السيد عبدالملك الحوثي: التضحيات الكبيرة لحرائر اليمن أسهمت كثيراً في صمود الشعب اليمني في مواجهة العدوان (نص رسالة السيد)

قال إن النموذجَ الراقيَ المتمثلَ بالزهراء كافٍ للمرأة المسلمة لإدراك القيمة المعنوية الكبيرة لها

في رسالةٍ موجهةٍ لنساء اليمن والعالم الإسلامي بمناسبة الذِّكْـرَى المباركة لمولد الزهراء عليها السلام:

 

صدى المسيرة: خاص

وجَّهَ قائدُ الثورة، السيدُ عبدُالملك بدرالدين الحوثي، رسالةً مباركةً لكل النساء المؤمنات في اليمن والعالَم الإسلامي؛ بمناسبة ذكرى مولد الصديقة الطاهرة البتول الزهراء عليها السلام، أشاد فيها بالتضحيات الكبيرة والأخلاقيات المتميزة لحرائر اليمن اللواتي يسهمْنَ في صمود الشعب في مواجهة العدوان والتصَدِّي للغزاة.

وأكد السيد عبدالملك الحوثي، خلال رسالته، أن المرأةَ اليوم تواجهُ كُلَّ أشكال الاسْتهدَاف من القوى الشيطانية؛ بالسعي الدؤوب للحط من كرامتها وتجريدها من أخلاقها.

وأشار السيد عبدالملك الحوثي، إلى أن الإسلامَ قدَّمَ الزهراء الصديقة؛ باعتبارها أرقى نموذج للمرأة تجسدت فيه القيم والأخلاق وارتقى في سُلَّمِ الكمال الإيْمَاني.

وفي ذات السياق أكّد السيد أن النموذجَ الراقيَ المتمثل بالزهراء عليها السلام كافٍ للمرأة المسلمة لإدراكِ القيمة المعنوية الكبيرة من خلالِ الالتزام بأخلاقيات وتعاليم الله، مؤكّداً على أَهَميّة الحفاظ على الموروث الأخلاقي والقيمي الراقي للمرأة المسلمة والعِناية بالالتزام بالتعليمات والضوابط الشرعية.

وحذّر السيدُ النساءَ من الانجرار وراء النموذج الغربي الذي امتهن كرامة المرأة وحوّلها إلى سلعةٍ رخيصةٍ وجرّدها من كرامتها الإنْسَانية، كون النموذج الغربي يسعى إلى اختراق المجتمعات الإسلامية وبث سمومِه التضليلية والإفسادية بضرب القيم والأخلاق

نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)

بمناسبةِ الذِّكْـرَى المباركة لمولد الصّدِّيقة الطاهرة، البتول الزهراء، سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله محمد خاتم النبيين، وسيّد المرسلين، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، نتوجّهُ بالتبريكات لكُلِّ أخواتنا المؤمنات في بلدنا العزيز وسائر العالم الإسلامي.

حيث تعتبر هذه الذِّكْـرَى محطةً مهمةً؛ لاستلهام الدروس ولتزوُّد من نبع الأخلاق ومَعين الفضائل.

فالزهراءُ الصديقة الطاهرة قدمها الإسلام باعتبارها أرقى نموذجٍ للمرأة، تجسّدت فيه القيم والأخلاق، وارتقى في سُلّم الكمال الإيْمَاني، بكل ما في ذلك من دلائل كبيرة ومهمة..

وأوّلُها: أن اللهَ سبحانه وتعالى كرّم المرأةَ في الإسلام وفي رسالته مع كُلّ الرسل، وأفسح لها مجالَ الارتقاء الإيماني والأخلاقي في سلّم الكمال الإنْسَاني، كما هو الحالُ بالنسبة للرجل، قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

وقال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى، بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ).

ثانياً: أن السموَّ والكرامةَ والعزَّةَ هي بالإيْمَان والعمل الصالح الذي تتجلّى فيه المرأةُ بكريم الأخلاق، وتنهضُ بدورها ومسئولياتها المهمة، منطلقةً من إيْمَانها وأخلاقياتِ دينها التي تصونها وتحفظ لها كرامتها وتحميها من المساعي الشيطانية للإساءة إليها والاستغلال لها أسوأَ استغلال.

