وفودٌ صهيونيةٌ تزورُ المغرب سبقها وفدٌ سرَقَ عيناتٍ من شجر “الأركان” ليزرعَها في النقب المحتل

تطبيعٌ مُتنامٍ بين المغرب وكيان العدو في عهد حزبٍ يحسُبُ نفسَه ذا مرجعية “إسلامية”!!


صدى المسيرة| محمد الباشا:

خطوةٌ تطبيعيةٌ جديدةٌ قامت بها المغرب مع كيان العدو الصهيوني، إذ كشفت مصادرُ مغربية مطلعة الاثنين المنصرم، النقابَ عن أن وفداً “إسْرَائيْلياً” زار المغرب مؤخراً للمشاركة في المؤتمر السابع للجنة تسيير الأَعْمَال المتعلق بـ “توفير طاقة نظيفة لمدن البحر الأبيض المتوسط” المنظَّم من قبل “الآلية الأوروبية للجوار والتشارك” مع منظمات مغربية.

الضيوفُ الصهاينةُ على “الرباط” حضروا مؤتمراً عاماً، أي لم يُرَدْ لحضورهم السريةَ الكاملةَ، كما تعمل العديدُ من الأنظمة “العربية” التي تقيمُ علاقاتٍ من الكيان المزروع على أرض فلسطين السليبة، وفي مقدَّمِها وحَادي رَكْبِها نظامُ آل سعود الذي استقبل على “أرض الحرمين”!! زوّاراً صهاينة، ليس آخرَهم الصحفي في صحيفة يديعوت آحرونوت” العبرية الذي حاوَرَ في قلب الرياض أمراءَ ذوي مناصبَ رفيعة في حكم العائلة، وجال في الأَرَاضي “غير المقدسة عند حُكّامها” حتى وصل إلى “الدرعية” منبع التأريخ غير التليد لآل سعود، وهو لا ينسى أن يوثّق بالصورة كُلّ منطقة زارها.. وكانت تلك الصور هي مَا كشفت زيارة أراد مستضيفوها أن تظلَّ طَيَّ الكتمان.

نظامُ محمد السادس لم يختلف كثيراً عن الأنظمة المطبِّعة، إلا أنه أكثرُ جُرأة في التطبيع، إذ أن حلولَ وفد الصهاينة ضيوفاً على “الرباط” لم يُحِطَ بهالةٍ من السرية، ورغم ذلك إلا أنه جاء بعيداً عن تناول الصحافة المغربية، بل بالأصح تغاضيها، إما خشيةً من بطش الحُكم الملكي المعروف عنه التطبيع بوجهه السافر والمرتمي علناً ومنذ زمن ليس بقريب، في أحضان الصهاينة الذين استقبلهم غيرَ مَرَّةٍ في بلاطه وبحفاوةٍ، أَوْ أن الصحافةَ ينطبق عليها ما قالت العربُ قديماً “الناسُ على دين ملوكهم”، فهي تسيرُ على ذات الخُطَى من التطبيع، وليس بخافٍ للمتابعين أن إعلاميين ونشطاء مغاربة زاروا “تل أبيب” نهايةَ العام الماضي، وفي يناير الماضي وقوبلت زيارتُهم التطبيعية لكيان العدو الأول للأُمَّة بتوبيخات حقوقية وشعبية مغربية كبيرة.

وحدَها، صحيفةُ “الأسبوع الصحفي” المغربية، تجرّأت في عددها الصادر يوم الثلاثاء الفائت، وذكرت أن هذه الزيارةَ تأتي بعد أن حَلَّت في وقت سابق وفودٌ (صهيونيةٌ) بمدينة الرباط للمشاركة بشكل سري في المنتدى الاستراتيجي الإقليمي حول التعليم والتدريب المهني والكفاءات من أجل التنمية الاقتصادية، الذي تنظمه مؤسسة التدريب الأوروبية.

وفيما تشيرُ الصحيفة، إلى أن المنظّمين للمنتدى الاستراتيجي الإقليمي حول التعليم منعوا الصحافةَ المغربيةَ من تغطية وحضور أَعْمَال المؤتمر.. ذكرت أن الهدفَ من ذلك هو “طمس حقيقة تواجد الإسْرَائيْليين بالفندق وتأطيرهم لمجموعة من الورشات العلمية في مجال التربية والتعليم”.

جميعُ الزيارات التي تقومُ بها وفودٌ “إسْرَائيْلية” إلى المغرب –حد قول الصحيفة ذاتها-، تأتي للمشاركة في ندوات أَوْ لقاءات علمية أَوْ مؤتمرات ويكون أغلبُها من تنظيم أوروبي؛ لتلافي منعها أَوْ عدم التعامل معها، في ظل تمتيع الوفود الإسْرَائيْلية المتوجهة للمغرب بالحصانة “الإسْرَائيْلية”.

وأكدت الصحيفة المغربية، أن الوفودَ “الإسْرَائيْلية” الزائرة للمغرب ليست من اليهود المغاربة، ولا من أقاربهم الذين يعيشون في (كيان العدو الصهيوني)، بل إن غالبيةَ الوفود تحملُ صفاتٍ علميةً وتشارك في مؤتمرات علمية، تتداول فيها معلوماتٍ ومعطياتٍ عن المغرب وأَرَاضيه، ما يدعو إلى الحذر بعدَ ما أسفرت زيارةُ وفد إسْرَائيْلي إلى أكادير (مدينة مغربية) في وقت سابق، عن سَرقة عينات من شجر الأركان، لتتم زراعتُها في صحراء النقب، ومحاولة تسويقها في العالم على أنها منتوج “إسْرَائيْلي”.

يُذكَرُ أن إعلاميين ونشطاء مغاربة كانوا قد زاروا تل أبيب نهايةَ العام الماضي، وفي يناير الماضي، في زيارات ووجهت بانتقادات حقوقية كبيرة.

وكان نشطاءُ مغاربةٌ قد أسّسوا في تسعينيات القرن الماضي “الهيئة الوطنية لمناهضة التطبيع”، التي ضمت مختلف التنظيمات، وتركّز نشاطها على مناهضة كافة أشكال التطبيع مع الاحتلال.

وفي نهاية التسعينيات، اتسعت دائرة التنظيمات، لكن مكونات الجمعية أصرت على عقد مؤتمرها، منتصف سنة 2002، مما نتج عنه تحويل “مجموعة العمل الوطنية من أجل العراق” التي كانت تضم شخصيات وازنة من مختلف التنظيمات، إلى “مجموعة العمل الوطنية من أجل العراق وفلسطين”، ثم إلى “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، تعتبر في جوهرها أن فلسطين هي قضية كُلّ المغاربة.

وعام 2013 أسّست “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”، “المرصد المغربي لمناهضة التطبيع”، الذي عمل منذ تأسيسه على رصد كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.

جديرٌ بالتنويه أن حكم “العدالة والتنمية” الذي يحكم المغرب منذ العام 2011 ويحسُبُ نفسَه ذا مرجعية إسلامية لم يغيّر شيئاً في طبيعة العلاقات المغربية ـ “الإسْرَائيْلية” الشيءَ الكثير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com