهم لا قرار لهم، الأمر فيها للإماراتي، الأمر فيها للسعوديّ، والأمر على الإمَارَاتي والسعوديّ للأمريكي، فإذن عندما نأتي لنقول دائماً يا جماعة، لا نرغب بأن تكون وحدة صفنا الداخلي عرضة للتمزيق وعرضة للإضعاف لها من خلال التعاطي بأسلوب المناكفات وأسلوب المزايدات والتصرف الذي هو أشبه ما يكون بتصرف عدائي، يعني ليس تصرفا مسؤولا فيأتي اليوم ليتجرأ علينا أَوْ ليتشجع علينا أَوْ ليزيد، ليزيد المسألة وكأننا مدللين، لا، معتادين نشمر ونصارع كُلّ من يصارعنا، لكن ليس هذا لصالحنا في هذا البلد.

 

أخاطب القوى الداخلية من موقف المسؤولية لا موقع الانزعاج

أنا أناشد وأتحدث مع القوى المسؤولة القوى المهمة في هذا البلد، والقوى التي عادت يأتي البعض ممن ينتمي إليها ليستخدم هذا الأسلوب ويتصرف على هذا النحو، يأتي البعض ليتصرف بهذه الطريقة، التصرف السيء المشين اللامسؤول، فإذن أنا أقول لكل القوى الداخلية من موقف المسؤولية ليس من موقع الانزعاج، معتادون جداً، وهذه الدنيا هي على هذا النحو، فيها الشتامون والسبابون وفيها غربان الفيسبوك وفيها من كُلّ شكل، أبواق، أبواق شيطانية تبقى تكذب ليلاً ونهاراً وتشتم ليلاً ونهاراً، هذا شيء سيبقى قائماً في الدنيا ولا غرابة فيه، ولا نتفاجأ به، لكن يهمنا في وضعنا الداخلي أن نتعاطى مع المعنيين لأنه حتى القوى الأُخْـرَى، المؤتمر الشعبي العام فيه الرجال الأوفياء، فيه الأحرار فيه الوطنيون بكل ما تعنيه الكلمة، وفيه قوى وتيارات مسؤولة بكل ما تعنيه الكلمة نشيد بها ولا نشكك أبدا بموقفها الوطني والمسؤول، بقية الأَحْزَاب بقية المُكَوّنات فيها الأوفياء فيها الشرفاء فيها الجادون بكل ما تعنيه الكلمة، والمدركون لطبيعة هذه الظروف وهذه المرحلة، والواعون جيدا، في المؤتمر الشعبي العام وفي أنصار الله، في كُلّ الأَحْزَاب والمُكَوّنات فيها الواعون جيداً أن من أَهَـمّ ما تحرص عليها قوى العدوان وتسعى له قوى العدوان هو تفكيك الجبهة الداخلية، قوى العدوان اليوم مأزومة ومُعانية وأكثر من أي وقت مضى، نحن في العام الثالث وهي لم تستطع أن تحسم معركتها ولا أن تنجز أَهْـدَافها من هذا العدوان.

 

