السيد عبدُالملك بدر الدين الحوثي: الوفدُ الوطني قدّم التنازلاتِ الممكنةَ إلى حد الإجحاف لكنهم يريدون من الشَّـعْـب الـيَـمَـني الاستسلامَ

في خطاب الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين للعام 1437 هـ

السيد عبدُالملك بدر الدين الحوثي:

الوفدُ الوطني قدّم التنازلاتِ الممكنةَ إلى حد الإجحاف لكنهم يريدون من الشَّـعْـب الـيَـمَـني الاستسلامَ

– ما يحصل اليوم من جرائمَ كثيرةٍ وآخرها في “الصراري” واستهداف الشَّـعْـب الـيَـمَـني من منطقة إلى أخرى وراءه أمريكا وإسرائيل

– اتفاقُنا السياسي مع المؤتمر والقوى خطوة طبيعية وعلى المزعجين البحث عن أصلب صخرة ولينطحوها برؤوسهم

– الآخرون يريدون الشرعية لأمريكا لكن لينتظروا المستحيل والله؛ لأَن نتحولَ إلى ذرات تُبعثَرُ في الهواء أشرف لدينا وأحب إلينا من أن نستسلم لكل أولئك المجرمين

– لا خيار أمامنا سوى التَّـحَـرُّك وفق المشروع القُـرْآني وعلى كافة المستويات وما أعظم ذنب من يتخاذل والله إن عاقبته سيئة عند الله وستلعنه الأجيال القادمة

==============================================

أكَّدَ السيد عبدُالملك بدر الدين الحوثي قائدُ المسيرة القُـرْآنية والثورة الشَّـعْـبية أن أمريكا هي الخطرُ الحقيقي على الأُمَّــة العربية والإسْـلَامي وهي من تقف وراء كُلّ مشاكل الأُمَّــة وتساعدها في ذلك أدواتُها من القاعدة وداعش.

ودعا السيد في خطاب هام الجمعة بمناسبة الذكرى السنوية لأسبوع الصرخة للعام 1437ه، الشَّـعْـب الـيَـمَـني للتَّـحَـرُّك بكافة أطيافه لمواجهة المشروع الأمريكي الهادف إلى تدمير الأُمَّــة والقضاء عليها، محذراً في الوقت ذاته من التخاذُل ومن عاقبته السيئة أَمَـام الله والأجيال القادمة.

وأشار السيد إلى أن النظامَ السعودي وهادي وحكومته هم أدوات لتنفيذ مشاريع أمريكا في المنطقة وأنهم يسعون من مفاوضات الكويت إلى أن يستسلمَ الشَّـعْـب الـيَـمَـني لكن هذا هو المستحيل.

 

وفي ما يلي نص الخطاب:

أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيمِ

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أن سيدَنا مُحَمَّــداً عَبْدُه ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.

اللهم صلِّ على مُحَمَّــد وعلى آل مُحَمَّــد وبارك على مُحَمَّــد وعلى آل مُحَمَّــد، كما صليتَ وباركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين وعن سائر عبادك الصالحين.

أيها الإخوةُ والأخوات، شعبَنا اليمني المسلم العزيز، السَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

تمُــرُّ بنا في الجُمُعَة الأخيرة من شهر شوال ذكرى مهمةٌ، وذكرى عظيمة وذكرى لها أهميتها الكبيرة في واقعنا اليوم هي ذكرى انطلاق المشروع القُـرْآني بإعلان الصرخة في وجه المستكبرين.

وقبلَ أن نَتَحَـدَّثَ عن المناسبة لنا مقدمةٌ نَتَحَـدَّثُ عن الظروف التي انطلقت فيها أَوْ انطلق فيها هذا المشروعُ ثم نَتَحَـدَّثُ عن هذا المشروع وبطريقة مختصرة لنصلَ إلَـى الحديث عن الظروف الحالية التي يعيشها شعبُنا وتعيشُها المنطقة.

عموماً مما لا شك فيه لدى كُلّ المستقرئين للتأريخ وللواقع وللتأريخ المعاصر أَيْضاً، وكل المستقرئين للواقع الدولي أن التوجه الأَمريكي ما بعد إزاحة الاتحاد السوفييتي وتقويض كيانه الكبير أن الاتجاه الأَمريكي كان نحو العالم الإسْـلَامي عُمُوْماً ونحو المنطقة العربية على وجه أخص، وهناك فارق كبير؛ لأَن الأَمريكيين اتجهوا إلَـى إزاحة الاتحاد السوفييتي آنذاك كنِــدٍّ منافسٍ لهم على الهيمنة في العالم وعلى النفوذ في الواقع الدولي، أما توجههم نحو العالم الإسْـلَامي ونحو المنطقة العربية فالعالم الإسْـلَامي والمنطقة العربية لم تكن في واقعها القائم ككيان قوي ومنافس ونِدٍّ، لا، لذلك كانت طبيعة التوجه نحو العالم الإسْـلَامي والمنطقة العربية له شكلٌ آخر وله أَهْـدَاف أَكْثَر خطورة من ازاحة ند منافس.

أَمريكا عندما اتجهت في سياق سياستها الواضحة المعلَنة المكشوفة التي لا شك فيها نحو تعزيز سيطرتها في العالم قاطبةً في كُلّ البلدان والشعوب على وجه الكرة الأَرْضية، هذا شيء واضح لا خفاء فيه ليس محل للجدال أَوْ النقاش أَوْ أن فيه إشكالاً أَوْ أنه مجرد مزاعم، هذا شيء موجود في حديث الأَمريكيين في حديث قياداتهم في رسم سياساتهم في سلوكهم وتَـحَـرُّكهم العملي، وهم يرون المَسْــألَـة بالنسبة لهم طبيعيةً، بل يعتبرونها حقاً لهم اتجاههم نحو العالم الإسْـلَامي ونحو المنطقة العربية، هو اتجاه عدائي بكل ما تعنيه الكلمة، وفي نفس الوقت له أطماع هو مشوبٌ بأطماع كبيرة جداً، وكان تَـحَـرّكهم على مراحلَ متعددةٍ ووفق خطوات مدروسة ومنظمة، وكانت المرحلة التي هي من أخطر المراحل في حلقات مسلسلِ مؤامراتهم هي ما بعد أحداث الحادي عشر ما بعد حادثَي البرجين في نيويورك.

تعتبر تلك الحادثة مهيأة ومعدةً خصيصاً لمرحلة متقدمة وخطيرة جداً في استهدف العالم الإسْـلَامي والمنطقة العربية وفي إيجاد الغطاء اللازم للتوجه الأَمريكي والتَّـحَـرُّك الأَمريكي غير المسبوق بكل ثِقَلِ أَمريكا إلَـى المنطقة وتحت ذرائعَ ومبرراتٍ أُعِدَّت بدقة.

هذه المرحلة كانت فِعْـلاً مرحلة خطرة جداً توجهت فيها أَمريكا بكل ثقلها بكل قدراتها بكل إمْكَـاناتها على نحو غير مسبوق وأتت إلَـى المنطقة وتحت هذا الغطاء تَـحَـرّكت في كُلّ الاتجاهات عَسكرياً للاحتلال المباشر وبدأت خطواتها باستهداف افغانستان وفيما بعدُ العراق، وهكذا تَـحَـرَّكت بشكل مستمر وأمنياً و سياسياً وثقافياً وفكرياً وإعْـلَامياً واقتصادياً في كُلّ المجالات ضمن خطط أعدت سلفاً مدروسة بعنايه وتنفَّذُ بشكل دقيق.. العالَمُ الإسْـلَامي والمنطقة العربية وبفعل الواقع البئيس والسيء والمطمع للأَعْــدَاء تعاطى مع هذا التوجه الأَمريكي بحالة كبيرة من الإرْبَاك والفشل فيما عدَا القليل.. القليل من أبناء الأُمَّــة الذين كانوا على وعي كافٍ بطبيعة هذا التَّـحَـرُّك وبحقيقة هذه المؤامرات، كان الغالب والسائد في الواقع العام هو الاضطراب الحيرة الإرْبَاك والخوف، أما معظم الأنظمة فقد اتجهت اتجاهاً آخر ونحت منحىً آخر هو منحى الاستسلام والإذعان والترهيب، بهذا التَّـحَـرُّك الأَمريكي، ولو أنه يستهدف بلدانها وشعوبها والواقع الشَّـعْـبي كان واقعاً محزناً جداً، الشعوب العربية التي تئن تحت إرث الماضي بكل ما فيه إرث الماضي إرث التسلط إرث الاستبداد الشعوب العربية في واقعها الأعم الأَغلب مغلوبة على أمرها مدجَّنة بفعل سطوة الاستبداد والظلم من حُكّامها ودولها وسلطاتها الجائرة الفاقدة لحالة الوعي لا تعيش في واقعها الداخلي حالةَ المَنَعَة اللازمة والاستعداد الكافي بمواجهة هكذا خطر بهذا المستوى.. المستوى الذي عليه أَمريكا بكل قدراتها وخبراتها وتجهيزاتها الهائلة وجهوزيتها العالية ونزعتها الاستعمارية أَمَـام هذا الواقع الخطر جداً الذي يؤذن بمرحلةٍ متقدمة وليست أول الطريق بالنسبة للأَمريكيين وليست أول الخطوات بالنسبة لأَمريكا وإسْرَائيْل ومن يدور في فلكهم.. لا.. هي حلقة من حلقات خطوة من خطوات مرحلة من مراحل في هذا الواقع.

وتزامُناً مع تلك المرحلة وتلك الظروف أطلق السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، الصرخة في وجه المستكبرين، هتاف الحرية والبراءة شعار (الله أَكْبَر، الموت لأَمريكا، الموت لإسْرَائيْل، اللعنة على اليهود، النصر للإسْـلَام)، وأعلن بذلك انطلاقة المشروع القُـرْآني وذلك في تأريخ 17-1-2002م صادف كذلك في آخر جمعة من شهر شوال في ذلك العام.

هذا المشروع القُـرْآني الذي هذا شعارُه يهدف إلَـى استنهاض الأُمَّــة لمواجهة التـَّحَـدِّيّات الكبرى والمخاطر الجسيمة التي تهدد وجودها نتيجة الهجمة الأَمريكية والإسْرَائيْلية غير المسبوقة وَإلَى تصحيح وضع الأُمَّــة بالعودة إلَـى القُـرْآن الكريم والتثقف بثقافته والاهتداء به وَإلَى التَّـحَـرُّك العملي وفق خطوات متعددة كان من بينها الشعار ومن بينها مقاطعة البضائع الأَمريكية والإسْرَائيْلية ونشر الوعي في أوساط الأمة.

هذا المشروع ركّز بشكل كبير على الصرخة بهذا الشعار والهتاف ركّز بشكل كبير على التحريض لمقاطعة البضائع الأَمريكية والإسْرَائيْلية فيما تمثله هذه المَسْــألَـة من أَهَميّة كبيرة جداً في مواجهة أَمريكا ومواجهة إسْرَائيْل التي عماد قوتها هو إمْكَـاناتها الاقتصادية، العناية بالثقافة القُـرْآنية ونشر الوعي من خلالها والتَّـحَـرُّك عملياً على ضوئها في مواجهة مؤامرات أَمريكا وإسْرَائيْل في كُلّ المجالات والتَّـصَـدِّيّ لهجمتهم الشرسة الشاملة على الأُمَّــة.

هذا المشروع انطلق وهذا الهتاف في مقدمته كعنوان له وله أَهْـدَاف مهمة في مقدمتها إيقاظ الشعوب وتنبيه الأُمَّــة تجاه تَـحَـرُّك الأَعْــدَاء الشامل ومؤامراتهم وهذه مَسْــألَـة مهمة؛ لأَن حالة الغفلة وحالة الانخداع بطبيعة العناوين التي تتَـحَـرَّكُ من خلالها أَمريكا حالة سائدة لدى الكثير من الشعوب و خُصُوْصاً حينما لا يكون هناك تَـحَـرُّكٌ كبير لفضح المؤامرات الأَمريكية والإسْرَائيْلية فعملية الإيقاظ للأُمَّــة من حالة الغفلة حالة السُبات التي تعيشُ فيها تجاه هذا التَّـحَـرُّك الخطير الخطر جداً بكل ما تعنيه الكلمة كان من أَهْـدَاف هذه الصرخة كذلك كان من الأَهْـدَاف المهمة لهذه الصرخة تحصين الأُمَّــة من الداخل في مواجهة ما تعتمد عليه أَمريكا وإسْرَائيْل من اختراق والتطويع.

