المكلا حين تكون “إمارة” للقاعدة!

تزويج البنات بعناصر التنظيم سرياً مطبقين ما يعرف بـ”جهاد النكاح”!!

  • تجنيد الشباب برعاية سعودية ودفع مرتبات مغرية وتحريضهم على الشعب الـيَـمَـني وعلى الثورة
  • إنشاء معسكرات خَاصَّـة بهم بإشراف سعودي وإرسال المجندين للقتال في مأرب

 

صدى المسيرة – خاص:

 

تتحرَّكُ السعوديةُ والإماراتُ بشكل مكثف في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت وتعمَلُ على تدريب الشباب وتجنديهم ودفع مرتبات مغرية، بهدف القيام بأعمال تستهدف الشعب الـيَـمَـني وثورة 21 سبتمبر.

وحصلت صحيفةُ “صدى المسيرة” عن معلومات لهذا التحرك، وكذا لتحرُّك عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة في المكلا، وكيف سيطروا على المدينة وممارساتهم الإجرامية تجاه المواطنين وكيف يحكمون هذه المدينة؟

وتشيرُ المعلوماتُ إلى أن “القاعدةَ” حولت المكلا إلى “إمارة” تحتَ قيادة خالد با طرفي، والأخير كان محبوساً في سجن المكلا قبل العُـدْوَان السعودي الأمريكي على الـيَـمَـن وسيطرة التنظيم على المدينة.

وكان وزيرُ الداخلية جلال الرويشان قد حَرَّرَ برقيةً إلى محافظ حضرموت المعيَّن عادل باحميد المعيَّن مؤخراً من قبَل هادي والمتواجد الآن في السعودية طالبه فيها بإرسال خالد باطرفي فوراً إلى صنعاء بعد أن وصلت معلومات للوزارة أنه سيتم تهريبُه من السجن، غير أن المحافظة تجاهل الأمر لمدة أسبوعين وسلَّم المحافظة للقاعدة ودخل السعودية مع هادي.

الكثيرُ من المراقبين والمحللين السياسيين يرون أن تسليمَ المكلا لعناصر القاعدة بهذه السهولة كان بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية، خَاصَّـة وقد سبقها تسليم عدد من المدن الجنوبية وإخراج المحبوسين للقاعدة في عدن وشبوة قبل وصول الجيش واللجان الشعبية.

وعقبَ سيطرة القاعدة على المكلا تمددت بشكل موسَّع حتى وصلت إلى جميع مناطق الساحل في محافظة حضرموت وسيطرت على عدد من المدن من بينها مديرية الشحر.

ومدينةُ المكلا هي عاصمة محافظة حضرموت وهي مدينةٌ تطل على البحر العربي ويقسمها خور المكلا إلى نصفين، يبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة حسب إحصائيات عام 2005 م.

وكان أول عمل للقاعدة بعد استيلائهم على المكلا هو الهجوم على السجن المركزي بالمكلا وإخراج خالد باطرفي ومجموعة معه وعيّنته القاعدة أميراً للمكلا وحوَّلها إلى إمارة.

المجلس الأهلي.. الوجه الآخر للقاعدة

وبعدَ دخول القاعدة إلى المكلا أنشأت ما يسمى بالمجلس الأهلي، ويعد الوجه الآخر للقاعدة، وقد توجه وفدٌ منه الأسبوع الماضي إلى السعودية والتقى بخالد بحاح طالباً منه دعم القاعدة وتمكينهم من السيطرة على أكثر من المناطق المجاورة، وهذا يتنافى مع تصريحات الصحفية والتي قال فيها: إن من يسيطر على المكلا ليس القاعدة وإنما أبناء حضرموت، وهو ما يؤكد التنسيق الكبير بين بحاح والقاعدة وتسليم حضرموت لها كما يقول سياسيون.

وخلالَ السنوات الماضية تؤكد أمريكا وجود عناصر تنظيم القاعدة في حضرموت، وذكرت عدداً منهم بأنهم مطلوبون دولياً، ومن بين هؤلاء منشد القاعدة غالب باقعيطي وشاكر بن هامل المتورط في تفجير الناقلة الفرنسية ومحمد صالح الغرابي المتورّط في الهجوم على نقطة المضي التي ذُبح فيها عشرون جندياً قبل عامَين وحاولت السلطة إلقاء القبض عليه بإنزال جوي ولم تتمكن، إضافةً إلى فهمي محروس الذي كان مديرَ الأمن السابق للساحل، وهو الآن رئيسُ اللجنة الأمنية التي أنشأتها القاعدة ومتورط في قتل عدد من الضباط.

ويضم المجلس مجموعةً من المتنفذين والفاسدين والسلفية المتشددة، وأغلبهم عناصرُ في تنظيم القاعدة.

