ثلاثة شروط يجب توافرها لكي ينتصرَ أهل الحق

الباطلُ.. ليس هو الشيء الثابتَ في الدنيا.. ولا خُلقت الدنيا لتكونَ موقعاً للباطل

  • ثلاثة شروط يجب توافرها لكي ينتصرَ أهل الحق: أن ينطلق الإنسان في سبيل الله ولا يكون من الخانعين الساكتين القاعدين عن نصرة الحق. وأن يكون متعلماً واعياً مثقفا ثقافة قرآنية، حتى يستطيع أن يدمغ الباطل. وأن يكون أسلوب ومنهجه صحيحاً وعلى ضوء القرآن.
  • الباطل لا يثبت أمام الحق نهائياً، هذه قاعدة؛ لتعرف أنك أنت الذي ضعفت
  • إذا كنا نرى دول الغرب كلها حكوماتٍ وشعوباً ينطلقون لمحاربة الإسلام والمسلمين كافة فإن كُلّ مسلم يجب أن يكونَ جندياً يعاملهم بمثل ما يعاملون به المسلمين، ويقف في وجههم كما يقفون بكل إمكانياتهم في وجه المسلمين

ألقى الشَّهِيْدُ القَائِدُ سَلَامُ اللهِ عَلَيْهِ من 28/5 إلى 3/6/2003م سبْعَ محاضرات ــ ملازم ــ رائعاتٍ جداً -حُقَّ لها أن تُكتبَ بماء الذهب- يشرح فيها كتابَ (مديح القرآن) للإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام، هذه المحاضرات كلها تحكي عن القرآن، وكيفية الاهتداء بالقرآن، وكيفية طرح القرآن للقضايا، ومنهجية القرآن في كُلّ شيء، قال عنه الشَّهِيْدُ القَائِدُ: [كتاب هو من إمام كبير من أئمة أهل البيت، الزيدية متفقين عليه، هو مشهورٌ عندهم جميعاً، وكتابته بالطريقة التي تكشف كيف رؤية أهل البيت، وتوجه أهل البيت الأصلي، قبل تجي أشياء أخرى]، ويقصد سلامُ الله عليه بـ(أشياء أخرى)، أي الثقافات المغلوطة التي هي تعتبرُ معارِضةً للقرآن، ومعاكِسةً لمنهجية القرآن التي عليها الأئمة الأوائل من آل البيت سلامُ الله عليهم أجمعين..

ونصح سلامُ اللهِ عليه بإخراج هذا الكتاب بطريقة ممتازةٍ والقيام بتدريسه لطلبة العلم وللثقافيين، والعمل على نشره بين أوساط الناس، حيث قال: [وهذا الكتاب مناسب أنه يصوّر، ويخرج بأحسن مما هو عليه، يكبَّر؛ لأجل يدرَّسُ في المراكز، وينتشرَ للناس. فهو مناسبٌ جداً نشرُه في الفترة هذه بالذات. يعني الناس الآن أحوج ما يكونون إلى القرآن، في الزمن هذا بالذات. نحن بحاجة إليه في المساجد, في المراكز, ينتشر في أوساط الناس].

وفي تقريرِ هذا العدد وفي الأعداد القادمة بإذن الله سنتناولُ هذه المحاضرات السبع، المعروفة بــ(مديح القرآن)، للاستفادة مما فيها من علمٍ غزير، ووعي كبير، وطرح قَلَّ نظيره.. فجزى الله الشَّهِيْدُ القَائِدُ خير الجزاء، وجعله مع النبيين والصديّقين والشهداء.

ثقافة مغلوطة: ـ

[الاعتقاد بأن أهل الحق (ضعفاء)، وأن أهل الباطل هم المنتصرون]!!

