مفتي الجمهورية لـ “صدى المسيرة”: لو فُعِّـل قانونُ الزكاة لأغنانا عن طلب المساعدة من الدول الأخرى

صدى المسيرة| خاص:



كان لعلماء اليمن كلمة إزاء التوجيهات والتعليمات الصادرة في نقاط السيّد عبدالملك الحوثي، وتحديداً فيما يخص تفعيل قانون الزكاة، تجاهها، حيث أكّد العلامة شمس الدين شرف الدين، رئيس رابطة علماء اليمن، مفتي الجمهورية اليمنية، أن كلمة السيّد كانت نابعةً من صميم القلب حين توجه إلى الحكومة بإصدار قانون جديد للزكاة؛ تعزيزاً للقانون السابق، ونظراً للحاجة الماسَّة والضرورة التي دعت إليها الظروفُ الحالية، لا سيما مع الحصار المطبق على بلادنا والعدوان الغاشم على بلادنا منذ أكثر من عامين زادت خلالها شريحة الفقراء والمساكين في المجتمع وزادت معاناة الناس.

وأوضح رئيسُ رابطة علماء اليمن في تصريح خاص لــ “صدى المسيرة”، أن اللهَ سبحانه وتعالى قد حكم في كتابه العزيز بأن للمحروم والفقراء والمساكين حقاً معلوماً في أموالِ الناس؛ لقوله “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، وحذر من كنز الزكاة بقوله تعالى “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم “مانع الزكاة يوم القيامة في النار”، فالمعلوم أن الزكاة ركن من أركان الإسلام ولا يتم إيْمَانُ عبدٍ إلا بأدائها وتسليمها لا سيما إلى ولي الأمر؛ انطلاقاً من قوله: “خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكيهم بها، وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم”، ولا بد أن يتولى وَلي الأمر مسئوليةَ تحصيل الزكاة وتوزيعها على الفقراء والمساكين.

ولفت العلامة شرف الدين، إلى أن الزكاة التي كُتبت على الأغنياء للفقراء لم تكن خلال طيلة الفترة السابقة تذهبُ إلى جيوب الفقراء ولا إلى شريحة المساكين إلا في النادر، وكان يأخذُها فقط شريحة واحدة هم شريحة من يسمون أنفسهم “العاملين عليها” فقط، أي لا يذهب إلى الفقراء شيء من ذلك إلا اليسير، وبالتالي فعندما تُعطّل فريضة الزكاة لا ينتظر الناس من ربهم إلا العذاب الأليم والسخط والعياذ بالله، وبالتالي على الناس أن يعودوا إلى ربهم وَأن يتوبوا إليه وَأن يُخرِجوا زكاة أموالهم التي كتبها الله عليهم؛ لأنهم يوم القيامة سيُحشرون وهذا الأموال ستكوى بها جباههم وجنوبُهم وظهورهم جزاء بما كانوا يكنزون، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما آمن بي من بات شبعانَ وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به”، داعياً مَن كان عنده زكاة ماله أن يخرجها وهي حق مفروض من الله سبحانه وتعالى للفقراء والمساكين ولمَن نصت عليهم الآية الكريمة آنفة الذكر.

وأشار رئيسُ رابطة علماء اليمن، إلى ضرورة تفعيل الجانب الزكوي، موضحاً أنه لو فُعِّل جانب الزكاة لحُلَّت مشاكل كثيرة عندنا، مؤكداً بأن هناك جانبين ورافدين اقتصاديين هما جانب الزكاة وجانب الأوقاف، ولو فُعّل هذان الجانبان وأقيما حقَّ القيام لأغنَيانا عن طلب المساعدة من الدول ولأغنَيانا عن كثير من المسائل، لكن للأسف الشديد هذان الجانبان عُطّلا تماماً.

وفي رسالة علماء اليمن إلى أَبْنَاء الشعب تجاه دعوة السيّد عبدالملك الحوثي بتفعيل قانون الزكاة، قال مفتي الجمهورية اليمنية بأنه من الواجب على الناس عندما يسمعون كلاماً طيباً من أي شخص كان لا سيما من قائد الثورة أن يلتفوا حوله وَأن يلبوا نداءَه؛ لأن الله تعالى يقول “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”، مضيفاً بأنه ولطالما والدعوة كريمة وصالحة ومحقة وهي دعوة إلى التراحم والتكافل الاجتماعي ودعوةٌ للعطف على الناس فبالتالي على الجميع أن يتفاعلوا مع هذه الدعوة سواء أكانوا في الحكومة أَوْ من أفراد المجتمع، وعليهم أن يتعاونوا على البر والتقوى عليهم أن يتكافلوا؛ لأن الإنْسَان إِذَا لم يَرْحَم فإنه لا يُرَحَمُ كما جاء في الحديث “من لا يَرحم لا يُرحم” كيف يهنأ الإنْسَان طعامه وشرابه وجاره جائعٌ لا يجد قوتَ يومه، فبالتالي على الناس جَميعاً أن يتكاتفوا وَأن يتآزروا وَأن يتواصوا بالحق وَأن يتواصوا بالصبر، وهذا في إطار ما أمر الله سبحانه وتعالى به.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com