مديرية صرواح بمأرب.. الصخرة التي تحطمت عليها آمال الغزاة

صدى المسيرة- أحمد داوود:

تتساقَطُ قذائفُ المرتزقة يومياً على قُرَى ومناطق مديرية صرواح بمحافظة مأرب، حالياً لا صوت يعلو فوق أصوات المدافع والصواريخ وغارات الطيران التي تحيل كُلّ شيء إلى الخراب.

لوحدها مديرية صرواح تلقت أكثر من 8 آلاف غارة على مدى أكثر من عام من العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا، وعن طريقها حاول الغزاة والمرتزقة العبور إلى مديرية خولان الطيال مروراً بسنحان ومن ثم الوصول إلى العاصمة صنعاء، حيث كان الغزاة يبحثون عن أسهل الطرق لتحقيق انتصار سريع لتحالف العدوان وإعادة الأمور إلى نصابها إلى ما قبل ثورة 21 سبتمبر، لكن ما حدث أن أبطال الجيش واللجان الشعبية وقفوا للغزاة بالمرصاد وأعاقوا تقدمهم وأفشلوا كُلّ مخططاتهم.

ولا يكاد يمُـرُّ يومٌ واحدٌ دون أن يحاول الغزاة إيلامَ صرواح عن طريق الغارات والقذائف وصواريخ الكاتيوشيا وقذائف المدفعية، حتى تحولت منازل المواطنين ومزارعهم ومحالهم التجارية وكل شيء فيها إلى خراب، وتوقفت الحياة تماماً في صرواح واضطر المواطنون إلى ترك منازلهم والنزوح إلى أماكن كثيرة هرباً من المواجهات.

ويقول الشيخ محمد طعيمان رئيس لجنة تثبيت وقف إطْـلَاق النار وأبرز الشخصيات الاجتماعية بالمنطقة: إن صرواح تأتي بعد صعدة مباشرة من حيث حجم الغارات وتكثيف الهجمات عليها، فالغزاة لم يرحموا صرواح ولم يرحموا ساكنيها، وحاولوا بشتى الطرق والوسائل السيطرة عليها والمرور، لكنها كانت الصخرة التي تحطمت عليها آمال الغزاة.

الجانبُ الإنْسَاني هو الأكثر ألماً في صرواح، فأهالي المنطقة يتمنون من وسائل الإعلام ومن المنظمات الدولية التوجُّهَ إلى صرواح للاطلاع على الخسائر وما حل بها من خراب ودمار وكشف الوجه الحقيقي للعدوان الذي يراعي حرمة لشيء ودمروا كُلّ شيء أمامه.

ويضيف الشيخ طعيمان في حديثه لـ “صدى المسيرة” أن أبرز المناطق المحيطة بصرواح باتت في خط النار، وجبهات مشتعلة، حيث يستخدم المرتزقة كُلّ إمْكَاناتهم لتحويل المنطقة إلى فوهة بركان ومنطقة غير آهلة للحياة.

وخلال أكثر من عام ارتكب العدوان أبشع الجرائم بحق المواطنين في صرواح، ففي مثل هذه الأيام من شهرِ رمضان من العام الماضي ارتكبَ طيران العدوان السعوي الأمريكي مجزرةً بمديرية صرواح بمأرب بحق أسرة المواطن محمد عبدالله حِداب نجم عنها استشهادُ 5  من أفراد أسرته، ما بين نساء وأطفال، فيما جُرح من تبقى منهم.

وبعد أن دمّر العدوان منزلَه بصرواح وقتل عدداً من أفراد أسرته قرر المواطن محمد حداب النزوح مع من تبقّى من أسرته إلى العاصمة صنعاء، ليستقرَّ بهم الحال في هذا المنزل المتواضع.

وبألم شديد وحرقة مواطن فقد عدداً من أطفاله ونسائه بفعل غارات العدوان الغاشم، إلا أنه لا يزالُ يبعثُ برسائل الصمود ومواصلة البذل والعطاء والتضحية والفداء.

يشارُ إلى أنَّ هذه ليست إلا جريمة واحدة تضافُ إلى سجل جرائم الإبادة الجماعية التي دأب على ارتكابها العدوان السعودي الأمريكي بحق أبناء الشعب اليمني في ظل صمتٍ عالمي مطبق.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com