انتقد الشهيد القائد سلام الله عليه هذه الثقافة المغلوطة السارية بين الأمة، والتي ترتب على الإيمان بها أن أصبحت الأمة ذليلة مهانة تحت أقدام اليهود والنصارى، وكثيراً ما يتناول الشهيد القائد –بقلب موجوع دامٍ- هذه الثقافة في محاضراته، محاولاً إرجاع الأمة إلى القرآن، وإثبات أن القرآن عكس هذا تماما، حيث يقول الشهيد القائد: [وقال سبحانه: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}(الأنبياء18)].هذه قضية، قضية معرفة، الحق والباطل، وموقع الحق، وموقع الباطل، ومدى قوة الباطل، والحق. هذه القضية يجب أن يفهما الناس بشكل واضح، أن الله يتحدث عن الباطل بأنه يُزْهَق أساساً، لا يثبت، لا يستقر، لا يستطيع أن يثبت على قدميه أمام الحق. وكيف التصور الآن بالنسبة للحق والباطل؟ قد الحق الذي نعتبره لا يستطيع أن يثبت! والباطل هو الراسخ في الدنيا، والدنيا خلقت للباطل!! هذا من المفاهيم المقلوبة، المغلوطة.{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} أليس هو هنا يتحدث معك عن طبيعة الباطل؟ كيف هو، كيف اهتزازه، كيف عدم رسوخه، كيف أنه هو الشاذ في الحياة، هو الذي لا يثبت، يتحدث في آية أخرى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء}(الرعد17) ألم يشبهه بالزبد الذي يكون على الماء؟ عندما يحتمل الوادي، ويظهر [الجفلة] الزبد فوق الماء، هذه هي: الجفلة التي تراها عندما يحتمل الوادي. أليس هو يذهب جُفاء، لا يثبت؟ هذه تعطي رؤية بأن الباطل ليس هو الشيء الثابت في الدنيا، ولا خلقت الدنيا لتكون موقعاً للباطل يترسخ فيها فكأنها هي أرض الباطل، وليست أرض الحق! أبداً إن الله يقول: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ}(الحجر85) هي فطرتها قائمة على الحق، والحق ينسجم معها، وهي موقع الحق، ومكان الحق، من أين تأتي].

وأضاف أيضاً: [عبارة أنه أهل الباطل والباطل [وياخه الناس ما عاد هم سابرين، وهذه أشياء ما عادها متغير، والزمان هذا ما عاده سابر فيه شي…] أليست هذه عبارات تسمعها؟. هنا يقول لك: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ}(الأنبياء18) يقهره، يضربه ضربة قاضية{فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ}].

(قاعدة) الباطل لا يثبت أمام الحق نهائيا: ـ

وذكر الشهيد القائد هذه القاعدة الربانية الصحيحة الموافقة لآيات القرآن الكريم أثناء إلقائه لمحاضرة الدرس الثاني من مديح القرآن، وتحدد من خلال كلامه ثلاثة شروط يجب توافرها لكي ينتصر أهل الحق: ـ

أولاً: أن ينطلق الإنسان في سبيل الله ولا يكون من الخانعين الساكتين القاعدين عن نصرة الحق.

ثانياً: أن يكون الإنسان متعلماً واعياً مثقفا ثقافة قرآنية، حتى يستطيع أن يدمغ الباطل.

ثالثاً: أن يكون أسلوب ومنهج الإنسان صحيحاً وعلى ضوء القرآن.

وقد قال الشهيدُ القائدُ عن كُلّ هذا: [الباطلُ لا يثبت أمام الحق نهائياً، هذه قاعدة؛ لتعرف أنك أنت الذي ضعفت أنت، أي: في أسلوبي ما هو خطأ، في أسلوبي ما هو باطل، أو ربما المفهوم الذي أتحرك عليه هو مفهوم باطل، فيكون باطلاً، عجز أمام باطل فقط. إذا انطلقت على هذا الأساس معناه أن أنسب الضعف إلي أنا، أترك الحق نظيف، أترك الحق على أصله، لا أن ترجع ترد السبب في الحق، وترجع تنسب في الأخير الضعف إلى الحق، حتى تجد من يقول لك: أهل الحق دائماً يكونون ضعافاً، وأهل الحق ما يسبر لهم شيء، ولا يقوم لهم شيء، ولا تسبر الدنيا لأهل الحق! أليسوا يقولون هكذا؟ أي لا ينجحون في مواقفهم].

لمَن (الويل) في قوله تعالى: {وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}؟

وبيّن سلامُ الله عليه للأمة أن اللهَ سبحانه وتعالى يقصد بكلمة (الويل) في قوله تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} يقصد بها أنه عذاب من يحملون هذه الثقافة: (أن الباطل هو المنتصر دائماً، وأهل الحق مغلوبون لا تقوم لهم قائمة)!! لأنها ثقافة معارضة لآيات القرآن الكريم معارضة صريحة، بالإضافة إلى أنها ثقافة دجّنت الأمة لليهود وجعلتها تحتَ أقدام اليهود، خانعة ذليلة، عكس ما أراد الله لها، بأن تكون خيرَ أمة أخرجت للناس، قال الشهيد القائد: [{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} قد يكون هؤلاء داخلون في الويل هذا، يقول لك: [أهل الحق ما بيسبر لهم شيء, والدنيا هذه ما بيسبر فيها الحق وأهل الدين يكونون ضعافا] هذا منطق شيطاني هذا حقيقة، منطق سيء إلى أبلغ سوء.[وأهل الحق يكونون كذا] يا أخي لا، الحق الله يحكي عنه هكذا: الحق هو القوي، والباطل هو الضعيف، إنما أنت لا ترضى تتحرك على أساس الحق، أنت على باطل بدليل منطقك هذا، منطق ضعيف، وهو في منطقه هذا ليس نتيجة حق، أي أن الحق هو الذي أعطاه هذه الرؤية، أبداً هذا باطل، نتاج باطل].