ونحن سنتحدثُ حول الأُسْـلُـوْب أَوْ الأَسَالِيْب التي اعتمدت عليها أَمريكا لندرك أَهَميّة وجدوائية هذا التَّـحَـرُّك في المقابل هو كذلك مشروع استنهاض للأُمَّــة للتَّـحَـرُّك عملياً في مواجهة الأَخْطَـار الحقيقية؛ لأَن الكثير من أَبْنَـاء الأُمَّــة وفي أوساط الأُمَّــة عُمُوْماً مستاء بالتأكيد من أَمريكا ومستاء من إسْرَائيْل وله موقف مختزَنٌ في داخله يعبر عن هذا الاستياء ويحمل هذا الاستياء لكنه لا يترجم عملياً، حالة الجمود والغفلة والسكوت والقعود يجعل من الأُمَّــة ضحيةً وفريسةً سهلة لأعدائها ويجعل منها أَيْضاً ساحةً مفتوحةً للاستقطاب؛ لأَن هذه الفئة الساكتة الجامدة التي تشكل أَغلبية الأُمَّــة هي قابلة؛ لأَن يضمحل في واقعها هذا الاستياء هي قابلة؛ لأَن تكون ساحة مفتوحة للاستقطاب وساحة أَيْضاً مفتوحة وميداناً مفتوحاً كذلك للتضليل والإغواء يعني ليس لديها حصانة معنوية ثقافية فكرية تحميها من ذلك.

كان من أهم أَهْـدَاف هذه الصرخة وهذا المشروع مواجهة فرض حالة الصمت والسكوت التي واكبت التَّـحَـرُّكَ الأَمريكي والإسْرَائيْلي؛ لأَن الذي كان يجري في مقابل هذا التَّـحَـرُّك الكبير للأَمريكيين وهذه الهجمة الشرسة وغير المسبوقة على الأُمَّــة كان الذي يواكب ذلك وكان يتزامن مع ذلك فرض لحالة الصمت وحالة السكوت في أَوْسَـاط الأُمَّــة أنْ لا أحد يتَـحَـرّك أن لا أحد يتخذ موقفاً، لا أحد ينشط في أَوْسَـاط الأُمَّــة لاستنهاضها في مواجهة هذا الخطر، وهذه المَسْألَة سيئة للغاية سيئة للغاية؛ لأَن معناها تكبيل الشعوب بقيود الذل والهوان وتقديم الأُمَّــة فريسةً سهلة لأعدائها وتهيئة الأُمَّــة لسيطرة أعدائها دون ما أيَّةِ كلفة بالنسبة للأَمريكي.

المشروعُ القُـرْآنيُّ في شعاره في دعوته لمقاطعة البضائع في أنشطته العامة في نشاطه التثقيفي والتوعوي فيما يركّز عليه من خطوات عملية واسعة في نشاطه لتكوين أمةٍ قُـرْآنية تحمل المشروع القُـرْآني والروحية القُـرْآنية هو شخَّصَ طبيعة المؤامرات الأَمريكية والإسْرَائيْلية والتي هي بالتأكيد واضحة لدى الكثير من الناس وركز على التَّـصَـدِّيّ العملي لها، مما لا شك فيه أن الأَمريكي يهدف إلَـى السيطرة الكاملة على كُلّ مقدرات وثروة الأُمَّــة واحتلال بلدانها بحكم الأَطْمَـاع الرهيبة وبحكم نزعة السيطرة والاستعمار لديه هذه، مَسْــألَـة لا شك فيها أبداً، من لا يعرف فهو غبي جداً وجاهل، ومَن يعرف ويتعامى عن ذلك فهو يعمَلُ لصالح الأَعْــدَاء.

الأمريكي.. موقفُه عدائي من الأمة

الأَمريكي هدفُه وفي المقدمة أن يسيطر بشكل كامل على كُلّ مقدرات وثروة الأمة، هذه الأُمَّــة لها ثروات هائلة لها أَهَميّة كبيرة، أولاً بحكم موقعها الجغرافي الحساس في هذه الأَرْض على وجه الكرة الأَرْضية ثم ما في هذه الرقعة الجغرافية من ثروات هائلة منابع النفط أَكْبَر احتياطي للنفط في العالم ومصالح حيوية أُخْرَى.

الأَمريكي لا يهمه أبداً أبداً أبداً أن يقتصر على ضمان الحصول على مصالح بالقدر المشروع وبالقدر المعقول، لا ليست المَسْألَة لديه أن يضمن لنفسه الحصول على احتياجاته من هذه المنطقة بطريقة مشروعة، لا هو يريد السيطرة المباشرة عليها هو يريد الاستئثار بها هو يريد الاستغلال لها الأَمريكي طماع بالتأكيد أطماعه كبيرة ولديه النزعة الاستعمارية، هذه مَسْــألَـة مؤكدة وواضحة، هو يريد أن يسيطر بشكل كامل أن يستحوذ بشكل كامل حتى على حساب شعوب هذه البلدان وهذه المناطق، لا يريد فقط ضمان مصالحه في الحد والمستوى المشروع والمعقول يريد أَكْثَرَ من ذلك، يريد الاستحواذ على الكل.

وأيضاً نقطةٌ مهمةٌ جداً في طبيعة التَّـحَـرُّكِ الأَمريكي أن الأَمريكي له موقفٌ عدائي من هذه الأُمَّــة، هو يحملُ روحَ العداءِ للعالم الإسْـلَامي وداخل العالم الإسْـلَامي بالتأكيد في المنطقة العربية له موقف عدائي لهذه الأُمَّــة في مبادئها وقيمها الإسْـلَامية، وطبعاً المبادئ الأصيلة التي تعبر عن حقيقة الإسْـلَام والقيم الحقيقية غير المزيّفة ولا المحرَّفة التي تعبر عن قيم الإسْـلَام، هو يرى فيها عائقاً أمَامَهُ، وأنه بالإمْكَـان من خلال الاستناد إليها والتأثر بها بناء أُمة قوية متحررة لا تقبل بالعبودية للطواغيت بناء أمة عزيزة، بناء أمة العزة من أهم قيمها، بناء أمة الكرامة من أهم قيمها، ويرى أَيْضاً أن هذه الأُمَّــة من أهم مبادئها هو إقَامَة العدل والعدل بالنسبة لها قيمة من أهم القيم لو رجعت الأُمَّــة ويخشى هذا لو رجعت الأُمَّــة إلَـى تلك المبادئ ولو أحيت تلك القيم يرى في هذه المَسْألَة مشكلة كبيرة وعائقاً كبيراً أَمَـام جَوْرِه وظلمه واستعباده للناس وطغيانه وأطماعه؛ فلذلك هو يتجه وهو يتَـحَـرَّكُ لاستهداف هذه الأُمَّــة استهدافها في هذه المبادئ واستهداف هذه القيم؛ لأنه يرى فيها الضمانة الوحيدة التي يمكن من خلالها الحفاظ على الأُمَّــة وبنائها من جديد بنائها على أَسَـاس صحيح على أَسَـاس هويتها الحقيقية التي مُسِخَت إلَـى حد كبير وهو يسعى إلَـى مسخها كلياً على أَسَـاس من مبادئها العظيمة التي طالها التحريف تؤثر في الأُمَّــة ولكن هو يدرك ماذا لو صحّحت الأُمَّــة وضعيتَها؛ فلذلك هو يتجه لطمس هُويّة الأُمَّــة ومسخ هويتها واستهدافها في أهم ضامن لقوتها ومنعتها وبنائها أَيْضاً في توجّهه العداء للأُمَّـة، هو يرى أن من أهم ما يضمن له السيطرة الكاملة على إمْكَـانات ومقدرات وثروة وبلدان هذه الشعوب وهذه المنطقة هو تقويض أي كيان داخل هذه الأُمَّــة أي كيان متحرر في داخل هذه الأُمَّــة، هو تفكيك هذه الأُمَّــة وبعثرة هذه الأُمَّــة، هو تمزيق نسيج هذا المجتمع، وبالتالي حتى يبعثر هذا المجتمع بشكل تام، فيضمن أن يكون الذي هو قائم في هذه المنطقة وموجود في هذه المنطقة، أُمّةٌ ضُربت قوضت كياناتها وصلت في النهاية إلَـى مجاميع بشرية لا كيان لها ولا هُوية لها، وحينئذ يمكن أن يستغلَّهم لمحاربة أي قوى أُخْرَى، يصبح ما تبقى طبعا ما تبقى من بعد أحداث كثيرة مؤامرات كثيرة حروب كثيرة لتفكيك هذه الأُمَّــة لإضعاف هذه الأُمَّــة للوصول بها إلَـى حافة الانهيار إلَـى الانهيار فعلياً، هو يريد أن يكون ما بقي على حسب ما يقولون في العروق بعد الذبح ما بقي من هذه الأُمَّــة أن تكونَ تلك البقايا البشرية مجرد بشر لا كيان لهم لا دولة ولا أي كيان مهم يجمعهم ولا هُوية أن يكونوا مفرغين من كُلّ القيم من كُلّ حالة وعي من كُلّ إرَادَة قوية وعزم، يمكن أن يدفع بهم إلَـى التحرر فيريد أن يكونوا مجاميعَ أَوْ كياناتٍ وكائنات بشرية مفرغة من القيم تَمَـاماً مفرغة من الوعي تَمَـاماً، عبارة عن دُمَى جاهزة لاستخدامها لاستهداف أي منافس آخر، أي منافسين جدد، هو يحسب حسابَه مع قوى أُخْرَى ناهضة في العالم ويرى فيها إمْكَـانية أن تكون منافساً له في النفوذ العالمي في السيطرة على الثروات والمقدرات للشعوب المستضعفة، فهو يسعى إلَـى هذا، يعني أنه يحمل روحاً عدائية خطيرة جداً ومشروعاً لضرب الأُمَّــة إلَـى نهاية الأمر أن يضرب هذه الأُمَّــة ضربةً قاضية أن يوصل هذه الأُمَّــة إلَـى التلاشي، أمة لا يبقى لها أي وجود كأمة مستقلة لها كيان لها إرَادَة لها حرية أبداً، أمة لا استقلال لها أمة مستعبدة بكل ما تعنيه الكلمة خانعة خاضعة لا مشروع لها لا هوية لها لا وجود لها يعبر عنها في مبادئها في حريتها ولا حتى في كرامتها الإنْسَـانية.

مشروع كهذا بكل تأكيد هو مشروع خطير جداً جداً، وأي إنْسَـان ضمن هذه الأُمَّــة يدرك ذلك ثم لا يستفزه ذلك لا يحرِّكُ فيه أيَّ إحساس بمشاعره الإنْسَـانية لا مشاعر الغضب ولا مشاعر الاستياء ولا مشاعر الاستفزاز ولا مشاعر الإحساس بالمسؤولية ولا أي مؤثِّر من مؤثرات القيم والمبادئ التي ننتمي إليها بحكم واقعنا كشعوب مسلمة ولا حتى بحكم إحساسنا الإنْسَـاني وفطرتنا الإنْسَـانية، أي إنْسَـان لا يبالي بذلك ويتغافل عن هذا فهو إنْسَـانٌ فقد مشاعره الإنْسَـانية وقد أَصْبَـح على بُعد كبير عن فطرته الإنْسَـانية، معنى هذا الاستعباد للناس الظلم للناس.