إنجازٌ عزز من وحدة الصَّـفّ الداخلي

أَهَـمّ عامل في فشل قوى العدوان هو تماسك الجبهة الداخلية، الجبهة الداخلية كمُكَوّنات رئيسية وعلى طليعتها المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله بفعل وعي القادة في هذين المُكَوّنين، المسؤولون والوطنيون والحريصون والواعون في هذين المُكَوّنين، وبفعل موقف بقية المُكَوّنات والقوى والأَحْزَاب في هذا البلد، التي تدفع بالمُكَوّنين دائماً إلى الحفاظ على وحدة الصَّـفّ الداخلي والتماسك الداخلي وتزايد اللحمة الداخلية، والتنسيق المشترك في المواقف وصولاً إلى ما كان من إنجاز مهم وكبير في الموضوع السياسي عندما توصلت المُكَوّنات البارزة في هذا البلد، المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وشركاؤهما وحلفاؤهما إلى هذا الإنجاز الكبير في تسوية الوضع الرسمي وفي تشكيل الحكومة وقبلها المجلس السياسي الأعلى، هذا إنجاز عزز من وحدة الصَّـفّ الداخلي والتماسك الداخلي، ولكن هذا الإنجاز يحتاج إلى محافظة عليه وإلى تعاون مستمر فيه، صحيحٌ لدينا الكثير منن المشاكل في هذا البلد على مستوى واقعنا الداخلي ومشاكل فاقم منها وعزز منها وزاد من تعقيداتها العدوان الخارجي، مشاكلناا الاقتصادية، وفي مقدمة مشاكلنا الاقتصادية مشكلة المرتبات، فاقم منها على نحو أَكْبَـر وزاد من تعقيدها بشكل أشد، العدوان الخارجي الحصار الاقتصادي، ما عملته قوى العدوان بالبنك المركزي من تآمر عليه، من تجميع لأرصدته، إجراءات كثيرة شَلَّت من فاعليته وأضعفت من قدرته، كذلك ما يجري منهم من حرب اقتصادية شاملة، من المعلوم في كُلّ الدنيا أن الحروب لها تأثيراتها على الاقتصادي وخُصُـوْصاً إذا كان بلداً معانياً من ذي قبل ومستضعَفاً ودُمرت مقدراته الاقتصادية وحوصر مثل ما هو الحال مع بلدنا، بلدنا اليوم يحاصر حتى على مستوى الرحلات للمرضى، رحلات للخارج لنقل المرضى ونقل الجرحى، هذا ممنوع عليه اليوم ومن قبل كان على نحو محدود وبمضايقات وإجراءات تعسفية وكثيرة، هذا البلد أكثر منافذه البرية والبحرية تحت الاحتلال والباقي منها محاصرا، أما على المستوى الجوي فمحاصر تماما، وما يصل إليه يصل تحت إجراءات قوى العدوان وما يخرج منه يخرج تحت إجراءات قوى العدوان، استهدفت فيه كُلّ مقدراته الاقتصادية والحيوية، كم من المصانع والشركات والمتاجر دمرت بفعل من؟ قوى العدوان، بصواريخ قوى العدوان، بقنابل قوى العدوان، أَوْ الموارد ذات الطبيعة الاقتصادية الواعدة والمفيدة أين هي اليوم؟

 