ونشطت القاعدة منذُ سيطرتها على المكلا في اختطاف المئات من الناشطين السياسيين الذين يخالفونها في الفكر سواءٌ أكانوا من مكونات سياسية أو من الصوفية أو من الحراك.

إنتقام من المواطنين

ومنذُ سيطرة (القاعدة) على مدينة المكلا وأبناء المدينة يعانون الأمرّين؛ بسبب المعاملات الإجرامية التي يمارسها عناصرُ التنظيم ضد المخالفين لهم بالمدينة.

وعملت “القاعدة” على الاستيلاء على المواد الاغاثية المرسَلة من السعودية ومن بقية الدول للمواطنين وبيعها عبر تجار تابعين لهم، وحرمان المواطنين منها.

وتشيرُ مصادرُ “صدى المسيرة” إلى أن (القاعدة) جمعت كُلَّ موظفي الدولة كمدير عام الصحة ومدير الجوازات والقضاة وأخذوا سياراتهم الحكومية حتى وصلت إلى 45 سيارة، ناهيك عن نهب البنوك والمنشآت الحكومية الأخرى.

وتستغل (القاعدة) سيطرتَها على المدينة وسواحلها فتقوم بإرسال أسلحة وتحميلها عبر سفن تابعها لمواطنين وتعمل على إيصالها إلى منطقة شقرة في أبين أو شبوة عبرَ البحر، كما أنها تضغَطُ على مسؤولي الفروع للمؤسسات الرسمية الحكومية لإعطائها مناقصات بالقوة في الساحل.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها صحيفة “صدى المسيرة” فإن عناصرَ ما يسمى تنظيم القاعدة في مدينة المكلا جمعوا كُلَّ البنات السوريات النازحات في اليمن وقاموا بتزويجهن بعناصر التنظيم سرياً، مطبقين ما يعرف لديهم بـ”جهاد النكاح”.

ولا تقتصرُ (القاعدة) على هذه الممارسات فحسب، بل إنها تمارس كُلَّ ما يحلو لها في المكلا والتي اعتبرتها ولايةً تابعةً لها ومعزولة تماماً عن سلطة الدولة في صنعاء.

وقامت هذه العناصرُ بالاستيلاء على المخزون النفطي بالمدينة وتوزيعه لأعضاء المجلس الأهلي التابع لها، كما أنها تبيعُ الباقي بالسعر مبالَغ فيه، كزيادة للتر الواحد 20 ريالاً.

وإيراداتُ الدولة من الضرائب في اليوم الواحد 2 مليون ريال، استحوذت عليها “القاعدة”، كما قامت القاعدة بمنع القات وفرض ضرائب مضاعفة عليه وتقومُ بالاستيلاء عليها.

وأمامَ هذه الممارسات اللاإنسانية، بدأ المواطنون في المدينة بتنظيم تظاهرات من يوم إلى آخر والخروج بمسيرات منددة بما يحدث في المدينة، كما ظهرت بعضُ المقاومة من قبل المواطنين على خلفية توزيع مادة الغاز المنزلي، حيث ضغطت (القاعدة) على المواطنين بأخذ الغاز، لكن المجتمع قاوَمَ ولمدة 20 دقيقةً بالأسلحة الخفيفة.

وتقولُ مصادرُ محليةٌ لـ “صدى المسيرة”: إن بعضَ الأسر بالمكلا نزحت؛ بسبب انطفاء التيار الكهرباء المتواصل عن المدينة، كما أن المياهَ في منطقة الشحر منقطعة لمدة 3 أيام.

وعلى خلفية هذه الممارسات المتعنتة من قبل القاعدة ضد المواطنين فقد اجتمعت عددٌ من منظمات المجتمع المدَني والأحزاب والقبائل، وبدأت مع المجتمع بالخروج في مسيرات استنكارية ضد القاعدة.

والأسوأُ في كُلّ ما يحدث في المكلا هو أن عناصرَ الإصلاح والمجلس الأهلي التابع للقاعدة يستغلُّ ما يأتي من صنعاء من مرتبات ومازوت وما إلى ذلك وتدَّعي بأنها من قبلهم، بينما هي في الحقيقة تأتي من الحكومة الـيَـمَـنية بأمانة العاصمة.

دروع بشرية للسعودية

ونتيجةَ سيطرة القاعدة على المكلا والعلاقة القوية التي تربُطُ السعودية بهؤلاء فقد تم إنشاءُ معسكر جديد في منطقة قريبة من الحدود الـيَـمَـنية السعودية، وتحديداً قرب مطار البديع بالقرب من منطقة الخرخير، في مديرية رماه في صحراء حضرموت.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “صدى المسيرة” فقد دخلت هذه المجموعة باسم الإغاثة ثم تحوَّلت إلى لجنة تدريب مكوَّنة من تسعة أشخاص أربعة إماراتيين وأربعة سعوديين ويشرفُ عليهم رجل سعودي اسمه عادل إبراهيم القاسمي.

