ندوة بعنوان: العُـدْوَان ومواجهته.. قراءةٌ في خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي نظّمتها صدى المسيرة

صدى المسيرة: خاص

نظّمت صحيفةُ صدى المسيرة، أمس الأحد، ندوةً سياسيةً بعنوان “العُـدْوَان ومواجهته.. قراءة في خطابات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي” بقاعة المركز الثقافي بالعاصمة صنعاء.

الندوةُ حملت ثلاثَ أوراق قدّمها كُلٌّ من محمد المنصور رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والنشر-رئيس تحرير صحيفة الثورة وصلاح الدكاك رئيس تحرير صحيفة (لا) وكذلك الكاتب والباحث الأكاديمي حمود الأهنومي، وتناولت جَميعُها الأبعادَ والرسائلَ التي حملتها خطاباتُ السيد عبدالملك الحوثي والتي ألقاها في عدة مناسباتٍ من مراحل العُـدْوَان السعودي الأمريكي على اليَـمَـن.

وقدَّمَ المنصورُ ورقته بعنوان “قِــيادةُ ثـورةِ 21 سبتمبر وإدَارَةُ معــركةِ الصُّــمُــوْدِ بوجهِ العُـدْوَان” تحدث فيها أَن “هناك الكثير من الدروس المستفادةُ من مرورِ عامٍ على بدْءِ العُـدْوَان السُّـعُـوْديّ الأَمريكي التحالُفي الهمَجي، مصحوباً بحصارٍ شاملٍ على اليَـمَـن أرضاً وإنْسَـاناً، دونَ أن يتمكَّنَ العُـدْوَان بكُلِّ إِمْـكَـاناتِه وَقُدراته البشرية والماديّة الهائلة من تنفيذِ أَهْـدَافه المعلنة”.

وتناول ضمن الورقة التي قدّمها، العلاقة المشبوهة التي استولدت العدوان، إذ يقول المنصور: “تكشّفت على مدى أيام العُـدْوَان العلاقةُ الوثيقةُ للنظام السُّـعُـوْديّ بالأَمريكان والصهاينة، واتضحت طبيعةُ مشاركتهم في العُـدْوَان على اليَـمَـن، وكان السَّـيِّـدُ قد كشف المخطَّطَ والدورَ الأَمريكي الصهيوني البريطاني قبل بدء العُـدْوَان ضمن رؤية واسعة لطبيعة الصراع الاستعماري على اليَـمَـن والمنطقة وخيراتها ومواردها، ولما فيه مصلحة الكيان الصهيوني وتفوقه وبما يخدُمُ مراميَه إلَى ضياع القضية الفلسطينية ومقدسات العرب والمسلمين”.

وأضاف: “لقد أذكى خطابُ المسيرة القرآنية في مختلف أَوْسَـاط الشَّـعْـب اليَـمَـني جذوَة الوعي بخطورة المشروع الصهيوني الاستعماري لليَـمَـن للمنطقة، وشكّل هذا الخطاب الثوري الرافض للهيمنة والتبعية مصدر قلق للنظام السُّـعُـوْديّ العميل الذي سعى إلَى محاربته والقضاء عليه منذ انطلاقته في العام 2002م وكانت الحروبُ الظالمة على صعدة منذ 2004 وحتى منتصف 2010م ذروةَ الاستهداف والتآمُرِ على اليَـمَـن والمشروع الثقافي القرآني، الذي مثل في السنوات الماضية رافعة أَسَـاسية لمناهضة المشروع الصهيو أَمريكي في اليَـمَـن والمنطقة، واضطلعت السُّـعُـوْديّة بدور المنفذ للإملاءات الأَمريكية والصهيونية من خلالها عُـدْوَانها التحالفي المجرم على اليَـمَـن”.

أما صلاح الدكاك فقدّم ورقته بعنوان “قراءةٌ في خطاباتِ سَـيّـدِ الثورة السيّد عبدالملك الحوثي.. النسجُ لا التكويم”، قال فيها إن “خطاباتِ السَّـيِّـد الناجمة عن جذرية المقاربة، لا تتفاجأ ـ وإن كانت تتألم ـ إزاء انتقال الصراع من طور أقل حدة إلَى طور أعلى حِدَّة، من حيث كُلفته على العامة، إذ أنها لا تنطلقُ في استشرافها لأُفُق الصراع البعيد، من رؤية عاطفية قائمة على سوء الظن بـ(الآخر) العدو، أَوْ على حُسن الظن به، وإنما من إيمانٍ بصوابيةِ موقفها إزائه، وجهوزيتها لمواجهة ردود فعله بالمتأتي من إِمْـكَـانات مادية، في ظلِّ يقين صلبٍ بأن مطلق َالقوة لله وبالله وأن النصرَ في التزامِ نواميسه على طريق مقارعة الاستكبار والانحياز للمستضعفين، أياً كانت التضحياتُ فإنها (تضحياتٌ مثمرةٌ وإيجابية)، فالبديلُ هو (الاستكانةُ والخضوعُ والتغاضي الأعمى) الذي لا يُعفي أصحابَه من وخيمِ التبعات، قَدْرَ ما يضاعِفُ من حالة (الإذلال والهوان والشقاء والعناء)”.