الإصلاح يسرق عوائد البترول والغاز

النفط في مَأرب، النفط في مَأرب اليوم تحت تصرف من؟ من الذي يسرقه؟ من الذي يسرق البترول والنفط في مَأرب وفي شبوة وفي حضرموت؟ قوى العدوان ومرتزقتها، حزب الاصلاح اليوم يسرق موارد مَأرب وسرق بالمليارات عوائد البترول في مَأرب، الغاز في مَأرب اليوم من الذي يتحكم به؟ من الذي يسرقه؟ لماذا يضطر المواطن في صنعاء أَوْ في صعدة أَوْ في أية محافظة من محافظات هذا البلد إلى أن يشتري أسطوانة الغاز إن توفرت أحيانا بأكثر من أربعة آلاف في معظم الشهور، بأكثر من أربعة آلاف ريال يمني؛ لأن حزب الاصلاح الذي يقدم نفسه أنه حزب وطني وإسْلَامي يسرق هذه المبالغ بإجراءاته، بسرقاته في مَأرب وهو يتحكم تحت مظلة قوى العدوان في مَأرب، هو الذي يسرقك أيها المواطن، هو وراء هذه الحالة التي أنت تعاني منها، مع أن البعض ينتمون إلى هذا الحزب، ولكن نتائج سرقات هذا الحزب هي على الجميع في هذا البلد ممن ينتمون إليه وممن لا ينتمون إليه، اعرف من هو خصمك، حينما يأتي البعض، حتى قوى العدوان هي اليوم وبكل وضوح والأُمَــم المتحدة أَيْضاً تساوم على المرتبات، ويقولون سلموا لنا ميناء الحديدة تُصرف لكم المرتبات، المسألة واضحة، الذي هو وراء كُلّ هذه المشاكل واضح، وهو اليوم يساوم عليها، يساومون على المرتبات، يساومونا في الوضع الاقتصادي، لكن يأتي البعض من الدجالين والكذابين والمفترين ليحمل البريء ذنب المذنب، ليقولَ للقوى المظلومة، اليوم القوى الحرة في هذا البلد، كُلّ المواطنين الأحرار في هذا البلد، في المدن والقرى والوديان، كُلّ الأسر الحرة والعزيزة في هذا البلد، في المدن والقرى والوديان تعاني، في مقدمة من يعاني هي القوى الحرة، هي القوى المسؤولة، وكثير من الأسر التي قدمت شهداء هي اليوم من أكثر الناس معاناة، هل أن الذين لهم موقف من هذا العدوان لا يعانون، بلا، هم في مقدمة من يعانون، المقاتل في الجبهة يعاني، وبعض المقاتلون من أنصار الله لا يمتلك حتى الأحذية في الجبهة وهو ثابت ومرابط وصابر في الجبهة حتى لو لم يمتلك الحذاء، يأتي البعض ليتكلم عن المجهود الحربي ويشكك في موضوع المجهود الحربي ويحاول أن يثير النقمة على أي دعم أَوْ إمْكَـانات تصل إلى هذا المقاتل الوفي الصابر الذي حمل روحه على كفة وبقي في الجبهة يقاتل ذلك الذي أتى من خارج البلاد أَوْ من داخل البلاد مع الأَجْنَـبي لكي لا يحتل هذا البلد كي لا يرتكب جرائم الإبادة الجماعية بحق هذا الشعب لو تمكن كي لا يسقط هذا البلد تحت الاحتلال بكله كي لا يفقد هذا الشعب استقلاله وحريته هذا الصابر المرابط في الجبهة الذي يدافع عن حرية هذا الشعب عن استقلال هذا البلد عن كرامة هذا الوطن يأتي البعض ليحاول أن يثير النقمة تجاه أية إمْكَـانات فتذهب إلى هذا المقاتل فيأتي البعض ليثير البلبلة عن المجهود الحربي وعن ما يذهب لدعم الجبهات نحن نقول أي إشكالات فعلية أية إجراءات لضمان الشفافية مرحبون بها أية إجراءات لمحاربة الفساد نحن أول من يدعمها ويقف إلى صفها لكن إجراءات مسؤولة إجراءات فعلية إجراءات عملية وليس الأسلوب الذي يقتصر على التحريض وإشاعة التذمر وإثارة البلبلة والقلاقل هذا أسلوب سوقي وأسلوب نفاقي وأسلوب مرضي غير صحي أبداً تعالوا عملياً لندرس كُلّ الإجراءات التي تضمن الشفافية وتحارب الفساد وتضمن النقاء في الجانب المالي