علماء اليمن في لقائهم موسّع بصنعاء: وصول الأمريكيين إلَـى اليمن يعني وجوبَ الجهاد المقدس

العلامة أحمد حورية: حان وقت الجهاد ضد دول الاستكبار

العلامة شرف الدين: العلماء والشعب اليمني يرفضون التواجد الأمريكي وأية قوة أخرى على الأراضي اليمنية

 

صدى المسيرة- خاص

تحت شعار “مواجَهة الغزو والاحتلال الأمريكي للأراضي اليمنية واجب”، عَقَدَ علماءُ ومشايخُ اليمن، أمس الأربعاء، بصالة المركَز الثقافي، لقاءً موسَّعاً؛ لمناقشة الأوضاع والمستجدات في اليمن والمنطقة.

اللقاء الذي نظّمته رابطة علماء اليمن وحضره كوكبة من علماء من جميع المذاهب بمحافظات الجمهورية ناقش السبلَ الكفيلة بمواجهة الغزو والاحتلال الأمريكي في جنوب اليمن ودَور العلماء والدعاة في توعية وتبصير المجتمع بمخاطر الغزو والاحتلال الأجنبي.

وفي مستهل اللقاء رحّب نائبُ وزير الأوقاف والإرشاد العلامة فؤاد ناجي بالعلماء الحاضرين من مختلف المحافظات؛ من أجل أداء رسالتهم في قول كلمة الحق وتبصير الناس بأمر دينهم وواجبهم تجاه وطنهم.

وقال: “لقد اجتمع العلماء اليوم ليقولوا إن وصول الأمريكان يعني وجوب الجهاد المقدس؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم “فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ”.. مبيناً أن التأريخ سيفتح صفحاتِه ليسجلَ الموقفَ المشرَّفَ للعلماء الذين استقبلوا الغزو الأمريكي بإعلان الجهاد المسلح ضد الشرذمة الظالمة التي احتلت اليمن.

ولفت ناجي إلَـى أنه من مقتضى الحكمة وَالإيمان أن يتنبهَ الشعبُ اليمني للخطر الأمريكي القادم إلَـى البلد، مؤكّداً ضرورة اضطلاع العلماء والدعاة والفقهاء والمرشدين بدورهم في توعية المجتمع اليمني بوجوب مواجهة الغزو والاحتلال.

وَألقى رئيسُ الملتقى الإسلامي العلامة أحمد درهم حورية كلمةً أشار فيها إلَـى ما تعرضت له اليمن من تكالب للأعداء عليها وقصف إجرامي بشع طال الأبرياء في كُلّ مكان، داعياً العلماء إلَـى الغيرة والحمية للدفاع عن وطنهم وعرضهم وأرضهم ودينهم وشعوبهم.

وقال: “على العلماء الذين يمثلون قادة الأمم والشعوب الوقوف أَمَـام الظالم كائناً من كان”، وأن على العلماء أن يعلنوها صريحةً أَمَـام شعوبهم أنه حان وقتُ الجهاد ضد دول الاستكبار وأن يكونوا في طليعة المجاهدين في سبيل الله.

من جانبه أشار رئيسُ رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين إلَـى أن حضور العلماء إلَـى هذا اللقاء يؤكد ارتباطهم بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

وقال إن هذا اللقاءَ يُعقَدُ لرفض القوات الغازية؛ باعتباره انتهاكاً واضحاً للسيادة اليمنية ومخالفاً لكل القوانين والدساتير الدولية.. لافتاً إلَـى الرسالةِ التي يحملُها العلماء خلال اللقاء للقوى الأجنبية أن العلماء والشعب اليمني يرفضون التواجد الأمريكي وأية قوة أخرى على الأراضي اليمنية.

وجدّد شمس الدين الدعوةَ للعلماء الذين باعوا أنفسهم وفتاويهم إلَـى أن يخافوا اللهَ تعالى وأن يراجعوا أنفسَهم وأن يقولوا كلمة الحق إزاء الظلم الذي يتعرض له الشعب اليمني.

في هذا السياق ألقيت العديد من الكلمات لكلٍّ من عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد الشيخ محمد طاهر أنعم، وأمين عام مجلس القضاء الأعلى القاضي محمد عبدالله الشرعي وعضو رابطة علماء اليمن العلامة منصور واصل ومفتي ذمار العلامة العزي الأكوع والعلامة الدكتور محمد أحمد الزهيري والعلامة محمد أحمد السقاف، أشارت في مجملها إلَـى أن الأمة والبشرية تواجهُ أمريكا التي هي جذرُ البلاء في العالم وأعظم وأشد خطراً على الإنسانية.

وأوضحت كلمات العلماء إلَـى أن الاحتلالَ الأمريكي قد أتى لنهب الثروة ومصادرة الحق وأن من أبسط حقوق الإنسان خلال المرحلة الراهنة مقاومة الظلم ومقارعة الاضطهاد.

وأكّدت الكلمات موقف العلماء الرافض للتدخلات الأجنبية في الشؤون اليمنية بما في ذلك دول الخليج وأن الشعب اليمني لن يركع إلا للخالق جل وعلا.. لافتين إلَـى أن الشعب اليمني انطلق في طريق العزة والتمكين، وسيعملُ على دحر الغزاة والمحتلين وسيصبر على بلاء تحالف العُـدْوَان حتى النصر.