وقال الدكاّك في جُزئية أُخْــرَى من الورقة التي قدمها في الندوة أَن “فخطاباتُ السَّـيِّـد عبدالملك كقائد للمسيرة القرآنية وللثورة لا تصدُرُ عن أكاديمي يزاول التقميشَ والقَضْمَ في رُطُوبَةِ دهاليز المكتبات، ولا عن منصة سجالات سياسيّة تقليدية مترفة، حيث الظفر بدرجة علمية مشفوعة بعلاوة، والظفر في جولة انتخابية، هو السقفُ الأعلى المستهدَفُ تحقيقُه عبرَ سياق من الأحابيل اللُّغوية المحشودة”.

وأضاف “إنما هي خطاباتٌ اختمرت ولا تزالُ تختمرُ في خضم التحدّيات الموضوعية المباشرة وغير المباشرة والمنظورة وغير المنظورة بعد، على مسرحِ الواقع قُطرياً وإقليمياً ودولياً، وتتمظهرُ مغايرتُها القِيَمِيّةُ من كُونِها خطاباٍت رافضةً لاختلالات الواقع ومجابهة لانحرافاته، على النقيض للخطابات السياسيّة السائدة والمتكيِّفة مع اختلالات الواقع والمتصالحة مع انحرافاته بل والمستثمرة في وحل اختلالاته وانحرافاته والمتكسبة منها”.

وقدّم الباحثُ حمود الأهنومي “قراءة في البُعد الديني والإنساني في خطابات السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي” اعتبر فيها أَن “أهمية خطابات السيد القائد سلام الله عليه وتنظيراته تكمن في أنها خطابات تعالج واقعا يعايشه الناس، وتنظيرات ترافق التطبيقات، وتعالجها، وتصحح مسارها، هناك من المنظرين من يمكنه أن يزخرف الكلمات، وينمق العبارات، ولكنها لا تجد مستنداً يدعمها، ولا واقعاً لاختبارها، فيجعل متلقيها في حيص بيص من أمره، إن الكلمة التي تأتي من واقع، أو تذهب إليه، هي الكلمة التي يجب أن يتوقف عندها الحكماء والناقدون، لا ليس هذا فحسب، بل إن خطاباته أيضا خطابات قائد عالم عظيم ثبتت جدارته وكفاءته وحنكته وحكمته وفلسفته وقيادته في محطات مختلفة، ومنعطفات قيادية خطيرة”.

ومن ذات الخطابات يستنتج الأهنومي قُرب قائد الثورة من خالقه فيقول: “من أول يوم في العُـدْوَان وهو يبشر شعبنا وأمتنا الإسلامية وأحرار العالم جميعاً، بأن هذا العُـدْوَان متوعّدٌ بالهزيمة، وأن هذا الشعب موعود بالنصر”، في خطاب 20 مارس 2016م قال للمعتدين: “مهما كانت إمكانياتكم فأنتم في موقف الضعف وموقف الخزي”، “مهما كانت إمكاناتكم فالله أقدر والله أكبر والله أعظم وهو إلى جانب شعبنا”، وأذاع فينا سوياً أن الله وعدنا النصر حين قال: “الله قال (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله) هذا وعد من الله”، ولا بد أن ينتصرَ المؤمنون به. يقول: “نحن في هذا الشعب رهاننا على الله اعتمادنا على الله متوكلون على الله، وهم متوكلون على أمريكا، ورهانهم على أمريكا، ومتوكلون على أمريكا”، “والله للاعتماد على الله أعظم عزا وأضمن نصرا من الاعتماد على أَي أحد في العالم”، “عامل القوة أننا معتمدون على الله وهم معتمدون على أمريكا”.

واستطاع المشاركون في الندوة أن يوضحوا جوانبَ كثيرةً من الرسائل التي حملتها خطابات قائد الثورة في الفترة الزمنية المرتبطة بالعُـدْوَان على اليَـمَـن وأبعاد تلك الخطابات كُلّ بحسب البُعد الذي حمله عنوانُ الورقة التي تم تقديمُها.

وشهدت الفعاليةُ حُضُوراً من قبَل المهتمين والباحثين إلى جانب حضور كبير من قبل الإعلامين والصحفيين والوسائل الإعلامية، فيما نقلت قناة المسيرة وإذاعات سام إف إم وصوت الشعب والمسيرة وقائعَ الندوة على الهواء.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com