الصمّاد:السعودية تجهّـز لعدوان كبير وأمريكا صاحبة القرار و أنصار الله والقوى الوطنية على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تصعيد قادم

 

صدى المسيرة- خاص:

انتقدت القوى والأحزابُ السياسية الوطنية المناهضة للعُـدْوَان الإحاطة الأخيرة التي تقدم بها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ.

وقالت الأحزاب في بيان لها بعد اجتماع موسع عقد في صنعاء يوم أمس الأربعاء: إن الإحاطة بدا واضحاً عدم اعتمادها على النقاشات التي جرت على الطاولة استناداً إلى مرجعيات العملية السياسية الانتقالية المتوافق عليها، وعدم انسجامها مع حقيقة الواقع على الأرض، وبدت مبنية على قناعة معدة سلفاً تتبنى وجهة نظر محددة وتوجهاً معيناً، كما غابت عن تلك الإحاطة بعض القضايا الأساسية للحل الذي يُفترَضُ أن تنتجه مشاورات الكويت وفي مقدمتها التوافق على مؤسسة رئاسية تُعنى بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية مع لجنة عسكرية وأمنية عليا لتنفيذ الترتيبات الأمنية والعسكرية المتوافق عليها على جميع الأطراف.

وحذرت القوى والأحزاب السياسية الوطنية في بيانها الختامي من المساعي العدائية التي تبذلها دول العُـدْوَان لإملاء الحلول السياسية من خلال المحاولة لفرض خارطة طريق أممية ومن ثم السعي لاستصدار قرار أممي جديد بها بعيداً عن التوافق، مؤكدة أن ذلك في حال حصل فلن يكون مصيره سوى الفشل ولن يكون سوى سببٍ جديدٍ لتوسيع العُـدْوَان والعنف ونزيف الدم اليمني، وهو ما سيدفع قوانا السياسية والوطنية لدراسة خيارات سياسية مختلفة منها المضي في تنفيذ ما تم التوافق عليه قبل بدء العُـدْوَان وكذا اتخاذ خطوات ستكون أشد إيلاماً للعُـدْوَان ومرتزقتهم تنتصر لدماء الشهداء وتحافظ على إنجازاتهم وتلبي ضغوطات الشارع اليمني الملتحم بجبهات العزة والصمود والرافض لأي مساس بحريته واستقلاله وكرامته ووحدته وأمنه واستقراره، مؤكدين هنا أن اليمن اليوم أقوى بكثير مما يتخيله أعداؤه وأن أي توجه للحسم العسكري لن يكون في مصلحة العدو على الإطلاق.

وانعقد يوم أمس الأربعاء بالعاصمة صنعاء اللقاء السياسي الموسَّع للأحزاب والقوى السياسية الوطنية والذي ضم كُلّ القوى السياسية المناهضة للعُـدْوَان والمشاركة في الحياة السياسية اليمنية تحت شعار “معا لتعزيز الجبهة الداخلية واستمرارا في مواجهة العُـدْوَان”.

ويأتي اللقاء في مرحلة وطنية دقيقة، حيث وقف المجتمعون أمام آخر المستجدات على الساحة السياسية وأمام ما يتعرض له الوطن من عُـدْوَان غاشم وغزو واحتلال يدنس تراب اليمن الطاهر، وإزاء ذلك حيا اللقاء الموسع استبسال وثبات رجال اليمن الأشاوس في الجيش واللجان الشعبية في الذود عن حياض الوطن على كُلّ الجبهات مؤكّداً أن الأحزاب والقوى السياسية الوطنية المجتمعة اليوم تقف إلى جانب أولئك الأبطال صفا واحدا لدحر العُـدْوَان وطرد الاحتلال وتحرير آخر شبر في يمننا العزيز الغالي.

وَثمّن اللقاء عالياً صمود الشعب اليمني الأبي الشجاع وتضحياته العظيمة التي لم يبخل بها في سبيل انتزاع سيادته وقراره المستقل.