وداخل هذا المشروع الكثير والكثير من المؤامرات لضرب الأُمَّــة وتفكيكها، نأتي إلَـى الحديث عن البعض منه فنجد الفارق الكبير ما بين سعي أَمريكا لإزاحة منافسين كمنافسين وربما تقبل بهم فيما بعدُ شركاء في إطَار أن يكونوا ضمن أَدَوَاتها في إطَار أن يكونوا أَيْضاً ضمن أَدَوَاتها التي تستغلها أَوْ أن يكونوا تحت مستوى معيّن وسقف معيّن تضمن فيه التفوق الدائم عليهم وبينَ تَوَجُّهِها إلَـى استهداف هذه الأُمَّــة ولاستهداف العالم الإسْـلَامي استهدافا قائما على عداء شديد ومن منطلق عداء شديد واستهداف شامل، استهداف الأُمَّــة بكل ما يبني هذه الأُمَّــة بكل ما يبنى عليها واقعها استهداف لها في المبادئ في القيم في الأَخْلَاق في الهوية استهدافٌ لها في كُلّ ما يضمن لها وجودها أمة لها قواسم مشتركة تجمعها لها مبادئ تجمعها لها هُوية تجمعها وقَضَاءٌ بشكل تام على استقلال هذه الأُمَّــة وتقويض تام لكل كيان فاعل لها، هذا ما يريده الأَمريكي بهذه الأُمَّــة بهذه المنطقة بهذه الشعوب.

والخلاصة أن الأَمريكي يريد منك كمسلم وعربي أرضَك لأهميتها الجغرافية بالنسبة له، ويريد ثرواتك الهائلة يريدك عبداً مجرداً من الإرادة والهُوية، وهو بالتأكيد مستفيد من واقع الأُمَّــة الواقع للأسف الشديد الواقع العربي الواقع في العالم الإسْـلَامي في معظمه باستثناء حالات اليقظة والوعي التي بدأت تتنامى والحالة التي كانت سائدةً إلَـى حد كبير هي تشكل مطمعاً كبيراً للأَمريكي.

الأَمريكي هو من الأَسَـاس طامعٌ مستعمر، عنده نزعة استعلائية متكبر، يسعى للسيطرة على العالم، عنده هذا الطموح لديه هذه الرغبة وبشكل كبير جداً ويتَـحَـرّك بناءً على ذلك كمشروع أَسَـاسي يوظّف له كُلَّ القدرات وكل الإمْكَـانات يشتغل عليه باستمرار هو بالنسبة له مشروعه الاستراتيجي الذي يتَـحَـرَّكُ عليه في هذا العالم، هذه مَسْــألَـة معروفة، يعني بعض المنافقين والمغفلين والجهلة من يحاولون أن يقدموا صورةً عن الأَمريكي بأَكْثَر مما يسعى هو في خداعه إلَـى أن يقدم صورةً عن نفسه صورة إيْجَـابية، ولكن المَسْألَة واضحة جداً في المقابل أَمَامـه منطقة من أهمّ المناطق وأمة هو يخشاها فيما لو تحرّرت وصححت وضعيتها واستفاقت من غفلتها وعادت إلَـى مبادئها وقيمها؛ لأَن لديها من المبادئ والقيم والهدى ولديها من المقومات والقدرات والإمْكَـانات ما لو استفاقت واستيقظت وصحّحت وضعيتها وأصلحت واقعها لجعل منها أمة عظيمة مقتدرة حُرّة مستقلة لها هُويتها المتميزة بحكم تلك المبادئ بحُكم تلك القيم بحكم ذلك المشروع الرباني العظيم لرأى فيها ما يخافه ما يقلقُ منه ما يعتبره عائقاً أَمَامـه.

أمريكا تريدُ الأُمَّــةَ أشبهَ بقطعان من الحيوانات

في المقابل هذه الأُمَّــة التي لديها كُلّ هذه الفرص في أن تبني واقعها وتكون أُمَّــة فاعلة بالخير فاعلة إيْجَـاباً على مستوى العالم، قوى الشر على رأسها أَمريكا في مقدمتها أَمريكا الشيطان الأَكْبَر ترى أن واقع هذه الأُمَّــة مهيأ للقضاء على هذه المخاوف لإيصال الأُمَّــة إلَـى واقع بعيد كُلّ البُعد عن أن تتَـحَـرَّكَ في إطَار هذه الفرصة إغراقها أَكْثَر وأَكْثَر وإبعادها أَكْثَر وأَكْثَر وتخديرها أَكْثَر وأَكْثَر والعمل على إماتتها أَكْثَر وأَكْثَر حتى لا تحيى من جديد حتى لا تعودَ لتأريخها العظيم حتى لا تستفيق من ذلك السبات وتحيى من ذلك الممات، فهم حريصون على إبعادها إلَـى حدّ الهلاك إلَـى الحد النهائي أقصى حد ممكن، ثم هم حريصون على استغلالها وما أسوأ هذا أن تتحول المجاميع البشرية والكائنات البشرية إلَـى أشبه بقطعان من الحيوانات تلعب بها أَمريكا وإسْرَائيْل كيف ما تشاء وتريدُ في المستقبل أن تحارِبَ بها مثلاً ضد روسيا ضد الصين ضد أيَّةِ دولة أُخْرَى.

أيُّ متمرد يتمرد على الإرَادَة الأَمريكية أَوْ على الأَطْمَـاع الأَمريكية وعلى الرغبات الأَمريكية يمكن بدلاً عن أن تخسر أَمريكا من جنودها من بشرها وبدلاً عَن أن يكلفها ذلك من مالها واقتصادها أن تستفيد من مال هذه الأُمَّــة من ثروات هذه الأُمَّــة من إمْكَـانات هذه الأُمَّــة ومن الكائنات البشرية العمياء الصماء البكماء في هذه الأُمَّــة ثم تضرب بها من تشاء وتريد.

التجربة التي جرّبتها أَمريكا في هذا السياق في صراعها مع الاتحاد السوفييتي فيما سبق تعزز عندها هذا الألم، بل تجعل منه بالنسبة لأَمريكا أَكْثَر من أمل، يعني ترى فيه أمراً محسوماً وَأمراً بات داخل حساباتها من المفروغ منه، أمراً جاهزاً خلاص تتَـحَـرّك وبس.. الأَمريكي في تجربته مع الاتحاد السوفييتي ماذا عمل بدل من أن يدخل في حرب مباشرة عسكرية مع الاتحاد السوفييتي أتى بالعرب ليحاربوا الاتحاد السوفييتي تحت عنوان الجهاد في سبيل الله وبفتاوى معينة ثم بتمويل عربي إلَـى أن انهك الاتحاد السوفييتي وبلغ به حد الانهاك إلَـى التضرر الاقتصادي الكبير الذي أودى به مع جُملة من الأمور إلَـى الانهيار والتفكك.

هذه التجربة ناجحة جداً بالنسبة للأَمريكي لم تكلفه شيئاً، بل إنه يربح من خلالها يستفيد ويوفر؛ ولذلك نلحظ على أن التَّـحَـرُّك الأَمريكي تَـحَـرّك في مقابل رغبة لديه مشروع لديه معيّن أَطْمَـاع مؤكدة روح عدائية مؤكدة وفي مقابل ما يشجعه على ذلك في المقابل ما يشجّعه على ذلك وهو عندما تَـحَـرّك إلَـى هذا الواقع وأتى إلَـى هذا الميدان كان هناك في هذه الساحة الإسْـلَامية والساحة العربية الواقع الذي واجه هذا التَّـحَـرُّك الأَمريكي كان على ثلاثة حالات متفاوتة.

أوْلاً: وجود قوى موالية للأَمريكي ومستعدة لتنفيذ ما يريد ولو أنها في نهاية المطاف فيما لو قد أكملت دورها واستفاد منها بالشكل الكافي سيأتي الدور عليها حتى هي، لكن البعض لديهم من الانحراف من العمى من مرض القلوب من البُعد الكبير عن المبادئ والقيم التي تصون الأُمَّــة وتحفظ الأُمَّــة، البُعد الكبير عن كُلّ ذلك ما هيّئهم لأَن يروا في الولاء لأَمريكا وإسْرَائيْل وفي تقديم الخدمات لأَمريكا وفي التَّـحَـرُّكِ تحت المظلة الأَمريكية وفي إطَار الرغبة الأَمريكية أن يروا في ذلك طموحاً، أن يروا في ذلك عزة، أن يروا في ذلك أَهَميّة لهم، قيمة لهم في العالم، وتَـحَـرَّكوا حتى البعض بكل رغبة يرى في ذلك فضلاً وشرفاً، يرى نفسه كبيراً ومُهِماً حينما يتَـحَـرَّكُ على هذا النحو تحت المظلة الأَمريكية والقيادة الأَمريكية، ولا أَخْلَاق ولا قيم ولا مبادئ ولا إنْسَـانية ولا أي شيء يجعل من هذه القوى أن تتحرج بعض الحرج من تنفيذ بعض المؤامرات الخطرة جداً على أمتها وعلى بلدانها وعلى شعوب هذه المنطقة، لا، حاضرة تفعلُ أي شيء يريده الأَمريكي، أن توظف أي عنوان، أن تستغل أي مشكلة، أن تفعل أي فعل، أن تتصرف أي تصرف أن تقول أي شيء، ولربما في بعض الأحيان أن تتبرع بأَكْثَر مما يريدُه الأَمريكي في بعض الاحيان، هذا فريقٌ من هذه الأُمّة اتجه هذا الاتجاه.

البعضُ من الأنظمة، البعض من المكونات الشَّـعْـبية اتجه هذا الاتجاه، لحق بالركب الأَمريكي؛ لضرب مجتمعه لضرب أمته لضرب شعوب منطقته؛ للاستهداف على الكيان الذي ينتمي إليه كيان الأُمَّــة الكبير، وجود أَيْضاً فئة أُخْرَى التي تتبنى حالة الجمود فئة واسعة من أبناء الأُمَّــة هي في حالة جمود حالة تيه حالة انعدام للوعي وعدم إحساس بالمسؤولية، هذه فئة واسعة، هي الأَغلبية اليوم في واقع الأُمَّــة، الفئة الجامدة الساكتة المتربصة الحيرانة المضطربة المترددة وهي ليست في الموقع الصحيح أبداً لا إنْسَـانياً ولا أَخْلَاقياً لا دينياً ولا دنيوياً لا بمصالح الدنيا ولا بمبادئ الدين هي في الموقف الغلط واقعها هو يخدم الأَعْــدَاء على كُلّ حال جمودها سكوتها إذعانها خنوعها صمتها.. يعني أنها في حالة الاستسلام وأنها ساحة لا تشكل أي عائق أَمَـام مؤامرات الأَعْــدَاء وخططهم وتَـحَـرّكاتهم وأنشطتهم.

إضافةً إلى ما سبق إن تحدثنا عن أنها ساحة مهيأة للاستقطاب والتأثير في داخلها وفرسيه سهلة في نهاية المطاف أرادوا أن يستقطبوا استقطبوا أرادوا أن يُضرَبوها ضُربوا وهي مهيأة.

وهناك أَيْضاً فئة متحررة تتبنى مبدأ التحرر تنطلق بدافع القيم والمبادئ والأَخْلَاق التي تنتمي إليها هذه الأُمَّــة وهي فئة تتنامى بفضل الله في واقع الأُمَّــة وتخوض اليوم الصراعَ مع الأَعْــدَاء وتواجِهُ الكثيرَ من النزاعات والحروب و الأحداث والمشاكل التي تُشْغَلُ في وجهها.

ساحةٌ مهيأةٌ للاستقطاب

الأَمريكي أَيْضاً يستفيدُ كما أسلفنا من واقع الأُمَّــة، وهناك الكثير من المشاكل القائمة في واقع الأُمَّــة نتيجة لإرث الماضي ونتيجة للواقع غير السليم الذي هو سائد على الأُمَّــة.

هذا الواقع في المنطقة في العالم الإسْـلَامي في معظم البلدان الواقع السيء واقع الاستبداد، ليس هناك مشروع تلتف حوله الأُمَّــة يبنيها ويحميها، هذا الواقع مليء بالمشاكل، الكثير المشاكل السياسية المشاكل الاقتصادية المشاكل الثقافية والفكرية، مشاكل في كُلّ الاتجاهات وفي كُلّ المجالات.