إن المرأة اليوم تواجه كُلّ أشكال الاسْتهدَاف من القوى الشيطانية، وفي المقدمة السعيُ الدؤوب للحط من كرامتها، والتجريد لها من أخلاقها، وهم يعملون لتحقيق ذلك بكل الوسائل والأساليب.

وإن النموذجَ الراقيَ المتمثلَ بالزهراء سلام الله عليها لكافٍ للمرأة المسلمة اليوم؛ لإدراك القيمة المعنوية الكبيرة لها من خلال التزامها بأخلاقيات وتعاليم الله سبحانه وتعالى، والمنزلة الرفيعة بقدر ما ترتقي في ذلك التزاماً وتخلُّقاً ووعياً وبصيرةً وتحمّلاً للمسئولية.. وإننا في هذا السياق لَنفتخرُ ونقدّر التضحيات الكبيرة والأخلاقيات المتميزة لأخواتنا العزيزات من حرائر يمن الإيْمَان اللواتي يُسهمْنَ اليوم إسهاماً كبيراً في صمودِ شعبنا العزيز في مواجهة العدوان والتصَدِّي للغزاة المستكبرين، وهُنَّ يقدّمْنَ أغلى التضحيات من الأَبْنَاء والإخوة والأزواج والأقارب، وبعطائهن بالغالي والنفيس، وبقدر ما يمكنهن لدعم الجبهات بالمال والغذاء، وبمجهودهن العَمَلي في دعم المرابطين في الجبهات بالتغذية، وفي اهتمامهن وإسهامهن الكبير في كافة المجالات المهمة.

وقد تجلّى في صبرهن وعزمهن وتضحياتهن وما تمّيزن به من العِفّة والحِشمة والالتزام بالضوابط الشرعية، مصداقُ الانتماء الإيْمَاني الوارد في الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم (الإيْمَانُ يمانٍ والحكمة يمانية).

وإننا في هذه المناسبة المباركة لَنؤكِّدُ على أهميّة الحِفاظ على الموروث الأخلاقي والقِيَمِي الراقي للمرأة المسلمة، والعناية بالالتزام بالتعليمات والضوابط الشرعية الكريمة، والحذر من الانجرار وراء النموذج الغربي الذي امتهن كرامة المرأة وحوّلها إلى سلعة رخيصة وجرّدها من كرامتها الإنْسَانية، وسعى لإفسادها وكذلك التحويل لها إلى وسيلة للإفساد والعِياذُ بالله تعالى، وهو يسعى إلى اختراقِ المجتمعات الإسلامية وبَثِّ سُمومه التضليلية والافسادية ومكائده الشيطانية، من خلال ضرب القيم والأخلاق التي تشكّلُ سياجاً وثيقاً للحفاظ على العفة والطهارة والكرامة والحياء، ولذلك يحاولُ أن يجعلَ من التبرّج والاختلاط سلوكاً حضارياً؛ في مسعىً منه لضَرْبِ هُوية المرأة المسلمة، والواقعُ أن ذلك ليس سوى سعيٌ شيطانيٌّ لا يحترمُ المرأة ولا دورَها الأَسَاسَ في بناء الأسرة والمجتمع وتنشئة الأجيال، وإسهامها مع الرجل وِفْقَ الطريقة السليمة التي تلتزمُ فيها بالضوابط الشرعية والراقية في مسيرة الحياة بناءً وإصلاحاً ومواجَهةً للتحدّيات.

 قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ، يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ، إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)

وقال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) صدق الله العظيم.

نسألُ اللهَ سبحانَهُ وتعالى، بفضله الكريم، أن يوفِّقَ شعبَنا برجالِه وحرائِرِه للتمسُّك بالإسلام والالتزام بأخلاق الإيْمَان والارتقاء في سُلّم الكمال وأن ينصُرَه على أعدائه المستكبرين.

ولا حولَ ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالملك بدر الدين الحوثي

بتأريخ 20 جمادى الأُخرى 1438هـ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com