جيوسياسية أَنْصَـار الله في مواجهة العالم وتوحيد المشهد اليمني تحصد ثمارها!

جمال الحسني

ما حصل اليوم من اتفاق هو بالأَسَـاس اتفاقٌ بين اليمن والسعودية وهو بداية لإعْــلَان التحالُف خطأه في اسْتهدَاف الشرعية الشعبية المطالِبة بالتغيير.

وتلك النتيجة طبيعية لمَن يفند ويحلل تحركات أَنْصَـار الله ابتداءً من سد الفراغ وَالعمل السياسي والعسكري المنظّم الذي قامت به أَنْصَـار الله والمؤتمر خلال فترة الحرب.. ابتداء من الحوار مع القيادة الجنوبية بالانسحاب من الجنوب كخطوة لإيجاد حل عادل يُرْضي أَبْنَاء الجنوب، على ان يلتزم الطرف الذي سيستلمُ الجنوب أَوْ يسيطر مستقوياً بالتدخل الخارجي، بمحاربة القاعدة.

وفعلاً تم فرضُ خيار محاربة القاعدة على دول التحالف بعد ان كان هادي يسلح القاعدة ويستخدمُها لمواجهة خصومه.. بعدها قامت القيادة الجنوبية بعدد من الجولات كمحاولة لإيقاف الحرب وإقناع دول التحالف بضرورة محاربة القاعدة، شجّع ذلك الخيار هو التدخل الروسي في سوريا والذي لم يعطِ فرصة دول التحالف أَوْ الجماعات التي تهدفُ لضرب القضية الجنوبية لصالح أناس فقدوا مصالحهم نتيجة التحرك الشعبي المطالب بالتغيير.

واستمر ذلك التحرك لتوحيد الصف الداخلي وَالتحرك السياسي لحركة أَنْصَـار الله وشركائه والذي انتهى بإعْــلَان المجلس السياسي لمواجهة العدوان لسد الفراغ، وتسليم اللجنة الثورية السلطة للمجلس السياسي.

فنجحت جماعة أَنْصَـار الله في إرسال رسالة للعالم بأنها لا تختلف مع أية جهة سواء في الجنوب أَوْ الشمال بأن هادي ومشروعه يستهدف اليمن بمختلف توجهاته، بعكس ما كان يخطّط له التحالف بتحويل الحرب الي مذهبية والمساهمة لعزل أَنْصَـار الله عن المجتمع اليمني بصفته المتصدرة المشهد لرفض التدخلات الخارجية في اليمن ومحاولة انتاج نظام يتبعُ تلك الدول بعد استيعابهم بأن هادي الذي انتجوه نتيجة المبادرة الخليجية،

وأظهر هادي بتجاهله لقيمة شعبه والقوى الفاعلة ومُؤَسّسات الدولة بانه شخص لا يحمل مشروع دولة وما يتحدث عنه هو دولة في العالم الافتراضي ومُؤَسّسات وحكومة بعيده عن الشعب، فأعلن مؤتمر بالرياض أحل فيه الجيش واستبعد كُلّ القوى الوطنية والفاعلة، والتي اظهرت للعالم الذي يستوعب بان الحرب على اليمن كُلّ اليمن ولكنه جعل اليمن مشروعاً لابتزاز واستنزاف السعودية، والتي اظهرت ضرورة انهاء الحرب وانهاء حكم هادي.

وها هي اليوم السعودية تسير لإعْــلَان الهزيمة والفشل بعد الشعور بالخطر الحقيقي في جبهات ما بعد الحدود وَمعرفة حقيقة دولة هادي ومُؤَسّساته الافتراضية والتي تستنزفهم المزيد من الدعم والتمويل بالرغم عدم قدرتها للقيام بواجبها تجاه المواطن حتى في المناطق التي يسيطر عليها هادي، كما ان عدم خضوع الجنوب لمشروع التحالف الذي هو مشروع الشرعية على الرغم من ان العديد من أَبْنَاء الجنوب قاتلوا إلى جانب التحالف وتلك المحافظات يسيطر عليها التحالف.

وفي الوقت ذاته فان المشهد في الشمال كُلّ الشمال بما فيها تعز يرفضون هادي وَأيضاً مواجهون للعدوان، فلم يعد أَمَام التحالف الا مليشيات الإخوان والجماعات التكفيرية تقاتل في صفوفهم، والتي ترفضها دولة الإمَارَات والجماعات التكفيرية يرفضها المجتمع الدولي، وهي ذاتها عائقٌ على السعودية في أي تغيير تسعى له..

وبنفس الوقت الاستنزاف لمقدرات الدولة السعودية والإمَارَات نتيجة اسْتمرَار الحرب وأيضاً مواجهة الابتزاز الدولي للجرائم التي ترتكبها السعودية والقوات التي تقاتل بصف هادي، والفساد وعدم قدرة هادي على الاعتماد على نفسه في الجنوب وبالمقابل يتوسع الغضب الشعبي في الجنوب الذي يتجاوز عدم مشاركة التحالف في فرض مشروعها ودعم اسْتمرَار الحرب بالشمال ومعارضتهم إلى مواجهتهم، كُلّ تلك الحقائق كفيله باستيعاب المشهد الاخير للمعارك في حال استمر التحالف بعدوانه على اليمن وانتهاك سيادته والتوهم بانتزاع اسْتقلَاله.

يقابله تحركات دولية فرصها الواقعة ان المجتمع في الشمال في جبهات المواجهة للعدوان، وحرص المجتمع الدولي على افشال هادي بعد ان تجاوز الخطوط الحمراء في تجويع الشعب وتدمير المُؤَسّسات في المناطق غير الخاضعة لسيطرته، والتي أَصْبَـح المجتمع الدولي يراهن عليها بعد فشل هادي والتحالف في اقامة دولة في المناطق التي يسيطر عليها التحالف تقدم خدمات لكل أَبْنَاء اليمن، فكيف هو الحال ان أَيْضاً التحالف وهادي عجز ان يقدم خدمات لأَبْنَاء تلك المناطق.

فالاسْتهدَافاتُ التي اثبتت انها تستهدف مُؤَسّسات الدولة والموظفين لدولة وتستهدف الحياة لكل يمني حتى بما فيها المناطق الخاضعة لسيطرتهم اظهرت الطرف الذي يدّعون بأنهم انقلابيون تارة وتارة إيراني مجوسي انه أَكْثَر حرص على الوطن، بينما الطرف الذي يدعي بانه شرعية يسعى لتدمير وتجويع البلد ويسير عكس خارطة الاسْتقرَار التي رسمها المجتمع الدولي إبان المعركة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com