وفي البيان الختامي أكد اللقاء على دعمه ومساندته للوفد الوطني في مفاوضات الكويت ومواقفه المعلنة والتي تؤكد في مجملها على امتلاك الرؤية السياسية الناضجة التي تكفل الوصول لتحقيق السلام العادل بإعلاء مبدأ التوافق والشراكة والتي يطرحها الوفد الوطني المفاوض وهو يعي جيداً الأهداف الحقيقية لمحاولات تعطيل المفاوضات في الكويت التي تمارسها دول العُـدْوَان ومرتزقته بصورة مباشرة عبر تجاوز مرجعيات العملية السياسية الانتقالية ومبدأ التوافق وكذا استمرار الغارات والقصف الجوي والتحشيد العسكري والزحوفات في مختلف الجبهات واستمرار الحصار وإنهاك الاقتصَاد وعرقلة حركة اليمنيين، وبصورة غير مباشرة عبر شراء الصمت العالمي تجاه مجازره التي يرتكبها بحق اليمنيين ومصادرة تلك المواقف الخافتة التي تعلن من قبل بعض المؤسسات الدولية والتي تتحول لوسيلة ابتزاز تتكسب من ورائها بعض مال النفط الملوث على حساب ما يتعرض له اليمن من عُـدْوَان مستمر سافر وجبان.

وفي كلمته التي ألقاها في اللقاء الموسع قال رئيس المجلس السياسي لأنصار الله صالح الصماد إن موقف المجتمع الدولي والأمم المتحدة لا زال يتردد بين الغموض والانحياز ولا يبعث على الاطمئنان.. وقال “للأسف تجربة الشعب اليمني مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن تجربة مخيبة للآمال وعلى نفس المنوال المعروف عنها في تعاملها مع كُلّ الأزمات والصراعات خاصة في العالم العربي والإسْــلَامي”.

وأضاف “بدلاً عن أن تعمل كما تنص وثائقها التأسيسية على تحقيق السلم والأمن الدوليين وبدلاً عن أن تعمل على وقف العُـدْوَان على اليمن وفقاً لمبادئ العدل والقانون الدولي، كانوا جزءً من العُـدْوَان ومظلة للحرب الهمجية التي تشن على شعبنا”.

وقال “من حقنا أن نخشى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومن حقنا أن نحذر من انحيازه لأطراف العُـدْوَان، ومن حقنا أن نرتاب في سلوك الأمم المتحدة ونحن نراها هي قبل أسابيع ترضخ للضغوط السعودية لسحب اسمها ومعها دول تحالف العُـدْوَان من قائمة العار الخاصة باستهداف الأطفال وتمنحهم صك براءة من دماء آلاف الأطفال اليمنيين”.

وأكّد الصماد أن الحل السياسي اليوم مرهون بإرادة المجتمع الدولي الذي تتحكم فيه قوى كبرى وفي مقدمتها أمريكا التي هي صاحبة القرار، فيما السعودية غطاء لذلك ومرتزقتها لا يملكون قراراً وثبت ذلك خلال فترة المفاوضات وعجزهم حتى في ملف الأَسْــرَى.

كما أكد أن أية محاولات لفرض أية تسوية سياسية مجحفة تتنافى وتتجاوز مرجعيات التوافق والشراكة وتحاول فرض أجندة طرف محلي أَوْ إقليمي أَوْ دولي بعيداً عن التوافق ستواجَهُ بالرفض القاطع من كُلّ القوى السياسية التي تمثل إرادة الشعب اليمني الصابر والمقاوم للهيمنة والإذلال والامتهان.

ولفت إلى أن أي تصعيد عسكري قادم تلحظ بوادره من خلال الحشود والأعمال العسكرية الحالية لن تتوقف تداعياته على مناطق الصراع التي يحشد إليها العُـدْوَان، بل سيكون من حق الشعب اليمني ممثلا بجيشه ولجان الشعبية وأجهزته الأمنية الدفاع بكل الوسائل المشروعة في أي مكان وزمان وستكون كُلّ القوى السياسية بقواعدها وجماهيرها عونا للجيش واللجان الشعبية من خلال تعزيز دورهم ووضعهم الميداني والنفير العام بالرجال والعتاد والاستعداد لأية خيارات قد يفرضها العُـدْوَان على الشعب اليمني.

وذكر الصماد أنه سيتم العمل إلى جانب القوى الوطنية للوصول إلى تعزيز آليات لعمل مشترك في كُلّ المجالات بما يضمن مواجهة أي تصعيد عسكري قادم ومواجهة أي احتمالات لإفشال المفاوضات أَوْ فرض تسويات مجحفة وذلك من خلال العمل المشترك والمدروس لترتيب وضع البلد الذي لم يعد يحتمل المراهنة على دور المجتمع الدولي الذي كان آخرها تباكيهم على الوضع الاقتصَادي المتردي، وكأنهم ملجمون عن التفوه بأي كلمة تدين الحصار الجائر الذي كان سبباً في كُلّ معاناة الشعب اليمني.