الأَمريكي قديرٌ والإسْرَائيْلي قديرٌ في مجال استغلال أيَّةِ مشكلة وتوظيفها التوظيفَ الذي يخدم أَهْـدَافه ومشاريعه ومؤامراته، والأمة مليئة بالمشاكل فكان أمامه فرصٌ كثيرة ثم الأَسَالِيْب والوسائل التي يعتمد عليها الأَمريكي ويستفيد منها أَيْضاً الإسْرَائيْلي، الأَمريكي يتَـحَـرّك بطريقة مدروسة هو يخشى يقظة الأُمَّــة هو يخشى أن يتَـحَـرّك بطريقة يستفز فيها الأُمَّــة فيكون تَـحَـرّكه عامل استنهاض لهذه الأُمَّــة واستفزاز لهذه الأُمَّــة، هو يحسب هذا الحساب ولا يخشى شيئاً مثلما يخشى أن تستفيق هذه الأُمَّــة وأن تعيَ وأن تتَـحَـرّك كما ينبغي؛ فلذلك هو تَـحَـرّك وهو يأخذ بعين الاعتبار كُلّ هذه الامور فاعتمد أولاً اختلاق الذرائع وصناعة المبررات، يخلق ذريعة معينة يجعل منها العنوان الذي يزحف به على المنطقة الذي يتغلغل من خلاله إلى داخل كُلّ بلد من بلدان هذه المنطقة عَسكرياً وأمنياً الذي يجعل منه العنوان الذي يسوّغ له ويبرر له أن يضرب ويوجه ضرباته في أي بلد في أية منطقة وأن يتَـحَـرّك على المستويات سياسياً وعَسكرياً وأمنياً وحتى اقتصادياً وإعْـلَامياً، فأتى من ضمن هذه العناوين عنوان الإرْهَـاب، وعنوان مكافحة الإرْهَـاب والقاعدة، ثم الكثير مما نتج عن هذا العنوان ولّدت القاعدة كثير من بناتها.

هذا العنوان من الذي اختلقه؟!، من الذي صنعه؟!، من الذي يستثمر فيه؟!، من الذي يوظفه؟!، من هو أَكْبَر مستفيد منه؟!، بشكل تلقائي من دون تكلّف الأَمريكي بالتأكيد، هذا العنوان يستغله ويستفيد منه للوصول إلَـى أيَّة بقعة في العالم الإسْـلَامي في المنطقة العربية، يدخل إلَـى البلدان، يفرض له قواعد عسكرية، ينفذ عمليات عسكرية جوية بالطائرات بكل أشكالها أَوْ برية، ينفذ عمليات تحت عنوان عمليات أمنية يتغلغل في الموضوع الاقتصادي يتَـحَـرّك في خطوات كثيرة لضرب الشعوب يتَـحَـرّك حتى على مستوى التحكم في الإعْـلَام والتحكم بالمناهج المدرسية الصناعة لثقافة للفكر للرأي العام يشتغل في كُلّ الاتجاهات، وأمامه هذا العنوان يجعل منه غطاءً يموّه به تَـحَـرُّكَه أَوْ أَهْـدَافه الحقيقة في إطَار هذا التَّـحَـرُّك والبيئة، البيئة القامة في الواقع العربي والعالم الإسْـلَامي في معظمها لدى فئة واسعة لدى شريحة واسعة من أَبْنَـاء العالم الإسْـلَامي من أَبْنَـاء المنطقة بيئة قابلة.. قابلة لأَن تخدع؛ لأَن تتقبل هذه العناوين؛ لأَن تتفاعل معها لمصلحة الأَمريكي نفسه بما يخدم الأَمريكي نفسه؛ ولذلك لاحظوا هو يحرص دَائماً الأَمريكي يحرص دَائماً على أن تبقى هذه الحالة حالة متفاقمة ولا تنحصر حالة متفاقمة.

وإذا جئنا بكل بساطة إلَـى استقراء هذه المرحلة الماضية منذ إعْـلَانه لحملته لمحاربة ما يسمى بالإرْهَـاب ومكافحة ما يسمى بالقاعدة، وَإلَى اليوم ترى أن المَسْــألَـة غريبة، الأَمريكي يأتي إلى المنطقة، يحشد كُلّ قواه، يتَـحَـرّك بكل إمْكَـاناته بكل ثقله ويحرك معه الآخرون من كُلّ من يدور في فلكه ويشتغل على أعلى مستوى بشكل كبير ضمن مشاريع شاملة يخترق فيها واقع الأُمَّــة في كُلّ واقع الأُمَّــة يخترق فيها واقعها السياسي واقعها الاقتصادي واقعها الأمني واقعها العسكري، يخترق فيه سيادتها وينتهك فيه سيادتها، ويفقدها استقلالها، وهذا التَّـحَـرُّك الكبير الهائل الذي هو شامل على المستويات وفي كُلّ المجالات ووصل إلَـى عمق هذه الأُمَّــة إلى كُلّ منطقة فيها وَإلَى كُلّ بلد مؤثراً متحكماً صَنَّاعاً الكثير من الأحداث، مع كُلّ ذلك لم تزدَدْ هذه المَسْألَة أو مشكلة إلا تعقيداً إلا تفاقماً.

الأَمريكي بدأ يتَـحَـرّك ويقول هناك في الـيَـمَـن خمسة إرْهَـابيين وهناك في العراق كذا.. كذا وهناك في ذلك البلد عشرة في ذلك البلد ثمانية في ذلك البلد 200، هنا في هذا البلد واحد من عناصر القاعدة، ثم بدأت هذه الظاهرة تتنامى برعاية من الأَمريكي وبدعم من كُلّ أَدَوَاته من كُلّ أَدَوَاته برعاية ودعم واضح، الكل يعرف أن ما لدى هؤلاء القاعدة وداعش وأخواتهم وبناتهم وما إليهم من تشكيلات تفرعت عنهم أنها لديها من الإمْكَـانات والتمويل ما يقدر اليوم بمليارات الدولارات وأن هذه المليارات تأتي إليها من دول معينة.

أمريكا تتَـحَـرَّكُ على كافة المستويات لضرب الأمة

هذا الموضوع يوم أن تستغنى أَمريكا عن تلك الدول ستجعل منه إدانة لها وحُجَّةً عليها لضربها وتستفيد من كُلّ الاتجاهات، تنامي هذه الظاهرة مع الشغل الأَمريكي مع العمل الأَمريكي مع النشاط والتَّـحَـرُّك الأَمريكي؛ لأَن الأَمريكي يستثمر فيها، هو يزعم محاربتها لكنه يستثمر فيها وتجد إِذَا تَـحَـرّك البعض؛ لأَن الأَمريكي بات اليوم يستفيد منها بأشكال متعددة وجوانب كثيرة، يضرب الشعوب بها يتَـحَـرّك بها أَوْ يحرك بها عناوين فتنوية لتفريق الأُمَّــة وتذويب الأُمَّــة وضرب الأُمَّــة بعضها ببعض، ثم هو يجعل منها عنواناً للدخول ومبرراً للدخول والتَّـحَـرُّك ويعمل بعض المسرحيات وبعض اللعب، يعني لاحظوا من الأمثلة على هذا عندما رفعوا عنوان تحرير حضرموت من القاعدة أَوْ المكلا مثلاً ما الذي كان يحدث؟!، الذي كان يحدث أنهم يقومون بحشد قواهم تلك التكفيرية قواهم من القاعدة غيرها بحشدها إلَـى محافظة البيضاء محافظة البيضاء لدعم جبهاتهم هناك ضد الجيش واللجان الشَّـعْـبية ويقومون بتنفيذ بعض عمليات القصف ثم يدخلون إلَـى المنطقة ويزعمون أنهم حرّروها.

لاحظوا من الأمثلة قبل أشهر قبل العدوان نفسه عندما تَـحَـرّكت اللجان الشَّـعْـبية وطردت القاعدة من 8 محافظات يمنية غضبت أَمريكا جداً وغضبت الدول الأوروبية جداً واحتجوا أشدَّ احتجاج وغضبت دُماهم وأَدَوَاتهم الإقْليْمية كذلك أشد غضب لأنهم هم يدعمون هذا الانتشار ثم يدخلون من خلال هذا الانتشار إلَـى البلدان بهذا الانتشار بتلك الدمى تلك الأَيَـادِي الإجْـرَامية يضربون هذه الشعوب ينكلون بها تحت عناوينَ طائفية وعناوين أُخْرَى فتنوية لتمزيق الأُمَّــة وضربها وتمزيق نسيجها الاجتماعي وتفكيكها بالكامل.. تجد أن الظاهرة هذه تتنامى؛ لأنها ظاهرة تخدمهم هم صنعوها هم أوجدوها هم جعلوا منها خطواتهم وأَيَـادِيهم التي يشتغلون من خلالها، فاختلاق الذرائع وصناعة المبررات، يصنع مبرراً حتى لو لم يكن هناك مبرر هو مَن يصنعه ثم يجعل منه عنواناً واسعاً وعريضاً ويتَـحَـرّك من خلاله ثم الإعْـلَام النشاط السياسي التعاطي العام من أَغلب منتسبي ومكونات الأُمَّــة يتم وكان المَسْــألَـة وفق ما قدمه الأَمريكي وفق ذلك العنوان كأن المَسْــألَـة جدية كأن المَسْــألَـة فِعْـلاً مَسْــألَـة إرْهَـاب وكأن المَسْــألَـة فِعْـلاً الأَمريكي جاء ليكافح هذا الإرْهَـاب وكأن الأَمريكي فِعْـلاً عدو للقاعدة ويريد إنهاءَها من المنطقة تَمَـاماً، بينما ترى الشواهد التي تملأ سمع الدنيا وبصرها تدل بوضوح وبشكل قاطع على أنه يرعى هذه الظاهرة يدعم هذه الظاهرة يوظّف هذه الظاهرة وفي نفس الوقت يرعاها بكل مستويات الرعاية بكل مستويات الرعاية بكل مستويات الرعاية يُؤَمّن لها الانتشار.

يوم أن طُردت القاعدة من الجنوب على يد الجيش واللجان الشَّـعْـبية مَن الذي أعادها إلَـى الجنوب إلا أَمريكا وأَدَوَات أَمريكا؟!.

اليوم القاعدة ضمن الحملة الأَمريكية السعودية على الـيَـمَـن والعدوان الأَمريكي السعودي على الـيَـمَـن تقاتل في كُلّ الجبهات بلا استثناء في تعز إلَـى الجوف إلَـى مأرب إلَـى شبوة، وبوضوح تجد هذه الظاهرة مَن الذي رعى انتشارها في العراق على ذلك النحو الكبير ومن الذي يسعى دَائماً إلَـى إعاقة تَـحَـرّك الجيش العراق والحشد الشَّـعْـبي لتطهير العراق منها؟، أَمريكا بالتأكيد وبوضوح، مَن الذي رعى نشاطها في سوريا؟، بالتأكيد أَمريكا وبات الأمر إلَـى أنه أي جبهة تستهدفها أَمريكا تجد تلك الجبهة مستهدفة للقاعدة ولداعش من تعاديه أَمريكا وتستهدفه أَمريكا في نفس الوقت ستستهدفُه القاعدة وتستهدفه داعش ويصبح هو عدواً للقاعدة وعدواً لداعش.. حزب الله اليوم محسوبٌ على أنه عدو للقاعدة وعدو لداعش؛ لأَن أَمريكا أَوْ إسْرَائيْل تعاديه، إسْرَائيْل في أمان تام، تظهر القاعدة على أنها تشكيل عالمي وعلى أنها تقدر على التغلغل إلَـى كُلّ البلدان وأنها توجه ضرباتها في مختلف الدول، في الوقت نفسه لا يمس إسْرَائيْل أي شر منها على الإطْلَاق على الإطْلَاق، المَسْــألَـة واضحة وبالتالي أُسْـلُـوْب أَمريكا في صناعة الذرائع واختلاق المبررات يساعدُها على أن تعمل وفق أَهْـدَافها الحقيقة المشؤومة والخطرة جداً على الأُمَّــة وهي براحة بال.

الإعْـلَامُ العربي مُوَالٍ لأمريكا

يأتي الإعْـلَامُ العربي ومعظمه؛ لأَن القوى الموالية لأَمريكا هي أَكْثَر تمكناً في واقع الأُمَّــة معظمُه يشتغل في هذا السياق، يتعاطى مع الأُسْـلُـوْب الأَمريكي والطرح الأَمريكي سواء بسواء، هذا يساعد أَمريكا أيضاً.