ودخلت هذه المجموعةُ إلى المكلا قبل حوالي شهر والتقت بأغلب المجتمع في اجتماع كبير وطلبت منهم تشكيل لجانٍ من الأهالي من كُلّ قبيلة 3 ما عدا قبيلة العوامر منها 6، بحيث يكونُ هؤلاء حلقةَ وصل بين اللجنة والقبائل ويكونون ممثلين للقبائل أمام اللجنة، وطلبوا بتسجيل الأسماء الملتحقين بالمعسكر خلال أسبوع، كما تم استدعاء كُلّ من كان في الجيش وتم اقصاؤهم في 94 وما بعد، وقامت باستدعاء الشباب من كُلّ قبيلة 250 موزعين على أفخاذ القُبُل استدعتهم إلى رماه وعملت لهم دورة مدتها 14 يوماً.

الدورة كانت أشبهَ بتعبئة عامة وتحريض ضد الشعب الـيَـمَـني والثورة الشعبية السلمية، وتمت تغذيةُ الملتحقين بها طائفياً ومذهبياً، كما قامت بتسليحهم بأسلحة أمريكية حديثة الصنع.

وتم الإعلانُ عن التسجيل وتجنيد أفراد كحرس حدود للمناطق الحدودية الممتدة من منطقة البديع حتى الحدود المحاذية لمناطق

ثمود ورماه تحت القاعدة، وسط تواطؤ من بعض المشايخ والقبائل المستهدفة مثل قبائل: العوامر والمناهير والصيعب وآل كثير وغيرها من القُبُل المجاورة.

ويقعُ المعسكرُ في منطقة “عيوه” وهي أرض تقعُ ضمن أراضي قبيلة المناهير، وتم اختيارُ هذه المنطقة؛ لأن اللجنة الاستخباراتية الامارايتية السعودية بعضَها من أفراد هذه القبيلة.

وتدفع اللجنة للمجندين الجدد مرتبات تتراوح من 2000 سعودي إلى 4000 ألف سعودي، بحيث أن الجنود القدامى لهم الأفضلية بسبب خبرتهم السابقة وانخراطهم السريع في التدريب.

وبحسب المعلومات فإن هذه الترتيبات تم الإعدادُ لها منذ أكثر من شهر وما زالت قائمةً حتى الآن، وقد بلغ عدد المسجِّلين 1.200 مجند، وهذا العدد قابل للتوسعة بعد شهر رمضان؛ لأن العدد الذي حددته اللجنة هو 20.000 جندي.

وقد شُكّل هذا المعسكر تحت ذريعة حماية الأرض وحماية قوافل الإغاثة، واللجنة توحي للشباب بأنهم سيكونون تبعَ درع الجزيرة، وهو يُعتبر استقطاعاً من الأرض الـيَـمَـنية لصالح السعودية.

وتفيدُ المصادرُ أن تغذيةَ المعسكر تنقل يومياً على متن ثلاث طائرات مروحية، كما أن هناك مروحية تقوم بتأمينهم صباحاً أثناء قيامهم بالتدريبات الصباحية، ويتم نقل أكثر من 65 قالباً من الثلج صباحاً ومثلها ليلاً.

 

معسكر خاص بالقاعدة

وأنشأت السعوديةُ معسكراً خاصاً بعناصر تنظيم القاعدة في مديرية زمخ ومنوخ في صحراء حضرموت في الحدود مع السعودية.

وتقومُ السعودية من خلاله بتجنيد الشباب وتدريبهم وإرسالهم إلى الجبهات بمأرب وغيرها، وتشيرُ المعلوماتُ إلى أن اللواء 27 ميكا يُعَدُّ مصنعاً للمفخَّخين من الشباب، وأن السعوديين يقومون بغسل دماغ هؤلاء وتفخيخهم وإرسالهم إلى المكلا.

وحَوَّلت عناصرُ (القاعدة) مركَزَ بالفقيه الواقع جوار القصر الرئاسي إلى محكمة خَاصَّـة بها، وتقومُ بمحاكمة الناس فيها والقاضي الذي يترأسُها هو عبدالله الكثيري ويعتبر مفتي (القاعدة)، كما تم إنشاء محاكم أخرى.

وتؤكدُ مصادرُ محليةٌ بمدينة المكلا أن الأطقمَ العسكرية السعودية تدخُلُ الأراضي الـيَـمَـنية وبشكل يومي، حيث شاهَدَ المواطنون دخولَ طقمَين سعوديين يوم السبت الماضي، حيث قاما بتمشيط المنطقة ومن ثم عادا إلى الأراضي السعودية عبر منطقة الخرخير ومطار البديع.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com