رأتها (حاضنة داعش) تستغرقُ 20 حَـوْلاً.. “قادمون يا نينوى” وصلت الموصل في 5 أشهر

رأتها (حاضنة داعش) تستغرقُ 20 حَـوْلاً.. “قادمون يا نينوى” وصلت

5 أشهر بطولة عراقية تحسِمُ معركة الموصل

 

تقرير- محمد الباشا:

نصرٌ مؤزر وكبيرٌ أحرزه الجيشُ العراقي والحشد الشعبي، بتحرير مدينة الموصل وصولاً إلى المَجْمَعِ الحكوميِّ أهم مبنىً فيها، وبما ينوي مواصلتَه نحو بسط سلطة الدولة على كامل المحافظة يقدم العراقُ برهاناً ضافياً ودليلاً إضافياً على أن داعش ليس ذلك التنظيم “الانغماسي” المقدام الذي يقاتل ولا ينهزم أو يهرب، كما حاولت أمريكا أن تصوِّرَه حين احتلاله الموصلَ قبل 3 سنوات.. وذلك الايحاء الذي سعت “حاضنة داعش” إلى أن تدمغه في عقول أبناء البلد الذي يتم استجلاب داعش إلى أراضيه ومدنه؛ كي يسلموا بوجوده كأمر واقع واستحالة دحره ولا يفكروا بمحاربته والانتصار عليه.

 

صناعة البعبع الداعشي

وليس بخافٍ أنه ولإثبات ما أريد لها أن تكونَ “مُسَلمةً ” بصعوبة مواجَهة داعش، تتزعَّمَ أمريكا تحالفاً كبيراً منذ سنوات وُصف بـ” العالمي” وبما يمتلكُه من أحدث الأسلحة، وكم هي الغارات التي أعلنت أنها شنتها على قيادات وأماكن تواجد التنظيم الإجرامي، بيد أن ما ظهَـرَ لاحقاً أنها لم تقتُلْ قيادياً داعشياً واحداً، بل فَتَكت بالمدنيين العراقيين والسوريين، مقترفةً أبشع المجازر بحقهم، وباعترافها هي، وقد كانت تنكِرُ تقاريرَ المراصد والمنظمات الحقوقية والإنسانية، ومنها الأمريكية “هيومن رايتس ووتش”.

 

داعش.. حاجة استعمارية، وذريعة للتدخل

تحالُفُ أمريكا -الذي مضت عليه أعوامٌ طِوَال- لم يَحسِمْ المعركة أمام البُعبُع الداعشي، أو أريد له أن لا يحسمَها.. ما يكشف أن المغزى من تشكيلِ هكذا تحالُفٍ هُلامي هو تحاشي الحَرَج والخوف من المقت العالمي بأن تحتفظَ أمريكا بتنظيم سفاح ذبّاح ورقةً تبرزُها وقتَ الحاجة الاستعمارية، وذريعةً للتدخل والدخول لأي بلد، ويداً فاتكة لكل مَن يناهِضُ مخطّطاتها وتنقلها من بلد قضت فيه وَطَــرَها، إلى بلدٍ آخر، تسيلُ لثرواتِه وخيراتِه لُعابُ المطامع الأمريكية ووفق ما تقتضيه المصلحة الصهيونية.

وبُغية دَحْر التنظيم المنقول، وفْقَ مخطّط دقيق ومدروس من قِبل ناقله، أو مَن سهَّل له الانتقال من أراضيَ سورية متاخمةٍ ليسيطرَ على محافظات عراقية بأكملها، انطلقت قبلَ 5 شهور، عملياتُ حملة العراقيين “قادمون يا نينوى”، بجيشهم و”حشدهم الشعبي” الذي انتظمت صفوفُه مذُ بداية انطلاقِها.

 

“الحشد” العراقي إلهامٌ واستيحاء من “اللجان” اليمنية

 وممَّا يمثِّلُ لليمنيين مَدعاةً للاعتزاز أن تشكيلَ الحشد أو الاسناد الشعبي في العراق مستوحىً من اللجان الشعبية اليمنية التي كانت مُلهمةً للعراقيين بعدَ أن كادت تستأصِلُ شأفةَ الجماعات الإجرامية من اليمن، لولا تدخُّلُ اليدِ الأمريكية وعُملائها في المنطقة بإعلانهم ومن العاصمة الأمريكية واشنطن، العدوانَ الكبيرَ على اليمن والمستمرةَ فصولُه الوحشية حتى اليوم، والذي أتى بمثابة إنقاذ لتلك الجماعات التي ترعرعت في كنفهم – منشأً ومنطلقاً، وتأصيلاً فكرياً وهّابياً، وتحشيداً وتجييشاً، وإمداداً وتمويلاً-.

وغدت عناصرُها –أي الجماعات الإجرامية- علَناً تقاتِلُ مع قوى العدوان في جبهةٍ واحدةٍ كتفاً بكتف، وما جاء التقريرُ الشهيرُ لقناة “بي بي سي” إلا ليكشفَ المكشوفَ أصلاً، موثّقاً جانباً من حكايا التزامُل بين “رُفَقاء السلاح”.

وكان قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وفي خطابٍ له بعد الضربة الصاروخية المسدَّدة على تجمُّعات الغزاة في باب المندب، أعطى توصيفاً دقيقاً للفيف الذي يتشكّل منه هذا العدوان، بأنه اختلط -ولا زال- الدمُ الأمريكي و”الإسرائيلي” والسعودي والإماراتي والسوداني مع الداعشي والقاعدي. وهكذا أجندة حضرت في اليمن من خلال العدوان السعودي الأمريكي الذي أعاد نفخ الروحَ في داعش والقاعدة في وقتٍ كانت تلك الجماعات على وشك أن تلفظَ أنفاسها أمام الجيش واللجان الشعبية وبدون أي تدخُّل أجنبي، وهو الأمر الذي أرعب الأمريكان.

 

20 عاماً مماطلة أمريكية.. أمامَ 5 أشهر حسم عراقي

وعندما عقَدَ العراقيون العزم؛ لاجتثاث التنظيم الذي يتنقلُ من سوريا إلى العراق ومن مدينة إلى أخرى تحت أنظار التكنولوجيا الأحدث في العالم، وفيما يبدو أنه محض مماطلة في القضاء على داعش وتعظيم من حجمه بأعذار واهية وذرائع ملتوية من قبل واشنطن قالت: إن هزيمة داعش تستغرقُ عشرين عاماً.. وها هي خمسة أشهر مرت على بدء معركة الموصل تبشِّرُ بانحسار داعش، وانكفائها نحو الرقة السورية، حيث تنتظرُها هناك معركة فاصلة تتحكم فيها أجندة خارجية إلى حد ما.

ومن قلب المَجْمَعِ الحكومي في مدينة الموصل، يعلن رئيسُ الوزراء العراقي القائدُ العام للقوات المسلحة، حيدر العبادي، النصرَ المؤزّرَ على داعش التي ظلت جاثمةً منذُ ثلاث أعوام على المدينة، التي دخلها العبادي محرّراً وفاتحاً، صبيحة الثلاثاء، متفقّداً القطعات المقاتلة في عمليات “قادمون يا نينوى”.. وأعلنها مدويةً ملئَ أسماع العالم: معركةُ الموصل حُسمت، “وداعش ينهار وقواتُنا تطارِدُ فلولَه المنهزمة”.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com