تعتمد أَمريكا على الاختراق للأُمَّــة وتقويضها من الداخل، هذا أُسْـلُـوْب خبيث وشيطاني، وفي نفس الوقت يوفر عليها الكثير، بل تتعاطى معه وتربح من خلال هذا الأُسْـلُـوْب، لا يستنزفها بقدر ما هي تربح وتكسب وتستفيد، فحركت القوى الموالية لها وما تتمكن أَيْضاً من خلالها من استقطاب قوى أُخْرَى تحت عناوينَ معينة هي تصنع عنواناً يلقي ىجاوباً، عنوان طائفي يلقي تجاوباً لدى فئة واسعة من المغفلين والمتعصّبين والجهلة وعمي القلوب وصم الأسماع، ترفع أحياناً عناوين سياسية تلقى تجاوباً من فئة مفرغة تَمَـاماً من الإحساس بالمسئولية والقيم والأَخْلَاق وانتهازية ترفع أحياناً وهكذا من عنوان إلَـى آخر ترفعه فتلقى تجاوباً من فئة من الأُمَّــة ثم تتَـحَـرّك تلك الفئات وتدفع لأَمريكا الفلوس، اليوم تُدفع لأَمريكا الأموال في تنفيذ مشاريعها، السعودية تتَـحَـرّك لتنفيذ مشروع أَمريكي في الوقت الذي يقدمُ المالَ لأَمريكا ويدفع المال الكثير لأَمريكا حتى على حساب اقتصاد شعبه.

وهكذا تجد أن هذا الواقع واقعاً مؤلماً مؤسفاً جداً وأن أَمريكا في نفس الوقت الذي تسعى لاختراق الأُمَّــة هي تسعى لاختراقها بشكل شامل.. سياسياً فتتحكم هي في العملية السياسية في المنطقة العربية.

حضورٌ أمريكي للتدخل في الشؤون العربية

واليوم أيَّةُ عملية سياسية في بلد عربي ترى الأَمريكي حاضراً صاحبَ شأن، يعتبر هو صاحب الموضوع الرئيسي الأَسَـاسي في الموضوع، أية عملية سياسية في أي بلد عربي يظهر الأَمريكي كمعني بالدرجة الأولى قبل أهل البلاد، قبل الـيَـمَـنيين هو المعني الأول بالشأن الـيَـمَـني سياسياً بالترتيبات السياسية في الـيَـمَـن قبل حتى الأُسْــرَة السعودية، يظهر الأَمريكي داخل الأُسْــرَة السعودية كمعني بتنصيب مَن يكون الملك، من يكون ولي العهد، من يكون ولي ولي العهد، إلَـى آخره من يكون أميراً ومن يكون مأموراً قبل أي أسرة في قطر أَوْ في أي بلد خليجي.

الأَمريكي المعني بالدرجة الأولى ثم من بلد عربي إلَـى قطر آخر هو المعني بهندسة الواقع السياسي والتدخل فيه والشد والجذب، وطبعاً يهندسه هندسةً تملأه بالأَزَمَـات والمشاكل وتجعل منه واقعا معقداً، ومعقداً فيه كُلّ شيء، وتصبح المَسْــألَـة معقدة إلَـى نحو عجيب، إلَـى نحو لا يسمح أبداً باستقرار سياسي حقيقي في أي بلد عربي ولا يسمح أَبداً بأن يكون هناك واقع سياسي بناء من خلاله مثلاً يمكن لذلك البلد العربي أن يبنيَ واقعه الاقتصادي وأن يعزز حالة الاستقرار الأمني، فالأَزَمَـات تزداد وتزداد وتصبح بلداننا بلداناً مأزومة إلَـى حد عجيب، الواقع السياسي مأزوم إلَـى النهاية، الواقع الاقتصادي متفاقم إلَـى الأَسْـوَأ، الحالة الأمنية تتلاشى فيها حالة الاستقرار.

الأَمريكي هو من يهندس كُلّ ذلك ويتدخل يفرض السياسَات، يهندس الأَوْضَاع، يدخل كلاعب رئيسي لاعب رئيسي في الشأن الـيَـمَـني، لاعب رئيسي في شان أي بلد من بلدان المنطقة وهو يستفيد بالتأكيد؛ لأَن له أَدَوَاته من أحزاب من شخصيات نافذة من مكونات فاعلة ومؤثرة غبية جعلت من نفسها دُمَى بيد الأَمريكي، والبعض يظن أن الأَمريكي جمعية خيرية ومُحسن أتى إلَـى المنطقة من أجل خدمته وهو لا يدري أنه مجرد مستغَل بكل ما تعنيه الكلمة وغبي، يتَـحَـرّك الأَمريكي أَيْضاً ويقدم عناوين جذابة مخادعة وهو في واقعه العملي الواضح جداً على النقيض منها تَمَـاماً، حقوق الإنْسَـان الحرية الديمقراطية، يرفع عنوان الديمقراطية ويدعم ويقف بكل شدة ويتبنى احتضانَ ورعاية وتفعيل دور الأنظمة الاستبدادية، يرفع عنوان الحرية ويكبت الشعوب ويسعى إلَـى استعبادها استعباداً تاماً ويفرض عليها كُلّ سياساته وثقافته وما يريد، يرفع عنوان حقوق الإنْسَـان والإنْسَـان هذا في الـيَـمَـن أَوْ في فلسطين أَوْ في بقعة أُخْرَى يسحق يقتل بسلاحه بدعمه السياسي بحمايته السياسية لمن يفعل ذلك على النقيض منها تَمَـاماً ولا يبالي، وتنطلي هذه العناوين على بعض المغفلين بكل ما تعنيه الكلمة ومن المشكل من المشكل الذي يساعد الأَمريكي على كُلّ ذلك من المأساة لواقع أمتنا انها لا هي تستفيد من التأريخ ولا هي تستقرئه بشكل جيد.

السوادُ الأعظمُ لا يعرفُ ماذا فعلت أمريكا

الأعم الأَغلب في واقع الأُمَّــة الكثير لا يعرف ماذا فعلت أَمريكا في غير بلدنا في غير شعوبنا في غير منطقتنا العربية في غير عالمنا الإسْـلَامي، ما فعلته أولاً قبل أن تصل إلَـى عالمنا الإسْـلَامي مع الفارق الكبير؛ لأَن ما تريده هناك ليس بقدر ما تريده هنا، ما تريده هنا أَكْثَر خطراً وأسوأ شراً وفظاعةً؛ ولذلك أَمَـام كُلّ هذا التَّـحَـرُّك الأَمريكي نرى وندرك جَميعاً أَهَميّة أن يكون هناك لهذه الشعوب المستهدفة على هذا النحو من الاستهداف وعلى هذا المستوى من الأَخْطَـار الذي تتهددها أن يكون لها تَـحَـرّك في المقابل أن تتحمل مسئوليتها تجاه نفسها؛ لأَن سكوتها وقعودها إنما يجعل منها فريسةً سهلة للأَعْــدَاء ولا يقي عنها شيئاً.

وفي هذا السياق كله ينطلق هذا المشروع ويتَـحَـرّك هذا المشروع كحق إنْسَـاني كمسئولية دينية يتَـحَـرّك هذا المشروع ومنذ انطلاقته وَإلَى اليوم منذ انطلاقته وَإلَى اليوم كُلّ المستجدات شهدت على صوابية هذا التَّـحَـرُّك وأنه بدون أن تتَـحَـرّك الأُمَّــة إنما تقع فريسية لأعدائها.

فتَـحَـرُّكُ هذا المشروع في كُلّ الاتجاهات ينمّي حالة السخط في أوساط الجماهير يوقظها لتراقب وتدرك وتستقرئَ كُلّ هذا التَّـحَـرُّك المعادي وتتَـحَـرَّك عملياً للتصدي له على كُلّ المستويات ولا تكن ضحيةً بغبائها له.

المرتزقة والسعودية أدواتُ أمريكا لضرب الـيَـمَـن

اليوم ما يجرى على بلدنا من عدوان قارب العام والنصف بكل ما فيه من انتهاك للسيادة من ارتكاب جرائم مروعة وفظيعة يندى لها جبين الإنْسَـانية من استهداف شامل لهذا الشَّـعْـب قتلاً وحصاراً إلَـى كُلّ ما يحدث، من يتحمل المسئولية الكاملة في ذلك كله هو أَمريكا، أَمريكا هي من تتحمل المسئولية؛ لأَن كُلّ هذا يحدث تحت المظلة الأَمريكية بقرار أَمريكي بإذن أَمريكي برعاية أَمريكية بتوجيه أَمريكي بإدارة عليا وإشراف أعلى من جانب الأَمريكي، الباقي هم مجرد أَدَوَات النظام السعودي أداة يحركها الأَمريكي في العدوان على الـيَـمَـن، المرتزقة في الداخل أَدَوَات يحركهم الأَمريكي في الـيَـمَـن، وهكذا كُلّ الذين وقفوا في هذا العدوان تحت المظلة الأَمريكية وارتكبوا هذه الجريمة البشعة جداً بحق الشَّـعْـب الـيَـمَـني هم أَدَوَات لأَمريكا، وفي نفس الوقت هذا لا يعفيهم من المسئولية أَبداً لا يعفيهم من المسئولية، حينما نقول إن الأَمريكي من يتحمل مسئولية كُلّ ما يحدث وأنه هو الذي هندس لذلك وخطّط لذلك وأداره ورعاه وحَماه وتَـحَـرّك فيه ولا يزال هو الذي يتَـحَـرّك فيه كلاعب حقيقي وإن أبرز غيره إلَـى الواجهة من دُمَاه وأَيَـادِيه القذرة والإجْـرَامية، لكن هذا لا يعني أننا نُعفي تلك الأَدَوَات القذرة والإجْـرَامية من مسئوليتها وهي تباشر ما تباشر رغبةً وتودداً إلَـى الأَمريكي وطمَعاً في الزلفى إليه وما أسوأ تلك القوى والدمى التي انطبعت فِعْـلاً في ممارساتها وسلوكها وفي كُلّ تَـحَـرّكها بالطابع الأَمريكي.

لاحظوا في كُلّ جرائمهم يقدمون العنوانَ الذي يريده الأَمريكي، جريمة معينة يعطونها عنواناً طائفياً؛ لأَن الأَمريكي يريد ذلك ويريد أن تكون خلفيةَ بعض الجرائم خلفية طائفية لتستغل لإثارة الفتن الطائفية والمذهبية، بعض الجرائم يعطونها عنواناً سياسياً؛ لأَن الأَمريكي أراد ذلك، وهكذا يتَـحَـرّكون وفق البوصلة الأَمريكية بالريموت الأَمريكي تَمَـاماً، يرتكبون أبشع الجرائم على النحو الذي يريده الأَمريكي حتى لَيُخَيَّل لك أنك تحارب مسلمين ويحاربك ناس منتمون إلى للإسْـلَام بل ترى كُلّ ما تفعله أَمريكا وتفعله إسْرَائيْل ما فعلته أَمريكا في دول وبلدان وشعوب أُخْرَى يفعله أولئك وتفعله أَمريكا؛ لأنها لا زالت تباشر أَيْضاً وليس فقط تدير من البُعد بل تباشر وتشترك في العمل المباشر.

