مـن جُبِّ الهيمنة اليهودية مرت قافلةُ الصرخة..بقلم/ كـوثر العزي

 

باتت العُروبة اسماً والإسلام أيقونة يتستر بها قادة وعُلماء أقزام، والإنسانية كذباً مخفية، والضمائرُ متصهينة، والحرية فعلاً ماضياً، والتحرّر من القيود فعلاً ساكنًا، والتلبية فعلَ أمر، وحُكام من أصول عربية، خريجو جامعات يهودية، ارتضوا لشعوبهم الجمود، والانتكاسة، ارتضوا لهم طأطأة الرؤوس، وتدنيس النفوس، جعلوا منهم خُدِّاماً وأدوات رخيصة.

حُروبٌ ناعمة تمكّنت من المنطقة، ونهشت الدين، وتلاعبت بالعادات والتقاليد، ارتمت العُـروبةِ في قعر الجب اليهودي؛ سعياً وتلبيةً لنيل رضا الموساد الإسرائيلي، جُب عميق جِـدًّا، وحل يغرق من سقط أكثر وأكثر، عروبة غفت في القلوب، وضمائر باتت مقيدة بقيود الرقود التام، باتت اليهود اليوم في الساحة العربية هم الآمر الناهي، لهم الطاعة وعلى الأُمَّــة العربية التسليم.

ما أن تمكّن اليهود من الأُمَّــة الإسلاميةَ، إلا وعاث فيها الفساد، ونشر في ربوعها الدمار، ولوث هوائها بالغازات وبارود الصواريخ، وبحارها مخلفات البارجات، باتت ربوعها رهينة اللون الأسود، سلبوا ألوان الربيع، لا غرابة فهم من قال الله عنهم وفي قوله تعالى: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا”، تصريح واضح في القرآن الكريم عـن مدى بغض اليهود والمشركين للإسلام والمسلمين، مدى بغضهم للأُمَّـة الإسلامية ودينها ومنهجها.

تمكّنت اليهود من الجزيرة العربية، وبثت دائها في جذورها فصلبت الهُــوِيَّة الدينية، وتلاعبت بالقوانين الدنيوية، وجعلتهم كالأنعام بل أضل سبيلاً، إلا من رحم ربي، وأراد بهم نصر دينه وإعلاء كلمته، مـن اليمن تحديداً محافظةُ صعدة، هبت رياح نقية تزيحُ غبرة الهيمنةِ اليهودية، تُنير وتضيء كمشكاة لمن يرجو الخلاص مـن ذلك الجب اللعين، جاءت الصرخة من أسد الله وليث الأحرار “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”، بعد أن رأى الشهيد القائد أن قوى الهيمنة والاستكبار أمريكا وإسرائيل ومن يتحالفون معهما، يسعون للسيطرة على الأُمَّــة، الأرض والإنسان والمقدرات، وبناء ترسانة حربية في المناطق العربية وجعلها ساحة صراع، وحلبة منافسة.

يُعد الشعار، محور الارتكاز للمسيرة القرآنية؛ هو المسار النظري، والحقيقة الواضحة لمسيرة كرست جهدها في العداء لليهود والنصارى، فالتشكيك في مضامينه أَو النقاش في مفاهيمه، ليس إلا علامة من علامات النفاق ودليلاً على موالاة اليهود والنصارى، وعدم تلبية نداء الله، في البراءة من أعداء الدين.

فالصرخة سلاح وموقف بالعزيمة والثبات وقوة الإرادَة، والتمكّن من تفريقِ تجمعات العداء، فالصرخة رهبة كبيرة في قلوبهم قد تجعلهم كأعجاز نخلٍ خاوية، له دوره الفاعل كسلاح عسكري ذي تدمير شامـل.

الشعار آلية صمود، تضحية وانتصار، ما أنجزتهُ الصرخة منذ عامها الأول وليومنا هذا فارق كبير وتغير واضح ونقلة نوعية جبارة حتى في الجانب العسكري وفي البناء والتصنيع الحربي، وَإعادة بناء شعب مفعم بالعنفوان وعدم الرضوخ والتسلم، وحكومة للشعب لا الشعب للحكومة، كالبقية تصبُ عائدات تلك الدول وثروات الشعوب لمصالح العدوّ الأكبر.

حتى في الجانب السياسي كان لها دور فاعل؛ فالصرخةُ جرعة توعية، موقف ثابت وموحد، موقف دفاعي للدين والوطن.

سطوع شعاع الشعار الذي ملأنا عزة وصار قوتنا وخصيم أعدائنا، في طيات الخمس الكلمات وجد عزنا، وانبثقت كرامتنا ووجدنا عروبتنا، وأنقذنا الله من جُب الهيمنةِ، وأصبحنا اليوم في القافلةِ نسير ونهتفُ بها حتى نصل أنحاء العالم، نكمل مسيرة شهيدنا وقائدنا مُنذ 17 من مايو لعام 2002م ما زالت الصرخة لليوم ذات مفعول جبار ونصر محتوم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com