مفهومُ النوع الاجتماعي في الإسلام

عبدُالله احمد يحيى الجنيد

بعد أن تم ترشيحي من قبل حزب الأمة لأكون أحد المتدربين في (برنامج النساء في السياسة) الذي تقيمه (مؤسسة تنمية القيادات الشابة) في العاصمة صنعاء

 أعجبت كثيرا بهذا البرنامج الرائع ولأهميته في بناء المجتمع حاولت أن أشد الرحال بقلمي لمعرفة أهمية دور المرأة في المشاركة السياسية ومفهوم النوع الاجتماعي المعروف باسم الجندر الذي تبنته منظمات نسويه غربية وأصبحت محل اهتمام منظمات عالمية منها الأمم المتحدة وكان من اهم فقرات هذا البرنامج معرفة ارتباط النوع الاجتماعي بثقافتنا الإسلامية القرآنية المحمدية الاصيلة

فالنوع الاجتماعي يؤكد على ضرورة تحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين ذكر وأنثى وهذا ما دعا إليه الإسلام حيث أوضح القرآن الكريم أن المرأة كيان إنساني متكامل وأعطاها حقها في إدارة أعمالها وأموالها وحفظ لها حقها في التملك ومنحها حق التعلم وساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات بالقدر الذي يتناسب مع طبيعة كل منهما من حيث المنظور الاجتماعي والتركيب البيولوجي

فالقرآن الكريم منطقه منطق العدل والمساواة والإنصاف بين الذكر والأنثى يقول الله تعالى: {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا}(الزمر:6).

لكننا اليوم  للأسف نرى المرآة  مهضومة من أبسط حقوقها – خاصة في مجتمعنا العربي- ومحرومة من المشاركة في معظم أنشطة الحياة العامة وإبداء رأيها في كثير من القضايا لمجرد كونها امرأة مع أن الإسلام رفع من شانها وأعطاها حقها في جميع مجالات الحياة ويحصل هذا بسبب ابتعاد الأمة الإسلامية عن القرآن الكريم وعن الفهم الصحيح له مما أدى إلى تعرض المرأة للاضطهاد والظلم وأصبح النظر إلى المرأة بنظرة التراث المخالف للقرآن باعتبارها ناقصة عقل ودين وخـُلقت من ضلع أعوج  وللزوج أن يضربَها وله متى شاء أن يطلقها وهذا ما يتنافى مع مبادئ ديننا الإسلامي المحمدي الانساني الاصيل والعقل السليم

 مستندين لأحاديث موضوعه أو مكذوبة على رسول الله الذي اتانا بمنهج العدل والإنصاف واﻠﻤﺴﺎواة والمودة واﻟﺮﺣﻤﺔ وحفظ وصيانة الحقوق. أن الشيطان لا يستطيع تحريف القرآن لكنه استطاع جعل ضعاف الإيمان وفاقدي الإنسانية وأصحاب العقول المريضة والضمائر الميتة والقلوب المتحجرة أن تقدس كتبا تعبر عن رأي مؤلفيها وتجعلها موازية للقرآن وتم الترويج لها بشدة حتى أصبحت الأغلبية تستشهد تستند إليها وتترك آيات الله.

إن أعداءنا يعرفون بأن المرأة هي من تصنع المجتمع والحياة لأنها عندما تكون مؤهلة وفاعلة تستطيع أن تنمي حضارة الأمة التي هي أساسها ولذلك حاولوا إطفاء النور من بصيرتها وتحطيم احلامها وإسكات صوتها لتمرير مخططاتهم

فالمرأة في الواقع هي نصف المجتمع وهي من تلد وتربي النصف الآخر وهي نصف الدِّين لمن صانها وحفظها وقدرها وكرموها وهي حجرة الأساس لبناء مجتمع راقي مجتمع متعلم مجتمع عصري مزدهر ومتطور يرقى الى مستوى الامم الراقية

إن الإسلام هو الذي أنصفها ورفع مكانتها وكرمها وحببها إليه

فالله عادل حكيم عليم فقد ساوى بين الذكر والأنثى بالأجر والثواب والحساب والعقاب

يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات:13

 (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ) آل عمران:195

 (وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة:71.

(وَعَدَ اللهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ..) (التوبة:72)

(إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ… أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب:35

فمن حكمة الله ورفعه من شأن المرأة في الإسلام أنه رزق رسوله الحبيب الأعظم سيدنا محمد صل الله عليه واله البنات فكان يبالغ في الإحسان إليهن ليرى الاجلاف مدى الرحمة والعاطفة الإنسانية.

ومن كرامة المرأة في القرآن انها نزلت سور قرآنية باسمها 

(سورة النساء) (سورة مريم) (سورة الكوثر) (سورة المجادلة).

وما ينبغي أن نعرفه أن مفهوم النوع الاجتماعي ليس جديداً علينا بل هو جزء من المفهوم الشرعي مما يحتم علينا التحرك للنهوض بالمرأة وتبني أنشطة وفعاليات تخلق وعيا اجتماعيا يؤدي لتمكين المرأة من حقوقها في التعليم والعمل والمشاركة الفاعلة في الحياة الاقتصادية والسياسية وفي جميع مجالات الحياة  ورفع الظلم عنها وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنها  كما يجب علينا نحن الشباب الواعي  أن نصل إلى مرحلة إقرار تشريعات تحميها من أي قهر او تسلط او عنف ونستوعب أن المرأة هي الأم والبنت والأخت والزوجة والوطن وهي الحياة وهي مستقبل اجيالنا ولا يمكن لأي مجتمع ان يبني حضارة دون ان تساهم فيه المرأة مساهمة فعالة فالحضارات الخالدة لا تبنى إلا بالعدل والإنصاف والمساواة وبالعلم تحمى الاوطان وتثبت الاركان وتشيد البنيان كما قال سقراط: عندما تثقف رجلا تكون قد ثقفت فردا واحدا اما عندما تثقف المرأة تثقف مجتمعا بكامله.

فيجب علينا نحن الشباب أن تحرك في احزابنا وفي مجتمعاتنا وأن نستخدم جميع الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية للدفاع عن حقوق الإنسان وعن كل مظلوم وعن الحياة والسلام في كل مكان في العالم

ويجب على الامم المتحدة والمنظمات الدولية التي تنادي بحقوق الانسان وحقوق المرأة والطفولة في اليمن من خلال الانشطة والبرامج التي تقيمها بعض المنظمات والمؤسسات في اليمن يجب عليها أن تدافع عن حياة المرأة والطفولة المستباحة من قبل العدوان السعودي الذي قتل الآلاف ناهيك عن الاعاقات والتشويهات الجسدية وسوء التغذية هذا خلاصة ما أردت قوله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com