وفي الموارد وفي الإمْكَـانات وتبقى الأمور على ماهي عليه في حقائقها أن المتحمل الأول للمسؤولية في كُلّ مشاكلنا الاقتصادية هي قوى العدوان التي حاربتنا ودمرتنا واستنزفت إمْكَـاناتنا البسيطة والمتواضعة في سبيل التصَـدّي لها يا اخوة لو نأتي لو نأتي إلى ما احتاج إلية البلد في حرب 94 الخسائر في حرب 94 ولم تدخل فيها القوى الخارجية بشكل مباشر حرب 94 كم كلفت البلد أشهر اشهر عديدة أَوْ قرابة شهرين فعليين من الحرب إلى أربعة أشهر كم كلفت البلد من خسائر أربعة أشهر بالكثير من بداية الأزمة إلى نهايتها كم كلفت البلد حرب لم تدخل فيها القوى الخارجية أما اليوم تآمرت على بلدنا أغنى وأقوى دول العالم أتت أمريكا وبريطانيا متآمرة وأتت بعض دول الخليج الأغنى في العالم الإسْلَامي والمنطقة ومن أغنى الدول في العالم أتت تتآمر وتتحرك ضد بلدنا بكل قدراتها وإمْكَـاناتها كيف نفترض أن نتحرك نحن في بلد كان منذ عقود يعيش مشاكل داخلية وأزمات اقتصادية ما هو أن الوضع الاقتصادي كان في البلد على ما يرام وكنا ننافس الخليج أَوْ ننافس بقية البلدان في مستوى تحسن وضعنا الاقتصادي نحن بلد غني لكن شعبه فقير لا موارده كان يستفاد منها في الماضي ولا بنية اقتصادية فعلية وحقيقية كنا قد تحققت لنا في الماضي وأتت هذه الأحداث ونحن يابان ثانية أَوْ صين ثالثة لا كلنا نعرف ما كان عليه وضع بلدنا لماذا؛ لأن البعض يتعاطى وكأن هذا البلد كان في كُلّ ما مضى بخير وأموره سابر والاقتصاد على ما يرام فقط جالنا شوية مشاغبين في هذا البلد محقوا علينا الأمور إنا لله وإنا إليه راجعون فيحاول أن يحرض ضد أنصار الله بالدرجة الأولى بالدرجة الأولى أكثر التحريض يأتي ضد أنصار الله، أَوْ يحاول البعض أن يحملهم مسئولية مشاكل البلد، هذا البلد هو بلدنا جَميعاً المسئولية علينا فيه جَميعاً وبالذات القوى التي لها موقف من العدوان، معنية بحكم المسؤولية وليس لأحد حق أن يتنصل عن هذه المسئولية وأي طرف يتنصل عن المسئولية لا يعفيه تنصله من آثارها ونتائجها، يعني ما من خيار لنا في هذا البلد إلا أن نصمد، إلا أن نثبت، إلا أن نتوحد، إلا أن نتعاون إلا أن ننظر بعين المسئولية، وبعقل الحكمة، إلى وضعنا إلى مشاكلنا إلى التحديات أمامنا، إلى معاناتنا، فنتجه بكل مسئولية وبعقل الحكمة لمعالجة قضايانا بكلها، مشاكلنا بكلها، ننظر في وضعنا الاقتصادي، ما هي مشاكلة ولكن من دون أكاذيب وافتراءات تأتي كدجال ومفتري لتبرئ قوى العدوان وتبرئ عملائها الذين يسرقون اليوم النفط في مأرب، والغاز في مأرب، وكذلك في شبوة وحضرموت تأتي إلى من لا هم له إلا ليقاتل عن بلده وعن شرف شعبه وكرامة وطنه ـ لتقول أنت المتحمل للمسئولية، هذا الفصيلة وهذا المُكَوّن من هذا البلد الذي قدم في طليعة هذا الشعب أكثر الشهداء، وأكثر أسر الشهداء منه وأكثر الناس معاناة هم منه فتأتي لا تقول أنت عليك المسئولية، هات لي. هات لي وأعط لي وأنت عليك كُلّ شيء، مسؤول معك بقدك لمستوى مسئوليتك، المسئولية في رقابنا جميعا، في مستوى واحد إذا أنا أتحرك أكثر منك أَوْ ذاك يتحرك أكثر منك، فبدافع مسئولية ربما عنده أحساس بالمسئولية أكثر منك، فقط، وإلا المسئولية علينا جميعاً، أمام الله، نحن جَميعاً مسلمون، علينا مسئولية أن نقف ضد هذا الظلم، هذا الباطل هذا المنكر، هذا الطغيان، على أنفسنا على بلدنا، على