حرقوا.. ولكن لا يشعرون

عبدُالسلام الوجيه

السفاهاتُ.. كلها * والبذاءاتُ.. إن نطَقْ

واضحٌ في خطابِهِ * كُلُّ زورٍ.. ومختلَقْ

انظروا.. في حسابِه * تجدوا فتحَ ما انغلَقْ

فاستعيذوا من البلا * واقرأوا سورةَ الفَلَقْ

واحظروا كُلَّ خائنٍ * واحذفوا كُلَّ مرتزَقْ

وانبذوا كُلَّ شاتمٍ * واخلصوا مِن أذى السَّـوَقْ

وابرأوا من مفسبكٍ * داعشي الهَـوَى (مَخَقْ)

طائفيٌّ.. ملوثٌ * خاوي الفكر.. مخترَق

يرتضي بيعَ أرضه * للطواغيت.. والسَّـرَق

لا يُبالي.. بعِرضه * إن رأى الدرهمَ التَبَقْ

وارتمى في مهانةٍ * يخلس الكوت واليَلَقْ

عبدُ عبدٍ مدنّس * مستباحٌ.. ومُسْـتَرَقْ

 ******

تلك أبياتٌ قلتُها ذات يوم عندما قرأتُ بعضَ تعليقات المرتزقة الفيسبوكية المليئةِ بالكذبِ والدجلِ والسفاهة والوقاحة التي يخجل منها إبليس الرجيم.

تذكّرتها عندما قرأتُ بالأمسِ كتاباتِ بعضِ أصنامِ الإصْــلَاح بمناسبة مرورِ عامٍ على العُـدْوَان.

 تعجُــزُ الكلماتُ أن تصفَ صفاقة ووقاحة وخسّة عبيد العبيد وأي درك وحضيض وصلوا إليه.

لم يكتفوا بالمتاجَرة بالدين والكذب والجُرأة على ربّ العالمين وموالاة النصارى واليهود والكافرين.

ولم تروِ عطشَهم تلك الأنهارُ من الدماء التي سفكوها عبر عشرات السنين من المؤامرات والغدْر والمذابح التي شرعنوا لها بفتاواهم التكفيرية المستبيحة للدماء والأعراض.

ولم ترف لهم عينٌ من تلك المصائب والمحن والزلازل والفتن التي جلبوها على أَبْنَـاء اليمن في سبيل الوصول إلَـى السلطة والتحكّم في رقاب العباد والإيغال في الإجرام والفساد.

ولم تحد من أطماعهم خيراتُ البلد التي نهبوها وثرواتُ الأمة التي بدّدوها، بل انطلقوا في القتل والخراب والتنكيل واستعانوا بالأشرار والكفار والفجّار واستخدموا كُلَّ وسائل الفتك والدمار.

وها هم اليومَ بعدَ عامٍ من العُـدْوَان يحتفلون، وعلى أشلاء عشرات آلاف من الضحايا يرقُصون، وبالمزيدِ من الإجرام والوحشية يتوعّدون وإلى الإبادة ببلادة يحرضون ويدعون.

والمضحكُ المبكي أنهم يعتقدون ويظنون ويزعمون أنهم الأتقياء الأنقياء المصلحون، وصدق اللهُ العظيمُ القائلُ: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ)

هل رأيتم بالأمس الشيخَ (عبدالميكرفون اﻷعور) وهو بينَ قطعان المرتزقة يختالُ ويتبختر ويشيد ببطولات (داين كروب وبلاك ووتر)؟!.

وهل سمعتم الشيخَ ثورَ الاسلام (عيضة بن معيضة) وصوته يجلجل في تلك القناة المغتصبة المريضة؟

وهل رأيتم رئيسَ جماعة الناهين عن المعروف اﻵمرين بالمنكر وهو يتباهى ويفخر بما قصف طيران العُـدْوَان ودمّر؟

وهل.. وهل.. وهل؟.

ومع ذلك هذا الحزبُ لم يُحَـل.. ويطمعُ أن يكونَ له في مستقبل إدارة البلاد الموقعُ الأول.

دماء آلاف الضحايا من الأبرياء أطفالاً ونساء وشيوخاً.. آلاف النفوس التي أزهقت ظلماً وعدواناً.. البيوت والمنشئات القرى والمدن التي دُمّرت البشر والشجر والحجر الذي استهدف.

لا ولن تقبلَ أن تدوسَ أقدامُ الخونة العملاء ترابَ الوطن الغالي، الشعب اليمني العظيم لا ينسى ثأرَه ولا يفرط في أرضه وعِرضه وشرفه وكرامته.

ومن يعتقد أنه سينسى أعداءَه ومَن شارك في دماء أبنائه فهو واهم واهم.

+++++

مستقبل أنصار الله

حسن فرحان المالكي

أرى في البعيدِ – استراتيجياً- أن هذه الحربَ والتفاهُماتِ السياسيةَ ثم الصُّلح هي صورةٌ مُكَبَّرة لما جرى في الحربِ السادسة، سيتمدَّدُ أنصارُ الله بعدَها إلى أوسع نطاق، وستكونُ لهم شعبيةٌ تنتشرُ كالنارِ في الهشيم، ويكتسِبون سُمعةً كبيرةً لقُدرتِهم على مواجَهةِ تحالُفٍ دولي كبير)، فهم الذين في الواجِهة وفي صدارةِ مقاوَمة العُـدْوَان، لا سيما إذا تفرّغوا للفاسِدين الذين مسّوا بسُمعتهم في أصعب الظروف.

نعم هذا نموذجٌ مكبَّرٌ، هذه الحرب السادسة رقم ٢، قَــدّموا ما يُشبِهُ استسلاماً في الظاهر ثم اجتاحوا الشمالَ بسُمعةٍ كبيرةٍ وحُبٍّ وإيمانٍ ونظافةٍ وعملٍ على الأرض.

يحتاجون لسنةٍ واحدةٍ حتى يكونوا لسانَ اليمنِ كلّه وسلاحَه وعزَّه وشموخَه بل وإيمانه، ثم سنوات قليلة ليكونوا أكبرَ قوَّة في الجزيرة العربية، وإعادة صياغة جُزء كبير من ثقافة الإسلام الأولى، أعرف هذا في صدقِهم وتواضُعِهم وتضحياتهم وحيويتهم وقُدرتِهم على توظيف المشتركات.

لا سيما وأنهم لا يَدينون بفضلٍ لأحد، لا إيران ولا غيرها، لقد انزرعوا من رُوحِ القرآن ونورِ محمد وثقافةِ الإمام علي وشيءٍ من حكمةِ الحسَن وكثيرٍ من كربلاء الحسين مع تُربة اليمن الأصيلة.

ورغمَ الحربِ الكونية والخيانات وسُوء الإدَارَة وقلّة الخبرة وكثرة الدعايات إلا أنهم كانوا الواجهةَ، وثبتوا بهذا الإعجاز الذي ترَون.

 فالأمورُ تسيرُ نحوَ ما قلتُ، وتذَكّروا بداياتِهم.

هُـــمْ قَــدَرُ اللهِ الذي لا يُــرَدُّ.

إقرأوا السُّنَنَ الإلهية.

احفظوا كلامي هذا، وانتظروا، والله أعلمُ بالأمور، لكن هذا ما يظهَــرُ جلياً كأنني أراه بالعين.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com