ذريعةُ الإرهاب..بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي

السعودي يتحدث عن نفسه كوسيط وهذه نكتة، ولا يمكن أن يجلب السعوديّ السلام والأمن والاستقرار لنفسه ولتحقيق طموحاته الاقتصادية إلا بسلام الشعب اليمني ورفع الحصار عنه.

 

عملت أمريكا من وقت مبكر على تهيئة الظروف لظهور الإرهاب الذي يخدم مصالحها، والذي لديه الاستعداد لتنفيذ خططها في أماكن عديدة من العالم، وخَاصَّة في العالم الإسلامي.

فقبل انهيار الاتّحاد السوفيتي، كنا نسمع عن العمليات التي يُطلق عليها “إرهابية” في أُورُوبا والتي كانت تنفذها التنظيمات اليسارية، وقد تم تصنيفُ الكثير منها على أنها تنظيمات إرهابية.

وبعد انهيار الاتّحاد السوفيتي، شعرت أمريكا أن عدوها القادم هو الإسلام والمسلمون (الحقيقيون)؛ فاستبقت الأمر وبدأت بتجهيز تنظيمات إسلامية مسيطَرٍ عليها لا تومن إلَّا بالقتل والسحل لتنفيذ أهدافها، وقد استغلت أمريكا العائدين من أفغانستان؛ لتنفيذ مخطّطها؛ وحتى يكونوا النواة للتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي سوف يتم نشرها في الدولِ المستهدَفة؛ لفرض الهيمنة الأمريكية عليها.

وَإذَا قارنا بين الإرهابِ في اليمن والإرهاب في السعوديّة سوف نجدُ ما يؤكّـدُ على أن أمريكا استخدمت الإرهاب كذريعة للتدخل في شؤون تلك الدول، ففي الوقت الذي كان معظم الإرهابيين يحملون الجنسية السعوديّة، وهي الدولة التي تخضع للهيمنة الأمريكية المطلَقة، إلَّا أنه لم يتم رصد عمليات إرهابية في المدن السعوديّة إلَّا بشكل محدود نفذها أفراد من داعش أَو القاعدة خلال العقود الماضية.

وأمَّا في اليمن فبعد عودة العائدين من الحرب الأفغانية، بدأنا نسمع في الإعلام الخارجي عن تورط يمنيين في عمليات إرهابية مثل: مشاركة يمنيين في عملية إسقاط طائرة مدنية في نيروبي – كينيا –، وعملية محاولة تفجير طائرة عن طريق وضع المتفجرات في حذاء أحد الركاب تم تجهيزه في اليمن، وعملية رصد طرد متفجر في دبي قادم من اليمن، ولا نعلم حقيقة تلك الادِّعاءات، ولكن ما نعلمه أن أمريكا كان تواجُدُها في اليمن محدودًا خلال تلك الفترة، وعندَ ما لم تتمكّن من تحقيق أهدافها من خلال تلك الادِّعاءات، فوجئنا بعملية تفجير المدمّـرة الأمريكية كول في ميناء عدن، والتي تم في إثرها قيام أمريكا بإرسال قوات عسكرية إلى مطار وميناء عدن بدون إعلام سلطات البلاد الرسمية، كما صرح بذلك الرئيس الأسبق على صالح في وقته.

وبعد هذه العملية، بدأت الضغوط تزداد على السلطة آنذاك، حيث فُرِضَت عليها الموافقة على مطاردة الإرهابيين من خلال طائرات الدورنز، وبعدها ألزمت السلطة بتدمير الأسلحة اليمنية؛ بذريعة منع الإرهابيين من الاستفادة منها، ثم استمرت أمريكا بممارسة الضغوط عليها؛ حتى تمكّنت من مصادَرة القرار اليمني وفرض هيمنتها على البلاد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com