وشدَّد العلماء على فرضية الجهاد لمواجهة الأعداء، مؤكدين أنه فرض عين كفريضة الجمعة ولا مناص منه ضد الأعداء حتى خروجهم من الأراضي اليمنية.

كذلك شدد العلماء على ضرورة الاستعداد والتآزر والتعاون والتكاتف بين أبناء البلد الواحد حتى يكونوا كأصابع وجسد واحد لمواجهة العُـدْوَان والاحتلال الأجنبي..

واستعرض العلماء في لقاءهم المعالجات والواجبات الدفاعية لمواجهة الغزو والاحتلال الأجنبي ومنها تسخير الطاقات والإمكانيات لصد الغزاة ودحرهم واجتذاب أسباب النصر كما قال المولى تبارك وتعالى ” يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ” داعين إلَـى ضرورة أن يعرف الجميعُ مخططاتِ الأعداء على الشعب اليمني وأسباب ذلك بما يكفل وضع المعالجات المناسبة في خط الدفاع الاستراتيجي العام الذي يحرم على الأمة تركُه بأي حال من الأحوال ومحذرين من الشائعات المغرضة المضللة والمثيرة للفتنة والتفرقة، منبهين من خطر التمترس والتعصب والمذهبية والطائفية المقيتة.

وفي ختامِ اللقاء صدر بيان عن علماء اليمن أشار إلَـى رفض العلماء الصريح والقاطع لأي تواجد للقوات الأجنبية في الأراضي اليمنية تحت أي مسمى أَوْ ذريعة.. مؤكّداً أن الغزو الأمريكي وأدواته الإقليمية والمحلية المتعاونة معه على الإثم والعُـدْوَان احتلالاً للأرض في بلدنا المسلم وعُـدْوَاناً غاشماً يتوجب شرعاً التصدي له وطرده ومواجهته بكل السبل والوسائل المشروعة.

وحمل بيانُ علماء اليمن أمريكا وأدواتها في المنطقة مسئولية كُلّ نتائج ومآسي العُـدْوَان على اليمن وتدمير بنيته التحتية وقصفه بالأسلحة المحرمة وقتل أبنائه والحصار الاقتصادي وكل الأضرار الناجمة عن العُـدْوَان الهمجي الغاشم.

واعتبر البيان، أن الجرائم والمذابح وعمليات التهجير التي تجري في جنوب البلاد جرائم ضد الإنسانية وانتهاكاً صارخاً للمواطنة وخدمة صريحة لأعداء الله المجرمين من الغزاة المعتدين.

وحمّل علماء اليمن الداعمين والمؤيدين للعُـدْوَان مسؤولية استمرار ما يحدث في اليمن من مآسٍ وجرائم بشعة جراء دعم وتبرير بعض المؤسسات لهذا العُـدْوَان الذي لا مبرر له على الإطلاقـ، مؤكدين تحريم التعاون مع دول العُـدْوَان الأجنبي أمريكا وأتباعها في المنطقة ومساندتهم والقتال معهم أَوْ تأييدهم أَوْ مشاركتهم بأية صورة من الصور.

واعتبر العلماءُ أن التعاوُنَ مع العُـدْوَان من أية جهة عسكرية أَوْ سياسية أَوْ اجتماعية أَوْ غيرها خيانةٌ لله ورسوله وللمؤمنين وللشعب اليمني وموالاة لأعداء الله التي حذر منها القرآن الكريم بقوله: ﴿لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ وبقوله: ﴿وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾.

كما دعا البيانُ الشعبَ اليمني إلَـى رفد جبهات القتال وحماية الصف الداخلي وتحصينه من مؤامرات العدو الذي يسعى إلَـى تقطيع أوصال النسيج الاجتماعي.

كما دعا كافة المؤسسات والهيئات والشخصيات العربية والإسلامية والدولية إلَـى ضرورة الاضطلاع بدورهم الإنساني في استنكار هذا العُـدْوَان والعمل على إيقافه بكل الوسائل المتاحة.

ورحّب العلماء بأي حوارٍ جادٍ وهادف استجابة لقوله تعالى: ﴿وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم﴾[الأنفال:61] كما يؤيدون التوصل إلَـى أية حلول سلمية تحفظ لليمن حريته واستقلاله وسيادته وكرامته وأمنه واستقراره ووَحدته بعيداً عن الوصاية الدولية والإقليمية.

إلى ذلك جدّد البيان الدعوة لكل أبناء الشعب إلَـى الوحدة والاعتصام بحبل الله المتين ونبذ دعوات التفرقة والانقسام ورفض أية نعرات عنصرية أَوْ طائفية أَوْ مناطقية أَوْ مذهبية مفرقة امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ وقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون﴾.

وأشاروا إلَـى أن قضية العرب والمسلمين المركزية والأولى هي تحرير المسجد الأقصى وفلسطين من الاحتلال الصهيوني وأن ما يحدث في العالم العربي والإسلامي من فتن ومؤامرات وحروب ما هو إلا لصرف العرب والمسلمين عن هذه القضية.

وحيّا علماءُ اليمن الحركات الإسلامية المقاومة لمشروع الاستكبار العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل والفكر الإجرامي المتطرف المستبيح للدماء والأعراض المستخدم من قبلهما لتشويه الإسلام ولتمرير مشاريع تفتيت وتمزيق العالم العربي والإسلامي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com