إذا عرف (أهل الحق) كيف يتحدثون بالحق.. هم سيزهقون الباطل: ـ

وأكد سلام الله عليه على شرط مهم وأساسي لانتصار أهل الحق، ألا وهو أن يتثقف ثقافة قرآنية واعية، حيث قال: [أهل الحق إذا عرفوا كيف يتحدثون بالحق هم سيزهقون الباطل، ويضعفون جانب الباطل فتضعف نفسياتُ أهل الباطل، يرتبكون هم في قراراتهم، تضعف نفسيته، ويرتبك هو. لكن إذا لم تكن بالشكل هذا، يضعف الذين هم يحسبون أنفسهم على الحق. لم يعد يبق هذا إلا دعوى، أما الحق في الواقع فلسنا عليه وفق ثقافتنا هذه، إنما مفاهيم باطلة قد نحن ملان باطل، إنما فقط مقدرين أننا على حق، ونحن نترك الحق. أليس هذا من الحق؟ من تُراث أهل البيت الحق؟. هذا الكتاب، [مديح القرآن] يعطي رؤية صحيحة عن القرآن، مفاهيم صحيحة عن القرآن، هذا متروك لا يعملون به، الزيدية هنا لا يعملون به، ولا يسيرون عليه، ولا نظرتهم للقرآن نظرته! تجد نظرتهم للقرآن نظرة الزمخشري، نظرة المعتزلة، نظرة السنية، وعاد يقول نحن أهل البيت، وكتاب الله وعترتي، وسفينة نوح، وأشياء من هذه! ما عاده هو في السفينة، لم يعد هو في السفينة، وهو يريد أن يكون سفينة، لم يعد هو في السفينة بكله!!].

وأضاف أيضاً: [أصبح المنطق السائد: [أهل الحق لا ينتصرون، وأهل الحق يكونون ضعافاً، وانا بوك قد الدنيا فسلة ولا عاده سابر شي فيها] أليس هذا منطق آخر؟ هذا هو نتيجة ثقافة أخرى، وليس نتيجة ثقافتهم، عندما يقولون لك: أهل البيت، هذا منهج أهل البيت، هذا المنطق الذي يتحدث به الإمام القاسم في الكتاب هذا: [مديح القرآن] هو نظرة أهل البيت، ورؤية أهل البيت، وتوصيات، وتوجيهات أهل البيت].

كل النظريات، والمذاهب فشلت.. لم يبق إلا القرآن: ـ

وفي سياق حديث الشهيد القائد عن عظمة القرآن، وكيف أنه بحر لا يدرك قعره، أكد بأن كُلّ المذاهب كالاشتراكية والشيوعية والرأسمالية وغيرها، المذاهب القديمة، والحديثة، كلها أثبتت فشلها، لم يبق إلا القرآن الذي يعمل بشكل صحيح، فيجب أن تكون ثقافتنا القرآنية عالية، وإن لم نكن كذلك، فنحن من سنكون ضعفاء، وليس الحق، وضعفنا هذا سيؤثر على مدى انتشار الدين الإسلامي في الدنيا، حيث قال: [إذا انطلق الناس على أساس القرآن، وثقفوا أنفسهم بالقرآن، وتوجهوا توجهاً قرآنياً، عندما نقول: توجها قرآنياً لا تتصور أنه ما يزال هناك أشياء نواقص هنا وهنا، القرآن كامل، والناس في هذه المرحلة بحاجة إلى هذا؛ ما بقي إلا القرآن، ما بقي إلا القرآن الآن الذي ما يزال بالإمكان أن يشتغل بشكل صحيح. نحن الآن نرى نظريات تهاوت، ومذاهب فشلت، أليس هذا شيء واضح؟ ورؤى، ومناهج أيضاً فشلت. أنت عندما تريد أن تعتمد على واحدة من هذه لن تأتي بجديد، هل عندك جديد؟ أنت ستعتمد على طريقة قد ظهر بطلانها، تعتمد على منهج قد ظهر فشله، ما بقي إلا القرآن.

فالناس بحاجة إلى القرآن يتثقفون بثقافته، ويفهمونه. فإن دخل في محاجة، دخل في مناظرة، دخل في حوار فسيكون له الظفر، وسيغلب، وستكون الحجة معه، ويكون منطقه قوياً بقوة القرآن، وإن جينا نلبج في أشياء ثانية فستضعف أنت أمام أخس الناس، أمام كافر بالله، قد تضعف أمامه، وتكون أنت في نفس الوقت تصد عن دينه ربما آلاف البشر، خاصة في الزمن هذا، عندما تكون في مناظرة تلفزيونية، أو في حوار تلفزيوني يبث في كُلّ أنحاء الدنيا من خلال الفضائيات هذه يرتكب واحد جريمة صد عن سبيل الله على أوسع نطاق].

