الاستراتيجيةُ الفُضلى للغلبة..بقلم/ أم كيان الوشلي

 

﴿إنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شيئاً إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.

غباء هو تصديق الكتب التي تحتوي على تعليمات ترشد قارئيها إلى كيفية مواجهة المصاعب، وتحدي ظروف الحياة والتكتيكات التي تساعدهم على إغاظة العدوّ، وكيف ترفع ضغط خصومك وما إلى ذلك من عناوينَ ومحتوياتٍ الكثيرُ منها لها تأثيرٌ شيطاني في ضرب زكاء النفوس وتقوى القلوب، وزرعِ التشاحن والبغضاء، وطمسِ مبدأ العفو وكظم الغيظ، وهذا ما يهدف له العدوّ الذي تخدُمُه مثلُ هذه التحَرّكات التي تسعى لضرب الأُمَّــة من الداخل، عبر المعلومات التي تقدَّم عبر الإعلام: المرئي، والمقروء، والمسموع.

بينما اللهُ سبحانه وتعالى عبر التوجيهات القرآنية يقدم جميع الحلول لعباده سواءً للفرد أَو للمجتمع للقادة أَو الشعوب، حلول عظيمة لها تأثيرها الإيجابي والواسع، واستراتيجيات تخدم الإنسان الملتزم بها والمتحَرّك بموجبها، ومن هذه الاستراتيجيات (الاستراتيجية الفُضلى للغلبة) والتي توضح في البداية من هم الأعداء الحقيقيون للأُمَّـة أَو للفرد، وهم الذي لا يحبون الخير لأحد، وبالتالي يُقدم الحل الإلهي الذي يوجِّه بأهميّة الصبر والتقوى في مواجهة العدوّ ورد كيده.

وهذا ما يتجلى في واقع الحياة من خلال صراع الخير والشر؛ فمن يتق الله ويوكل أمره لله يكن هو الغالب مهما كانت إمْكَانيات عدوه ومهما كان مستوى كيده وقدرات حلفائه، وهذه السنة الإلهية تجلت في حرب اليمن والسعوديّة، فبرغم إمْكَانيات دول العدوان والسعي الحثيث لإلحاق الضرر بالهُــوِيَّة الإيمانية والانتماء القرآني، وإذلال الشعب اليمني العظيم، إلا أن جميع هذه المساعي خابت، وأصبح كيدُ قوى الشر مكشوفاً ظاهراً لا يضُرُّ القلوبَ المؤمنة، الصابرة المتقية، المتولية لأعلام الهدى.

وهذا بفضل وعد الله لمَن التزم بالصبر والتقوى، والتي تتجلَّى في كُـلِّ تحَرُّكات أنصار الله، ابتداءً من التعامل مع الأسرى، وتجنّب التعدي على المواطنين السعوديّين، عند استهداف المنشآت السعوديّة، وانتهاءً بالالتزام بوقف العمليات العسكرية أثناء الهُدَن، رغم اعتداء العدوّ، وكيدِه ومكرِه واستكباره وتجبُّره.

استراتيجيةُ الغلبة وضعها اللهُ وعداً عظيماً للصابرين المتقين من المستضعَفين، وهي وصفة علاجية فعَّالة لإصلاح المجتمعات، ومواجهة التحديات والصعوبات التي نواجهها في الحياة، يجب أن تكونَ في قلب كُـلّ محارب، مضطهد، مستضعف، معتدًى عليه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com