السكود.. اليوم المشهود  

 

بقلم /الكرار أحمد المراني

كان فجرُ يوم 6 / 6 / 2015 بدايةَ المرحلة الثالثة بعد المرحلتين السابقتين التي كانت ضمن “الخيارات المفتوحة” وَالتي بدأت بالرد المحدود من قبل الجيش وَاللجان الشعبية بعد مرور أربعين يَوْماً من العُـدْوَان مكتفين باستراتيجية الكر وَالفر على المواقع السعودية الواقعة على الشريط الحدودي وَالتي أفصح عنها السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطابه الثالث بعد سبعة وَخمسين يَوْماً من العُـدْوَان على بلادنا، وَهو الخطاب الذي أعلن فيه السيد أن الرد كان من قبل الجيش وَاللجان الشعبية بعد أن كانت قد تحدثت وَسائل إعْـلَامية أن الرد هو من قبل رجال القبائل فقط..

وكان هذا ضمن رسائل عدة فجرها خطاب أبو جبريل في إطلالته الثالثة وَالذي فند كُلّ الادعاءات المزعومة والافتراءات المكذوبة..

أنا المتابع وَالمتأمل للخطاب الذي كان أشبه بإقامة الحجة على العدو المعتدي.. وَالذي ظهر فيه السيد هادئاً ومطمئنَ البال كالوثق بكسب الرهان في هذه الحرب الخارجية بعد ما يقارب عشر سنوات من الحروب التي خاضها هو وجماعته وَالتي كان يخرج منها منتصراً في معارك لم تكن متكافئة لا من حيث العُدة وَلا العتاد ان كان يدخلها وهو الأضعف وَيخرج منتصرة شامخ القامة..

تحدثُ عن الشعب الـيَـمَـني وَصموده وَتضحياته وَمشاعر أَبْنَـاء هذا الشعب العظيم تجاه جارة السوء وأنه هو من يتحكم بقراره السياسي وَمن يمتلك المعادلة الأقوى في أَي حال..

رحّب بالحوار بإشراف الأُمَم المتحدة.. وَلكن الأهم باعتقادي هو الحديث عن “الخيارات المتاحة.. وَالنفس الطويل” وَكأنها حرب استنزاف جعلت الكل يترقب وَيفكر ماذا تحمل لنا تلك الخيارات في جعبتها من المفاجآت..

بعد انتهى “الخيارات المفتوحة” وَالدخول في سلسلة “الخيارات المتاحة” خصوصاً وَأنا نعرف مصداقية أبي جبريل ان فهو لا يطلق التهديدات جزفاً وَلا يتلاعب بالمصطلحات وَالألفاظ ان فكلنا نعرف حكاية “حذاري، حذاري، حذاري” وَغيرها كثير..

دشنت المرحلة الأولى من “الخيارات المتاحة” مفاجآتها بالكشف عن أَسلحة نوعية محلية الصنع كالنجم الثاقب وَالزلازل..

لكن المرحلة الثانية كانت هي الأقوى وَالتي بدأ تدشينها مع طلوع خيوط الفجر باستهداف قاعدة الملك خالد الجوية بصاروخ سكود الذي يعتبر من فخر الصناعات الروسية وَالذي يصل إلى مدى 300 كيلو متر تزامن إطلاق الصاروخ “الاسكود” روسي الصنع مع زيارة وَفد أنصار الله وَالذي يضم رئيس المجلس السياسي لأنصار الله الأُستاذ / صالح الصماد وَالناطق الرسمي الأُستاذ / محمد عبدالسلام للعاصمة الروسية “موسكو” بدعوة من الخارجية الروسية..

تبقى شفراتُ رسائل أنصار الله وَقائدهم الشاب الثلاثيني عصية عن الفك وَالتي تبقي لكل منا تكهناته الخَاصَّـة في تفسير تلك الأحداث وَيبقى الانتظار وَالترقب هو سيد كُلّ المواقف وَالمخيمة على كُلّ مراقب لتطور المواجهات وَاحتدام الاشتباكات الدائرة في العمق السعودي وَيبقى “للخيارات المتاحة” فعاليتها المرعبة وَسلسلة خطواتها المدروسة وَعملياتها العسكرية النوعية وَمفأجاتها الكبيرة..

الأيام القادمة كفيلة بكشف المستور وَإزاحة القناع عن المخفي في معركة الوجود والتحدي للغطرسة السعودية السخيفة وَالطائشة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com