في لقاء القائد (ح2)

 

عبدالغني الزبيدي

عن علاقتنا بإيران سألتُ السيد عبدالملك الحوثي: هل سيؤثِّرُ التقارُبُ الإيراني السعوديّ على مسار المعركة بيننا وبين التحالف وبالذات بيننا وبين السعوديّة؟

بمعنى هل سنقومُ بعمليات عسكرية داخل العُمق السعوديّ إذَا اعتدت علينا السعوديّة أَو على الأقل تلكَّأت في تنفيذ المطالب المحقة لشعبنا؟

أجاب السيد، متسائلاً: هل تذكُرُ التصعيدَ الذي حدث من قِبَلِ الإمارات في شبوة (عسيلان) وباتّجاه مأرب؟

قلت له: نعم..

قال: قبل ذلك التصعيد كانت الإمارات قد (رتَّبت) علاقاتها مع إيران، ورفعت مستوى التبادل الدبلوماسي إلى مستوى السفراء، ورفعت مستوى التبادل التجاري بينهما إلى درجة كبيرة جِـدًّا.. وعندما شعرت الإمارات أن الإخوةَ في إيران صاروا مرتاحين لهذا التحول في العلاقة.. ذهبوا للتصعيد في شبوة، وحشدوا قواتٍ كبيرةً، وشنوا غارات جوية على مناطق شبوة وبعض مديريات مأرب، معتقدين بل ومطمئنين أننا لن نستهدفَ الإمارات، طالما أن الإيرانيين قد أصبحوا على علاقة جيدة معَهم..؛ فكان لديهم وَهْمٌ بل اعتقاد جازمٌ أننا بدون إيران لن نقومَ بضرب العُمق الإماراتي.

ولكن ماذا حصل حينها؟

قُمنا بضرب مطار أبو ظبي والقاعدة الجوية الأمريكية فيه، ودخل الأمريكيون الملاجئ، وأرسل الأمريكيون لنا (عبر طرف ثالثٍ) صُوَرَ الضربة وآثارها وصُوَرًا تحدِّدُ عبرَ الأقمار الصناعية وطائرات التجسُّس أماكنَ انطلاق الصواريخ والطائرات المسيَّرة في محافظة الجوف.. وفعلاً نحن أطلقناها من هناك.

واستدرك القائد: (بالمناسبة الأمريكيون هدّدوا حينها إذَا قُمنا بضربةٍ أُخرى فسيقومون بإرسالِ قوات لاحتلال الجوف) قلنا لهم: تفضّلوا… وقمنا حينها بتنفيذ ضربة ثانية من مناطقَ لم يستطع الأمريكيون بأقمارهم الصناعية وطائرات التجسُّس التي كانت منتشرةً فوق تلك المناطق تحديدَ مكانها..؛ وهو ما سبَّبَ صدمةً لابن زايد، وأعلنوا سحبَ قواتهم وقوات المرتزِقة التابعة لهم.

بعد تلك الضربةِ شعرنا أن الإخوةَ في إيران تفاجؤوا، بل (وانزعجوا) منها.. ولمَّا عاتبهم (الإماراتيون)… ليش سمحتوا لمن أسموهم (الحوثيين) بالقيامَ بهذه الضربات؟

رَدَّ عليهم الإخوةُ في إيران: نحن لا نتدخَّلُ في مسألة دفاع اليمنيين عن أنفسهم، ولا نتدخلُ في طريقة إدارتهم للمعركة؛ فهم من يقرّر متى وكيف وأين يضربون؟

قلت للسيد القائد: يعني رغم أننا نشكِّلُ تحالفاً، ورغم أن العالم ما زال يتحدث ويروِّجُ بأن إيران هي من (تديرُ) المعركة ولديها خبراءُ في اليمن فَــإنَّها لا تتدخَّلُ، أَو على الأقل (ما بتخبروها) أنكم ستقومون بعملية عسكرية داخل العُمق السعوديّ أو الإماراتي؟