وأشاد بالصمود الأسطوري للشعب اليمني وفي المقدمة الجيش واللجان الشعبية والأجهزة الأمنية.. مشدداً على ضرورة مواصلة الصمود والحذر واليقظة والجهوزية لمواجهة أية احتمالات قادمة قد يفرضها تعنت دول العُـدْوَان وتغاضي المجتمع الدولي.

من جانبه حيّا عضو الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام حسين حازب، صمود الشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية في مواجهة العُـدْوَان الغاشم.

وأكد دعم المؤتمر الشعبي للثوابت والمرجعيات السياسية المتوافق عليها والتي قدمها الوفد الوطني في مشاورات الكويت بما في ذلك مخرجات الحوار الوطني.. لافتاً إلى ضرورة العمل على إيقاف العُـدْوَان ورفع الحصار والدخول في عملية سياسية شاملة.

وأشار حازب إلى إحاطة المبعوث الأممي إلى اليمن يوم أمس أمام مجلس الأمن وتطرقه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وعدم تناوله لمؤسسة الرئاسة التي تعتبر المحور الرئيسي في المشاورات الجارية في الكويت.

بدوره أكد رئيس تكتل الأحزاب والتنظيمات السياسية المناهضة للعُـدْوَان عبدالملك الحجري رفض التكتل لأية حلول معدة سلفاً يراد فرضها بعيداً عن التوافق السياسي وبقرار أممي تحت أي مسمى ما لم تكن بناءً على حل توافقي شامل.

وجدد التأكيد على دعم الأحزاب والتنظيمات السياسية المناهضة للعُـدْوَان للوفد الوطني في الكويت.. مندداً بالدور السلبي والمنحاز للمبعوث الأممي إلى اليمن والذي تحول من ميسر إلى معسر للأزمة اليمنية.

وطالب الحجري بمحاكمة قتلة الأطفال والنساء وأبناء الشعب اليمني سواء من النظام السعودي أَوْ عصابة الفار هادي.

وشدد على ضرورة استمرار وحدة الجبهة الداخلية في مواجهة العُـدْوَان.. مؤكّداً دعم تكتل الأحزاب المناهضة للعُـدْوَان لجبهة صمود وثبات القوى والأحزاب والمكونات التي تزداد تماسكا يوما بعد يوما كلما زاد العُـدْوَان.

وقال “إن الشعب اليمني سيظل متذكرا لمآسي العُـدْوَان والحرب التي تشنها دول تحالف العُـدْوَان السعودي ويتطلع إلى اليوم الذي يحاكم فيه مجرمو هذه الحرب وقتلة الأطفال والنساء ومرتزقتهم في الداخل التي تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني”.

فيما أشادت كلمات أحزاب اللقاء المشترك التي ألقاها أمين عام حزب الحق حسن زيد وأحزاب التحالف الوطني التي ألقاها عضو التحالف ناصر النصيري وكلمة الحراك الجنوبي ألقها خالد باراس وكلمة المرأة التي ألقتها حسيبة شنيف، بدور الوفد الوطني في مشاورات الكويت وما يبذله من جهود في سبيل التوصل إلى حلول توافقية تسهم في إيقاف العُـدْوَان ورفع الحصار عن الشعب اليمني.

وأكدت الكلمات على التمسك بالوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة العُـدْوَان السعودي الأمريكي ودحر الغزاة والمحتلين من المحافظات الجنوبية.

ونوهت الكلمات بالصمود الأسطوري للشعب اليمني والجيش واللجان الشعبية في مواجهة العُـدْوَان والتصدي للعملاء والمرتزقة.. داعين إلى ضرورة الاصطفاف وتعزيز التلاحم بين أبناء الشعب اليمني والوقوف إلى جانب الجيش واللجان الشعبية.

وطالب المتحدثون بمحاكمة الفار هادي ومرتزقته والذين تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء من أبناء الشعب اليمني من الأطفال والنساء.. منوهين بتضحيات المرأة وصمودها في مواجهة العُـدْوَان من خلال دفع الرجال إلى ساحات الشرف والبطولة وتطهير الأراضي اليمنية من دنس الغزاة والمحتلين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com