القرآن.. نورٌ على طول الزمن.. إعجازُه ليس له نهاية: ــ

ووضح الشهيد القائد بأن القرآن نور على نور كما قال الله، لا ينتهي إعجازه، على مدى الزمن، لا توجد ظلمات في هذه الدنيا، إلا وفيه ما يبددها، حيث قال: [وعندما يقول الله فيه بأنه نور، نور على طول الزمن، مهما كان هناك من ظلمات، أو ظلمات تكبر، أو ظلمات جديدة، ما يزال نوراً، ما ينتهي الوقود حقه فيضعف في الأخير، أو يطفأ، هو ضياء. فتجد أنه فعلاً نور ـ كما قال الله فيه ـ بشكل عجيب أنه بعض الآيات فيه يبدو وكأنها نزلت لهذا الزمن، وكأنها نزلت في ذلك الزمن، وعندما تراها وكأنها تحكي هذا الواقع، وكأنها تؤهل لمواجهة مثلاً ضلال، أو عدو لديه مثلاً وسائل معينة، يقتضي أن يكون من يواجهوه على هذا النحو الفلاني، إنه يتقد نوراً مع الزمن، لا أنه يخبو نوره].

وأضاف أيضا أن في القرآن: [تفصيل الحكم كله والشؤون، والشؤون كلها، مهما اتسعت شؤون الحياة، مهما اتسعت مجالات الحياة. (يخبر عن السماء والأرض وابتدائهما، وعن الجنة والنار وأنبائهما) يخبر عن ما هو مخلوق مما نحن نعرفه، ونحن نتحرك فيه، مثل الأرض، ومما نحن نراه ونشاهده ونحن بعيدون عنه كالسماوات، ويخبر حتى عن الشيء الذي ما يزال مغيب، الجنة والنار].

القرآنُ ينبئنا ما سيقول (أهل النار في النار) حقيقةً: ـ

وعن إعلام القرآن بالأمور الغيبية من ضمنها حديث (أهل النار) في النار، وأن ما جاء في القرآن الكريم من أحاديث ستدور بينهم، هي فعلاً ستدور، بنفس الكلمات والحروف، حيث قال: [وتلاحظ مثلا حتى تعرف بأن أخباره صحيحة كالمغيبات مثلاً عن قضية النار عندما يتحدث عن أهل النار ماذا سيقولون فيها. نحن عادة في أسلوبنا ألست عندما تقول لواحد: [يا خبير أحسن لك كذا وكذا لا ترجع تقول..] ما واحد يقول هكذا؟ تكاد تعرف في الأخير ماذا يمكن أن يقول فيما بعد [لا ترجع ما ندري إلا وقد أنت تقول كذا وكذا، ما لنا دخل] عندما يقول لك أنهم سيقولون في الأخير كذا وكذا، يتحدثون عن الضلال، وكانت المشكلة هي أنهم كانوا ضالين {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا}(الأحزاب67). تستطيع أن تعرف أنها قضية حقيقية من القرآن، تلاحظ القرآن ماذا يتحدث، وتلاحظ الغاية هذه، وتلاحظ الناس، تجد فعلاً أنهم لا بد أن يقولوا شيئاً من هذا. الزائد في الموضوع هو أنه الله يخبر عن النص الذي سيقولونه فعلاً، الموضوع بالتأكيد سيقولون سيصيحون من الضلال، سيصيحون ممن كانوا أتباعاً لهم في الدنيا يصيحوا من كبرائهم من وجهائهم الذين عبر عنهم بقوله: {سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا}.{فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا} يعني: ما تقول إنه يمكن واحد يأت يعمل أشياء. الآن لو تأتي تفترض أنت تقول بعد كم سنين سيحصل كذا، كذا من رأسك، عندما يأت واحد يتأمل للواقع سيعرف بأن مثل هذا لن يكون نتيجة طبيعية مثلاً لتداعيات هذا الواقع حتى يقولون هكذا. أليس هنا يستطيع يكذبك واحد؟ فالشاهد على أنهم فعلاً سيقولون هذا الشيء، الإخبار بالغيب هو نفسه من دلائل إعجازه على ما يقولون، وهو في نفسه يشهد على الغيب، القرآن يشهد على الغيب نفسه، وليس فقط تنظر للغيب بأنه شاهد للقرآن بل القرآن نفسه هو يشهد على الغيب نفسه، أي ففيه ما يشهد بأنه فعلاً سيقولون هكذا، حكم واقع القضية أنه فعلاً سيقولون هكذا. أي أن من يكون شأنهم هكذا من الطبيعي أن يصلوا إلى حالة كهذه].

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com