أجاب القائد.. قائلاً: الإخوةُ في إيران وقفوا معنا ومع مظلوميتنا بصدقٍ وإخلاصٍ ووفاءٍ قلَّ نظيرُه، وتحمَّلت إيران تبعاتٍ كبيرةً؛ نتيجةَ وقوفها معَنا: سياسيًّا وإنسانياً، وفي مجالات شتى، وصار بيننا وبينهم علاقةٌ استراتيجيةٌ هدفُها وغايتُها فلسطينُ ومواجهةُ الكيان الصهيوني وضمن محور المقاومة.. غير أن الميزةَ التي تتميَّزُ بها القيادةُ في إيران أنها تحترمُ حلفاءَها، ولا تفرض عليهم أموراً لا يقبلونها، وهي في الغالب تقدِّمُ (مشوراتٍ)، وتترك لنا الخيارَ في القبول أَو الرفض.

قلت له: هذا يعني أن إيران لن تفرِضَ علينا أيةَ شروط بعد علاقتها المتطوِّرة مع السعوديّة؟

قال: سبق أن وضحت لك ما جرى مع الإمارات والوَهْمُ الذي وقعوا فيه.. الأمرُ نفسُه ينطبقُ على السعوديّة.. بل إن الإخوة في إيران قالوا للسعوديّة في أكثرَ من مناسبة: إن مِلَفَّ الحرب أَو السلام والنقاشَ حولهما لا يكونُ إلا مع القيادة في صنعاء، ولن نتدخلَ إلا إذَا توقَّف العدوان وطلب منا الإخوةُ اليمنيون المساعدةَ في تقريب وجهات النظر؛ للوصول إلى السلام.. وأعتقد (والكلام لا يزال للسيد) أن السعوديّين فهموا ذلك.

سألتُ السيد القائد: هناك خلافٌ كبيرٌ بين ابن سلمان وابن زايد، وتنشُرُ وسائلُ الإعلام أن الخلافَ (حادٌّ) وذلك حول مِلفات كثيرة.. هل لديكم معلوماتٌ حول أسباب هذا الخلاف؟ وهل مِلَفُّ الحربِ على اليمن وتقاسُمِ (النفوذ) ضمن هذه الملفات؟

أجاب القائد: لو قلتُ لك سراً لم أتحدث به لأحد غيرِك من الإعلاميين.. (طبعاً انتفخت بداخلي وقلتُ والله صرت مهماً).. قلت مَـا هو يا سيدي؟

قال: لتعرفَ حجمَ الخلاف وإلى أية مرحلة وصل.. طلبت الإمارات منَّا عبرَ شخصيات عربية تربطُنا بها علاقةٌ طيبة.. أن نقومَ بتوجيهِ ضرباتٍ قويةٍ وموجعةٍ للسعوديّة وللمنشآت الاقتصادية السعوديّة في منطقة (نيوم).. ولكننا لم نُلقِ أيَّ اهتمام لذلك.. وقلنا: نحن سنضرِبُ السعوديّةَ والإماراتِ إذَا استمر عدوانُهم وحصارُهم واحتلالُهم لبلدنا.. (بصراحة ذُهِلْتُ من هذا الكلام، وتوقفت عن الأسئلة في هذا المجال، وانتقلت إلى أسئلة أُخرى.

للحديث بقية..

وستشملُ الحلقة القادمة.. قضيةَ التصنيع العسكري، ومن أين استفدنا في خبرات التصنيع؟.. وما علاقة إيران وكوريا الشمالية؟، وهل كانت روسيا من ضمن الدول التي مدَّتنا بالخبرات؟ ومَـا هو الصاروخُ الذي انتجه الخبراءُ اليمنيون كصاروخٍ متفرِّدٍ.. وطلبت إيران الحصولَ على معلوماتٍ عنه؟

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com