المنافقون أسوأ فئات المجتمع

اليوم تلك الدُّمَى تلك الأَيَـادِي القذرة الإجْـرَامية هي فِعْـلاً زادت من مأساة الأُمَّــة وقدمت خدمةً كبيرةً للأَمريكي، وهي في نهاية المطاف إِذَا استغنى عنها الأَمريكي سيضربها سيرميها في الزبالة ولن يعطيها أيَّ احترام ولا تقدير على كُلّ ما قدمته من جهود، لكن المَسْــألَـة مَسْــألَـة استغلال، وما أسوأ أولئك العملاء الموالين لأَمريكا والموالين لإسْرَائيْل!، ما أعظم جنايتهم على الأُمَّــة!. إنهم هم من الفئة التي يسميها القرآن الكريم بالمنافقين وما أهم هذه التسمية القُـرْآنية؛ لأنهم في ظاهر الحال ينتمون إلَـى الأُمَّــة يعتبرون أنفسهم جزءً منها، يصلون بصلاتها ويصومون بصيامها، البعض يعني منهم والبعض يكتفي بالانتماء ولو اسمياً، ولكن البعض حتى في ممارسة بعض الشعائر وقد يكون من بعضهم قُراء للقران الكريم بأصوات وتلحين معين ونغمات معينة ويتَـحَـرّكون حتى أحياناً حتى تحت العنوان الديني، هذه الفئة يسميها القُـرْآن بالمنافقين، هي الفئة التي هي منتمية إلَـى الأُمَّــة تعتبر نفسها من داخل الأُمَّــة لكنها تتَـحَـرّك في داخل الأُمَّــة لخدمة أَعْــدَاء الأُمَّــة من خارجها وفيئة المنافقين.. و عملية النفاق لا تقتصر أَبداً على زمن النبي صلوات الله عليه وعلى آله، وإذا ركز القرآن الكريم أن يقدم المواصفات والأَسَالِيْب عن فئة المنافقين ولا أن يقدم الأسماء؛ لأَن المَسْــألَـة ليست أناساً محصورين في زمن النبي المنافقين، هي فئة هي مستمرة من عصر النبي صلوات الله عليه وعلى آله إلَـى قيام الساعة هي فئة موجودة دَائماً في واقع الأُمَّــة وفي داخل الأُمَّــة، قدم القُـرْآن مواصفاتها وأساليبها، من أبرز ما تتصف به أنها توالي أَعْــدَاء الأُمَّــة وتبتغي عندهم العزة، ترى في الولاء لهم التَّـحَـرُّك معهم والتعاون معهم أن هذا عزة لها تعزيزٌ لحضورها في داخل الأُمَّــة حماية لها حماية لنفوذها، ولهذا قال الله سبحانه وتعالي: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَميعاً }، هذه الفئة هي من أسوأ الفئات فئة سيئة تحدث عنها القُـرْآن كَثيراً وكَثيراً.. وينبغي على كُلّ مسلم أن يسميَهم بما سمّاهم القُـرْآن المنافقين الذي قال الله عنهم بأنهم في عاقبتهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار، هذا يعبر عن سوء فعلهم وعن عظيم جنايتهم على الأمة.

واليوم من يشكل أَكْثَرَ إيلاماً وأوجاعاً في داخل الأُمَّــة، من يساهم في أَكْبَر عملية تخريب وهدم في داخل الأُمَّــة إلا المنافقون، بعضهم الآن أنظمة، بعضهم اليوم مكونات شعبية، لكنهم كلهم يتَـحَـرّكون تحت المظلة الأَمريكية والإسْرَائيْلية المعادية للأُمَّـة والساعية إلَـى هدم كيان هذه الأُمَّــة بالكامل، هذه الفئة فظيعة سيئة عند الله وعند خلقه ويجب أن تعاد التسمية القُـرْآنية عنهم وان يسموا بأسمائهم القُـرْآنية؛ لأنها ستشكل عاملاً مساعداً في حماية البسطاء من الناس كي لا ينضموا إليهم ويستقطبوا تحت العناوين المخادعة، ويكفي أن يجمع الإنْسَـان بين ممارساتهم وتَـحَـرّكاتهم وأوصافهم ثم ينظر كيف هم في القُـرْآن الكريم ليعرف سوءَهم، بلغ من سوئهم أن يقول الله عنهم، (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، ولعنهم كَثيراً في القُـرْآن الكريم في آيات كثيرة؛ فلذلك العملاء هؤلاء يمثلون فِعْـلاً حالة سلبية كبيرة في واقع الأُمَّــة تقدم خدمات كبيرة لأَعْــدَاء الأُمَّــة من خارجها وتعاني الأُمَّــة اليوم منهم الأمرين الأمرين.

ومن المهم لنا في شعبنا الـيَـمَـني العزيز وفي واقع المنطقة عُمُوْماً أن ندرك أن الأحداث القائمة حالياً وهذا الواقع المأزوم بكله ليس حالة عابرة ولم يأتِ بالصدفة ولم يكن حالة طرأت هكذا إلى الواقع بدون مقدمات، لا، نحن أَمَـام مرحلة من مراحلَ كثيرة اشتغل عليها الأَمريكي والإسْرَائيْلي وأعوانهم حتى أوصلوا واقع الأُمَّــة إلَـى ما وصل إليه، وحتى أحدثوا كُلّ هذه المشاكل في واقع الأُمَّــة وصنعوا كُلّ هذه الأَزَمَـات في واقع الأُمَّــة، وهم في حرب متواصلة على الأُمَّــة وهم لا يألون جُهداً في أن يلحقوا أبلغ الضرر بالأمة.. وساذج وغبي وأحمق وجاهل من ينتظر أن تتجهَ أَمريكا سواء في واقع مشكلة هنا أَوْ واقع مشكلة هناك بحُسن نية وبإرادة خير وبدافع إنْسَـانية وبفعل سامٍ لحل مشكلة وإصلاح واقع وإنهاء أزمة غبي.

الأَمريكي يستثمر في الأزمة أن تبقى وفي المشاكل أن تتغذى وتتنامى وفي الصراع أن يدوم ويستمر، ولكنه يحرص دَائماً على أن يتحكم بكل قواعد اللعبة وان يبقى متحكماً في مسار الأحداث ليضمَنَ استمرارها على النحو الذي يريده وبما يحقق أَهْـدَافه، هذا الذي يسعى له الأَمريكيون ويحرص عليه الإسْرَائيْليون ويستفيد منه الإسْرَائيْليون بشكل كبير.

إذاً فأين تتجه أنظار شعوبنا أَمَـام هذا كله، ننتظر من أَمريكا وننتظر من أَدَوَات أَمريكا، وننظر إليها نشخر فيها ونأمل منها أن تعالج هذه المشاكل وتحل هذه الأَزَمَـات وتصلح هذا الواقع وتعالج هذا الجراح، لا، لا في بلدنا ولا في أي بلد آخر، هذا الواقع هو محطة من محطات الكيد و المكر الأَمريكي والإسْرَائيْلي.

التَّـحَـرُّكُ بمسؤولية هو السبيل لإنقاذ الأمة

شعوبُنا أَمَـامَ كُلّ ذلك بين خيارين: إما الاذعان والتسليم لهذه المخاطر وإفساح المجال للأَمريكي وأَدَوَاته ليشتغلوا شغلهم في الأُمَّــة ويعملوا ما يريدون وينفذوا كُلّ مكائدهم ومؤامراتهم بحق الأُمَّــة دون أية عوائق ولا مطبات أَمَامـهم حتى يوصلوا إلَـى النتيجة التي يريدونها وهي أَسْـوَأ نتيجة خسارة الدنيا والآخرة، أَوْ أن تتَـحَـرّك الأُمَّــة أن تعتصم بالله سبحانه وتعالى، أن تعود إلَـى مبادئها العظيمة وَإلَى قيمها الأصيلة وَإلَى فطرتها الإنْسَـانية، وتتَـحَـرّك تَـحَـرّكاً مسؤولاً تعي مسؤوليتها أَمَـام نفسها وأمام الله سبحانه وتعالى الذي لا يرضى لها الإذعان والخنوع والاستسلام وأعداؤها يسحقونها ويرتكبون بحقها أبشع الجرائم ويسعون إلَـى القضاء عليها وإنهاء كيانها ووجودها بكل ما يعنيه هذا الوجود.

الخيارُ بالتأكيد الخيار الصحيح الذي تقتضيه الفطرة الإنْسَـانية وتفرضه المبادئ ويفرضه الدين والقيم والأَخْلَاق أن تتَـحَـرّك هذه الأُمَّــة لتدفع عن نفسها تلك الأَخْطَـار، أن تتَـحَـرّك بشكل شامل بقدر ما يتَـحَـرّك الأَعْــدَاء بشكل شامل، أن يكون هذا التَّـحَـرُّكُ بشكل شامل، وأن تحرص على كُلّ ما يعطيها قوة في الموقف أن تحرص على ذلك كله وتتَـحَـرّك على كُلّ المستويات.

الوعيُ.. الأُمَّــة بأمس الحاجة إلَـى الوعي، التَّـحَـرُّك العملي على كُلّ المستويات، اليوم الشعوب مكشوفة الظهر لا جيوش قوية تحميها ولا كيانات بشكل دول يمكن أن تعول عليها لتدفع عنها الخطر والشر يطالها بشكل مباشر، والمؤامرات تنزل اليوم إلى الميدان الشَّـعْـبي بشكل مباشر؛ لأَن موضوع الحكومات بالأَغلب قد انتهت منه أَمريكا البعض صار مجرد دُمية يتَـحَـرّك لتنفيذ المؤامرات، والبعضُ إما قضي عليه وإما مستغرق يعيش حالة الأزمة الخانقة التي تفقده القدرة على الفعل الكبير في واقع الأُمَّــة، فالشعوب معنية بنفسها معنية بحكم الفطرة الإنْسَـانية وبحكم الدين والمسؤولية الدينية، إن الله يأمرنا أن نتحرر من الطواغيت، إن الله يريد لنا أن لا يستعبدنا أحد أياً كان وبأي عنوان كان، إن الله سبحان وتعالى يرد لنا العزة ولا يرضى لنا أن نقبَلَ بالذلة والهوان، إن الله سبحانه وتعالي هو القائل، (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )، أن الله يريد لنا الكرامة أن الله يريد لنا أن لا نظلم وان لا نقبل من الآخرين بان يظلمونا أبشع الظلم وبكل أشكال الظلم عَسكرياً واقتصادياً وسياسياً وتحت كُلّ العناوين، (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ)، (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ).

وبالتالي مسؤوليتُنا تجاه أنفسنا ومن الحق لنا أن نتَـحَـرّك وأن لا نكترث لكل أولئك الآخرين، يريدون أن تكون شرعية التَّـحَـرُّك لأَمريكا ويجعلون لها الحقَّ المطلق أن تتدخل في كُلّ شؤون هذه الأُمَّــة في شؤون كُلّ شعوبها وان تفعل ما تريد عَسكرياً أَوْ أمنيا أَوْ سياسياً أَوْ اقتصادياً وتتخذ أية خطوة ثم يقولون لك ليس لك الحق أن تتَـحَـرّك للدفاع عن نفسك لا أنت متمرد أَوْ انقلابي أَوْ إرْهَـابي أَوْ أي عنوان ليس لك الحق أن تتَـحَـرّك لما تقتضيه فطرتك ومبادئك ودينك وثقافتك وأَخْلَاقك ليس لك حق الحرية يجب أن تبقى خانعاً لهم مستسلماً لهم مذعناً لسياساتهم وتوجهاتهم، من الطبيعي أن يقولوا ذلك، أَعْــدَاء ويتَـحَـرّكون بطريقة عدائية سيقولون لك استسلم لنا اعطنا سلاحك، قدم إلينا رقبتك، اخضع لنا كن عبداً لنا، هذا ما يريدونه.

اللوم على الشعوب حينما تقبل هي بالخنوع، أولئك من الطبيعي أن يقولوا أي شيء مهْما كان سوءاً، مهما كان باطلاً هم أهل الباطل، لا يفاجئ الإنْسَـان بأي شيء من جانبهم أن يقولوا الباطل المحض، أن يقولوا ما لا مستند له أن يتَـحَـرّكوا بما لا حق لهم فيه نهائياً، هذا طبيعي، هم هكذا هم أهل الشر هم أهل الباطل هم المجرمون هم الظالمون هم المتكبرون هم المفسدون، من الطبيعي أن يتكبر أن يطلب الباطل أن يطغى أن يرتكب الجرائم هذا ليس غريباً عليه هو هكذا وإلّا ما كان متكبراً ولا مجرماً ولا سيئاً ولا مفسداً ولا ظالماً لكن لأنه كذلك ستكون تصرفاته وسلوكياته وأقواله ومطالبه بحق الشعوب متفرعة عن ذلك بالتأكيد.