شعبنا، على أجيالنا، من يأتي ليعتبر نفسه غير مسئول بأي اعتبار أنت لا مسئولية عليك، أنت لست إنْسَاناً لست في موقع التكليف، لست مسلماً، لست يمنياً، إذا أنت يمني مسلم من هذا البلد، بلا عليك مسئولية بقدر ما علي من مسئولية، وعليك أن تفعل كُلّ ما تستطيع في مواجهة هذا العدوان هذا الطغيان هذا الظلم، هذا المنكر الذي فعل كُلّ الذي فعل ببلدنا وبشعبنا، والذي يهدف إلى أن لا يبقي لنا لا حرية ولا كرامة ولا استقلال، علينا جَميعاً مسئولية ويجب أن نتعامل مع هذه المسؤولية بعين المسؤولية وبعقل الحكمة، وبالتالي نحن اليوم أمام اجْتمَاع العاشر من شهر رَمْضَـانَ، من كُلّ المُكَوّنات وأنا أشكرها وفي الطليعة المؤتمر الشعبي العام الذي أثمن وأقدر على نحو كبير تجاوبه مع هذه الدعوة، وأرى أن علينا جَميعاً أن نتفاعل مع هذا الموضوع في كُلّ المُكَوّنات ومن كُلّ الاتجاهات، لكن أمام هذا الاجْتمَاع العاشر أنا آمل في هذا الاجْتمَاع العاشر أن يدرس المجتمعون واقعنا الحالي، المهمة واضحة في هذا الاجْتمَاع، التركيز على وحدة والصف، نحن أقوياء وصامدون وثابتون في هذا البلد بقدر ما نحافظ على تماسك الجبهة الداخلية، الجبهة الداخلية قد تكون معرضة لمساعي وبلا شك، قد للتحقيق، بلا شك معرضة بمساعي من قوى العدوان السعوديّ والإمَارَاتي قبلها الأمريكي، عليها البريطاني، كُلّ هذه القوى هي تسعى إلى تنخر صفنا الداخلي بسوسها المتعفن، من خلال بعض المشبوهين، يعني البعض قد يعطى مثلا أربعة ألف دولار خمسة ألف دولار، ووظيفته وعمله أن يعمل على إثارة المشاكلة الداخلية، أن يفكك الصفا لداخلي، أن يثير أي مشاكل داخلية تشغل الناس عن التصَـدّي للعدوان، رحمة بقوى العدوان التي عانت وهي في عامها الثالث وبكلفة هائلة جدّاً اقتصادية عسكرية على رأسها ولم تنجز أَهْـدَافها، فأيضا لتسهل أمامها المهام لتحتل هذا البلد لتفكيك الجبهة الداخلية أَوْ الصَّـفّ الداخلي، البعض يشتغل إعلاميّاً والبعض اجْتمَاعياً، بين أوساط المجتمع، يحاول أن يضرب السلم الاجْتمَاعي ويثير حرب، ما بين قبيلة وأُخْـرَى، ويشغل الناس ثم ينادون من في جبهات الحرب من يتصدون للعدوان من أَبْنَاء القبائل أن يأتوا وأبدوا اليوم بالمعركة الداخلية، القبيلة الفلانية مع القبيلة الفلانية، أَوْ المنطقة الفلانية، مع المنطقة الفلانية، من يتأمر اليوم على السلم الاجْتمَاعي، من يعمل لأثارة القلاقل والفتن في الصَّـفّ الداخلي، هو يعمل لصالح العدوان بلا شك، يبقى أما أنها أَصْبَـحَ يستلم كما هو حال البعض من خمسة ألف دولار من الإمَارَات أَوْ السعوديّة أَوْ من أقل على حسب سلعة الرجل وبمستوى تأثيره، البعض تخزينة قات ـ وبا يجي يكتب من يشتوا من شتائم ومن كلام، يستهدف ويسيئ إلى الصَّـفّ الداخلي، ولكن البعض أَصْبَـحَ يشتغل بتأمر بخيانة مقصودة، بخيانة مقصودة.. البعض لا غبي أحمق متبلد، لا أحساس عنده بالمسئولية، لا إحساس عنده بالمسؤولية، ولا يمتلكُ لا إيمانياً ولا أَخْـلَاقياً ولا إنْسَانياً، ما يصحح عنده اهتماماته وأولوياته، فمع كُلّ الذي قد حدث لحد الآن ليست أولوياته، موضوع العدوان ولا التصَـدّي له ولا موضوع الموقف من كُلّ ما تفعله قوى العدوان ومن جرائم، ما يزال صغير النفس صغير الفكر صغير الاهتمام، ضئيل المستوى الأَخْـلَاقي والقيمي، والروح فالالتفات عنده إلى الأمور بمستواها.

