رسالةٌ إلى آل سُعُـوْد وإلى الكاتب العربي

 

د. غالية عيسى *

أعتذرُ لكم واعتذرُ لصفحتي التي تنضح بالشعر والطبيعة والجمال على قُبح المشهد لكنه ليس أقبحَ من أشقائنا وجيراننا أصحاب النوق والإبل آل سُعُـوْد عليهم لعنة الله ورسوله والمؤمنين ولعنتي أنا الذي لو تسنح لي الفرصة أن أبصقَ في وجه سلمان العميل اللعين وكل من أيده وكل من والاه لما ترددت لحظة واحدة، اليوم سوف أتجرد من لباقتي ومن شاعريتي ومن زيف الكلمات؛ ﻷن الحقيقة هذه الصور، هذه المجزرة التي ارتكبت مؤخراً بحق سكان محافظة الحديدة الذين هم كارهين الحياة أصلاً؛ بسبب ضيق العيش وانعدام كُلّ مقومات الحياة من ماء وكهرباء ودواء وغذاء وغاز ووقود وانتشار الأوبئة والدمار لكنهم يعيشون معزة لله الذي يقول: “واستعينوا بالصبر والصلاة”.

كانوا يحيون بصبر وصلاة وحمد لله ورضا، لكن صواريخ أشقائنا لم ترض لهم إلا أن تتطاير أشلاؤهم المتعبة مع الريح والبرد والنار والدخان.

العالَمُ ليس بمعزل عن تلك الصور والكاتب العربي لا يجهل جرائم آل سُعُـوْد في اليمن فنحن الشعوب العربية تعودنا على الخذلان والخيبات وعدم الدفاع عن حقوقنا وتعودنا أن نغرق ونحن نعلم أن لا منقذ سيمد يده ويرفعنا.. نموت ونبتسم؛ ﻷننا نعلم أن أَيّة حياة أُخْـرَى بعد الموت ستكون أجمل من حياة صار العبيد فيها أمراء وأهل الجهل صاروا ملوكاً لكن بيع الذات يبقى رخيصاً وانحياز الأقلام حسب مقتضى المصلحة ومن يدفع أكثر وبيع المبادئ والقيم إنما هو أرخص من تلك العاهرة التي تبيع جسدها وإنْسَانيتها.

فتباً ﻷصحاب الأقلام المؤثرة الذين انحازوا إلى الترويج للحرب والدفاع عن القتلة بدوافع كاذبة ومبررات هم موقنون كُلّ اليقين بزيفها وتلفيقها.

لكن الله يمهل ولا يهمل والجندي اليمني الذي أرهق الإنجليز واﻷتراك لن ترهقه دويلةٌ تحمل اسم عائلة حديثة ليس لها في الحروب ناقة ولا جمل، عاش جنودها تحت التكييف وفي القصور وعلى علب الحليب والبسكوين والهمبرجر.

أين أنتم من اﻹنسان اليمني الذي اعتاد منذ طفولته على الجبال والكهوف ويكتفي بالقمح والعسل “ومما تنبت اﻷرض من بصلها وثومها وعدسها”

اقتلوا كما شئتم وارموا بصواريخكم من السماء البعيدة فأنتم أقل من أن تواجهوا الشرر المتطاير من عيني الجندي اليمني على اﻷرض في ساحة المعركة، أعينكم التي اعتادت بريق المراقص خارج دويلتكم لا تستطيع النظر إلى شرار الموت، ارموا بصواريخكم ثم اهربوا كالجرذان واختبأوا ولا تنسوا أخذ عصائركم المعلبة الذي تفرون وتتركونها في كُلّ مرة على الجبال وَالذي يصدرها لكم سلمان اﻷبله ظنناً منه أنها من المقويات ولا يعلم أن القوة لها تأريخ وشجاعة رضعناها من صدر أمهات صامدات ماجدات وأساطير بلقيس مع جن سليمان ومعجزة سبأ وأرض الجنتين.

وتأكدوا أن صواريخكم لا تخيفنا بقدر ما تخيفكم أنتم وهي لا تنشر فينا الموت بقدر ما تزرع في أرواحهم الرعب وفي أرواحنا الحياة.

ومن اعتاد على لغات النحل وهو يصدر أجود أنواع العسل إلى العالم لن تخيفه خربشات البعوض على جلد جلف قاس وصلب خلقه الله من الجوع والصبر والإصرار على الحياة.

* جامعة مسقط- عُمان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com