ولذلك على الشعوب اليوم؛ لأَن الخيار اليوم بين أن تكون عبداً لربك الله أَوْ تكون عبداً لأعدائك يستعبدونك فيما فيه إذلال لك وقهرٌ لك وإهانة لك وتدمير لك وخسارة لك في الدنيا والآخرة، أما الله وهو فاطرك وخالقك وخالق الكون ومدبّره فاستعباده لك استعبادُ رحمة ورعاية وفضل وتكريم وسعادة وعزة وخير في الدنيا والآخرة يمنحك علماً يمنحك حكمة يهديك إلى الخير في الدنيا والآخرة وأين يمكن للإنْسَـان أن يقبل بين عبودية لأعدائه بكل ما فيها من سوء أَوْ عبودية لربه الله خالقه بكل ما فيها من شرف وعزة وخير في الدنيا والآخرة.

وشعبنا الـيَـمَـني هو في مقدمة الشعوب المستهدفة يرون فيه شعباً حراً وعزيزاً وكريماً، يرون في جمهوره الواسع المبدئية والصدق والهُوية الإيمانية الراسخة والنزعة الاستقلالية الحُرة وهم يحاولون تدجين هذا الشَّـعْـب وتركيع هذا الشَّـعْـب وأن يجعلوا منه ومن الشعوب البارزة في المنطقة عبرةً لبقية الشعوب حتى تستسلمَ بكل بساطة وبدون أيَّة مشكلة.

الشَّـعْـبُ الـيَـمَـني مستهدَف

شعبُنا مستهدفٌ في المقدمة وهذا العدوان جزء من هذا الاستهداف الشامل ونحن اليوم كشعب يمني بكل مكوناته معنيون أن نتَـحَـرّك بكل جد ومسئولية، نحن نرى الحقائق ماثلة أمامنا نرى سوءَ أَمريكا وهي من ترعى هذا العدوان علينا وتديرُه وتشرف عليه وتدعمه وتحميه، ونرى سوء أَمريكا بسوء أَدَوَاتها الإجْـرَامية وهي تفعل في هذا الشَّـعْـب ما تفعل وترتكب بحق هذا الشَّـعْـب ما ترتكب وتتَـحَـرّك بعدائية مفرطة جداً وفظيعة ضد هذا الشَّـعْـب الجرائم كلها من الجرائم الجماعية التي ارتكبها النظام السعودي والطائرات الأَمريكية والإسْرَائيْلية وغيرها والسلاح الأَمريكي الفتّاك الذي قتل الآلاف من الرجال والنساء من الأطفال والكبار والصغار في هذا البلد، وُصُــوْلاً إلى الجرائم الميدانية التي ترتكبها تلك الأَدَوَات القذرة لأَمريكا وإسْرَائيْل من منتسبي القاعدة أَوْ مُنتسبي داعش أَوْ منتسبي أية فئة أَوْ فصيل من الأَدَوَات التي هي أَدَوَات لأَمريكا أَدَوَات للصهاينة أَدَوَات تضربُ هذا البلد لخدمة أولئك، هذا كله يعبر عن سوء أَمريكا وعن خطورة أَمريكا وكل هذا يحصل لمصلحة أَمريكا وخدمة أَمريكا وخدمة إسْرَائيْل.

نحن معنيون أن نواجه هذا التَـحَـدِّيّ وأن نواجه، هذا الخطر هذا قدرنا وهذه مسئوليتنا وهذا خيارنا الحكيم والصحيح والمنطقي والإنْسَـاني وهو الحق لنا في أن نفعل ذلك.

ما يحصل اليوم وما حدث بالأمس من جرائم كثيرة في كُلّ المحافظات، ومن آخرها الجريمة البشعة الفظيعة والمقيتة في تعز المرتكبة من جانب أَدَوَات أَمريكا وخدام إسْرَائيْل والصهاينة ضد أهالي تعز الشرفاء في قرى الصراري آل الصراري وغيرهم الاستهداف للشعب الـيَـمَـني من منطقة إلى أُخْرَى من محافظة إلى محافظة أُخْرَى الاستهداف بكل أشكاله في الجو والبر والبحر، هذا الاستهداف وراءه أَمريكا وهو خدمة لإسْرَائيْل والذي ينفذه هي تلك الأَدَوَات القذرة الإجْـرَامية المنافقون الذين لعنهم الله في كتابه الكريم وحذرنا منهم وسمّاهم بالعدو الذي يجب الحذر منه، هم منافقو الـيَـمَـن و منافقو الدول الأُخْرَى التي تتَـحَـرّك في هذا العدوان، هم الذين أمر الله حتى نبيه بجهادهم ”جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ”.

شعبُنا معنيٌّ أن يواجههم بكل جد وبكل اهتمام بإحساس بالمسئولية بإدراك بخطورتهم وسوئهم وأنه لا ينفع معهم إلا المواجهة بجد حتى يكفوا عن عدوانهم ويتوقفوا عن جرائمهم، ما يوقفهم عن ارتكاب تلك الجرائم البشعة هو الجد هو الموقف الصحيح هو التَّـحَـرُّك العسكري والتَّـحَـرُّك الأمني والتَّـحَـرُّك على كُلّ المستويات، هو القتال ببأس وشدة وثبات ورجولة وبطولة وشرف، وشعبنا لن يقف مكتوف الأيدي، كُلّ الأحرار في هذا البلد كُلّ الشرفاء في هذا البلد كُلّ المؤمنين الحقيقيين الصادقين مع الله والصادقين مع شعبهم كُلّ الأحرار الذين فيهم ولديهم ذرة من الحرية كُلّ الناس الذين لا يزال فيهم إنْسَـانية ستَـحَـرّكهم تلك الجرائم وتستفزهم إلى أن ينهضوا بواجبهم في التَّـصَـدِّيّ لأولئك المعتدين والمجرمين في كُلّ محافظات هذا البلد وفي كُلّ ثغور وجبهات القتال.

هذا قَدَرُنا كشعب يمني وهو فخر لنا وشرَفٌ لنا أن نتَـحَـرّك تَـحَـرُّكَ الأبطال والشرفاء والأحرار، وأن نقف في وجه التَـحَـدِّيّات والأَخْطَـار، أن نستعين بالله أن نعتمد على الله وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيراً، وإلا ما الذي ننتظر؟!.. هل تنتظر لأَن يتوفر لدى تلك الأَدَوَات الإجْـرَامية شيء من الإنْسَـانية شيء من الضمير شيء من الوطنية شيء من أَخْلَاق الإسْـلَام وقيمه، لا، أمامك دمى إجْـرَامية فُرِّغت تَمَـاماً من الإنْسَـانية ومن الضمير ومن كُلّ إحساس نبيل وشريف، كُلُّ ما فيها إجْـرَامٌ حقدٌ شر دناءة خسة انحطاط لا ضمير لديها ولا إنْسَـانية فيها نهائيا.

نحن معنيون أن نتَـحَـرّك

هؤلاءِ أَصْبَـحوا شراً خالصاً تجب مواجهته بجد، وما أعظم ذنب كُلّ من يتخاذل بعد كُلّ الذي قد حدث على مستوى عام وقرابة النصف الثاني من العام بعد كُلّ هذه الجرائم ما أسوأ حال من يتخاذل، والله إن عاقبته سيئة عند الله، من يتخاذل من لا يتَـحَـرّك بنصح بصدق بجد بتحمل مسئولية سيقف خاسراً وخائباً يوم يلقى الله وسيلعنه التأريخ والأجيال القادمة من أبناء شعبنا حينما تقرأ ما حصل في هذا الزمن في هذا العصر في هذا الجيل من جرائم وحشية من قتل للآلاف من الأطفال والنساء من انتهاك للحرمات والكرامة وتقرأ موقفَ المتخاذلين ستلعنهم، ما بالك بالمجرمين المباشرين للجريمة؟!.

فلذلك نحن معنيون أن نتَـحَـرّك وأن يعيَ شعبنا الـيَـمَـني جيداً أن أَدَوَات أَمريكا التي تَـحَـرّكها في البلد لن يكون منها إلا هذا الذي تفعله، أن تقتل أن ترتكب الجرائم أن تستهدفَ الأطفال والنساء، أن لا يكون عندها حُرمة لشيء ولا احترام لشيء، أما الأَمريكي ومَن يرعى هذه الأَدَوَات ومن يحركها سيأتي دَائماً ليقول لشعبنا الـيَـمَـني هاتوا سلاحكمر قدموا رقابكم لهؤلاء، اخنعوا لهم هؤلاء هم شرعية.. ليس لأَمريكا ذرة من الشرعية وليس لأولياء أَمريكا ذرة من الشرعية وليس لأي قرار أَوْ موقف أَوْ توجه لخدمة أَمريكا ذرة من الشرعية.

إذا أنتم تقصدون بالشرعية الحق فالحق لله ومن الله وليس لأَمريكا ولا لعبيد أَمريكا، ومن يتَـحَـرّك ظالماً ومفسداً ومتجبراً ومتكبراً هو طاغوت، طاغوت مستكبر لا يمتلك ذرة من شرعية، هو مجرم بكل ما تعنيه كلمة، الشرعية الحقيقية الصادقة والحق الحق الحق هو مع المظلومين مع المعتدَى عليهم مع المبغي عليهم حين يتصدون للظالمين وللمجرمين، أما عبيد الصهاينة أمّا أَدَوَاتهم الإجْـرَامية أما قتلة الأطفال والنساء فهم مجرد دمى وعبيد أذلاء منحطين، لا يخنع لهم إلا منحط خسر إنْسَـانيتَه بالكامل ولا ضمير له على الإطْلَاق.

الاستسلامُ هو المستحيل

ما الذي يريدونه قَدَّمَ وفدُنا الوطني في الكويت كُلَّ التنازلات الممكنة إلى حَــدِّ الإجحاف بهذا الشَّـعْـب، لم يكفهم ذلك قالوا نريد أن تستسلموا أولاً، ما يريدونه من شعبنا الـيَـمَـني هو الاستسلام، وهذا هو المستحيل، هذا هو المستحيل الذي لا يمكن أَبداً، يأبى لنا الله، تأبى لنا فطرتنا الإنْسَـانية، يأبى لنا شرفنا الإنْسَـاني، تأبى لنا قيمنا الدينية ومبادئنا الدينية انتماؤنا للإسْـلَام عروبتنا الأَسَـاسية والأصلية، تأبى لنا أن نستسلمَ لأي أحد.

لينتظروا المستحيل والله لأَن نتحوَّلَ إلى ذرات تُبعثَرُ في الهواء أشرفُ لدينا وأحبُّ إلينا وأرغبُ إلينا من أن نستسلمَ لكل أولئك الأنذال المجرمين المفسدين في الأَرْض الطواغيت المتكبرين الذين لا ينبغي أن يقبل إنْسَـان بهم في إدارة فندق أَوْ مطعم أَوْ بقاله أَوْ أي شيء ما بالك أن يسلّم لهم نفسه وسلاحه وبلده ورقبته، هذا هو المستحيل الذي لا يكون ولن يكون.

تريدون حلاً، الحل متاح حل عادل، حل منصف، حل يقوم على أَسَـاس الإنصاف، جاهزون، أما الاستسلام فهو المستحيل، لا يقلقنا شيء ولا نندم على أي شيء مهما حصل، مستعدون أن نضحي مهما كان حجم التضحيات؛ لأَن أَكْبَر وأخطر وأسوء أن يضحّي به الإنْسَـان ولا يحسب له هو أن يضحّي بكرامته وأن يضحي بحريته وأن يضحي بإنْسَـانيته، هذا النوع من التضحية لن يكون منا أَبداً، نضحي بحياتنا، حاضرون، نضحي في سبيل أن نعاني مع الحرية أن نعاني مع الكرامة أن نعاني مع الحفاظ على قيمنا وديننا ومبادئنا حاضرون، أما أن نضحي بالقيم والحرية ونُستعبد لأنذال مجرمين هذا هو المستحيل الذي لن يكونَ.