 

إجتماعُ المكونات وَمسار عمل مستمر

لاحظوا في اجْتمَاع العاشر أنا آملُ من القوى المجتمعة من كُلّ المُكَوّنات ومن كُلّ الأطياف في هذا البلد، أن تدرُسَ كُلّ الإجراءات اللازمة لتفعيل ودعم الموقف الداخلي في التصَـدّي للعدوان، وتعزيز الوَحدة الداخلية والحفاظ على الجبهة الداخلية من التصدع وتدرس المشاكل البارزة المشكلة الاقتصادية، ولا بأس تدرس وإذا لم تنجز ذلك في اجْتمَاعها الأول، يمكن أن يبقى لها مسار عمل، مسار عمل مستمر، السبل الضامنة لمواجهة الفساد، للشفافية المالية؛ لأن البعض وهو دنس وهو لص وهو سارق، يأتي ليسيء إلى المقاتلين في الجبهات إلى المجهود الحربي إلى من يتصدون للعدوان، أي مشاكل داخلية يرغب أي مُكَوّنن في أن تفتح فلتفتح في جو مسئول، أي قضايا يرغب أي طرف أن تناقش.. تناقش، في جو مسؤول، في جو أخوي في جو يحرصص على أن يصل إلى نتيجة واقعية وفعلية، وعملية، أما الأسلوب السوقي الأسلوب اللا أَخْـلَاقي، الذي فيه ثرثرة وبلبلة وقلاقل وإشاعة تذمر وصياح بالفارغ، أما غربان الفيسبوك أما الأنشطة المشبوهة فلا، لا ليست من قيمنا وليست من أَخْـلَاقنا، سيجتمع حكماء اليمن شرفاء اليمن، الناس الذين لديهم إحساس بالمسؤولية، الناس الذين يعيشون الهم الحقيقي، الهم الشعبي الهم الوطني، هم الإنْسَان اليمني، الذي يريد أن ينظر في التحديات التي يواجهها بمسؤولية وفي المشاكل التي يعيشها ليعالجها بمسئولية وفي القضايا التي يعاني منها ليتعاطى معها بمسئولية وأن يخرجوا بتدابير وإجراءات ومسارات عمل، ليس المقصود فقط أن يجتمعوا ثم يعودون إلى منازلها أَوْ إلى مناطقهم وانتهى الموضوع، أن يخرجوا بمسار عمل، ومقررات ومسار عمل واضح، كُلّ هذا المسار العمل يهدف بالدرجة الأولى في مقرراته، وفي تفاصيله، إلى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية كهدف عظيم ومشروع ومقدس، وحكيم ومهم، وأساسي لقوة الموقف وللتصَـدّي للعدوان، وأيضاً لدراسة كُلّ الإجراءات والوسائل التي تساعد على الارتقاء في الأداء في التصَـدّي للعدوان، وتطوير ما نحتاج إلى تطويره، من وسائل وأساليب وأدوات عمل، ومنهجية عمل في التصَـدّي للعدوان، المقصود أن نشتركَ جَميعاً في الهم والموقف والمسؤولية والعمل، والقرار، هذا هو المقصود.

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com