جحيمُ الحرب أَو نيران السلام..بقلم/ محمود المغربي

 

يدركُ الجميعُ أن معركةَ الأنصار والشعب اليمني لم تكن بالمعركة السهلة، بل كانت من أعظم المعارك والحروب التي خاضها البشرُ بعد الحرب العالمية الثانية، كما أن الأنصارَ والشعبَ اليمني لم يختاروا هذه المواجهة، ولم يكن لهم خيارُ رفضها أَو القبول بها، بل فُرضت عليهم ولم يكن أمامهم إلا التصدي لها والدفاعُ عن الوطن والنفس.

ولم تكن تضحياتُ الأنصار ومَن وقف معهم بالتضحيات السهلة أَو البسيطة، بل كانت تضحياتٍ عظيمةً وكبيرةً وباهظةً وصعبةً عليهم؛ فلا أحد في هذا العالم يقبل بتقديم أرواح أبنائهِ أَو إخوانه أَو روحه هو إلا إذَا كانت المعركة والقضية مقدَّسة، كما هي معركةُ الشعب اليمني؛ وحتى لا يكونوا مضطرِّين لتقديمِ ما هو أعظمُ من الحياة نفسها: عزة وكرامة وشرف وعرض كُـلّ يمني!

الجميعُ يعلمُ أن المواجهةَ كانت مع عدوٍّ جبانٍ وقذرٍ وبلا أخلاق أَو قيم، كما أن الجماعات التكفيرية الإجرامية كانت جُزءاً من جيشه، وأن السعوديّ والإماراتي وذلك الجيش لن يتوقفوا عند تحقيق النصر وهزيمة الأنصار ومن معهم، بل كان العالم والشعبُ اليمني سوف يشهدُ أعظمَ وأبشعَ مجازر وجرائم الذبح والاغتصاب والتنكيل والإبادة الجماعية في تاريخ البشرية؛ وهذا ما دفع بالأنصار والناس الشرفاء إلى الخروج والتصدي والصمود وبذل الغالي والنفيس؛ في سبيل هزيمة وإيقاف هذا العدوان.

وما تقوم به القيادةُ السياسية الآن من جُهدٍ وتقديمٍ للتنازلات والصبرِ على تصرفات وأكاذيب عدو بلا شرف يأتي بدافعِ الحرصِ على السلام، وتجنيب الشعب اليمني جحيمَ العودة إلى تلك المعركة، وتقديم مزيدٍ من الدماء الطاهرة، وتلك التضحيات، مع علم القيادة أن العدوَّ أراد من السلام أن تكون ناراً تحرقُ اليمنيين وبأن المعركة لم تتوقف، بل انتقل العدوّ إلى شنِّ عدوان ومعاركَ مختلفةٍ وأكثرَ قذارةً تشيطنُ الأنصارُ وتستهدفُ وتستنزفُ شعبياتهم وانتصاراتهم وتضحياتهم، ومع ذلك تتمسك القيادةُ بهذا المسار رغم خطرِه على حركةِ الأنصار مقدِّمة التضحيات؛ ليس خوفاً أَو هروباً من جحيم المواجهات العسكرية التي تعوّد الأنصار عليها منذ اللحظة الأولى لهم في هذه الحياة، وربما بعضُهم قد تعلَّم حملَ السلاح قبل أن يتعلمَ الوقوفَ على قدمَيْها؛ حتى أصبحت لهم عادةً يَبْرَعون فيها؛ بل حرصاً منهم على هذا الشعبِ الذي يعاني وتكبَّدَ الكثيرَ من ويلات هذا العدوان والحصار؛ ورغبةً منهم بالسلام وتجنيب الأُمَّــة مزيداً من الصراعات البَينية والانقسامات التي يغذّيها الأمريكي والصهيوني والبريطاني، وتفويت الفرصة عليهم؛ لعلَّ وعسى أن يفهمَ النظامُ السعوديُّ خطرَ ما يُحاكُ ضِدَّه وضِدَّ الأمّة كُلِّها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com