وهنا أقول لشعبنا تَـحَـرّك فقط تَـحَـرَّك أنت شعبٌ عظيمٌ، أنت شعب أثبت حريتك وصمودك وثباتك على مدى كُلّ هذه الفترة من العدوان برغم همجيته.. تَـحَـرّك لا يجوز لأحد أن يتخاذل، لا يجوز ولا ينبغي لكل حر بحريته أن يتخاذل؛ لأنك مستهدف في حريتك ولا لكل مؤمن أن يتخاذل؛ لأنك مستهدف في مبادئك الإيمانية وقيمك الإيمانية، ولا لكل إنْسَـان أن يتخاذل وهو مستهدف في إنْسَـانيته، يريدونه أن يكون حيواناً مدجناً وعبداً خانعاً.. نتَـحَـرّك هذا الذي يفيد إن كفوا عدوانهم وإلا استعنا بالله عليهم ونحن في موقف الحق وهم يألمون هم يقتلون هم يخسرون، يخسرون في كُلّ شيء.

وبتَـحَـرّكنا الصادق مع الله سبحانه وتعالى نلنا منهم في كُلّ ما مضى، قتل منهم الأعداد الكبيرة جداً، خسروا الكثير من رجالهم وفي نفس الوقت تكبدوا خسائرَ اقتصادية كبيرة، ونعاني لا مشكلة، لكن تَـحَـرّكنا الجاد اهتمامنا على كُلّ المستويات يفيدنا وأفادنا، ولم تكن مَسْــألَـةُ استهدافهم لهذا الشَّـعْـب وسحقهم بالهينة، لا، القوة الصاروخية تضربهم، الأبطال والشرفاء والأحرار الصادقون اتجهوا إلى ميادين القتال وتصدوا لهم، يقاتلون فيَقتُلون، يقاتلون فيُقتَلون وإذا قُتلوا ارتقوا شهداء، نضحي بالشهداء لا مشكلة، أولئك يقتل منها الآلاف والمئات من الأنذال الذاهبين إلى الجحيم الذين يخسرون حياتهم مقابل المال مقابل الفلوس مقابل السعودي، نحن سنقاتل في سبيل الله في سبيل حريتنا في عزتنا في كرامتنا، والبعض سيذهب ليقاتل مقابل مبلغ سعودي يُقتل أَوْ يجرح وَإلَى الجحيم والعياذ بالله خسة خسارة للدنيا والآخرة.

الحل السياسي يأتي في سياق تعزيز الصمود

وللشرف في هذا السياق يجب علينا أن نتَـحَـرّك في واقعنا الداخلي على كُلّ المستويات السياسية، والاتفاق بالأمس مع المؤتمر الشَّـعْـبي العام الذي يستوعب المؤتمر وحلفاءه وأنصار الله وحلفاءهم وبالإمْكَـان أن يستوعب أي قوى أُخْرَى تتقبل هذه المعادلة السياسية، وهذا الحل السياسي ها هو يأتي هو يأتي في سياق تعزيز صمود هذا الشَّـعْـب والتَّـصَـدِّيّ لهذه الأَخْطَـار ومطلوب على المستوى السياسي على المستوى القبلي وأوجه كلامي إلى قبائل الـيَـمَـن قبيلة.. قبيلة.. أنتم الأحرار أنتم الصامدون أنتم كنتم على مدى التأريخ الذين كان لكم النصيب الأوفر في التَّـصَـدِّيّ لكل مستعمر وكل محتل وكل غشوم وكل طاغية معنيون اليوم أن تتَـحَـرّكوا أَكْثَر فأَكْثَر وأن يرعى هذا التَّـحَـرُّك وأن يحُسب ألف حساب.

اتفاقُنا السياسي مع المؤتمر والقوى هو مهم خطوة طبيعية أن ينزعجَ منه البعض لا مشكلة؛ ليبحثوا عن أصلب صخرة ولينطحوها برؤوسهم وينظروا هل هذا سيشفيهم، واجب كُلّ القوى السياسية أن تتفقَ أن تتعاون أن ترتب الوضع السياسي أن تتوحد وواجبنا، أن نتَـحَـرّك على كُلّ المستويات والواجب مستمر على العلماء والثقافيين في جبهتهم المعنوية وفي نشاطهم العام على الإعْـلَاميين كذلك كُلّ حر كُلّ عزيز كُلّ شريف كُلّ أصيل كُلّ يمني حقيقةً فيه قيم الـيَـمَـن فيه إيمان الـيَـمَـنيين سيتَـحَـرّك بكل جد وأولويته مواجهة العدوان والتَّـصَـدِّيّ للعدوان ما دام قائماً على المستوى الاقتصادي، هناك تَـحَـرّك كبير للأَعْــدَاء وطبيعي أن يتَـحَـرّكوا هم ظالمون غشومون لا مشكلة عندهم أن يؤذوا أي طفل في هذا البلد حتى الرضع والله لو تمكنوا أن لا يصل إليهم ولا يسيرٌ من الحليب لفعلوا ما عندهم مشكلة مجرمين طبيعي مجرمين.

على المستوى الاقتصادي الجميع معنيين أولاً أن نتحمل أية معاناة.

اثنين أن نسعى لمواجهة التَّـحَـرُّك العدواني من أولئك ضد الشَّـعْـب الـيَـمَـني كافة أن لا نقبل أَبداً أن نتأثر بدعاياتهم وبمحاولاتهم الرخيصة والسخيفة؛ لأَن يضللوا على الشَّـعْـب الـيَـمَـني، من دمر المتاجر ودمر الشركات ودمر المصانع وحاصر هذا الشَّـعْـب ووضع القيود على البنك المركزي ونهب وأفسد ودمر وحاصر وفعل كل ما يلحق الأذى والضرر البالغ بالشَّـعْـب الـيَـمَـني في اقتصاده هو العدوان الأَمريكي السعودي، هو من يحاصر ومن يضع القيود على البنك المركزي الـيَـمَـني، ومن يحاول أن يؤذي كُلّ مواطن كُلّ طفل كُلّ امرأة كُلّ رجل وحاول منذ البداية منذ اللحظة الأولى وكان ذلك هدفاً من أَهْـدَافه الرئيسية.

بإمْكَـاننا بوعي رجال الأعمال ووعي أبناء هذا الشَّـعْـب أن نتكاتف وأن نواجه الحصار، كوبا بلد واجه الحصار لأَكْثَر من نصف قرن أَكْثَر من خمسين سنة، كوبا بلد، نحن بلد عربي مسلم له قيم له مبادئ له أسُس له أَخْلَاق له كرامة نستطيع أن نواجهَ لكن يتطلب هذا تَـحَـرّكاً جاداً واهتماماً من الجميع ووعياً من التجار ورجال الأعمال تَـحَـرّكا اقتصادياً منظماً وتحملاً في نفس الوقت لأية متاعب في مقابل أن نحافظ على كرامتنا وأن نخرج من محنتنا منتصرين رافعين رؤوسنا.

فيما يتعلق بالحوار في الكويت الذي أعاقه والذي أثّر عليه ولا يزال يؤثر وبات من الاحتمال فشله إن لم يحدث هناك تمديد هو أن أولئك الأطراف الأُخْرَى الأَمريكي وأَدَوَاته يريدون من الشَّـعْـب الـيَـمَـني الاستسلام لم يريدوا الحل، وهذا هو الذي أثر، لو أرادوا الحلول قدمت من الوفد الوطني كُلّ المخارج اللازمة للحل لحل منصف وأَكْثَر من منصف، يعني في حق الشَّـعْـب الـيَـمَـني ليس حتى بمنصف فيه كثير من التنازلات يحفظ لأولئك ماء وجوههم في مسائل كثيرة ولكن لا يصل إلى حد الاستسلام هذا هو المستحيل تَمَـاماً تماماً.

موقفنا هو الثبات موقفنا هو التوكل على الله، موقفنا هو التَّـحَـرُّكُ الجاد موقفنا الثقة بوعد الله تعالى.

يا شعب الـيَـمَـن يا أحرار الـيَـمَـن يا رجال الـيَـمَـن (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) صدق الله العلي العظيم والعاقبة للمتقين؟

اللهم أرحم شهداءَنا واشفِ جرحانا وفك أسرانا وأعنا على المعتدين على شعبنا وبلدنا الظالمين المستكبرين المتجبرين الطغاة الجبابرة.. اللهم نسألك النصرَ ونسألك العونَ ونسألك التوفيق ونسألك السداد.

والسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

=========

عناوين فرعية:

– المستقرئُ للتأريخ يدرك أن التوجُّه الأمريكي بعد إزاحة الاتحاد السوفييتي هو تقويضُ المنطقة العربية والعالم الإسْـلَامي وهو توجُّــهٌ له شكل آخر وله أَهْـدَاف أَكْثَر خطورة من ازاحة ند منافس.

– أمريكا لديها أطماعٌ كبيرةٌ جداً في المنطقة العربية وتَـحَـرُّكُها كان على مراحلَ متعددةٍ ووفق خطواتٍ مدروسةٍ ومنظمة وكانت أخطر المراحل هي ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

– الأمريكي يريد أن نكونَ مجاميعَ أو كياناتٍ بشريةً مفرغة من القيم تماماً ومفرغةً من الوعي تماماً عبارة عن دمى جاهزة لاستخدامها لاستهداف أي منافس آخر أو منافسين جدد.

– ما أسوأ أن تتحول المجاميع البشرية والكائنات البشرية إلَـى أشبه بقطعان من الحيوانات تلعب بها أَمريكا وإسْرَائيْل كيف ما تشاء وتريد في المستقبل تحارب بها مثلاً ضد روسيا ضد الصين ضد أية دولة أُخْرَى.

– الأَمريكي في تجربته مع الاتحاد السوفييتي ماذا عمل بدل من أن يدخل في حرب مباشرة عسكرية مع الاتحاد السوفييتي أتى بالعرب ليحاربوا الاتحاد السوفييتي تحت عنوان الجهاد في سبيل الله وبفتاوى معينة ثم بتمويل عربي إلَـى أن انهك الاتحاد السوفييتي وبلغ به حد الانهاك.

– الأُمَّــةُ مليئةٌ بالمشاكل والأمريكي قدير والإسرائيلي قدير في مجال استغلال أية مشكلة وتوظيفها التوظيفَ الذي يخدم أَهْـدَافَه ومشاريعَه ومؤامراتِه.

– يظهر الأَمريكي داخلَ الأُسْــرَة السعودية كمعنيٍّ بتنصيبِ مَن يكون الملك، من يكون ولي العهد، من يكون ولي ولي العهد إلَـى آخره، من يكون أميراً ومَن يكون مأموراً قبل أي أسرة في قطر أَوْ في أي بلد خليجي.

– السعودية والمرتزقة يتَـحَـرَّكون وفق البوصلة الأمريكية والأمريكي إِذَا استغنى عنها سَيَرْميهَا في الزبالة ولن يعطيَها أي احترام.

– المشروع القُـرْآني وشعارُه الموتُ لأمريكا يهدفُ إلى استنهاض الأُمَّــة لمواجَهة التَـحَـدِّيّات الكبيرة التي تهدد وجودها نتيجة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية غير المسبوقة وَإلَى تصحيح وضع الأُمَّــة بالعودة إلَـى القُـرْآن الكريم والتثقف بثقافته والاهتداء به.

– كان من الأَهْـدَاف المهمة لهذه الصرخة تحصينُ الأُمَّــة من الداخل في مواجهة ما تعتمد عليه أَمريكا وإسْرَائيْل من اختراق، ومواجهة فرض حالة صمت وسكوت الأُمَّــة في مقابل التَّـحَـرُّك الكبير للأمريكيين.

– الخيار الصحيح الذي تقتضيه الفطرة الإنْسَـانية وتفرضه المبادئ ويفرضه الدين والقيم والأَخْلَاق أن تتَـحَـرَّكَ هذه الأُمَّــةُ لتدفعَ عن نفسها تلك الأَخْطَـار أن تتَـحَـرَّك بشكل شامل بقدر ما يتَـحَـرَّكُ الأَعْــدَاء بشكل شامل، أن يكون هذا التَّـحَـرُّك بشكل شامل.

– الفئةُ الجامدةُ الساكتة المتربِّصة الحيرانة المضطربة المتردِّدة ليست في الموقع الصحيح أبداً لا إنْسَـانياً ولا أَخْلَاقياً لا دينياً ولا دنيوياً لا بمصالح الدنيا ولا بمبادئ الدين هي في الموقف الغلط، واقعها هو يخدم الأَعْــدَاء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com